تجديد العلبة السوداء


1891294_10201721962952992_1448216329_nتجديد العلبة السوداء في الجزائر

لفهم طبيعة الامور وما يجري على الساحة الوطنية يجب ان نعرف من يملك السلطة في الجزائر اليوم،سلطة المال،سلطة الاعلام،سلطة القوة، اللوبي الثقافي الفرانكوفوني.
سلطة المال ويمتلكها الآن ارباب العمل وعلى راسهم عشرات المليارديرات الجدد الذين استفادوا من كل التسهيلات في فترة حكم بوتفليقة وفترة ارتفاع اسعار البترول،هؤلاء استفادوا من قروض خيالية عن طريق المحسوبية والرشوة والتدخلات الفوقية،واستفادوا من اعفاءات جمركية وتصريحات جمركية خاطئة ,فنهبوا الملايير من جبايات الجمارك ومن التهرب الضريبي الكبير، كما استفاد بعضهم من الحصول على مشاريع مربحة كبيرة بمبالغ خيالية في قطاعات الاشغال العمومية والسكن واستيراد التجهيزات لمختلف الوزارات والمؤسسات العامة.

اما سلطة الاعلام فهي مسيطر عليها من طرف المخابرات ومن طرف لوبي الرئاسة والبقارة،فمؤسسات كالشروق والنهار شقت طريقها بتدعيم كبير من اطراف في السلطة عبر الاشهار والمطابع وبالمقابل فمهمتها هي الترويج للنظام والتغطية على فشله وفساده بتخذير الرأي العام وتزوير الحقائق.

واخيرا سلطة القوة العمومية والجيش وهي مقسمة الى مخابرات شرطة درك وجيش،دستوريا وقانونيا كلها تتبع لرئيس الجمهورية القائد الاعلى للجيش،كل قوة تستعمل في الوقت المناسب وفي المكان المناسب حسب مقتضيات الوضع.

اما اللوبي الفرنكوفوني فهو موجود في الجزائر من زمن فرنسا, وقد تقلد عناصره مناصب كبيرة بعد الاستقلال, وتواجد في الادارة والبنوك والتعليم والثقافة وحتى في الجيش،هذا اللوبي مهمته هو محاربة اي توجه عروبي او اسلامي في المدرسة الجزائرية, وفي قطاعات كالاعلام والثقافة كذلك،اما في الاقتصاد فقد وقف هذا اللوبي دوما ضد الاستثمارات العربية ويشجع الاستثمارات الفرنسية وعمل على ابقاء الادارة والبنوك تعمل بالفرنسية.

الشيء الملاحظ ان سلطة الشعب والقضاء ضلت دائما غائبة او مغيبة ، ربما تلجأ أطراف في السلطة الى الشعب والشارع وتسخره لتحقيق أهدافها متى رأت حاجة لذلك.
فالقضاء الساهر على تطبيق القانون ومعاقبة اللصوص اصبح يعاقب صغار المجرمين واللصوص ويحمي الكبار منهم،كما ان المجلس الوطني المشرع والواضع للنصوص فقد صلاحيته لصالح رئيس الجمهورية الذي يشرع بمراسيم حسب هواه ومصالحه،وحتى عندما يطلب منه التشريع فهو يشرع نصوص وقوانين تحت الطلب وليس حسب الارادة والرغبة الشعبية.

العلبة السوداء في الجزائر تحتوي على عناصر تتحكم وتمتلك السلطات التي ذكرتها ، وعناصر العلبة السوداء تتجدد حسب التطورات والانقلابات الداخلية والدعم الفرنسي الغربي.
بعد الاستقلال وحتى وفاة بومدين تجمعت خيوط اللعبة في يده ومعه مجلس الثورة وبارونات الافة لان،غير ان وفاة بومدين ومجيء الشاذلي بن جديد سمح لعناصر اخرى بالدخول الى العلبة، وهؤلاء هم ضباط فرنسا الذين كانوا تحت رقابة بومدين وكان يحد من نفوذهم ، ورجال المال وكان يضع سقفا لاستثماراتهم،هؤلاء تسللوا خلال فترة الثمانينات واستولوا على مقاليد الحكم مع بداية التسعينات وتخلصوا من الضباط الوطنيين وازاحوهم من هرم السلطة,وهؤلاء مع اللوبي الفرنكوفوني هم من قاموا بانقلاب سنة 1992 وورطوا كل الجيش والامن والمجاهدين بعد ذلك.

ان ازمة التسعينات ساعدت على تغيير مكونات العلبة السوداء،حيث صنعت الظروف الامنية الخاصة اقطاب داخل المؤسسة العسكرية، قطب المخابرات بقيادة الجنرال توفيق اصبح يوازي والدفاع وقيادة الاركان بقيادة الجنرال خالد نزار ثم الجنرال محمد العماري، وقد وقعت اختلافات داخلية جزئية حول طرق معالجة الازمة، غير ان نجاح الجنرال اسماعيل العماري والعقيد ايوب وفريق المخابرات في تحييذ الايياس وتوقيع اتفاق الهدنة ومن ثم انهاء الصراع الدموي،هذا النجاح فتح المجال لانهاء دور الرئيس زروال الامني وفتح المجال لمجيء الرئيس بوتفليقة ودوره التمييعي والبزنسي.

في نفس الوقت الذي كان الصراع على اوجه بين الجيش والامن والجماعات المسلحة ،وبينما كانت الكثير من الرؤوس تتساقط وكيان الدولة يواجه خطر السقوط ،كانت هناك مجموعة من خفافيش الظلام تتصيد الفرص للإغتناء على انقاض الاقتصاد الوطني الذي قارب على الانهيار،هاته المجموعة من التجار وبعض العسكريين كانوا في انتظار تهاوي مؤسسات بومدين لتستولي عليها باسعار زهيدة، وساعدهم صندوق النقذ الدولي بشروطه لتحرير الاقتصاد الجزائري،فسرح الالاف من عملهم وتوقف الانتاج الوطني ليتم تعويضه بالاستيراد.

الخلاصة هي ان توقف عنف التسعينات، ودخول الليبيرالية المتوحشة الى الجزائر ،وصعود كبير لاسعار المحروقات وخلط السلطات وضعف القانون جعل المستحيل ممكنا للكثير من الديناصورات, ليصبحوا سوبر ميليارديرات في وقت قصير, مما دفع بالثروة لتتركز في ايديهم، وينتج عن ذلك ضياع العدالة الاجتماعية وتهميش الريف, وتقسيم المدينة الى احياء فقيرة او غيتوهات واحياء شعبية واحياء راقية…..واغتيال اي حظ في خلق طبقة وسطى واعدة تحرك الاقتصاد وتخلق الفرص.
وبوفاة وانقراض عناصر فاعلة في العلبة السوداء من عسكريين وبارونات سياسية محسوبة على عهد الشرعية الثورية,نشأ جيل جديد من الجنرالات الخبزيست ، شباب ومثقفين،والغير مسياسين،كما نشأ جيل من الديناصورات المالية وهذان الفريقان هما الآن يشكلان اهم مكونات العلبة السوداء….وربما هما شريكان في صناعة رئيس الجزائر القادم والذي سيخلف بوتفليقة قريبا, ومن الضروري كذلك الإشارة الى ان قوة الرئيس بوتفليقة مستمدة من منصبه وصلاحياته, ومن رجالاته من أرباب المال والأعمال, ومن ضباط ساعد في ترقيتهم وتعيينهم في مراكز حساسة,بعض هؤلاء يشكلون توازنا لصالح ال بوتفليقة داخل العلبة السوداء.

احسن بوشة

هذه حصيلة بوتفليقة خلال 15 سنة من الحكم


2014_Abdelaziz_bouteflika_59_600_536832676
هذه حصيلة بوتفليقة خلال 15 سنة من الحكم

 عبد السلام سكية / حسان حويشة

ميثاق السلم.. تلميع صورة الجزائر دوليا ودعم حرية الصحافة

 مقتل 17969 إرهابي وتعويض 10 آلاف مغتصبة وألف مليار لتعويض المسرّحين

تتحدث وثيقة حصيلة الرئيس بوتفليقة، 1999 ـ 2014، عن جهوده لإعادة السلم الاجتماعي، وتم التركيز بالخصوص على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كما تتناول ما تم تحقيقه في مجال بناء دولة القانون وتحسين الحكومة، كما عرجت على التحديات التي مرت بها الدبلوماسية الجزائرية.

22.6 مليار دينار للجوانب المالية والمصالحة

وتقول الوثيقة ــ تحوز الشروق على نسخة منها ـ أن ميثاق السلم والمصالحة حقق خمس نقاط أساسية، هي اعتراف الجزائريين بالفاعلين في الحفاظ على الجمهورية الجزائرية، واتخاذ إجراءات مخصصة لتعزيز الأمن، وأخرى في المصالحة، ورابعة لدعم التكفل بالمفقودين، وإجراءات لدعم التماسك الاجتماعي، وأخرى للتكفل بالمخلفات المالية، لتطبيق ميثاق السلم، حيث خصصت السلطات العمومية، غلافا ماليا قدر بـ22.6 مليار دينار، منها 6.634 مليار دينار كتعويضات فقط.

وتقدم الوثيقة حصيلة لما تم تحقيقه، فمن 31 جويلية 2008، تم إحصاء 8023 حالة مفقود تم قبول 5704 ملف، منها 5579 تم تسوية وضعيتها بصفة نهائية، ورفض 934 لعدم الاختصاص الإقليمي، أو وجود اسم المعني في قائمة الأشخاص المتوفين في صفوف الجماعات الإرهابية، أو أن الشخص المفقود لا يزال البحث جاريا عنه من طرف قوات الأمن، إضافة إلى أسباب أخرى، ولتعويض الحالات السابقة تم تخصيص 371.45 مليون دينار، و1.32 مليار دينار كتعويضات شهرية.

كما تضمنت الإجراءات المتخذة تطبيقا لميثاق السلم، توظيف 858 أخصائي نفسي للتكفل بالأطفال الذين تضرروا من المأساة الوطنية، زيادة على تخصيص حصة سكنية للأرامل وأبنائهم بمعدل 100 سكن في كل ولاية.

تعويض 10 آلاف مغتصبة وألف مليار لتعويض المسرّحين

بحسب التقرير، تم إصدار مرسوم في فيفري 2014، يتضمن تعويض النساء اللائي تم اغتصابهن كضحايا المأساة الوطنية، وتم إرسال المرسوم التنفيذي كتعليمة تتضمن تقديم تعويضات لضحايا الإرهاب من خلال مرسوم 1997، وفي هذا الإطار يقول التقرير حول هذه النقطة أن 10 آلاف امرأة استفادت من الأحكام، حيث لم تجبر على تقديم شهادة طبية تثبت الاغتصاب، حيث تم اعتماد شهادة من طرف مصالح الأمن.

كما تحدث التقرير، عن الإجراءات المتخذة لفائدة المسرّحين من العمل خلال المأساة الوطنية، فمن تاريخ 31 جويلية 2008، تم استقبال من قبل المصالح المختصة20511 شخص، تم بموجبه معالجة 9861 ملف، تم التأشير بالقبول على 5430 ملف، حيث تم إصدار 1368رأي بإعادة إدماج، و 4008 رأي بالتعويض، وتم تخصيص 1.038 مليار كغلاف مالي للتعويض.

القضاء على 17969 إرهابي.. و3.38 مليار دينار لتعويض عائلاتهم

وتناولت الوثيقة المساعدات التي منحتها الدولة للعائلات، التي انخرط أحد أفرادها في صفوف الجماعات الإرهابية، وبحسب الأرقام تم تسجيل 17969 قتيل في صفوف الجماعات الإرهابية، وتقدم للمصالح المختصة لإثبات الحالة 18945 شخص، ونتيجة لذلك تم معالجة 12646 ملف، تم قبول 7702 بصفة نهائية، ولا يزال 139 ملف في طور الدراسة، فيما رفض 4805 ملف، لأسباب متعلقة بعدم الاختصاص الإقليمي، أو تلقي المعنيين تعويضات وفق آليات أخرى، أو أن البحث الاجتماعي أثبت عدم أحقيتهم في التعويض، حيث منحت السلطات العمومية تعويضا إجماليا لتلك العائلات قدره 3.38 مليار دينار.

11 إجراء لبناء دولة القانون

وتتناول وثيقة حصيلة الرئيس بوتفليقة، في شقها الثاني، الإجراءات التي تم اتخاذها في سبيل ما تم تسميته “بناء دول القانون وتحسين الحكومة”، وتم تضمينها في 11 إجراء، ومن ذلك تعزيز دولة القانون، ومنح الشرعية للمؤسسات المنتخبة، مكافحة الفساد وتبييض الأموال، مكافحة البيروقراطية، تحسين الخدمة العمومية وإصلاح العدالة.

هذه مكاسب الجزائر على الصعيد الدولي

وتحت عنوان “مكاسب الدبلوماسية الجزائرية”، تحدثت الوثيقة عن ما اعتبرته إنجازات وتحديات مرت بها الجزائر على الصعيد الخارجي، منذ وصول بوتفليقة إلى الحكم عام 1999، وتم التأكيد من خلال الوثيقة “عودة الجزائر إلى المحافل الدولية والحضور المتميز لها، كما تحدثت عن إعادة هيكلة مصالح وزارة الشؤون الخارجية”.

142 جريدة في الجزائر

وتحدث التقرير كذلك عن حرية التعبير والإعلام، وأكد أن الفترة بين 2009 / 2013، عرفت ارتفاع الصحف اليومية من 78 جريدة إلى 142، وتم منح 36 اعتماد لإصدار جرائد في سنة 2012 ، و39 في سنة 2013، مع الإشارة إلى إصدار قانون الإعلام سنة 2012، والقانون العضوي المتعلق بالنشاط السمعي ـ البصري هذه السنة، وتتحدث الوثيقة عن تكوين الصحفيين الذي بلغ في الخمس سنوات الماضية 5664 شخص.

دعم مشاريع “لونساج” و”الكناك” وتعزيز النقل والأشغال العمومية

2.7 مليون مسكن.. و260 مليار دينار لامتصاص البطالة

طبقا لحصيلة الرئيس بوتفليقة، فإنه في القطاع الزراعي تم اعتماد استراتيجية للتنمية المستدامة منذ 2006، ثم سياسة التجديد الريفي اعتبارا من 2008، وتجديد الاقتصاد الزراعي 2009 / 2013، وكلها سياسات تركزت حول تدعيم وتعزيز الأمن الغذائي للبلد، وتخلل كل ما سلف ذكره مسح لديون الفلاحين والمربين، والتي كانت في حدود 41 مليار دينار، وتمكين المنتجين الصغار من الاستفادة من برامج دعم أخرى، منها تسهيلات ضريبية، ضبط التوزيع وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع. وبالنسبة للموارد المائية تم إحصاء 72 سدا، منها 60 دخلت الخدمة، و13 محطة للتحلية وأكثر من 2000 مليار دينار.

وعرف قطاع السكن، توزيع 2.7 مليون وحدة سكنية، حيث تم إطلاق عدة صيغ مكّنت من تحسين ظروف حياة الساكنة، فضلا عن تخصيص برامج مناطق الهضاب والجنوب الكبير، ببرنامج قدر بـ90 ألفا و56 ألف وحدة سكنية على التوالي.

وعرجت حصيلة بوتفليقة، على البرامج التي مست تحديث المنشآت القاعدية، على غرار النقل بجميع أنواعه، حيث حاز النقل البري على غلاف مالي ناهز 30 مليار دولار، ومس جميع أنواع النقل البري، وبلغت شبكة السكك الحديدية 3800 كيلومتر في 2013، بعدما كانت 1769 عام 2000، كما أن القطاع استفاد من ميزانية خلال الخماسي المنقضي قدرت بـ2816 مليار دينار لإنجاز 6000 كيلومتر أخرى بزيادة 330 بالمئة.

وتحدثت الحصيلة عن مشاريع “الترامواي” التي دخلت الخدمة، والمشاريع التي ستشهدها 6 مدن أخرى، وتدشين مشروع مترو الجزائر، وإطلاق مترو وهران وإطلاق دراسات لمشاريع بولايات أخرى، وتعزيز النقل بالتيليفيريك، ومشاريع صيانة لـ12 ميناء تجاريا، وتحديث 25 منشأة للنقل الجوي، وتعزيز أسطول الجوية الجزائرية التي استفادت من 600 مليون أورو لتحديث وتجديد الأسطول.

طرق وطنية وطرق سيّارة

وركزت الحصيلة على قطاع الأشغال العمومية، الذي أنجز 9000 كيلومتر جديدة، وتسليم العديد من الطرق السريعة على غرار الطرق الاجتنابي الثاني للعاصمة، حيث تم تخصيص ميزانية بـ3132 مليار دينار، حيث ستبلغ شبكة الطرق الوطنية والطرق السيارة 117 ألف و498 كيلومتر.

ناتج داخلي خام فردي يقارب 6 آلاف دولار

وفي الشقّ الاقتصادي والاجتماعي، استعرضت حصيلة الرئيس المنتهية ولايته عضلاتها بجملة من الأرقام والأغلفة المالية، وتحدثت عن التحسن الملحوظ للتوازنات العامة للاقتصاد الوطني، بتضخم تراجع من 5 بالمئة عام 1998، إلى 3.3 بالمئة نهاية 2013، وارتفاع احتياطات الصرف من 4.4 عام 99 إلى 194 مليار دولار عام 2013، وتراجع المديونية من 25 مليار دولار عام 99، إلى أقل من 5 مليار دولار بتراجع قدر بـ86 بالمئة.

وبخصوص الناتج الداخلي الخام فقد ارتفع إلى 17 ألف مليار دينار، أما الناتج الداخلي الخام الفردي فقد ارتفع من 1801 دولار عام 2000، إلى 5764 دولا نهاية 2013، فضلا عن ارتفاع الأجر الأدنى الوطني المضمون خلال 15 سنة بنسبة 134 بالمئة.

وعرفت الحماية الاجتماعية تطورا هي الأخرى بدخول بطاقة الشفاء الخدمة منذ 2009، ووصل عدد البطاقات المسلمة 9 ملايين و18 ألفا و951، بمجموع قارب 30 مليون مستفيد منها، إضافة إلى إعادة النظر في معاشات المتقاعدين بزيادة 5 بالمئة عام 2009، و15 إلى 30 بالمئة عام 2012 .

معركة الحد من البطالة

ووصفت حصيلة بوتفليقة، سياسته لمجابهة البطالة بمثابة المعركة الحقيقية، بعد أن رصدت لها غلافا ماليا قدر بـ260 مليار دينار، منها 150 مليار دينار مخصصة لإدماج أصحاب شهادات التعليم العالي والتكوين المهني، و80 مليارا لخلق مؤسسات مصغرة، وتخصيص قروض بصفر بالمئة فوائد عن القروض البنكية الموجهة للشباب البطال في إطار “لونساج” و”كناك”. وتم تخصيص 130 مليار دينار للإدماج المهني، ما مكّن من خفض البطالة من 29.8 عام 2000، إلى 9.8 عام 2013، منها خلق 3 ملايين منصب عمل ما بين 2010 و2014.

ومكنت آليات وكالة “أنام” من تثبيت مليون بطال، وتعتزم بلوغ 300 ألف أخرى خلال 2014، بينما مول صندوق “كناك” 86 ألف مشروع مكّن من خلق 162 ألف منصب عمل، أما وكالة “أونساج” فقد مولت 159 ألف مشروع ما بين 2009 / 2013، ومكن من خلق 436 ألف منصب عمل، وتتطلع عام 2014 لتمويل 70 ألف مشروع، وخلق 189 ألف منصب عمل.

ولم تستثن حصيلة بوتفليقة قطاع الجالية، بإجراءات شملت التسيير القنصلي والإداري، والحماية القضائية والقنصلية للرعايا، فضلا عن عمليات إجلاء الجزائريين في مناطق التوتر على غرار ليبيا وسوريا وإفريقيا الوسطى، والبحارة المخطوفين والمعتقلين في العراق وغوانتانامو، فضلا عن التكفل بجثامين المهاجرين المتوفين في الخارج، وتمكينهم من الاشتراك في الصيغة بـ 25 أورو فقط.

الرئيس الأسبق اليامين زروال يوجه رسالة إلى الجزائريين


2014_Zeroual_600_124237975مراجعة الدستور في 2008 وفتح العهد الرئاسية أفرغ التداول ومسار التقويم الوطني

 الجيش كان دائما صمام أمان للبلاد والعباد

خرج الرئيس الأسبق، اليامين زروال، عن صمته ليوجه رسالة إلى الجزائريين أمس، عبّر من خلالها عن انشغاله جراء الظروف التي تعيشها البلاد، وهي على بعد أقل من شهر عن موعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 أفريل المقبل.

وقال زروال في بيان من أربع صفحات، اطلعت عليها “الشروق”، إن الظروف التي تعيشها البلاد اضطرته إلى الخروج عن واجب التحفظ الذي لطالما التزم به، ودفعته إلى إصدار هذا البيان. وكان يتحدث هنا عن “سلسلة من الأحداث والتصريحات غير المعهودة، عشية استحقاق انتخابي”، وضعته أمام “واجب أخلاقي” يحتم عليه التعبير عن موقفه، الذي يتقاسم من خلاله المشاعر والمخاوف مع الجزائريين”.

لا يُمكن لأي ضمير أن يبقى غير مبال

ولاحظ الرئيس السابق أن ما يحدث هذه الأيام على الساحة الوطنية لا يمكن أن يترك ضمير أي مواطن غيور على استقلال البلاد ومنسجم مع قيمه وتضحيات أبنائه، “غير مبال” بما يحدث، سيما وأن البلاد خرجت لتوها، يضيف صاحب البيان، من أزمة دفعت بسببها ثمنا باهظا.

وكانت الساحة السياسية والإعلامية قد عاشت في الأيام الأخيرة على وقع تجاذبات، كانت أبرزها تلك التي تسببت فيها عبارات غير محسوبة العواقب، صادرة عن عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، طالت فئة من الجزائريين (الشاوية)، وإن اعتبرها صاحبها مجرد “نكتة”.

الجيش في جاهزية لمواجهة كل الأخطار

وبعد أن حيا زروال الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك التي ساهمت في مواجهة الأخطار التي استهدفت استقرار البلاد، انتقد الهجمة التي تعرضت لها المؤسسة العسكرية، وقدّر بأن الهدف منها هو إضعاف “جهاز الدفاع والأمن الوطنيين مجددا”، بما يفتح المجال أيضا أمام الأخطار المتعددة التي تستهدف الجزائر، غير أن الجيش الوطني، يقول صاحب البيان، يوجد في جاهزية كاملة لمواجهة هذه الأخطار، بالنظر إلى نوعية رجاله وكفاءتهم الوطنية، يقول زروال، الذي اعتبر مثل هذه المواصفات كفيلة بتمكينهم من إكمال مهامهم وتأدية واجبهم في خدمة الأمة، مشددا على أن “الحفاظ على اللحمة بين أفراد الجيش وتماسك صفوفه في ظل احترام القانون وتعزيز قدراته العملياتية من أجل حماية الوطن، سيظل التماسك الداخلي للجيش الوطني وامتداده الشعبي، يشكلان، الاثنان معا، العاملين الحقيقيين لقوته”.

أدعو الجزائريين إلى الوحدة والحفاظ على الاستقرار

وانتقد الرئيس السابق التعديل الذي أدخل على الدستور في 2008، ولا سيما الجانب المتعلق بفتح العهد الرئاسية من خلال مراجعة المادة 74، وقدر بأن ذلك التعديل “أفرغ مسار التقويم الوطني من محتواه، ومن تحقيق مكاسب جديدة على درب الديمقراطية”. وهو الذي كان (مسار التقويم الوطني) يهدف إلى نقل البلاد إلى فضاءات جديدة على طريق الديمقراطية، مشيرا إلى أن مبدأ التداول على السلطة، الذي كرسه في تعديل 1996، إنما كان من بين أهدافه “تعزيز الانسجام الوطني وتقوية التضامن بين الأجيال، وتأسيس قواعد هيكلية لاستقرار مستديم”.

الديمقراطية علمتنا أن السلطة عليها قبول سلطة مضادة

وفيما بدا انتقادا للكيفية التي سيرت بها الدولة في عهد الرئيس بوتفليقة، كتب زروال: “علمتنا الديمقراطية في العالم أن الدولة القوية هي التي تقبل فيها السلطة التعايش مع سلطة مضادة”. وشدد صاحب الرسالة على أن “مبدأ الشفافية في الإدارة والشؤون العمومية وتسيير موارد الدولة وممارسة الحريات الشخصية والجماعية، تشكل ضمانا قويا للحكم الراشد، وأداة فعالة لمحاربة كافة أشكال التعسف والفساد”..

الرئاسيات القادمة آخر فرصة للجزائر

ونبّه زروال إلى أن العهدة الرئاسية المقبلة، تشكل الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى الجزائر، و”يجب أن تندرج في إطار تصميم وطني كبير، ووفق رؤية مشتركة حول مستقبل البلاد، يتقاسمها مختلف الفاعلين في الساحة الوطنية”.

خرجت عن واجب التحفظ بسبب الأحداث والتصريحات غير المعهودة

ورافع المتحدث لصالح “عهدة انتقالية تشكل المرحلة الجدية الأولى لتحقيق قفزة نوعية نحو تجديد جزائري أكثر تطابقا مع التطلعات المشروعة لأجيال ما بعد الاستقلال، وفي تناسق مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم”، وتابع: “لقد حان الوقت لتمكين الجزائر من الجمهورية التي يحق لها أن تشترطها على شعبها ونخبتها المستنيرة”.

مهمة ثقيلة معنويا وبدنيا لمن يريد أن يكون رئيسا

ولم يترك زروال الفرصة تمر دون أن يعرض إلى الوضع الصحي للرئيس المترشح، وقال: “الانتخابات الرئاسية شكلت دوما لحظة قوية في حياة الأمة وحدثا، وهنا فإن الأمر يعتبر شرفا عظيما بقدر ما يعد مهمة ثقيلة ودقيقة، سواء من الناحية المعنوية أم من الناحية البدنية بالنسبة إلى كل من يتطلع إلى الارتقاء إلى منصب القاضي الأول في البلاد، وقدر بأن “هذه المهمة، كي يتم أداؤها أداء مشرفا، تتطلب أن تحاط بجملة من الشروط، ومنها خصوصا تلك التي يمليها الدستور رسميا، من جهة، وتلك التي تفرضها قواعد الأخلاق البروتوكولية المرتبطة بممارسة الوظيفة”.

وإن أكد على أهمية الواجب الملقى على عاتق المواطن في الإدلاء بصوته في المحطات الوطنية الكبرى، فإنه يتعين على الدولة أن توفر أحسن شروط الشفافية والحرية حتى يتم احترام هذا الخيار ويؤخذ في الحسبان بشكل حازم”.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ياسف سعدي:كريم بلقاسم وعبَّان وبن خدة وسعد دحلب تخلُّوا عن الشعب


2014_yacef_saadi_4_854783773اتهم العقيد ياسف سعدي كل من كريم بلقاسم وعبان رمضان وبن يوسف بن خدة وسعد دحلب، بالتخلي عن الشعب والتهرُّب من مسؤولياتهم في إضراب الثمانية أيام الذي قرروه بعد أن قرروا السفر إلى تونس والمغرب، مشيراً إلى أنه غضب كثيرا من سلوكهم، وأنه بذل ما في وسعه من أجل أن لا يتمكنوا من السفر، كما سرد ياسف سعدي تفاصيل إلقاء القبض على الشهيد العربي بن مهيدي بعد الوشاية التي تعرض لها.

من تقصد بقادة الثورة الذين هربوا وتركوك وحدك في القصبة؟

بعد أن اتخذ قرارُ إضراب الثمانية أيام من طرف كل من عبان رمضان وبن يوسف بن خدة والعربي بن مهيدي وسعد دحلب وكريم بلقاسم، والذي كان يهدف في الأساس إلى إسماع صوت الثورة الجزائرية إلى الرأي العام العالمي وإلى هيئة الأمم المتحدة، وأن الشعب الجزائري وكل هؤلاء وعوض أن يبقوا إلى جانب شعبهم ويتقاسمون معه محنة الإضراب، فضلوا الهروب إلى خارج الوطن، وقد حاول بن مهيدي ذلك بدوره ولكن فرنسا ألقت القبض عليه قبل السفر إلى تونس.

إلى أين ذهبوا؟

هربوا إلى تونس والمغرب وتركوا الشعب لوحده، يواجه قمع المستعمر الفرنسي، نعم بعد أن قرروا الإضراب هربوا وتركوا الشعب في فم المدفع، لقد هربوا من جحيم فرنسا إلى حضن الأمان والحياة الهادئة، غضبتُ كثيرا وأقسمت ذلك اليوم أنني لن أتسامح معهم أبدا، فالثورة والمعركة كانت في الجزائر ولم تكن في تونس أو المغرب حتى يسافروا إلى هناك، وقلت لهم ليس من حقكم فعل هذا والتاريخ يشهد أن كبار المناضلين في العالم لم يتخلوا عن شعوبهم وكافحوا إلى جانبها فتشي غيفارا مازال حيا بين شعبه بسبب نبله وتضحياته والجنرال جياب وغيره كثيرون كذلك. وبعد ذهابهم، وقع عليّ ثقل المسؤولية لأنني توليت زمام الأمور في الجانبين السياسي والعسكري معا.

ماذا كان مصيرهم؟

قتل عبان رمضان وجبهة التحرير هي التي قتلته.

هل صدر حكم بالإعدام في حقه؟

لا، لم يصدر أي حكم ولكنهم قتلوه في المغرب، المهم مرت الثورة بأزمة كبيرة بسبب الخلط في العديد من الأمور، وسفر هؤلاء إلى الخارج، فالثورة كانت هنا في الجزائر ولم تكن في تونس أو المغرب كما سبق وأن قلت لك.

أُلقي القبض على العربي بن مهيدي في تلك الأيام، أليس كذلك؟

نعم، كان يحضِّر نفسه للسفر إلى جانب بقية الجماعة، وذهب إلى المكان الذي كنا نلتقي فيه بضواحي شارع محمد الخامس، وبعد الوشاية التي تعرَّض لها انكشف أمرُه أمام السلطات الاستعمارية فحاصرته وألقي القبض عليه بينما كان في تلك الغرفة التي كنا نلتقي بها.

من الذي وشى به؟

لا مصلحة لي في ذكر اسم الشخص الذي وشى به. عندما ألقي القبض عليه أخذوه إلى الجنرال بيجار، فسأله إن كان ينتمي إلى جبهة التحرير الوطني؟ فقال له العربي بن مهيدي: أنا مسؤول في الجبهة. وجرى بينهما حديثٌ مطول هدف بيجار من خلاله إلى تحويل العربي بن مهيدي إلى “بيَّاع”، ولأن العربي بن مهيدي كان شديد الذكاء لم ينجح في ذلك ونشأت علاقة بين الرجلين، وعندما سمع “مترون” بإلقاء القبض على أحد قادة الثورة قال: يجب أن نتخلص منه، فنقلوه إلى الحراش وهناك جاء أمرٌ من السلطات الاستعمارية بإعدامه لأنه لن يخدم الفرنسيين في شيء وكان يُلقب بـ”المدمن على الثورة”، خاصة وأن عدداً من الثوار الذين ألقي القبضُ عليهم أصبحوا يعملون لصالح السلطات الاستعمارية، وعندما وصل موعدُ إعدامه، أخذوه إلى المكان الذي سيُنفذ فيه حكمُ الإعدام، فطلب منهم عدم إغماض عينيه، وبعد أن نُفذ فيه الحكم، كتبت الجرائد الفرنسية أن “العربي بن مهيدي وُجد معلقا بقميصه” أرادوا أن يقولوا أنه انتحر وأنهم لم يقتلوه.

ما حقيقة ما حدث إذن؟

بعد أن تم قتله، جاء الرائد “أوساريس” أو “الكوموندو أوو” كما يلقبونه، وقام بتعليقه حتى يقال إنه قتل نفسه ولم يُقتل، أخذوه الى القطّار بعدها ليُدفن.

أوساريس قام بربط عنق العربي بن مهيدي بقميصه حتى يقول إنه انتحر ولم يستشهد

وبعد الاستقلال، حيث كان قد مر على استشهاده خمس سنوات قصدنا المكان رفقة أخته ظريفة بلمهيدي لنقل جثمانه ودفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية، ووجدنا أن آثار الرصاصات التي تلقاها مازالت على عظامه، وهذا أكبر دليل على إشاعة انتحار العربي بن مهيدي التي أطلقها الاستعمار الفرنسي، ولكن للأسف كل واحد يحكي حكاية عن وفاته، وآخر يتحدث عن تعرضه للتعذيب.

يقال إنك التقيت العربي بن مهيدي قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه، ما هو آخر حديث دار بينكما؟

التقيته قبل إلقاء القبض عليه في القصبة بشهرين وسهرنا وتبادلنا أطراف الحديث مطولاً.

لا.. أنا أقصد اللقاء الذي جمعك به قبيل إلقاء القبض عليه؟

ذلك اللقاء كان قصيراً.. التقيته وأخبرته بأن “الجماعة” يخبرونه بأنه عليه أن يلحق بهم من أجل السفر، كان معنا في القصبة وأرسلته إلى “السكالة”، حتى لا يعرف الشخص الذي بُعث لإخباره بأن الجماعة تنتظره في المكان من أجل السفر إلى تونس والمغرب، مكانه في القصبة. وقبل أن يذهب إلى السكالة قضينا اليوم معاً وتناولنا العشاء معاً كذلك، وتبادلنا أطراف الحديث قبل أن أرسله إلى السكالة.

لماذا لم تذهب إلى السكالة بنفسك لإخباره بالأمر وبمكان التحاقه بالجماعة؟

كيف أذهب بنفسي وقد كنتُ محل بحث السلطات الاستعمارية الفرنسية؟ كنت أحرص على عدم الظهور حتى لا يتم إلقاء القبض علي، فأرسلت الطفل عمر لإخباره بذلك.

ما هو أخر حديث دار بينكما؟

لم يكن هناك حديثٌ معيَّن، ولكن أتذكّر أنه قال لي: “أطلب من الله أن لا يبقيني حيا إلى غاية الاستقلال”، فقلت له: لماذا يا “الحكيم” -كما كنا نسميه- كل ما نبذله اليوم في سبيل الاستقلال والحرية ثم تتمنى أن لا تكون على قيد الحياة في وقت الاستقلال؟ فردّ عليّ وقال: “الآن نحن نتقاتل فيما بيننا من أجل من سيحكم، فما بالك بعد الاستقلال؟”، وروى لي قصة ذهابه إلى مصر من أجل إحضار بن بلة ومحمد خيضر وقال لي “ذهبتُ إلى مصر وطلبتُ من بن بلة ومحمد خيضر أن يعودا إلى الجزائر وقلت لهما: الجهاد في الجزائر وليس في مصر، أنتما تستمتعان هنا بالسلم والأمان والشعب يقاسي ويلات الجهاد والاستعمار في الجزائر”، ثم تابع بلمهيدي حديثه قائلا: “نحن في وقت الثورة كل واحد منا يريد أن يستولي على زمام الأمور وينفرد بالسلطةـ فما بالك بعد الاستقلال؟” وكأنه كان يشعر بحجم الصراع على الكرسي بين رفقاء السلاح والتصفيات التي ستقع لهذا الغرض بعد الاستقلال، فتمنى رحمه الله أن لا يعيش إلى غاية الاستقلال، فاستجاب الله لدعوته.

نعود إلى حديثنا عن الشهيد العربي بن مهيدي، من أرسلت له إلى السكالة لإخباره بمكان انتظار بقية الجماعة له؟

بعثت إليه الطفل عمر الذي أحضره إلى القصبة وبعدها إلى المكان الذي من المفترض أن يلتحق بالجماعة التي كان من المفروض أن يسافر معها، ولأنه لم يجدهم تركوا له رسالة مفادها أن يلحق بهم، وكنت قبلها قد زوّدته ببطاقة تعريف، وأنا الذي كنت أقوم بإصدارها كما أصدرت مثلها لعبان رمضان وكل الجماعة التي سافرت بعد أن استعنت بختم من أحد الأصدقاء العاملين بالبلدية، وعندما وصل العربي بن مهيدي إلى المكان وجد نفسه لوحده واكتشف أن الجماعة سبقته، وحدث ما حدث عندما اكتشف الاستعمارُ الفرنسي موقعه.

ماذا حدث بالضبط؟

حاصر عساكرُ فرنسا المكان وقاموا بإلقاء القبض عليه. وبالمناسبة أذكر أنه كان يقول لي دائما عندما يسمع عن الأشخاص الذين كانوا يرشدون فرنسا إلى مخابئ المجاهدين، إنه يتمنى لو يُلقى عليه القبض حتى يرى إمكانية صبره على التعذيب.

هذا يعني أن قضية لقائك به قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه لا أساس لها من الصحة؟

قبل أن يذهب إلى السكالة بيومين كان معي، وأنا من حضَّرت لقضية ذهابه إلى “حومة لقوَرْ” وزوّدته ببطاقة تعريف وطنية لأنني كنت أعرف شخصا في يعمل في البلدية ومنحني ختم البلدية، وكذلك أنجزت مثلها لعبان رمضان وغيرهم.

هذا يعني أنه مرّ عليك عندما جاء من السكالة؟

لا.. أنا من أرسلت لإحضاره إليّ لأن الجماعة التي يفترض أن يلحق بها غادرت، فحضّرت له الطريق من أجل اللحاق بهم، وبعثت معه الطفل عمر لمرافقته وإيصاله إلى المكان الذي من المفروض أن يلحق بهم من خلاله.

قلت لي إنك غضبت منهم على خلفية اتخاذهم لقرار السفر إلى كل من تونس والمغرب؟

نعم، وأرسلت إلى الكولونيل محمد قائد الولاية الرابعة وطلبت منه أن يمنعهم من السفر، لكنه لم يتمكن من ذلك وقال لي “هم المسؤولون ولسنا نحن”.

ألا يبدو نكراناً للجميل ما قلته بخصوص أن العربي بن مهيدي لم يكن يوما في العاصمة؟

أقسم لك أن العربي بن مهيدي لم يكن قائدا للعاصمة، كما أنه لم يكن يوما مطلوبا من طرف السلطات الاستعمارية، لأنه كان في لجنة التنسيق والتنفيذ التي كانت تسيِّر الثورة في كل أنحاء الوطن، وعندما جاء إلى القصبة أول مرة أنا الذي استقبلته.

يشاع عنك أنك دوّخت الاستعمار الفرنسي، بعد أن أصبحت قائدا للعاصمة، ما هي الإستراتيجية التي انتهجتها في ذلك؟

كنتُ لا أبقى في مكان واحد حتى لا يُلقى القبض عليّ، خاصة وأنني كنت محل بحث من طرف السلطات الاستعمارية، كما أن الله عز وجل منحني نعمة الحاسة السادسة وكان لي في القصبة 35 مخبأ، وعندما أتنقل بينها أتلحّف “الحايك” حتى لا يُكشف أمري، كما أنني كنت جد حذر في تنقلاتي.

تمكنت من القضاء على عدد من العسكريين الفرنسيين، كم كان عددهم؟

كانوا سبعة ضباط ولا أحب الحديث في هذا الموضوع.

نعود إلى مسارك، ألقت السلطات الفرنسية القبض عليك وحكم عليك ثلاث مرات بالإعدام، هلا رويت قصة إلقاء القبض عليك؟

القصة طويلة ولكن دعيني أرويها لك منذ البداية، كان يوجد شخص يدعى “قندريش حسان”، كان يتحرك في قهوة “بن كانون” وكان يقصدها لاعبو كرة القدم، وكنا نجتمع بها من أجل الاستمتاع بلعبة “الدومينو” والورق، أطلقنا على “قندريش” اسم “جودا” لأنه كان يشي بنا ونحن نلعب “الدومينو”، ولكن لم نكن نعرف أنه كان يحضِّر لضربنا والوشاية بنا لدى المستعمِر الفرنسي خاصة وأنه كان يشاركنا كل شيء حتى لعب كرة القدم، كما أنه كان من المعجبين بمصالي الحاج وكان يسكن في “زنقة بوعقاشة”، أذكر مرة أنني كنت مارا من المكان رفقة علي لابوانت من الحي الذي تسكن فيه المجاهدة جميلة بوحيرد وبلحفاف، ولأن تواجدنا بالمكان صادف تواجد دورية عسكرية من الحي، حاولنا الهروب خوفاً من إلقاء القبض علينا، ووجدنا باب بيت مفتوح فدخلنا فوجنا بالبيت المدعو “قندريش” وشخصاً آخر يُدعى “آدار” كان معنا في المنظمة السرية، أمام الحي الذي تسكنه جميلة بوحيرد والشخص الذي يدعى “الحفاف” فرفعوا أيديهم إلى السماء، فقلنا لهم: لم نأت لقتلكم، لقد هربنا من العساكر.. وأكدنا لهم أننا لن نصيبهم بسوء، وقمنا بشرح مبادئ الثورة لهم وأقنعناهم بها وبأن المناضلين الأحرار هم الذين قرروا القيام بهذه الثورة من أجل إخراج المستعمر الفرنسي من أرضنا، ولأن المسؤول على منطقة الجزائر “3”، وكانت العاصمة في ذلك الوقت مقسمة إلى ثلاثة مناطق، قد ألقي القبض عليه، فقد اقترحت عليهما أن يتوليا هذه المنطقة ونصّبنا “أدار” مسؤولا عليها و”قندريش” نائباً له بعد أن جربناهما.

ماذا حدث بعدها؟

خلال إضراب الثمانية أيام، اختفى غالبية المسؤولين خوفا من إلقاء القبض عليهم، وبحثت عن مسؤولي المنطقة الثالثة بالعاصمة فعرفت أنهم كانوا يختبئون عند الفنانة لطيفة، فكرت في طريقة للاتصال بقندريش وقررت أن أتصل بزوجته من أجل الوصول إليه، فقصدتها وقلت لها: إذا وصلك أي خبر منه فأرجو أن تبلغيني به، فجاءت إليّ بعدها بيومين وقالت لي: زوجي مازال على قيد الحياة ولكن “آدار” قتل. وبعدها ظهر “قندريش” والذي سمى نفسه “زروق”، وطمأنني وقال لي “لن نتوقف عن الكفاح” وأبدى لي استعداده التام لخدمة الثورة.

وفي يوم من الأيام كان يقيم في بوزريعة رفقة شخص يدعى باكال والشهيدة مليكة قايد التي كانت متزوجة من أخ الزهرة ظريف بيطاط، اقتحم العسكر البيت الذي كانوا يختبئون فيه بمساعدة من شخص يدعى مولاي علي – ورغم أنه خائن إلا أن اسمه أطلق على مستشفى بعد الاستقلال- وقد تمكن “باكال” من الهرب رغم أنه كان مصاباً وألقي القبض على قندريش “زروق”، أخذوه إلى سوسطارة وبمجرد أن شرعوا في التفاوض معه قال لهم “أنا مستعد للتعاون معكم” وأصبح فعلاً يعمل معهم دون أن نتفطن إلى ذلك.

ياسف سعدي:وريدة مداد انتحرت ولم تستشهد


2014_Yacef_Saadi_02_2014_490332359يواصل المجاهد ياسف سعدي في هذه الحلقة حديثه عن مسيرة كفاحه ونضاله في صفوف جيش التحرير الوطني إبان الاستعمار الفرنسي، حيث يكذب ويفند تفنيدا قاطعا ما تردد بخصوص قيادة الشهيد العربي بن مهيدي لـ”المنطقة الحرة” قبله، ولم يكتف بهذا فحسب بل جزم أن الشهيد العربي بن مهيدي لم يحمل السلاح يوما ولم يطلق رصاصة على المستعمِر في حياته، كما يؤكد أن وريدة مداد انتحرت ولم تستشهد، بالاضافة الى تفاصيل أخرى مثيرة.

كيف كنتم تتواصلون فيما بينكم؟

كنا نتواصل من خلال الرسائل التي كنا نتركها لبعضنا البعض في المحلات والمتاجر، بعد أن اتفقتُ معهم على ذلك، كما كنا نترك السلاح في محلات بيع الخضر والفواكه، وهكذا تمكنا من تنظيم أنفسنا والعمل بهذه الطريقة، كما كنا نترك رسائل التعليمات في تلك المحلات، وإذا ما كان الأمر يتطلب اللقاء فيما بيننا فإننا نلتقي، وكنا نحضر للهجومات التي نشنها على مختلف مراكز العدو من خلال وضع مخطط لتلك المواقع وتصويرها والنظر في إمكانية مساعدة الجزائريين الذين يعملون في الثكنات العسكرية الفرنسية.

وأذكر أن عبان رمضان وسويداني بوجمعة نفذا تفجيراً بأحد مراكز الاستعمار الفرنسي في بوفاريك بمساعدة ضابط في الجيش الفرنسي، ولأنه كان في عطلة في ذلك اليوم لم يُكتشف أمره، وبعد إتمام المهمات كانوا يلتقون في الشريعة من أجل تقييم الهجوم الذي نفذوه ضد العدو الفرنسي. فرنسا لم تكن تنتظر ذلك اليوم وانطلاق شرارة الثورة في كامل أنحاء التراب الوطني كان بمثابة الصفعة التي وجهناها لها.

وبعد تصاعد العمليات الفدائية في العاصمة، غيّرت فرنسا إستراتيجيتها لمحاربة الثورة وإجهاضها من خلال تقسيم جيوشها على مختلف أنحاء التراب الوطني وهذا ما أضعف شوكتها.

قامت فرنسا بإرسال المظليين لمحاربتكم والقضاء على الحركة الثورية في العاصمة.. كيف تعاملتم مع الموقف؟

فرق المظليين كانت تحت قيادة “ميترون”، الذي كان في ذلك الوقت وزيراً للعدل الفرنسي، والذي أعطى أوامر بقتل كل من يلقى القبض عليه، وهو الذي أعطى أوامر بإعدام الكثير من المجاهدين والثوار الذين كانوا معروفين في ساحة القتال في ذلك الوقت.

مثلا؟

كانت من بينهم شخصيات في الخارج وأخرى على التراب الوطني، أولهم الشهيد زبانا المعروف بشهيد المقصلة، وبعدها توسعت العملية لتشمل أشخاصا آخرين من بينهم مجاهدون كانوا في سجن سركاجي من الذين نفذوا عمليات ناجحة وتسببوا في إلحاق أضرار كبيرة بفرنسا وكانت الأولية في الإعدام لمن ألحقوا بها أكثر الأضرار، وقد أصدرت السلطات الاستعمارية هذه الأوامر تحت ضغط وتهديدات “الإقدام السوداء”.

لماذا ركزتم كفاحكم على تفجير المحلات؟

لأن عدد سكان القصبة والعاصمة عموماً كان قليلا مقارنة بالمعمّرين، ولذا كنا مثل الذبابة التي “تقرص وتهرب”، وكنا عندها نقوم بتفجير مقهى أو “ميلك بار”.

مؤكد أن السلطات الاستعمارية كانت ترد على تلك التفجرات التي كانت تصفها بسلوكات “متمردين” و”قطاع طرق”، أليس كذلك؟

هذا صحيح، هذا ما كانت فرنسا تسعى إلى نشره وترسيخه في الخارج، وحتى في أوساط الجزائريين، كانت الأقدام السوداء تهدد سلطات بلادها بالرد على تلك الهجومات أو إثارة الفوضى ولهذا أعطى وزير العدل الفرنسي أوامر بإعدام كل من يلقى القبض عليهم أو كل من يقوم بعمليات فدائية، كما فعلوا بزبانا وهو أول من أعدم، وقمنا بالرد على إعدام زبانا باغتيال 21 فرنسياً.

ولم تتوقف وحشية الاستعمار الفرنسي عند هذا الحد بل كانت تجمع الجزائريين من أطفال ونساء وشيوخ وتنقلهم في شاحنات وترميهم في البحر من أماكن عالية، وكنا نثأر من خلال العمليات الفدائية التي كنا نقوم بها، وكانت السلطات الاستعمارية الفرنسية ترد هي الأخرى بعمليات أخرى لتنتقم لضحاياها.

كيف كنتم تباشرون تلك الهجومات؟

عندما نقرر ضرب أو تفجير مكان أو جهة، نكلف شخصا بالقيام بجولة لاستكشاف الموقع، ودراسة إمكانية الهروب بعد تنفيذ التفجير وإمكانية إخفاء السلاح أو الأداة التي استعملها في الهجوم، وفي حال إذا ما كانت العملية كبيرة، فإننا نسخر لها عددا معتبرا من الجنود وهكذا نضع مخطط الهجوم.

من كان يقود “المنطقة الحرة” أي الجزائر العاصمة قبلك؟

لا أحد، وأنا أول من تولى قيادة “المنطقة الحرة”.

ولكن يقال إن العربي بن مهيدي هو الذي قاد “المنطقة الحرة” في البداية؟

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فأنا أول من قاد المنطقة الحرة ولكن كثيرين هم الذين أصبحوا يدّعون بأنهم كانوا أول من قاد العاصمة، وهو نفس ما نلاحظه اليوم من تسابق العديد ممن لم تكن لهم أدنى علاقة بالثورة إلى التبجُّح بإنجازاتهم إبان حرب التحرير رغم أنهم لم يفعلوا شيئاً.

لعبت دورا كبيرا في زعزعة السلطات الاستعمارية في بمنطقة العاصمة؟

استعملت عقلي وحنكتي والحمد لله، ورغم ما تعرضتُ له من سجن، وجسدي شاهد على الرصاصات التي اخترقته، إلا أنني والحمد لله مازلت هنا لأنقل رسالة رجال الثورة الذين استشهدوا في سبيل أن تنعم هذه الأجيال بالحرية. إن الإستراتيجية التي انتهجناها في محاربة العدو الفرنسي كانت وراء الرعب الذي أصاب فرنسا منا، فالعمليات الفدائية الكثيرة التي كنا نقوم بها أرهقت الاستعمار الفرنسي.

ما هو الشعور الذي كان ينتابك بعد الفراغ من المهمات الثورية التي كنت تشرف عليها أو تنفذها؟

شعورٌ يميزه الفرح بالنظر إلى ما تلحقه هذه العمليات من خسائر بالمستعمر العدو، ولكن من جهة أخرى كنت أبكي عندما أرى أشلاء وأعضاء البشر من ضحايا تلك التفجيرات متناثرة على الأرض، وهذا ما حدث لي عندما خططتُ لتفجير “كازينو دو لاكورنيش” الذي كان يتردد عليه الفرنسيون، والذي تكفل فيه شاب من تيزي وزو يدعى “امخلف” بوضع القنابل بداخله بعد إقناعه بذلك، وأجهشتُ بالبكاء بعد التفجير لأنني أصبت بالرعب وأنا أشاهد أشلاء الضحايا مترامية في المكان خاصة وان التفجير خلف عددا كبيرا من الضحايا، ولكن كنا ملزمين بفعل هذا لنجبر فرنسا على الخروج من أرضنا ومغادرة بلدنا.

تراجع نشاطكم الثوري بعد السياسة التي انتهجتها فرنسا لمحاربتكم، هل لـ”الحركى” دور في الخسائر التي ألحقها بكم العدو؟

بالتأكيد، ولكني أفضل أن لا أخوض في هذا الموضوع لأنني سآتي على ذكر أشخاص لا أريد أن أحرجهم أو أحرج ذويهم، وقد يتسبب الأمرُ في حرب كلامية بيني وبينهم.

ولكنك لست مطالبا بتسمية هؤلاء الأشخاص؟

بعد الوشايات التي حدثت، ألقت السلطات الاستعمارية القبض على عدد من المسؤولين في جبهة التحرير، وتعرضوا للتعذيب قبل أن يُقتلوا خاصة في إضراب الثمانية أيام.

على ذكرك لإضراب الثمانية أيام، كنت من بين المنظمين لهذا الحدث، أليس كذلك؟

كان ذلك من 28 جانفي 1957 الى 4 فيفري نفس السنة.

أنت من نظمتها؟

نعم، على مستوى العاصمة فقط.

كيف شرعت في التحضير لذلك؟

جاء العربي بن مهيدي إلى العاصمة بعد أن أرسلته لجنة التنسيق والتنفيذ للتحقيق في قضية القنابل التي كنا نستعملها في التفجيرات، واستفسر في البداية بخصوص إن كنا نحن من يصنع القنابل التي كنا نستعملها في التفجيرات؟ فأخذته إلى بيت جميلة بوحيرد، حيث كانت تصنَّع المتفجرات والقنابل في المخبر، وأذكر أنني أشرت إليهم وقلت له: هذا هو الفريق الذي يصنع القنابل، وكان من بين الفريق شابات وشبان، وقمت بتقديمه لهم ولكنني لم أخبرهم بأنه العربي بن مهيدي وأخبرتهم فقط أنه مبعوث لجنة التنسيق والتنفيذ للتحقيق في قضية صناعة القنابل، وإن كنا نحن فعلا من يصنعها أو جماعة الحزب الشيوعي، لأن اللجنة كانت ترفض مساهمة الحزب الشيوعي في الثورة، وكنت أكلف فريقا آخر بشراء المواد التي نستعملها في صناعة القنابل، وفرح كثيرا عندما تأكد أن تلك القنابل من صنعنا وليس من صنع أي طرف آخر.

وبعد الجولة التي قادته في مختلف أرجاء القصبة فضل بن مهيدي البقاء بها خاصة وأنه يصعب التعرف عليه بها لكثرة سكانها، وخصصت له عددا من الملاجئ ليقيم بها، وكلفت الطفل عمر بمرافقته في الطريق في ذلك الوقت وبقي بها إلى أن قرر السفر مع بقية الجماعة الذين اختاروا السفر إلى تونس أو المغرب.

وبعد أن تفطنت السلطات الاستعمارية إلى مكانه، اعتقلوه بضواحي “تيليملي” بالعاصمة، لقد اقتحمت السلطات الاستعمارية المكان واعتقلته.

من خطط لذهاب العربي بن مهيدي إلى المكان الذي ألقي عليه القبض به، ومن كان وراء الوشاية التي حصلت ضده، ولماذا لم يُلق القبض على الآخرين ممن كان سيلتحق بهم ويسافر معهم؟

القصة طويلة ولو رويتها لك، فستحصلين على مادَّة لتأليف كتاب كامل.

مهما كانت القصة طويلة فنحن بحاجة لسماعها إذا أمكن؟

السلطات الاستعمارية قبضت على العربي بن مهيدي بعد الوشاية التي حدثت في ذلك الوقت، عندما سمعنا بأن هيئة الأمم المتحدة ستتحدث عن الثورة الجزائرية بقينا ننتظر دورنا؛ أي الوقت الذي سنتحدث فيه عن الجزائر. بقينا ننتظر، وجاء العربي بن مهيدي وكان في ذلك الوقت يقيم عند الباشاغا بوطالب في القصبة.

من هذا هو الباشاغا بوطالب؟

كان نائباً في البرلمان الفرنسي، ولكنه كان يؤمن بأفكار جبهة التحرير الوطني، ورفض مغادرة القصبة والسكن في مكان لآخر، كما أنه كان يقول دائما إنه ينحدر من سلالة الأمير عبد القادر، كان يدعم الثورة ويوفر لنا الأكل والشرب ويخفينا في بيته، كما أنه كان ينقل إلينا أخبار العدو الفرنسي والمخططات التي كان ينجزها ضدنا، وليس هذا فحسب بل عثرت السلطات الاستعمارية على قنابل في بيته.

نعود إلى ظروف القبض على الشهيد العربي بن مهيدي؟

جاء العربي بن مهيدي رحمه الله في ذلك الوقت وحدثني عن قرب تطرق هيئة الأمم المتحدة إلى القضية الجزائرية وعن الإضراب الذي كنا نفكر في تنظيمه لإسماع صوت القضية الجزائرية للرأي العام العالمي، فقلت له: متى؟ قال: ربما بقيت ثمانية أيام، فقلت له: ثمانية أيام مدة طويلة، واقترحت أن نقلص مدة الإضراب إلى ثلاثة أيام، لأن فرنسا ستستغل الفرصة وتزرع عساكرها في كل مكان وتضغط على الجزائريين حتى تبرهن لهيئة الأمم المتحدة أن مطالب الجزائريين منفصلة عن مطالب جبهة التحرير الوطني، وأنهم يساندون فرنسا.

وفي اليوم الموالي التقيت العربي بن مهيدي، وقد أحضر لي 10 ملايين سنتيم من أجل دعم السكان خلال فترة الإضراب، نظرت إلى المبلغ وقلت له: هل تعتقد أن هذا المبلغ يكفي سكان العاصمة؟ القصبة فقط يعيش فيها 80 ألف نسمة فكيف سيكفي المبلغ للعاصمة كاملة؟ فقال لي “دبّر راسك”، ولأنني كنت ملزما بتوفير الأكل للسكان، فكََّرت في الاستعانة بالفنانين فذهبت إلى الإذاعة الوطنية، وطلبت مقابلة فضيلة الدزيرية وفريدة صابونجي وغيرهما من الفنانات اللائي وبمجرد رؤيتهن لي ارتعدن من الخوف فقلت لهن: لا تخفن فأنا بحاجة فقط لمساعدتكن، أنا بحاجة الى أربعين امرأة من أجل توزيع وصل لأن في وقتنا فقط المرأة هي التي بإمكانها أن تدخل البيوت بدون أي مشكل، وقامت تلك الشابات بتوزيع تلك الوصولات على كل العائلات المحتاجة حتى تتمكن من الحصول على ما تحتاجه من أطعمة، وطلبت من كل أصحاب المحلات الالتزام بتوزيع نصف سلعها على العائلات المحتاجة دون مقابل.

كيف كان رد فعل فرنسا إزاء الإضراب؟

ما قامت به فرنسا في حقنا لا يتصوّره العقل ولا يخطر ببال؛ فقد قامت بزرع 60 ألف جندي في العاصمة لتكسير الإضراب حتى يقولوا لهيئة الأمم المتحدة إن مطالب جبهة التحرير الوطني في واد ومطالب الشعب في واد آخر، وكانت فرنسا تعتقل كل من تجدهم في الشارع وتنقلهم الى مختلف المراكز المخصصة للتعذيب، وأملك قائمة بكل تلك الأماكن وأرشيفاً آخر يتجاوز أرشيف وزارة المجاهدين، كما أن المجاهدة وريدة مداد انتحرت في تلك الأحداث.

لكن المعروف أن وريدة مداد استشهدت، فكيف تقول الآن إنها انتحرت؟

لا.. وريدة مداد كانت جميلة جدا، ولأن الفرنسيين أرادوا انتهاك عرضها فضلت أن تنتحر وينتهي أمرها على أن يُهتك عرضها.

من هم القادة الذين اعتقلتهم فرنسا في الإضراب؟

القائمة طويلة وأكثر من 150 مجاهد معروف.

هل كان من بينهم العربي بن مهيدي؟

لا أبدا؛ فالعربي بن مهيدي لم يطلق رصاصة طيلة حياته كما أسلفت، ولم يكن مسؤولا عني، وكنت أعمل لوحدي في “المنطقة الحرة” لأن باقي القادة هربوا.

ياسف سعدي:العربي بن مهيدي لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار !


2014_yacef_saadi_4_8547837732014_Yacef_Saadi_01_2014_509725205
ياسف سعدي في حوار مثير لـ”الشروق” / الحلقة الأولى

العربي بن مهيدي لم يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار !

حوار: وردة بوجملين

يروي العقيد ياسف سعدي في هذا الحوار المطول والمثير لـ”الشروق”، تفاصيل مسيرة كفاحه ضد المستعمر الفرنسي، منذ طفولته إلى مرحلة الاستقلال، مرورا بأهم المحطات التي جمعته بأبرز قادة ثورة نوفمبر المجيدة وسبب خلافاته مع بعضهم، والتي جعلته يقزم بطولات العديد منهم وتخوين بعضهم، كما عرج ياسف المعروف بـ”تخوينه” لعدد من رموز النضال في الجزائر، بعد إلحاح شديد، على قصة إلقاء القبض على العربي بن مهيدي بعد الوشاية التي وقعت ضده، وملابسات القضية في ذلك الوقت، كما تطرق في النهاية إلى أسباب ابتعاده بعد الاستقلال عن حقل السياسة، حيث فضل الرجل التنازل عن منصب “وزير” الذي قلده إياه الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة، مفندا ما ورد في مذكرات السفاح أوساريس حول “خيانته للثورة وتقاضيه لمنحة من الحكومة الفرنسية إلى يومنا هذا”.

كيف بدأت قصة العقيد ياسف سعدي مع الكفاح ضد المستعمر الفرنسي؟

أذكر أنني كنت ورفاقي وعمري لم يتجاوز 13 سنة، نقوم بكتابة عبارات مناهضة للاستعمار على الجدران بالطباشير ونهرب، كنا في ذلك الوقت أطفالا صغارا، ثم انتقل الكفاح إلى الفنانين الذين يحيون حفلات الأعراس على غرار الفنان محمد العنقى، وبعد انقضاء العرس أقوم رفقة مجموعة من الشبان لأداء الأناشيد الوطنية وأناشيد أخرى عن فلسطين. وهكذا نشأنا متشبعين بالروح الوطنية.

انخرطت بعدها في “حزب الشعب” إلى جانب مصالي الحاج وغيره من قادة الحزب، وجاءت بعدها أحداث 8 ماي 45، وكنت وقتها أعمل كسكرتير في ثكنة عسكرية فرنسية، كان عمري في ذلك الوقت 17 سنة هربتُ خوفا من اكتشاف أمري رفقة صديقين لي خوفاً من اغتيالنا خاصة وأننا كنا من بين المشاركين في المظاهرات على مستوى العاصمة، وأصبحت بعدها أعمل مع والدي في المخبزة التي يملكها، ثم انخرطنا في “المنظمة السرية” وعملت مدرباً للمنخرطين في صفوف الثورة، حيث كنت أقوم بتلقين الفدائيين كيفية استعمال السلاح والطريقة التي يهجمون بها على العدو وكيفية رمي القنابل ومختلف التقنيات الخاصة بالقتال، وكل ذلك كان يندرج في إطار التحضير لثورة الأول من نوفمبر، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان بعد الخيانة التي حدثت في “المنظمة السرية”، وأصبحت إلى جانب كل من ديدوش مراد وعبان رمضان ورابح بيطاط محل بحث من طرف السلطات الاستعمارية، فهربتُ إلى فرنسا حتى لا يُكتشف أمري، وبعد سنتين هدأت الأوضاع فعدت إلى أرض الوطن واستأنفت العمل في مخبزة والدي كما في السابق وبقينا نترقب تطورات الوضع.

وفي تلك الفترة انعقد اجتماع جماعة الـ22، وكان زعماء النضال قد باشروا في إطلاق حملات التوعية لكسب تأييد الشعب وتوعيته بضرورة تفجير الثورة في كامل التراب الوطني، وعلى رأسهم بن بولعيد الذي كان في الأوراس، ديدوش في قسنطينة، رابح بيطاط، محمد بوضياف، بن بولعيد، كان هؤلاء يلتقون جميعا بالقصبة وكان ديدوش مراد يتكفل بإقامتهم في القصبة، لأنه من عائلة ميسورة الحال وكان يملك مخبزة، وعندما يفكرون في اللقاء أو الاجتماع يقصدون كشيدة الذي كان يملك محلّ خياطة، وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن قرروا تفجير الثورة، وأعقب ذلك انطلاق شرارتها في مختلف أنحاء التراب الوطني بعمليات فدائية.

ما هي المهمة التي كلفت بها عقب انطلاق الثورة؟

أذكر أنني كلفت في تلك المرحلة رفقة شخص يدعى “تشيكو” بقتل شخص يدعى لعزيب بعد أن منحوني السلاح من أجل ذلك، ولكنني فشلت بسبب خلل في المسدس، بعد ذلك ذهبت إلى مخبزة ديدوش مراد وبقيت انتظره وإذا بهم يخبرونني أنه في قسنطينة، بينما كان رابح بيطاط في ذلك الوقت قد التحق بالعاصمة، وقام هو الآخر بنصب كمين لعسكر فرنسا بالبليدة رفقة أوعمران وكريم بلقاسم، كما قتل بن بولعيد في ذلك اليوم فرنسياً.

وأذكر أنه في بداية الثورة طلب رابح بيطاط أن يعمل في العاصمة، والعربي بن مهيدي كان يحكم وهران، وديدوش مراد الذي سبق وأن عمل في قسنطينة طلبوا منه مواصلة الكفاح هناك، وكنت في ذلك الوقت مناضلا تحت قيادة ديدوش مراد.

وماذا عن العربي بن مهيدي؟

العربي بن مهيدي الذي كنا نلقبه بـ”الحكيم” كان في ذلك الوقت في وهران ولم يعمل يوما في العاصمة، والتقيته في وهران عندما ذهبت إليه لأبلغه بموعد الاجتماع الذي دعا إليه قادة الثورة لتقييم ما حققته في بدايتها. ولكنه كان عضواً في لجنة التنسيق والتنفيذ ولم يطلق رصاصة واحدة في حياته على المستعمِر.

كيف تعرّفت على رابح بيطاط؟

جاء رابح بيطاط ولم يكن يعرف أحدا، ولم يجد أحداً، لأنَّ الذين كانوا ينشطون على مستوى العاصمة كانوا يعرفون ديدوش مراد فقط، فقالوا له بإمكانك الاتصال بالمدعو مولود حمزاوي رحمه الله والذي كان يملك محلا لحلاقة الرجال، وبالفعل التقاه، فجاء به حمزاوي إليَّ وكنت عندها في مخبزة والدي، حيث أصبحت أعمل بعد حل المنظمة السرية.

وجاء بيطاط إلى المخبزة فأدخلته إلى غرفة داخل المخبزة، وأخذنا نتبادل أطراف الحديث، فقال لي “لم أجد أحداً، فقلت له: أنا هنا، وأعربت له عن استعدادي للجهاد ولتقديم كل الدعم للثورة واستضفته في بيتي. وبينما كنا جالسين معا قدمت له مبلغاً يقدر بـ7000 دج بقيمة الدينار الجزائري في ذلك الوقت، وضعتها على المائدة وقلت له: هذا كل ما أملك، ثم أردفت متسائلا: “هل نستطيع نحن الاثنين أن نواجه فرنسا بهذه الإمكانيات البسيطة؟”، فرد عليّ بلهجة مفعمة بالأمل والتفاؤل قائلا: “طيب، في الأول يجب أن نتواصل مع بقية قادة الثورة في مختلف أنحاء التراب الوطني”، فلم أعارض ذلك وبالفعل ذهبت إلى مغنية وباتنة وإلى السمندو -منطقة تقع بين قسنطينة وسكيكدة- للقاء ديدوش وذهبت إلى القبائل وذهبت إلى سويداني بوجمعة بمنطقة الشبلي من أجل ربط حبل التواصل فيما بينهم وإبلاغهم بموعد اللقاء الذي سيجمع قادة الثورة شهر جانفي لتقييم الثورة، وانضمّ عبان رمضان الذي كان قد غادر السجن في ذلك الوقت بعد أن قضى فيه مدة خمس سنوات وبقي في ميشلي تحت الإقامة الجبرية، وقال كريم بلقاسم في ذلك الوقت إنه لو كان عبان رمضان خارج السجن لكان ضمن جماعة الستة الذين فجروا الثورة بالنظر إلى الذكاء والحنكة اللذين كان يتمتع بهما، بالإضافة إلى وطنيته الكبيرة، جاء عبان رمضان إلى القصبة في ذلك الوقت والتحق بنا.

أنت من أحضره إلى القصبة؟

لا.. أعطيناه موعدا في القصبة، ولكن أنا من اصطحبه إلى المكان، وأخذته إلى بيتي حيث كانوا يقيمون ويجتمعون، ولم يكتشفوا أمري في ذلك الوقت بعد.

ومن كان يقيم في بيتك؟

رابح بيطاط، كريم بلقاسم، أوعمران وعبان رمضان، لمين دباغين الذي خرج فيما بعد من السجن، مهري كذلك كان قد غادر السجن فبعثناه إلى الخارج. أعود إلى حديثي لقد مكثوا في بيتي وأذكر أنني اقتنيت لهم بدلات جديدة من عند صديقٍ لي، وعند اجتماعهم قرروا عزل العاصمة عن أي نشاط ثوري.

كيف كانت ردة فعلك على اعتبار أنك كنت تنشط بالعاصمة في ذلك الوقت؟

عارضتُ ذلك القرار بشدة وأصررت على ضرورة أن تكون العاصمة من بين المدن التي يجب أن تُكثف فيها العمليات الفدائية وقلت لهم “أنتم مخطئون يجب أن نركز على العاصمة لأن أخبار الثورة ستنتشر في العالم بأسره وهذا هدفنا، بينما لو اقتصر عملنا الثوري على الجبال والولايات الداخلية فستبقى أخبارُها حبيسة تلك المناطق ولن يسمع بنا أحد، وبلغ النقاش بيني وبينهم حد التنازع، وفي الأخير قالوا لي “أتكل على ربي”.

ما هي الإستراتيجية التي انتهجتها في بادئ الأمر؟

ركزت على استقطاب خيرة المثقفين الذين كانوا يترددون على قهوة التلمساني بالقصبة، والذين شرعوا في الدعاية للثورة من أجل تجنيد المناضلين وكذا ضمان التموين للثورة، بينما بقيت أنا مع رابح بيطاط الذي أرسلني إلى مختلف أنحاء التراب الوطني للقاء قادة الثورة.

وفي تلك الفترة ظهر “الجودان” وكان معنا في المنظمة السرية ولكنه أصبح عميلاً للسلطات الاستعمارية، اقتحم التنظيم وتغلغل بيننا وأذكر أنه قال لنا “لقد جئت عبر الحدود وتوجد وسيلة لإدخال السلاح من تونس إلى الجزائر وسأجلب لكم مخطط إدخاله إلى العاصمة فيما بعد”، وبقي المدعو “الجودان” معنا بعد أن أقنعنا بأنه شخصٌ جدير بالاتكال عليه، وبدأنا نحضر لعملية إدخال السلاح بجدية لتوزيعه على مختلف أنحاء التراب الوطني، فحدد موعداً للقاء كريم بلقاسم ورابح بيطاط من أجل وضع مخطط إدخال السلاح، وفي يوم اللقاء غاب كريم بلقاسم ونزل عبان رمضان لوحده إلى القصبة، والتقاه في مقهى، فقال له عبان: هل جلبتَ المخطط؟ قال له: نعم، وقام “الجودان” بدفع الطاولة على بيطاط واكتشف بعدها أن القوات الاستعمارية كانت تحاصر المكان فأُلقي القبض عليه في تلك الحادثة، كنت في ذلك الوقت في المنزل جالسا وإذا بواكلي وهو صديق لكريم بلقاسم، بالإضافة إلى أن القادة تعودوا على الاجتماع في بيته، يجري وقال لي: لقد ألقي القبض على بيطاط. وعندها أدركت أنه هو وراء تدبير خطة إلقاء القبض على بيطاط.

هل كنت من ضحايا الحادثة؟

نعم، فالشخص الذي يدعى “الجودان” وشى بنا جميعا، وجاء الدور بعدها عليّ، إذ اقتحموا مخبزة والدي حيث أعمل وخربوا كل شيء وحتى أكياس الفرينة لم تسلم من شرِّهم بحثاً عن بقية العناصر، ولكنهم لم يجدوهم لأنهم كانوا يقيمون في ذلك الوقت في “سكالة” حيث استأجرت لهم شقة، ذهبت بعدها إلى تلك الشقة من أجل لقاء عبان رمضان وكريم بلقاسم ولكنني وجدت عبان لوحده، فقلت له لقد ألقي القبض على “سي موح” أي بيطاط، ورويت له تفاصيل الحادثة فقال لي “عرفتها.. وكنت حاسس بلي هذاك الجودان ماهوش صافي”، فقلت له: ننتظر قدوم كريم بلقاسم. فقال لي لن أنتظر وفتح الباب قائلا: “تعرفون أين تجدونني”، وبقيت أنا بالمكان في انتظار كريم بلقاسم وإخباره بما حدث حتى يحترس ويتخذ احتياطاته، بعدها بيومين جاء عبان رمضان إلينا، ولأنه كان مثقفا وشجاعا، أصبح مسؤولا على كريم بلقاسم وأوعمران وغيرهم من المجاهدين.

قمت بتكوين جماعة من المناضلين وباشرنا العمل الثوري، وشيئا فشيئا بدأت الثورة تستقطب كافة شرائح الشعب الجزائري وهناك باشرنا عمليات تجنيد واسعة.

كيف كنتم تتعاملون مع المجندين خاصة في ظل انتهاج فرنسا لسياسة نشر عملائها من الجزائريين بين تنظيمات المجاهدين؟

هذا صحيح، كنا نعمل بالشكل التالي: كل شخص يتولى تجنيد مجموعة من الأشخاص، ويحرص على عدم معرفتهم لبعضهم البعض وتسميتهم بأسماء أخرى غير أسمائهم الحقيقية وحتى الشخص الذي يدرِّب الجنود يقوم بالتنكّر بإخفاء وجهه حتى لا يتعرف أحد عليه، وكل هذا حتى نقاوم الحملات الشرسة التي كان الاستعمار الفرنسي يقوم بها ضدنا لإضعافنا.

كيف كنتم تجمعون الأسلحة؟

كنا نحصل عليها من خلال العمليات الفدائية التي كنا ننفذها، فأول ما نقوم به هو تجريد الشرطي من السلاح، ولهذا عمدت سلطات الاحتلال على إعطاء تعليمات صارمة بربط المسدس بسلسلة من حديد حتى لا نتمكن من تجريده من السلاح حتى بعد قتله.

أصرت المرأة الجزائرية على أن تكون عنصرا فاعلا في الحرب التي قام بها الجزائريون ضد الاستعمار الفرنسي، كيف كانت تتم عملية تجنيد النساء؟

في ذلك الوقت لم تكن النسوة قد انخرطن في العمل الثوري بجد ولكن فيما بعد وبعد القنبلة التي انفجرت بحي “شارع تاب” في أوت 1956، أدركت المرأة الجزائرية ضرورة وأهمية التحاقها بالعمل الثوري والعمل جنبا إلى جنب مع الرجل، ولكن العمل الثوري لم يكن يتطلب أي امرأة، فقد كان يتطلب الفتيات الجميلات اللائي بإمكانهن التنقل بين الفرنسيين دون أن يُكتشف أمرهن، وطلبنا من المنظمة السياسية إحضار كل فتاة جميلة الى تنظيم الثورة.

متى كانت بداية “معركة الجزائر” ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟

فرنسا هي التي أطلقت عليها هذا الاسم وليس نحن، وحرب الجزائر انطلقت في كامل أنحاء التراب الوطني في الأول من نوفمبر 1954 وليس في العاصمة فحسب، ولكن هم الذين سموها “معركة الجزائر” في 1956، بعد أن سخروا لها جيشا وأسلحة متطورة.

ما الدافع وراء تسميتها بهذا الاسم؟

كانت فرنسا تأمل في إنجاح هذه المعركة خاصة وأنها عجزت عن تحقيق أي فوز منذ ثلاثين سنة في مختلف الدول التي استعمرتها، وكانوا يعتقدون أنه من السهل عليهم أن يربحوا المعركة في الجزائر خاصة وأنهم يملكون أسلحة متطورة، بينما كنا لا نملك غير بعض المسدسات التي حصلنا عليها من خلال العمليات الفدائية التي نفذناها، ولكن يطلق اسم المعركة عندما يكون الطرفان على مستوى متوافق فيما يتعلق بالإمكانيات، فالفرق شاسع عندما ينفذ فدائي عمليته ثم يهرب وأن تقوم عساكر وهم يمتطون دبابات بالرد على الهجوم، فالفارق كبير ونحن فضلنا هذا النوع من الهجمات “حرب العصابات” لأننا لا نستطيع بإمكانيات جدّ بسيطة أن نواجه فرنسا، وهذا سر تغلّبنا عليهم.

كنت من بين الشخصيات الفاعلة والشاهدة على ما يسمى بـ”معركة الجزائر”، وكيف تم التحضير لها؟

استغلينا فرصة الضعف الذي شهدته فرنسا في تلك المرحلة، خاصة بعد هزيمتها في “ديان بيان فو” بالفيتنام، ولكن في تلك الفترة شهدت الجزائر مرحلة أخرى ميَّزها تصاعد المد والحس الثوري إزاء القضية الوطنية وكنت عندها في حزب الشعب والمنظمة السرية بعده.

كيف تفاعل الشعب مع تلك المعركة التي قامت بالعاصمة، وهل سارع العاصميون إلى تجنيد أنفسهم في صفوف جيش التحرير؟

عندما لاحظ سكان العاصمة تصاعد التفجيرات والعمليات الفدائية التي كنا نقوم بها يومياً ضد فرنسا، أصبحوا يتقدمون لتجنيد أنفسهم والخضوع لحصص تدريبية من أجل مباشرة العمل الثوري.

كيف كنتم توزعونهم على مختلف أنحاء العاصمة؟

كانت الجزائر العاصمة تابعة للولاية الرابعة، وبعدها قلت لهم إنه من الصعب تسيير العاصمة من أي ناحية أخرى ويجب أن يعمل فيها أشخاصٌ منها يعرفون خباياها، فقسّمت العاصمة إلى ثلاث مناطق مع اندلاع ثورة نوفمبر، منطقة من الحراش إلى أول ماي، ومنطقة ثانية من أول ماي إلى القصبة، ومنطقة ثالثة من القصبة إلى باب الوادي. وبعد أن كانت الجزائر العاصمة أو “المنطقة الحرة” تحت وصاية الولاية الرابعة أصبحت منطقة لوحدها.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ياسف سعدي: بن مهيدي هو قائدي العبقري وقدوتي الأول

نفى المجاهد ياسف سعدي أن يكون قد تعمّد الإساءة إلى الشهيد البطل العربي بن مهيدي، حينما أعلن “أنه لم يطلق رصاصة واحدة في حياته”، مؤكدا أن كلامه بهذا الخصوص فُهم على وجه الخطإ.

وصرّح في اتصال مع “الشروق”، أن ما قاله كان في معرض الإشادة والإكبار بالقائد العربي بن مهيدي، وليس الانتقاص أو التقليل من مكانته الكبيرة في الثورة التحريرية، حيث وصفه بالعبقري الذي لم يكن من المنطقي أبدا أن توظفه الثورة في عمليات فدائية أو تكلفه بتنفيذ تفجيرات أو اغتيالات لجنود الاستعمار.

فقد تمثلت مهمته العليا في القيادة السياسية والتنظيمية والإعلامية.

وأضاف ياسف سعدي: لقد كان تحت تصرفي 5000 فدائي في العاصمة، فهل يُعقل أن أترك جميع هؤلاء المسبّلين، وأقبلَ بإقحام قائدي الأول “سي العربي” في عمليّات حربية؟ “بل لو طلب منّي أن أوفّر له مسدّسا لهذا الغرض، لم أكن لأمنحه إياه”، لأنّ هذا “الرجل الاستثنائي” في ثورتنا لم يكن مُيسّرا لمثل هذه المهام الصغيرة، بل هو القائد الأعلى الذي يشرف ويخطط ويثمّن الأعمال الثورية في الميدان السياسي والدبلوماسي والإعلامي، على حدّ قوله.

وعاد ياسف سعدي في حديثه لـ “الشروق”، ليشدّد على أنه لم يقصد إطلاقا ما جاء في “إيحاء” عنوان الحلقة الأولى من حواره للجريدة، بل إنه اعتبر في أكثر من مناسبة أن الشهيد العربي بن مهيدي كان قائدا متفوقا على الجميع، بأفكاره ومقترحاته وأدواره، “فكيف يمكن أن أسيء إليه اليوم، أو أنفي عنه صفة المجاهد، في حين كنت دومًا أرى حتّى الأطفال الذين صفّقوا للأفلان أنّهم مجاهدون”.

وأضاف: “لقد كان الشهيد بن مهيدي يعيش بين الفدائيين، وأنا من وفّر له وثائق شخصية، يتحرك بها في العاصمة منتحلاً صفة رجل آخر، لكن ما كنّا نطلبه منه هو أن يمنحنا عقله نفكّر به، بدل سواعده”. فقد كان زعيما عبقريا بكل المقاييس، مثلما يؤكد ياسف سعدي.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حركة بركات : نريد تغيير النظام وليس إجراء عملية تجميل له


الكاتب والعضو القيادي بحركة بركات، مصطفى بن فوضيل، لـ “الجزائر نيوز”: نريد تغيير النظام وليس إجراء عملية تجميل له mustapha_benfodilأكد الكاتب والصحفي، مصطفى بن فوضيل، العضو القيادي بحركة “بركات”، أن الحركة لا تناضل من أجل رحيل بوتفليقة من سدة الحكم، وإنما هدفها الأساسي هو التأسيس للجمهورية الثانية التي تكون فيها السيادة للشعب والدستور، وليس للأشخاص، كاشفا أن حركة “بركات” سوف تخرج إلى الشارع يوم 18 أفريل المقبل لتفعيل المادة 88 من الدستور، إذا فاز بوتفليقة.

ما يزال الشارع لم يستوعب بعد حركة “بركات”، حيث تبقى غامضة بالنسبة للكثيرين رغم التغطية الإعلامية اللافتة التي حظيت بها الاحتجاجات التي نظمتها خلال الأسابيع الأخيرة؟

أعتقد أن التسمية تتضمن التعريف بدقة، لأن لها شقان، الأول يعكس الحراك والديناميكية الشعبية -وهنا أفتح قوسا للتأكيد على أنه رغم وجود بعض الوجوه من المثقفين ولكنها ليست نخبوية فقط وإنما تعكس مطالب شعبية-، أما الشق الثاني فتلخصه كلمة “بركات” التي تعني مضمون المبادرة، وهذه الكلمة مستمدة من التعبير الشعبي الذي يستعمله كل جزائري في يومياته للتعبير عن التذمر والغضب من وضع أو شيء ما، لذلك أردنا أن نقول هناك رفض وغضب شعبي لا يراه إلا الأعمى، هذا الغضب الذي تحول إلى “شحنة” بفعل تراكم مشاكل البطالة ووضع القطاع الصحي المتدني، أزمة السكن، انهيار التعليم، الفساد المالي… إلى جانب المشاكل المتعلقة بالوضع السياسي وحقوق الإنسان، وكل تداعيات غياب الحكم الراشد. لكل هذا اخترنا كلمة “بركات”، لأننا بقينا -نحن الجزائريون- طويلا رهينة للتعبير الشفهي عن هذا الوضع الذي تفاقم حتى أنتج ما يمكن أن نسميه “منظومة الحرڤة” التي أصبحت مؤسسة تبيع الموت لشبابنا.

هذا الوضع ليس جديدا، وما تسميه “منظومة الحرڤة” عرفتها الجزائر بداية من العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة؟

لكن الآن جاءت اللحظة التي يجب الانتقال فيها من التعبير العاطفي إلى تعبيرٍ أكثر فعالية، اللحظة التي نقول فيها “بركات”، لأن الإحباط أصبح عاما بين المواطنين، وإلا كيف نفسر أن يشترى أبناؤنا الموت بـ “الدراهم”.

في سنة 2006 اشتغلت روبورتاجا ذهبت خلال إعداده “حراڤا” مع الشباب، ورأيت عن قرب معنى قناعة “يكلني الحوت ومايكلنشي الدود”، وعرفت أنها ليست مجرد شعار وإنما مخاطرة بالحياة لا يقبل عليها إلا هارب من جحيم. كما أتذكر سنة 2011 وجه رجل في اسطاوالي اشتغل طوال 18 سنة كحارس ببنك، وهو يصب البنزين على جسده وجسد ابنته المقعدة ويحاول أن يضرم النار فيهما بعد تسريحه من عمله، أتذكر بوضوح دموعه وحسرته وهو يقول “قمت بحماية هذا البنك طوال سنوات الإرهاب وها أنا أطرد بدون رحمة عندما عاد السلم”.. من هنا، من الحڤرة والحرڤة والحريق، من جو اليأس الجماعي والفردي هذا، وحالة الاحتقان التي يعرفها المجتمع، وإقدام الرئيس مرة جديدة على قرار “كراء الرئاسة”، كان لابد من قول “بركات”.

يعني أن هذه المشاكل ستنتهي إذا لم يذهب الرئيس إلى عهدة رابعة؟

في البداية عن أي رئيس نتحدث، بوتفليقة أصبح مجرد شبح لا يمكننا رؤيته ولا سماعه. غطيت الحرب في العراق بعد اعتقال صدام حسين -وما سأقوله سبق وأن كتبته في روبورتاج صدر في جريدة الوطن وفي كتابي حول حرب العراق- انهيار المنظومة البعثية كنظام كان السبب الأول في انهيار العراق دولة ومجتمعا، وإلى اليوم، بعد ١١ سنة من سقوط صدام ما يزال الوضع يتفاقم أكثر وأكثر بالعراق، لماذا؟ لأن التحول لم يكن عميقا وبفعل العقل والتوافق. يجب أن نستفيد من تجارب غيرنا، ومن الضروري أن نأخذ بالأسباب قبل أن تنقلب علينا، فالرئيس (ربي يطول في عمره ويشفيه ككل مريض لأنني على المستوى الإنساني والشخصي أتمنى له كل الخير) يجب أن يعترف هو ومن معه أن وضعهم البيولوجي لم يعد يسمح لهم بالاستمرار، هو بالنظر لحالته الصحية المعروفة، والجنرال توفيق الذي قطع العقد السابع ويقال إنه مريض، والقايد صالح… كلهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار، ليس فقط بسبب الانسداد السياسي والمسؤولية الأخلاقية، وإنما العامل البيولوجي يمنعهم، فلماذا يدفعون بالبلد إلى تحول عنيف، و«بركات” تعمل في هذه اللحظة على بلورة والدفاع عن مشروع سلمي توافقي يشارك فيه كل الجزائريين.

يؤخذ على “بركات” أنها ركزت منذ اليوم الأول على “لا للعهدة الرابعة”، دون طرح آخر؟

حقيقة، ما سجله الجميع عنها هو مسألة “لا للعهدة الرابعة”، لكن كما سبق وشرحت، رفضنا للراهن كان دائما موجودا، لكنه بقي على المستوى العاطفي، وعندما أعلن سلال -الوزير الأول- نيابة عن الرئيس نيته الترشح وجدنا أنفسنا ننتقل إلى مستوى آخر، إلى المبادرة، التي انطلقت من شعار أول كان “لا للعهدة الرابعة”، وجميعنا في حركة “بركات” نؤمن ومتفقون على أن المشكل أعمق من ترشح بوتفليقة من عدمه، وأنه حتى إن قال لن أخوض الرئاسيات لا يوجد مشروع جاهز لدى المعارضة للوصول بالجزائر إلى بر الأمان، خصوصا بالنظر إلى هشاشتها وتشتتها وصراع الزعامات التي تعيشه كل الأحزاب في السنوات الأخيرة، لذلك لا بد من مشروع توافقي شامل وحقيقي، وهنا أشير إلى أن قوة حركة “بركات” في أنها لا تخضع لايديولوجيا أو فكرة أو انتماء دون غيره، وإنما هناك توجهات مختلفة، وكل فرد حر في توجهه السياسي، لكن الحركة حركة مواطنة، لذلك قررنا الانطلاق وأخذ الوقت للهيكلة وتحديد الأهداف، وهذا ما يتبلور بهدوء في الاجتماعات المكثفة التي نعقدها منذ انطلاقنا، وكانت البداية بالخروج إلى الشارع تعبيرا عن مفهوم استرجاع الحكم بالتظاهر السلمي -الذي هو حق دستوري-، وهنا بدأت أدبيات “حركة بركات” بعد تحديد التسمية والتوجه بنداء للشعب -كتوظيف لمفهوم نداء أول نوفمبر- وهذا لقناعتنا بأن ساعة تأسيس الجمهورية الثانية حانت، والجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا تحررت إداريا لكن بقيت المواطنة دائما مصادرة فيها.

لكن هناك من يقول، لماذا سكتم عن تعديل الدستور في 2008 مثلا؟

كل واحد منا كان يناضل من موقعه، وإذا أخطأنا بعدم الخروج إلى الشارع في 2008، لا يجب أن نضيع هذه الفرصة بالمعطيات الجديدة، ولا يجب أن ننسى مخلفات الإرهاب النفسية على الجزائري، الذي بقي “مطحونا”، ناهيك عن عملية تحطيم وتصفية النخب، كل المجتمع كان خارج من وضع رهيب ويحاول إعادة الترميم والتماسك، شخصيا كنت في تلك الفترة أسكن بمدينة بوفاريك المعروفة بكونها منطقة ساخنة، وتم اختطافي من قبل الإرهاب، وفي العام 1996 كنت أشتغل بجريدة “لوسوار” أين انفجرت قنبلة، شخصيا فقدت في تلك الفترة الكثير من الزملاء والأصدقاء، وكل الجزائريين عاشوا أوضاعا مشابهة، لذلك يجب أن نفهم أن إعادة خلق طقوس وثقافة نضالية ليس أمرا سهلا، وأعتقد أننا “كنا حابين لهنا”، هذا ما جعلنا نفقد لفترة القدرة على المقاومة، وهذا ليس عيبا، العيب أن نقبل العيش في الذل إلى الأبد.

اجتمعتم بعد احتجاج الخميس الماضي، مرتين، لوضع أرضية المطالب أو التصور العام للحركة، إلى ماذا انتهيتم؟

نعم، أولا هذه الاجتماعات – التي ما تزال متواصلة- للاتفاق على النص التأسيسي لـ “بركات”، ثانيا للتركيز على التنظيم، لأننا رأينا العديد من الحركات التي قامت على أهداف نبيلة ونوايا طيبة لكن لم يكتب لها الاستمرار بسبب انهيار الهيكل التنظيمي، لهذا في اجتماع الجمعة حددنا لجنتين، الأولى تعمل على النص التأسيسي الذي يحدد استراتيجية وأهداف بركات وما بعد 17 أفريل، والثانية لتقديم اقتراحات حول الهيكل التنظيمي للحركة، وفي اجتماع، أول أمس، خرجنا بنص يمكن تلخيصه في أربع نقاط أساسية:

– حركة بركات تتبرأ وتندد بتنظيم الانتخابات الرئاسية، بكل تفاصيلها.

– الدعوة إلى لم شمل المجتمع الجزائري بكل أطيافه من أجل مشروع موحد “توافقي”.

– الدعوة إلى مرحلة انتقالية تسير من طرف من يتم الاتفاق عليه.

– دستور وفق الإرادة الشعبية وليس على مقاس آخر.

لكن السير في خطوات مماثلة بحاجة إلى قوى سياسية فعلية، وهذا لا ينطبق على المعارضة الجزائرية اليوم؟

هل نستسلم إذا؟ هناك دائما حلول، وهناك معارضة داخل المعارضة الهشة يمكن الاعتماد عليها، وأقول هذا بناء على إشارات قوية، وهناك العديد من القوى السياسية -حتى من المترشحين الذين انسحبوا- أعلنت رغبتها في الانضمام إلى حركتنا.

عمارة بن يونس -مثلا- وغيره يقولون إن هذه الحركة “كمشة من الصحفيين وبعض المواطنين العاصميين”، ما رأيك؟

أقول لسي عمارة من منبر “الجزائر نيوز” مستعد لوضع بريدي الالكتروني وهاتفي النقال -ما نكذبش وما عنديش واش نخبي- أنا وأغلبية أعضاء الحركة ليرى الالتفاف الشعبي حول الحركة، وإذا صدق تقديره، أنا مستعد أن استقيل من حركة بركات وحتى أغادر الجزائر.

لكن لم نر احتجاجات خارج العاصمة؟

لدينا اتصالات قوية وعميقة جدا في أغلب الولايات، لكننا نريد التركيز على مرحلة التأسيس والهيكلة، وبتحديد الخطوط وبعدها نستطيع الاتجاه بقوة لتجنيد كل جزائري.

هناك من يقول إن “يد خارجية تحرك حركة بركات”؟

(يضحك)، فعلا ليلة أمس تعشيت مع رئيس الموصاد في مثلث برمودة لكي لا يسمعون حديثنا حول التخطيط للهجوم على مكتب الجنرال توفيق والإطاحة بالرئيس بوتفليقة.

ربما يصدق الناس هذا الكلام؟

أنا أحب النكت وأعشق المسرح، “يزينا من السخافة” على رأي الاخوة التوانسة، ما نعيشه هو تراجيديا حقيقية، وردي على أصحاب خطاب “الأيادي الخارجية”، أنني أدعوهم أنا الكاتب والصحفي مصطفى بن فوضيل الساكن 31 شارع العقيد لطفي باب الوادي، لزيارتي والاطلاع على واقع حياتي وليروا هذه القوى الخارجية.

مصطفى تتكلم عن نفسك، أم عن كل أفراد الحركة؟

أنا أحد الأعضاء المؤسسين، أشارك بكل وجداني وقواي ومشاعري وأفكاري في هذه الحركة، وأقصر في عملي -وأشكر جريدة الوطن التي تتفهمني-، وأقصر في اشتغالي على مشاريعي في الكتابة، ومع عائلتي، وأنا متجند بكل ما أملك لحماية هذه الحركة من الانزلاق، وإن شاء الله لن أخيب في كل الأعضاء الذين أثق فيهم وأحترمهم، وخرافة الأيدي الخارجية داخلة في خانة “الاستدلال الغبي”، نحن نعيش لغة خشب جديدة بتوظيف خطاب الايدي الخارجية والربيع العربي. من هو الذي باع الجزائر إلى الخارج، من الذي وضع قانون المحروقات 2005، من الذي وضع وزراء على شاكلة “شكيب خليل” على رأس وزارات سيادية، من الذي استقدم شركات خارجية مصت دم الجزائر، وأخذت الملايير والملايير كرشاوى، من الذي فتح المجال للقوات الفرنسية للتدخل في المالي دون علم الشعب.. من يقول عنا عملاء ينظر إلى “التبن اللي في كرشو” نحن أبناء الشعب وعشنا مع هذا البلد كل أوجاعها لحظة بلحظة ومازلنا، ولا نلجأ إلى التنكيت الثقيل لأننا إذا أخرجنا الملفات التي نملكها نقصف بالثقيل.

دار النقاش، مؤخرا، بقوة حول خروج المجاهدة جميلة بوحيرد لمساندتكم يوم السبت المقبل، ما مدى صحة هذا الخبر؟

لا يمكن أن نطلب من هذه السيدة الرمز تضحيات أكثر مما قدمته، نحن تحت تصرفها -كحركة بركات- أقوال إننا لا نريد أن نبدو وكأننا نستغل اسمها ورمزيتها، لذلك إذا خرجت وطلبت منا الخروج فلن يكون هناك اسم بعد اسمها.

وإذا لم تخرج؟

سنخرج يوم السبت 15 مارس، ونواصل القول “الجزائر والله ما يزيد واحد يؤذيها”، نحن لكم بالمرصاد. الجزائري في كل زمن قاوم وسيبقى يقاوم، وهنا أقول للذين يوظفون خطاب السلم لصالح الرئيس بوتفليقة، السلم صنعه الجزائري الذي عاش ويلات الإرهاب واكتوى بناره، ربما أعطاه بوتفليقة الغطاء السياسي لكن لا أحد غير الشعب قاوم الإرهاب، واليوم ندعوه بطريقة سلمية لمحاربة الرداءة وتوقيف العمل على إضعاف وبيع البلاد، وأنا فخور بالمبادرات التي يعرفها الشارع ومختلف الفضاءات هذه الأيام، لذلك أدعو كل عقلاء البلاد ومعالمها التاريخية والفكرية لمساعدتنا للتوحد والاحتكام للعقل لتأسيس الجمهورية الثانية.

بخروجكم إلى الشارع جسيتم نبضه وحتى نبض “النظام”، هل هناك أفق للاستجابة لدعوة التغيير التي أطلقتموها؟

نعم، تصريحات الجنرال الهامل -على سبيل المثال- كان فيها الكثير من الرسائل المشفرة، فتحميل المسؤولية لوالي العاصمة، لا يمكن قراءتها خارج التوجه لوزير الداخلية الطيب بلعيز المحسوب على الرئيس، فرجل مثل الهامل يعرف أن والي العاصمة لا حول له ولا قوة في أمر مشابه، شخصيا أرى أن هناك خطاب تهدئة، ولا أتفق مع من يذهب إلى طرح “البوليس راح يخلي الناس تتناحر”، ليس هذا أسلوبنا ولن نحتكم إلا للعقل، وأتمنى أن تتحلى السلطة بالحكمة في هذه اللحظة الحرجة، “بركات غطرسة”.

بعض الأطراف ترى أن ما يحدث مخطط له، وأن هناك جهات تدفع بالأمور ليسقط بوتفليقة لصالح المترشح بن فليس؟

نحن في حركة “بركات” نتكلم عن المرحلة الانتقالية -التأسيسية- كمطلب رئيسي ولا يهمنا من سيسيرها، وإنما يهمنا أن يتم الاتفاق عليه، وكما سبق وقلت نحن نرفض الانتخابات الرئاسية شكلا ومضمونا، لأننا نريد تغيير النظام وليس إجراء عملية تجميل له، وذلك يبدأ بارجاع السيادة والقرار للمواطن، بداية من الدستور وانتهاء إلى كل تفاصيل الحياة العامة.

مصطفى، أعرف أنك منذ فترة كنت تفكر في مشروع “كتابة” لا أعرف في أي صنف، لكنه “بعنوان رسالة مفتوحة إلى الجنرال توفيق”، أين وصل هذا المشروع؟

صحيح، أنا مهنتي الأولى هي الكتابة، ومثلك لم أحدد صنف هذا العمل، فكرت في هذا العمل عندما بدأت أشعر باليأس يتحول إلى حالة جماعية بين الجزائريين، الذين أصابهم نوع من “الكسل المواطناتي”، ولم يستطيعوا التخلص من صدمة التسعينيات، قلت في نفسي ربما هم غير قادرين على قول “بركات”، لذلك يجب كتابة رسالة -على شكل كتاب- للجنرال توفيق لأقول له “لقد تعبنا دعونا وشأننا”، بكل تفاصيل تلك الحالة، وفكرت في الأمر لأن كل جزائري يعي أن للسلطة شقان مدني وعسكري، وهذا الأخير كان دائما يبدو جبارا ويُلخص على مدار سنوات في شخص الجنرال توفيق، الشبح المرعب الذي لا يمكن رؤيته لكنه متحكم في كل شيء، وسأكتب هذا الكتاب يوما ما، انصافا لمرحلة مهمة من حياة الجزائريين.

بعد خروجكم إلى الشارع الكثير من المبادرات بدأت ترى النور، هل تعتقدون أن هذا مؤشر إيجابي؟

طبعا، لكن ما يهمنا هو الاستثمار في هذا الحراك وتحويله إلى مشروع لصالح الجزائر.

إذا لم تتوقف الانتخابات الرئاسية، هل ستستمرون في حراككم؟

أكيد، سنواصل إلى آخر نفس، مشكلتنا ليست الرئاسيات وإنما مستقبل البلاد، وحتى إذا فاز بوتفليقة في الانتخابات المغلقة، سنخرج يوم 18 أفريل ونطالب بتفعيل المادة ٨٨ من الدستور وبناء الجمهورية الثانية ودستور السيادة الذي يهندس لمستقبل الجزائر، لأن القايد أو بوتفليقة أو السعيد بوتفليقة، أو الجنرال طرطاق… أو غيرهم من الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم لا يتحدثون عنا ولا يفكرون فينا كشريك.

مصطفى بن فوضيل، اليوم، متفائل؟

لا أعرف، أرى أن التفاؤل مصطلح شعري، لكن ليس لدي أي خوف من المستقبل، بل أرى أن هناك خطوات مهمة يجب القيام بها بثبات وأؤمن أن ما أقوم به بكل نية خالصة من أجل الجزائر، التي تربيت بها بحي شعبي بمدينة بوفاريك وأعيش اليوم بحي شعبي بباب الوادي، ورغم الفرص التي جاءتني لمغادرتها لم أفعل ولن أفعل، حتى ولو قتلت فيها كل يوم.

حاورته: زهور شنوف

الانسان الجزائري؟!


1421131_10201151353408110_1321887135_o
لا أعلم أنحن صنيعة نظام إستعماري غاشم همشنا 130 سنة وسلط علينا تجهيل وفقر ومن خلال مقاومته تعلمنا العنف والكراهية للآخر؟
أم ياترى هذا الجيل هو صنيعة سلطة ماكرة وعشرية حمراء ووعض نصفه نفاق؟

درست في بريطانيا وعاشرت الاجناس من كل قارة, وصدمت كثيرا عندما رأيت طيبة الماليزيين ونزاهة الاسكندنافيين وعملية ,من عَمَلي, الالمان وصراحة الامريكيين وجد الهنود واليابانيين وكرامة العرب…ثم قارنت نفسي وبني جلدتي في نفس الجامعة مع هاته الاجناس, فرأيت بعض الفحولة والرجولة والمرح فينا, لكنني رأيت كذلك إستهتارا بالوقت وفخرا بالاباء ومكر نحسبه ذكاء, وانغماس في المغريات وتشاحن في المناقشات….هل نحن شعب معقد ام مريض ام ذكي ام شجاع ام ام ؟
على كل حال من الناحية الاكادمية والعلمية لم يكن ينقصنا شيء,بل كنا ربما افضل من بعض الاشقاء والاجناس, وهذا قد يعود الى مستوى الجامعة والمدرسة الجزائرية في ذلك الوقت..هناك زملاء صعدوا الى اعلى المراكز العلمية في المؤسات الغربية وهناك كذلك من عاد الى الوطن بعد تخرجه وساهم في التعليم الجامعي ومسؤوليات أخرى.

عودة الى الوطن وابان ازمة التسعينات حدثت اشياء تصدم العقل,هناك ابن القرية من انقلب على الجميع بتطرفه في الجبل وفي المفرزة,هناك ابن الحي من قطع رأسه من طرف رفقاء صغره ولعبه في الحي..ونعم كان هناك اب محافظ شرطة لايثق في ابنه ويحتاط بالسلاح عند لقائه,وابن اصبح يلقب من رباه وعلمه بالطاغية!

وحتى اليوم تجد من ينظر الى المال العام,قرض او شقة او مسح ضريبي,تهرب جمركي, ربح مناقصة وكانها غنيمة..وعندما يتحصل عليها يموت ضميره ولا يحس باي ذنب لرد الجميل الى الوطن,بل ان بعضهم اصبح يحلل كل الموبقات حتى اصبح لصا مليارديرا يهرب امواله الى الخارج.
إذا كانت تركيبتنا هكذا فكيف سنتعايش ونبني حضارة؟ لا أدري.

عن أي إنتخابات يتحدثون؟


1976984_609544342457239_1510829491_n[1]
عن أي إنتخابات يتحدثون؟

هل يعتقد اي عاقل ان هناك عملية اسمها الانتخابات الرئاسية في 17 افريل؟
هي مهزلة بكل المقاييس، هم يدفعون برجل مريض وعاجز لقيادة بلد كبير كالجزائر.
انها حرب قدرة طرفيها العسكر والبقارة،كل طرف يريد حسم الصراع لصالحه ثم بسط سيطرته على الريع.
قد نتفهم ترشح اي شخص قبل شهر او ثلاثة اشهر حيث كانت الامور غامضة، لكن بعد الذي حدث في الاربعة اسابيع الاخيرة،وبعدما راينا مهزلة الدفع بالرئيس المريض الى بيعة جديدة، وهذا بتزكية مباشرة من عسكر القايد صالح، كما اشار الى ذلك مولود حمروش..بعد كل هذا ،فانه من الانتحار الذهاب الى الانتخابات المهزلة لكل شخص يريد ان يبقى نظيف ويحترمه الشعب.
انسحبوا اليوم وليس غدا،الشعب فهم اللعبة ويعرف ان النصوص هي في خدمة اللصوص ولهذا فلينسحب الشرفاء ويتركوا المريض وارانبه على خشبة الدسائس والسطو على الارادة الشعبية.
سيكون بوتفليقة هو الرئيس وبالوكالة كما هو الحال الآن، وليعلم الشرفاء في مؤسسة الجيش ان شعبهم يحس بالمرارة بل وبالاحتقار لكل من وقف مع بوتفليقة وزمرته.
من يريد خدمة شعبه فليبدأ من الان نضالا شرسا وبدون هوادة للاطاحة بالاستبدادية والشمولية.
اخيرا تطرح عدة علامات استفهام حول السيد بن فليس،في 2004 ساندته قيادة الاركان كلها وخسر واخرج منها مهان، واليوم يسانده التوفيق و تقف ضده قيادة الاركان والرئاسة والبقارة ويعتقد انه سيفوز؟!
سيعزف الشعب وسينتخب الانتهازيون وبعض المساكين في الاسلاك وفي الارياف، وسيصادق المجلس اللادستوري، وسيستمر الحكم بالوكالة وسيتواصل النهب والصراع بين زمر الفساد على الخلافة وعلى الريع…ولاشيء سيتغير.

ما معنى أن تكون حرا؟


1621751_819851978029632_1781749092_n[2]ما معنى أن تكون حرا؟

يبدو ان الكثير من الجزائريين لا يعرفون ما معنى ان تكون مستقلا حرا….وبالتالي فقد يعيشوا تحت الاستعمار بدون ان يشعروا بذلك ،خاصة اذا كانت لذيهم قابلية للتاقلم وليس للتحرر.
….ليس بالضرورة ان يكون المستبد والمستعمر اسمه برنارد او جاك،بل قد يكون اسمه عبدالقادر او بوعلام…وليس بالضرورة ان يكون اشقر وأزرق العينين فقد يكون اسمر واسود العينين,أباؤنا وأجدادنا عانوا من بيجار وشال, لكن عانوا أكثر من الباشاغا و من الحركي.

المواطن المتحرر هو المواطن الذي يتمتع بكل حقوقه وكرامته،في الجزائر الشعب سلب من كثير من حرياته وحقوقه وكرامته…بينما القلة تتمتع باغلب تلك الحقوق…تعليما سكنا سياحة صحة وشغلا.
ان تقف في ساحة عمومية وترفع لافتة تقول فيها اريد شغلا او مسكنا او حرية الانتخاب وتاتي مجموعة من رجال الامن وتنقض عليك بالهراوات وتعتقلك وتهان كرامتك،فانت ليس حرا اذن!
وأن تريد أن تزور بلدا ما, فليس لك الا فوق مئة اورو الا قليلا, بينما أبناء المدراء والولاة والوزراء والنواب وغيرهم يصولون ويجولون في لندن وباريس,سياحة ودراسة وعلاجا…فانت ليس حرا اذن.
ان تمرض او يمرض عزيزا عليك, وتذهب الى المستشفى ولا تجد سريرا او دواءا ، بينما ابناء وبنات فلان لهم العيادات الخاصة والمستشفى العسكري ومستشفيات اوروبا مدفوعة من الخزينة العمومية،فانت ليس مستقلا إذن,ربما حفيد الباشاغا وابن الحركى يحكمك الآن.
أن تكون حرا هو ان تستطيع العمل واطعام نفسك وعائلتك من جوع,أن تدرس وتجد شغلا ثم تشتري مسكنا وسيارة ووووو….هاته الأشياء اصبحت متوفرة للقلة فقط.
إذن دعنا نقولها بصراحة أننا لم نتحرر بعد!
والحل لمن يحب الحرية ,وليس قابل للاستعباد ,ان ينهض يطالب بحقه،وهذا ليس ارهابا او ثورة،يجب النضال السلمي لكن الشرس وبدون هوادة للتحرر من جديد, ولكنس كل افاك اثيم….الجزائر تحررت ذات مرة, ولكن غفلتنا وغباوتنا مكنت الاستعمار من العودة بالوان بشرتنا وبعلمنا ونشيدنا.
إذا لم نغير من المصيبة التي حلت بنا,فما يمنعنا إذن أن ننتخب على فرنسوا او على عزوز فكلهم ملة واحدة…..قم وأطلب حقك ولا تلتفت الى المتخاذلين,فبعض العبيد لو أمطرت السماء حرية لوضعوا مظلاتهم فوق رؤوسهم.

الرئيس بوتفليقة يودع ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية


Untitledyhj2014_boutef_aps_600_831772303

محمد مسلم echourouk

الرئيس مخاطبا مدلسي: جئت لأقدم ملف ترشحي طبقا للقانون

 التلفزيون الرسمي يُظهر بوتفليقة يتكلم لأول مرّة منذ مرضه

أودع الرئيس بوتفليقة ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 أفريل المقبل، على مستوى المجلس الدستوري، في أول ظهور له منذ آخر ظهور له مع موفد الأمير الكويتي.

ووصل الرئيس المترشح إلى مبنى المجلس الدستوري، الكائن ببن عكنون، بأعالي العاصمة، في حدود الساعة الخامسة مساء إلاّ عشر دقائق، في موكب يتكون من تسع سيارات من نوع “بي آم دابليو”، وقد غادر المبنى بعد ساعة من وصوله، مرفوقا بحرسه الشخصي.

ولاحظ الصحافيون الذين تنقلوا إلى عين المكان منذ صباح أمس، الرئيس وهو جالس في المقعد الأمامي للسيارة بجانب السائق، رافعا يده يلوح لتحية الحاضرين، عند دخوله المجلس الدستوري، كما وهو خارج منه، فيما لوحظ شقيقه الأصغر ومستشاره، السعيد في السيارة الثانية.

ولم يتمكن الصحافيون من دخول مبنى المجلس الدستوري، واكتفوا فقط بمشاهدته عند دخوله وخروجه من المبنى وهو داخل السيارة التي كانت تقله، الأمر الذي حال دون وقوفهم على الوضع الصحي للرئيس المترشح، غير أن آثار المرض كانت بادية على ملامحه، عندما خفض سائق السيارة من سرعتها، في الشارع المار أمام مبنى المجلس، ما مكن المصورين ورجال الإعلام من الاقتراب من السيارة التي كانت تقله، فيما بدا حرصا من القائمين على شؤونه في إظهاره للرأي العام.

وأظهر التلفزيون الجزائري في نشرته المسائية، صورا للرئيس بوتفليقة وهو جالس بالقرب من رئيس المجلس، مراد مدلسي، وبث مقطعا صوتيا لبوتفليقة، بدا فيه صوت الرئيس خافتا ومتعبا، يقول فيه “جئت لأسلم عليك وفي نفس الوقت لأطرح ملف ترشيحي طبقا للمادة 74 من الدستور والمادة 138 من قانون الإنتخابات”.

وتنص المادة 74 من الدستور على أن “مدة المهمة الرئاسية خمس سنوات” وأنه “يمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية”.

وبهذا يكون الرئيس بوتفليقة قد أنهى الجدل القانوني والدستوري، الذي أثير في وقت سابق بشان إيداع ملف ترشحه على مستوى المجلس الدستوري، غير أن ملامح الرجل وعدم إظهاره ماشيا سوف لن تنهي الجدل بشأن وضعه الصحي، ومدى أهليته في الاستمرار في الحكم لعهدة رابعة، في حال فاز في الاستحقاق المقبل.

وقبل وصول بوتفليقة بساعات، حلت بمبنى المجلس الدستوري تسع عربات تحمل استمارات التوقيعات التي جمعها الفريق الداعم للعهدة الرابعة، وهي حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة الشعبية، التي يرأسها وزير الصناعة وترقية الاستثمار، عمارة بن يونس، وتجمع أمل الجزائر “تاج” الذي يرأسه وزير النقل عمار غول، فضلا عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والاتحاد الوطني للفلاجين الجزائريين، والاتحاد الوطني للنساء الجزائريات.

هكذا ينظر الجنرال توفيق إلى الدولة الإسلامية!


2014_hacen_aribi_ph_younes_222043999حسان عريبي يفتح خزانة أسراره لقناة الشروق:

فتح النائب حسان عريبي حقيبة أسراره في ما يتعلق بعلاقاته بجهاز المخابرات وبالتحديد مع الفريق توفيق.

وكشف لعريبي الكثير من الحلقات المفقودة في علاقة جهاز المخابرات مع الأحزاب الإسلامية وتحديدا علاقته بمسار المصالحة الوطنية إلى غاية تثبيت مراسم السلم والمصالحة.

وكشف لعريبي في برنامج الحلقة المفقودة للزميل محمد يعقوبي عن معلومات حصرية تذكر لأول مرة عن علاقة جهاز الاستخبارات بمسار الحوار مع شيوخ الفيس ودور علماء الخارج.

وروى حسان عريبي كيف تكونت علاقته مع الفريق توفيق وفلسفة هذا الأخير في حل الأزمة السياسية والأمنية وصراع جهاز الاستخبارات مع الجناح الرئاسي في عهد الجنرال بتشين الذي يتهمه بإفشال الحوار بين الرئيس زروال وشيوخ الفيس.

ويتحدث عريبي عن ملابسات الإفراج عن عباسي وبن حاج وماذا حدث في جنان المفتي.

الجنرال توفيق قال أنّ عبّاسي مدني مجاهد
الجنرال إسماعيل العمّاري من كبار الاستئصاليين
توفيق تفهّم بعد ذلك رسالة الشيخ علي بن حاج لقواسمي وأدرك خطأ السلطات في قراءتها الأمنية لها.
الجنرال توفيق اعتنى بالعقيد محمدي السعيد كالابن بوالده و تأثّر لوفاته وهو يتذكّر رفضه العلاج في فرنسا وقال هو قائدنا.
الجنرال توفيق كان مع عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ للعمل السياسي وأقنع زروال بالإفراج عن شيوخ الفيس وإخراج عبّاسي مدني و علي بن حاج إلى إقامة جنان المفتي .
الجنرال توفيق قال أنا لست ضدّ مسمّى الدولة الإسلامية ولا الجمهورية الإسلامية
علي بن حاج هو الرجل السياسي الوحيد الذي لم يعف عنه لساعة واحدة وقضى كلّ عقوبته 12 سنة في السجن وأضافوا له الممنوعات العشر.
توفيق اتّصل ببوتفليقة من أجل السماح بإعطاء جواز سفر عبّاسي مدني .
الجنرال محمد بتشين كان السبب الرئيس وراء تغيّر مواقف زروال من الفيس وبسببه استقال.
المؤسسة العسكرية أدركت خطأ انقلابها على الفيس و توفيق تألّم لما حلّ بالجزائر.
التقيت بالشيخ محفوظ نحناح داخل وزارة الدّفاع وهو في طريقه للجنرال توفيق.
نزّار مسؤول عن مجزرة سجن سركاجي .
الجيش الإسلامي للإنقاذ شريف ومزراق رجل فاضل.

النائب البرلماني حسن عريبي غدا في برنامج الحلقة المفقودة

أسرار عن رسالة علي بن حاج إلى أمير الجيا ورأي المخابرات في المفاوضات مع الشيوخ والمسلحين معا، وكيف تحول الجنرال إسماعيل العماري من استئصالي- حسب عريبي- إلى مضحٍّ بحياته في سبيل إنجاح الهدنة.

عريبي تحدث عن علاقة المرحوم نحناح بالمخابرات وهل هو عميل لها مثلما يتهم أم حامل لمشروع وطني ومتعاون من أجله مع أجهزة الدولة.

ماذا حصل للعقيد محمدي السعيد بعد انضمامه إلى الفيس.. وكيف فرطت الدولة في علاجه.. ومن أمر بالتكفل به.. والكثير من القضايا الساخنة لسنوات التسعينات..

ماذا حدث بالضبط في سجن سركاجي ومن وراء سقوط عشرات الضحايا من السجناء، وكيف استطاع عباسي مدني السفر إلى قطر؟ وبمساعدة من؟ وإلى متى تظل الممنوعات العشرة مفروضة على علي بن حاج..

وغيرها من المعطيات تشاهدونها في برنامج الحلقة المفقودة سهرة الليلة الثلاثاء على الساعة 21.30 ليلا، فكونوا في الموعد.

لعبة الرئاسيات ,هل حان الوقت لينزل الانصار الى الميدان؟


Une_SaadaniToufik_948899726[2]
أحسن بوشة

لا شك وأن الكثير يتساءل الى أين وصلت المقابلة الحامية الوطيس بين زمر السلطة في الجزائر حول رئاسيات 2014 ؟
أولا دعنا نقول أن طرفي الصراع هما كما يلي معسكر الرئيس ورجال القبيلة ومعهم قيادة الأركان ولفيف من الجنرالات وبعض الشياتين ولمشامشية .
ويقابل هذا المعسكر جهاز المخابرات ولفيف من الصحف التابعة وبعض الاحزاب والسياسيين.
الظاهر أن معسكر الرئيس مدعمين بالمليارديرات, وبقيادة الأركان, وبالمنصب الرئاسي الذي يحمل معه صلاحيات العزل والتنصيب,وبالاعلام الرسمي والحر,هاته الأسلحة الفتاكة مكنتهم حتى الآن من حكم البلاد لمدة سنة بالوكالة…

مؤخرا عندما حصل التراشق بين المعسكرين,سعداني من جهة والجنرال بن حديد من الجهة الأخرى,وكان الصراع متجها الى الإنفجار ولوح كل طرف بسلاحه,غير أن عناصر في العلبة السوداء رأت أن الإنفجار قد يدمر الجميع وتذهب مصالح الجميع,فبدلوا طريقة المواجهة من الهجوم الكاسح الى المراوغة التكتيكية,فعل ورد فعل….
يعني جماعة الرئيس يدفعون الى العهدة والتوريث,وجماعة توفيق سيلجأون الى كل حال يفسد عرس التوريث,وهنا مربط الفرس,وهنا يكمن الخطر,خطر إنزلاق الوضع؟!

في الأيام القادمة سيحدث الكثير,التوفيق ورجاله وصحافته واحزابه سيتحركون ويحركون الشارع بالمنطق وبالخبث وبالعاطفة, ولهذا يجب الحذر,فليس كل مندد بالعهدة الرابعة يعمل ذلك لاجل سواد عيون الشعب,الدولة المخابراتية لازلت حية وستقاوم بشراسة وخبث.
وبالمقابل فان معسكر بني نهب لن يتردد في إستعمال القوة العمومية وقمع كل متظاهر يشكل خطر على العهدة وهذا هو الخطر بعينيه وفتن كقطع السحاب…سنواجه أياما عصيبة, فاستر يا ستار.

وبين رئيس مقعد وجيش مهدد بالفتنة, يقبع شعب غير آبه لما يخطط له من مسالخ ومن مصير مجهول, وأصبحنا نعيش في زمن المسالخ التي اصبحت لا ترعب القطيع.

بوتفليقة سيعلن ترشحه ويتكلم لأول مرة عن مرضه


2014_head_boutef_601921574[1]

سفيان.ع echourouk
ينتظر أن يعلن الرئيس بوتفليقة ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية 2014 صوتا وصورة خلال الساعات القادمة في شريط مسجل. وحسب مصدر مقرب من الجناح الرئاسي فإن الرسالة التي سيتلوها الرئيس على الشعب الجزائري، كتبت بعناية شديدة ولا يتجاوز حجمها صفحتين ونصفا قد تستغرق قراءتها بضع دقائق في تسجيل يجري الإعداد له على مستوى رئاسة الجمهورية.

وحسب ذات المصدر، فإنه يرجح أن يكون التسجيل جاهزا للبث في مبنى التلفزيون بشارع الشهداء ليكون البث خلال الساعات القليلة القادمة يوم الأربعاء 26 فيفري أو على أقصى تقدير قبل نهاية الشهر، في محاولة من الجناح الرئاسي لحسم الجدل الذي بدأه سلال من وهران وزادت في غموضه رئاسة الجمهورية ببيان حول ترشح الرئيس بينما لم يسمع الجزائريون ذلك من الرئيس شخصيا.

مصادر “الشروق” تحدثت عن مضمون عاطفي لرسالة الرئيس القصيرة، إذ سيتكلم لأول مرة عن صحته معترفا بالمتاعب الصحية التي يواجهها منذ سنوات، ومبررا إهماله لصحته طوال السنوات الماضية بسبب اهتمامه بقضايا الوطن وخدمته للأمة (..). رسالة الرئيس سوف تتضمن شحنة عاطفية كبيرة بالحديث عن مسيرته الشخصية منذ حرب التحرير وكيف عاش معاناة الجزائريين في سبيل الحرية ثم تفانيه في مناصب المسؤولية سنوات الاستقلال.

بوتفليقة حسب ذات المصادر سيشكر الجزائريين على تجديد الثقة فيه لثلاث عهد متوالية، مذكرا الشعب بالمصالحة الوطنية التي أعادت الطمأنينة إلى ربوعه وبناء على ذلك تعهد بوتفليقة أنه سيكمل المسيرة إلى أن يرضى الشعب بحصيلته (…).

وفي ثنايا الرسالة القصيرة التي سيتلوها الرئيس على الجزائريين سيبرر ترشحه بحجم الطلبات التي ترد إليه من المجتمع المدني والأحزاب من الذين يطالبونه بعهدة رابعة ولذلك سيقول فيما معناه “قررت إكمال مسيرتي بالترشح لرئاسة الجمهورية” وسيحاول بوتفليقة التأكيد على الضمانات التي قدمها لنزاهة الانتخابات وأنه في مقدور الجزائريين الاختيار النزيه لمن يرونه يصلح لرئاسة الجمهورية (…).

الرئيس سيحرص على تعديد إنجازاته في العهد السابقة وسيثني على الشعب الذي يرى أنه أغدق عليه بالثقة لمرات ومرات وأن نداءات فئات الشعب له بالترشح هي التي دفعته لهذه الاستجابة مقدما كل الضمانات بنزاهة الانتخابات.

صدقوا أو لاتصدقوا, فالجزائر يستعمرها ابناء جلدتنا!


Untitledvft
أحسن بوشة
يبدو ان الكثير من الجزائريين لا يعرفون ما معنى ان تكون مستقلا….وبالتالي فقد يعيشوا تحت الاستعمار بدون ان يشعروا بذلك ،خاصة اذا كانت لذيهم قابلية للتاقلم وليس للتحرر.
إذن دعنا نقولها بصراحة أننا لم نتحرر بعد….ليس بالضرورة ان يكون المستبد والمستعمر اسمه برنارد او جاك،بل قد يكون اسمه عبدالقادر او بوعلام…وليس بالضرورة ان يكون اشقر وأزرق العينين فقد يكون اسمر واسود العينين,أباؤنا وأجدادنا عانوا من بيجار وشال, لكن عانوا أكثر من الباشاغا و من الحركي.

المواطن المتحرر هو المواطن الذي يتمتع بكل حقوقه وكرامته،في الجزائر الشعب سلب من كثير من حرياته وحقوقه وكرامته…بينما القلة تتمتع باغلب تلك الحقوق…تعليما سكنا سياحة صحة وشغلا.
ان تقف في ساحة عمومية وترفع لافتة تقول فيها اريد شغلا او مسكنا او حرية الانتخاب وتاتي مجموعة من رجال الامن وتنقض عليك بالهراوات وتعتقلك وتهان كرامتك،فانت ليس حرا اذن!
وأن تريد أن تزور بلدا ما, فليس لك الا فوق مئة اورو الا قليلا, بينما أبناء المدراء والولاة والوزراء والنواب وغيرهم يصولون ويجولون في لندن وباريس,سياحة ودراسة وعلاجا…فانت ليس حرا اذن.
ان تمرض او يمرض عزيزا عليك, وتذهب الى المستشفى ولا تجد سريرا او دواءا ، بينما ابناء وبنات فلان لهم العيادات الخاصة والمستشفى العسكري ومستشفيات اوروبا مدفوعة من الخزينة العمومية،فانت ليس مستقلا إذن,ربما حفيد الباشاغا وابن الحركى يحكمك الآن.

والحل لمن يحب الحرية ,وليس قابل للاستعباد ,ان ينهض يطالب بحقه،وهذا ليس ارهابا او ثورة،يجب النضال السلمي لكن الشرس وبدون هوادة للتحرر من جديد, ولكنس كل افاك اثيم….الجزائر تحررت ذات مرة, ولكن غفلتنا وغباوتنا مكنت الاستعمار من العودة بالوان بشرتنا وبعلمنا ونشيدنا.
إذا لم نغير من المصيبة التي حلت بنا,فما يمنعنا إذن أن ننتخب على فرنسوا او على عزوز فكلهم ملة واحدة…..

العلبة السوداء او الثالوث المستبد: بوتفليقة وبقارته، الاركان، والمخابرات


2012_generaltoufikkkkkkkkkkkkk_182979252[1]

أحسن بوشة

العلبة السوداء او الثالوث المستبد: بوتفليقة وبقارته، الاركان، والمخابرات

هاته هي الاطراف المتصارعة على السلطة في الجزائر،اما الشعب ونخبه ومجتمعه المدني فهم مجرد قطيع يجري تقرير مصيره من طرف هؤلاء…سعداني يقول انه حان الوقت لتاسيس الدولة المدنية،بن حديد يقول ان الجزائر يترأسها الفسدة،وتوفيق يصمت ولسان حاله يقول مازال ماولدتوش يماه من يقدر يطردني، كي يروح بوتفليقة انروح!

هل يمكن ان نصدق ان تجديد البيعة لبوتفليقة تعني انتصاره على المخابرات والاتجاه الى تاسيس الدولة المدنية؟
لا اعتقد ذلك، فالمخابرات هي الشرايين التي تنتشر في كل ارجاء الجسد الجزائري ،وليس من الممكن تفكيكها واعادة وضعها في موقعها الصحيح بدون نظام ديمقراطي شعبي حقيقي.

وهل نفهم من كلام الجنرال بن حديد ان القايد صالح يسبح ضد التيار في مؤسسة الجيش؟ لا اعتقد ذلك فتركيبة راس الجيش لغمها بوتفليقة بترقياته وتعييناته حسب الولاء،لذلك فالقايد صالح ليس وحده داخل مؤسسة الجيش بل معه جنرالات الرئيس وربما جنرالات بقارة كذلك.

ما حدث مؤخرا يشير الى انه من المرجح ان جناح الرئيس والاركان وصلوا الى صفقة او وصفة للتعايش مع المخابرات ومن يتخندق معهم مدنيا او عسكريا،في الخدمة او متقاعدا….لكن الصراع سيبقى بعد البيعة متواصلا مادام الريع موجودا.

الرئيس شمولي واستبدادي وهو يعشق السيطرة على كل نفس تعيش في هذا القطر ولذلك فان هو نجح في تفكيك اوتحييد جهاز التوفيق، فجهاز رجله الهامل سيضرب بقوة على كل من يتجرأ ويعارض فخامته،مواصلة مراقبة الريع تستدعي مواصلة السيطرة على القطيع….والحل دولة بوليسية مكان دولة مخاباراتية.
لقد التقت تطلعات القايد صالح وبعض الجنرالات مع تطلعات جناح الرئيس في مواجهة استغوال المخابرات فتخندقوا معا في مواجهة الجنرال توفيق والمتقاعدون من العسكر….في انتظار الهجوم المضاد من معسكر التوفيق،وتلك هي طبيعة الصراع داخل العلبة السوداء.
بقي ان اشير الى ان فرنسا وامريكا لا يهمهما من يحكم بل ما يهمهما هو الرجل او المجموعة القادرة على حفظ مصالحهما في الجزائر وفي المنطقة،وليكن هذا الرجل يمشي على اثنين او على اربعة،ولتكن هاته المجموعة بقارة لصوص فسدة.

سلال ينهي حالة “السوسبانس” ويعلن رسميا عن ترشح الرئيس بوتفليقة


قطع اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال الشك باليقين بإعلانه رسميا عن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقال “سلال”، في مؤتمر صحفي عقب إشرافه على افتتاح الندوة الإفريقية رفيعة المستوى حول الإقتصاد الأخضر بوهران، قال بأنه وبعد الطلبات الملحة للمواطنين في 46 ولاية قام بزيارته، قرر بوتفليقة الاستجابة لذلك المطلب وخوض غمار رئاسيات أفريل 2014، مضيفا بأنه سيشرع بدءا من اليوم في جمع التوقيعات لبلوغ النصاب القانوني بعد أن قام اليوم بسحب استمارات الترشح.

ويكون سلال بإعلانه رسميا عن ترشح بوتفليقة، قد وضع حدا لحالة السوسبانس والترقب التي أغلقت مشهد الرئاسيات منذ استدعاء الهيئة الناخبة وصمت من طرف الرئيس بوتفليقة جعل العديد من الشخصيات تعلق ترشحها بقراره.

وقال سلال اليوم في مؤتمر صحفي بقصر المؤتمرات على هامش الندوة الإفريقية للاقتصاد الأخضر، بأن “ضمير بوتفليقة لم يسمح له برفض الطلبات الملحة للمواطنين من مختلف الولايات من أجل ترشحه”، وأضاف الوزير الأول بأنه سيتم بدءا من اليوم الشروع في جمع التوقيعات اللازمة لبلوغ النصاب القانوني قبل غلق مجال الترشيحات في 3 مارس المقبل، وأن بوتفليقة لديه الوقت الكافي لتقديم الوثائق اللازمة لترشحه، وتابع قائلا بأنه في ظروف صعبة تعيشها المنطقة سيخوض الرئيس غمار رئاسيات 17 أفريل مجددا، وواصل قائلا بأنه ينبغي تثمين إنجازات الرجل والاعتراف بجميله وللحفاظ على استقرار البلاد، “الحمد لله أنه هناك جزائريون وجزائريات معترفون بالجميل”.
large-10973سلال-ينهي-حالة-السوسبانس-ويعلن-رسميا-عن--f7df6
el bilad
ترشح-الرئيس-بوتفليقة
وبخصوص شرط المؤهلات الصحية التي يفرضها القانون الدستوري على أي مرشح، قال سلال بأن بوتفليقة لديه كل المؤهلات البدنية والعقلية، ويمتلك الخبرة الضرورية التي تسمح له بالترشح، مؤكدا أن الحالة الصحية لبوتفليقة قد تحسنت وليس هناك ما يمنعه من الترشح “هو شخصية تتمتع بكل المؤهلات الصحية والنظرة اللازمة”، مشيرا إلى أن رسالة الرئيس الأخيرة التي تلاها نيابة عنه وزير المجاهدين كتبها هو بيده .. وتسائل سلال: “لماذا نحن متشائمون؟” قبل أن يواصل: نحن في حاجة إلى استقرار وهذه النظرة السوداء ينبغي أن نتخلى عنها ويجب أن تكون لدينا الشجاعة للمضي قدما”، وواصل المتحدث: أؤكد بكل ارتياح أن بوتفليقة مؤهل للترشح نحن كلنا معه وسندعمه” نظرا لما قال بأنها إنجازات حققها الرجل في إعادته للاستقرار إلى البلاد وتحقيق تطور اقتصادي واجتماعي، واستطرد الوزير الأول في تقديم صورة حول المرشح البارز للانتخابات الرئاسية بقوله إنه شخصية تتفاعل مع الشعب وهو يحب وطنه وتتوفر فيه كل المعطيات اللازمة وبه ستصل الجزائر إلى المستوى الذي تستحقه، قبل أن يضيف في ختام كلامه: “سواء أحببنا أم كرهنا بوتفليقة رجل فيه البركة”. وبخصوص تغيير حكومي جزئي مرتقب من أجل تنشيط الحملة الانتخابية، قال سلال بأنه ليس بالضرورة أن يكون ثمة تغيير حكومي من أجل تنشيط حملة انتخابية لبوتفليقة.

ومن جهة أخرى، علم ظهر يوم السبت لدى مصالح رئاسة الجمهورية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية أنه تم إيداع رسالة النية للسيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية لدى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للمترشحين للانتخابات الرئاسية المقررة 17 ابريل المقبل

هل سيُواجه حمروش بوتفليقة؟


2014_mouloud_hamrouche_81_120634498

echourouk
وضع إعلان الرئيس بوتفليقة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، “خارطة الطريق” التي أطلقها رئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، الأسبوع المنصرم على المحك، وباتت مع هذا التطور الجديد معرفة موقف الرجل من الاستحقاق المقبل على قدر كبير من الأهمية، لما لذلك من تداعيات على الاستحقاق المقبل.

وذكر مصدر مقرّب من رئيس الحكومة الأسبق، أن الرجل لا يزال ينتظر ردود أفعال الجزائريين ومؤسسات الدولة وكذا صنّاع القرار، على الورقة التي وجهها قبل أيام، على الرغم من إعلان بوتفليقة الترشح، وتوقع المصدر ذاته أن يبلور الأمين العام لرئاسة الجمهورية، في عهد الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية المقبلة غدا الإثنين، على أقصى تقدير.

وكان رئيس الحكومة الأسبق، قد عرض في “ورقة الطريق” التي وجهها للرأي العام الأسبوع المنصرم، تصوره للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي دعا فيها الجيش الوطني الشعبي الوطني إلى مرافقة الانتقال الديمقراطي، وأعلن فيها التزامه بضمان حقوق الأقليات والجماعات العرقية والدينية والمناطقية، وتجسيد المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وبسط الحريات، وهي “الورقة” التي اعتبرها المتابعون والمحللون، شروطا يكون قد وضعها الرجل بين أيدي صنّاع القرار، أملا منه في أن تلقى التجاوب المطلوب.

ومعروف عن مولود حمروش، أنه يرفض مواجهة مرشح السلطة في أي استحقاق انتخابي سابق، ولعل الجميع لا يزال يتذكّر كيف قرّر الرجل رفقة ستة مترشحين وهم أحمد طالب الإبراهيمي، حسين آيت أحمد، عبد الله جاب الله، مقداد سيفي ويوسف الخطيب، الانسحاب عشية الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 1999.

وما دام أن موقف الرئيس بوتفليقة، من الانتخابات الرئاسية المقبلة بات واضحا بعد البرقية التي وجهتها أمس، الرئاسة لوكالة الأنباء الجزائرية، وكذا التصريح الذي أدلى به الوزير الأول، عبد المالك سلال من وهران، يبقى إرجاء مرشح رئاسيات 1999، الفصل في قرار الترشح من عدمه يثير الفضول والتساؤل.

وكان آخر تصريح لمولود حمروش، قد ميّز بين مرشح الجيش ومرشح الأفلان، فبينما رفض رئيس حكومة الإصلاحات مواجهة مرشح الجيش في الاستحقاق المقبل، لم ينف إمكانية مواجهة مرشح حزب جبهة التحرير الوطني، وهو ما يعني أن تريّث حمروش في الإعلان عن موقفه النهائي، قد يكون له علاقة بالتحقّق من الجهة التي تقف وراء ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، أهو الأفلان ومن معه من الأحزاب الداعمة للعهدة الرابعة، أم أن الأمر يمتد إلى المؤسسة العسكرية؟

المؤكد هو أن الرئيس بوتفليقة، سيكون مرشح حزب جبهة التحرير الوطني، وهذا أمر فصلت فيه اللجنة المركزية للأفلان في دورتها المنعقدة في 16 نوفمبر المنصرم، أما موقف المؤسسة العسكرية فمن الصعوبة بمكان معرفته بالسرعة المطلوبة، لأنها لم تعتد على إصدار بيانات دعم ومساندة لهذا المرشح أو ذاك، بل تؤدي هذا الدور في صمت، غير أن ذلك سوف لن يستعصى على رجل يدرك جيدا كيف تسير عقارب ساعة النظام، وكيف تصنع القرارات الحاسمة خلف الجدران المغلقة؟

المترشح للانتخابات الرئاسية 2014 علي بن فليس في حوار لقناة الشروق2


2014_Ali_Benflis_21_643946042

المترشح للانتخابات الرئاسية 2014 علي بن فليس في حوار لقناة الشروق2:

لم أخدع الرئيس بل إختلفنا حول الجزائر

يواصل المترشح لرئاسيات 2014 علي بن فليس شهاداته لقناة الشروق بالتطرق في الحلقة الثانية والأخيرة إلى الأسباب الحقيقية لخلافه مع الرئيس بوتفليقة مشرحا الوضع السياسي الراهن ورؤيته للحلول المقترحة بالحديث عن حظوظه في الإستحقاق الرئاسي القادم

هل ساندت نقابة سيدي السعيد في مساعيك؟

لم أساند المركزية النقابية في انتخابات 2004، ولكن قانون المحروقات حينها لم يكن في مصلحة الجزائريين، والدليل أن الرئيس نفسه بعد المصادقة عليه تراجع وأعاده إلى صيغته القديمة، لأنني اقتنعت بأن هذا القانون يجب ألا يكون والحمد لله تم إلغاؤه.

لكن الخلاف حينها بدأ بينك وبين الرئيس؟

أنا لم أكن بطالا أبحث عن وظيفة قبل 99، أو أنتظر منحي منصبا من طرف ما، بل كنت عضوا في البرلمان وفي المكتب السياسي من 89 إلى 2001، وعندها نصبت أمينا عاما للحزب، اتصل بي الرئيس بوتفليقة، آنذاك وطلب منّي صراحة التواصل معه، ولمدة طويلة راح يشرح لي برنامجه، فقلت له إنه ليس مهما أن أكون معه أو ضده، لأني لم أكن أبحث عن موقع أو منصب، بل كنت أتساءل ما الذي سنقوم به لإنقاذ الجزائر، وبعد مشاوراتي معه سألني الرئيس بوتفليقة عن هدفي من الحديث عن المشروع، فقلت له أريد تجسيد مشروع مجتمع الحريات والديمقراطية، والأحزاب الحقيقية والدولة المتطورة والمجتمع المدني الحقيقي ليس الملعوب والمخدوع، فقال لي هذا هو برنامجي، بل طلب منّي كتابة المشروع ولذلك كنت شريكا في مشروع 99، ولم أكن مساندا فقط، خاصة مع روعة وتكامل هذا المشروع، ولذلك تحمّلت 3 سنوات من المسؤولية في تسيير الأمور بصفة عادية، أما عن أسباب الخلاف فهي تتعلق بالنقطتين اللتين صرحت لك بهما آنفا، ثم تطورت العلاقة وأصبحت مضطربة لأشهر قليلة، ولست أدري لماذا يقال أنني خدعت الرئيس، لا أدري كيف يتّهمونني بأني خرجت عن الطريق الصائب؟ إنني أحمل أفكارا تتوافق مع أفكاره ثم اختلفنا أشهرا قليلة قبل 2004، للأسباب التي ذكرتها لك، وبدأت العلاقة بيننا تضطرب، وفي 2003 كنت رئيس حكومة الأغلبية البرلمانية، 199 نائب ثم التحق نائب حر ليصبح العدد 200 نائب، والسؤال المطروح وقتها، لماذا أستقيل؟ أنا الأمين العام للحزب، وأنا رئيس الأغلبية البرلمانية كيف أنسحب، بل ماذا يقول النواب والمواطنون الذين انتخبوهم، المهم توترت العلاقة وأقالني الرئيس من المسؤولية، وصرحت حينها أنني لم أستقل بل أقلت. وأذكر أنه جاءني صديق ونصحني قائلا “من الأفضل لك أن تقدّم الاستقالة”، ــ لا أفصح عن أسرار الدولة ــ فقلت له أنا لا أستقيل ولا أنسحب.

لماذا لم يستقل بن فليس مثلما فعل سابقه أحمد بن بيتور الذي اشتكى هو الآخر من التهميش؟

سأصحح لك آمرا، لماذا تقارن بين خروجي من الحكومة، وخروج أحمد بن بيتور؟ أنا في 99 كنت شريكا في مشروع الرئيس، وكان ورائي أنصار وكنت رجلا سياسيا وعضوا في البرلمان، وهناك أسباب مبدئية للخلاف، لم ألتحق بالقطار وهو يسير، لا وجود لوجه المقارنة، وأنا أتحمّل مسؤولية أغلبية برلمانية، كيف لي أن أواجه مشاكل ثم أنسحب وأترك السفينة تتوقف، أما وضع سي أحمد فشيء آخر، أنا لا أدّعى أنني قمت ببطولة، أقول إننا اختلفنا في الأشهر القليلة، حيث وقبل إقالتي كانت الأمور تسير على ما يرام، إلى أن اختلفنا لأسباب موضوعية إزاء ملفات جوهرية، والاختلاف وقع بين شركاء في مشروع وليس بين صاحب مشروع وموظف معه في المشروع.

كانت ثقة الرئيس بوتفليقة فيك كبيرة لدرجة أنه كان يقول عندما أغادر الجزائر أطمئن عليها لأنني أترك علي بن فليس فيها، بعدها يقع هذا التوتر، الناس ذهبوا بعيدا في التحليل بأنّ جناح المؤسسة العسكرية كان ضد العهدة الثانية، وحدث أيضا مساومتك أن تقف مع العهدة الثانية أو تستقيل بالملاحظات التي ذكرتها، وهي التفرّد بالحكم، وجردت من الصلاحيات التي تمارس بها مهامك هل هذه المعلومات دقيقة؟

اللقاء أعجبني إلا في أمر واحد، أنك تسألني عن الماضي، أقول لك أنني ترشحت في 2004 من طرف مؤتمر استثنائي لجبهة التحرير الوطني، والقانون الأساسي والنظام الداخلي آنذاك يخولان هذه الصلاحية للمؤتمر الاستثنائي، فلم يدفعني أحد للترشح إلا مناضلي جبهة التحرير، فالمؤتمر الاستثنائي أنعقد بطريقة سريعة، وأنصاري في كل الولايات يرجونني حتى أترشح، هذا هو سبب ترشحي للرئاسيات، أمّا حكاية الأجنحة فلا أساس لها من الصحة ولا علم لي بها.

في 2004 سي علي، إلتفت حولكم العديد من الشخصيات التي كانت ضد العهدة الثانية، اصطفت حولكم من جميع التيارات من اليسار إلى اليمين، ونقابات حتى ظن البعض أن المؤسسة العسكرية وراء هذا الالتفاف، وكان ما يكتب ويُتداول حول ذلك أن أعلى هرم في السلطة يعني الجناح العسكري ضد العهدة الثانية، وعلي بن فليس وجد من المبررات في علاقته مع الرئيس، أن يرفض العهدة الثانية ويمشي كخيار، وسمعنا وشاهدنا تفاصيل هذا الموضوع في الحملة الانتخابية في 2004.

صحيح أنه في 2004 كانت قاعدة كبيرة لجبهة التحرير الوطني ومازالت إلى يومنا هذا في صفي وإلى جانبي، والعديد من الأحزاب ساندتني والتف حولي جمع من الناس من الحقل الإسلامي، وساندني أشخاص خارج جبهة التحرير الوطني، وصحيح أيضا أن أشخاصا كثر من التيار الديمقراطي ساندوني إلى جانب العديد من الشخصيات الوطنية، وصحيح أن هؤلاء جميعا ّأصبحت اليوم أكثر تواصلا معهم، لأنّ هؤلاء كلهم اقتنعوا أنه ليس لديّ مشروع يؤسس دولة خاصة بي أو بأهلي أو بأصحابي، هؤلاء اقتنعوا أن مشروعي طموحه التأسيس لدولة ديمقراطية، يتم فيها إعداد دستور توافقي، دولة يتم فيها كذلك جمع الجزائريين في حوار ثري عال في معانيه حول كل كبريات المشاكل، هناك مشكلة دستورية نحاور بشأنها المعارضة والسلطة وساعتها نحكم، لو تسألني كإعلامي ناجح في حصصك، وتقول لي أي نظام تختاره أنت للإعلام الموجود في الجزائر؟ أقول لك أيّها الرجال والنساء في الإعلام والاتصال إبحثوا أنتم الأدرى والعالمون والعالمات بخبايا الإعلام ودوره، وإنجازاته عبر العالم، واختاروا أفضله وأحسنه عالميا وسوف أتبنّاه، لأنّي أتمنى أن تكون الجزائر الأولى في مجال الإعلام وغيره من المجالات.

هل ستفتح مجال السمعي البصري على مصراعيه مثلا؟

نعم، أفتحه على مصراعيه.

هل تتعهد بذلك إن أصبحت رئيسا؟

لم نخاف من التفتح والقنوات تبث في العالم كله، من لم يدرك أن الحرية هي حامية الجزائر، ومن لم يدرك أن الحريات هي الإسمنت الذي يدافع عن الجزائر، ومن لم يدرك أن الديمقراطية تشكّل وقاية للجزائر من شر وضر الداخل والخارج، ومن لم يدرك إلى الآن، أن التظاهر والحريات الجماعية والتعبير الجماعي والتعبير الفردي، وحرية الثقافة والتعليم والتربية هذه هي الحريات التي تقي وتنقذ الجزائر وليس الكبت، فقد انتهت الستالينية والجبروتية والفرعونية، المشكل هو مع الحريات ومع مشكل الإعلام الذي يجب أن يتحرر، والضوابط لا أضعها أنا بل يضعها الإعلاميون بأنفسهم، والذين يحترمون أنفسهم فلا يقبلون بالأذى والإساءة والسب، والشتم والمساس بالدولة، أو المساس بالمسار الانتخابي، سوف أحررهم وأترك المقود في أيديهم.

من الذي يضمن للشعب الجزائري أنه عندما تصل للحكم وتصبح رئيسا للجمهورية لا تتفرد بالحكم ولا تفعل مثلما يفعله بوتفليقة من عهد متوالية وصلاحيات مطلقة، ما الذي ستقدمه للشعب الجزائري من ضمان؟

يا صديقي لكل مساره، أنا أتمسك ببرنامجي الذي هو مجتمع الحريات ومشروع التجديد الوطني وعدالة مستقلة وفصل السلطات في الحكومة، لو أنجح في الانتخابات والشعب يرضى عني، سأنفذ برنامجي وأسبوعيا تنزل الحكومة إلى البرلمان ولن أترك لها الوقت لتحضير نفسها للإجابة بمعرفتها المسبقة للأسئلة.

الإسلاميون أصدقائي وشركائي

هل تعرف التحقيقات البرلمانية كيف تجري، هؤلاء ليسوا برلمانيين، مثلا وقعت واقعة في الولاية الفلانية في هذه الصبيحة، في ذلك اليوم كان مبرمجا استجواب الحكومة، يقف نائب ولاية أدرار أو قسنطينة، يسأل الوزير الفلاني ما وقع هذه الصبيحة في المدينة الفلانية، ما رأيكم في الحريق الذي وقع في الثانوية أو المرضى الذين تسمموا، فتكون رقابة حقيقية من ممثلي الشعب للحكومة، فإما أن تجيب بما يفيد وبما يقنع أو تعترف أنك لم تسمع بالأمر ويشهد عليك الشعب أنك لست الشخص المناسب في المنصب المناسب، أنا هذا ما أحلم به، أحلم بقاض يحرك الدعوى العمومية دون اللجوء إلى العاصمة ووزير العدل والنائب العام، عندما يسمع بارتكاب جريمة، إما بالكتابة في مقالة أو مقولة أو رسالة أو ارتكاب جريمة نهب وسرقة أو أي جريمة، لا يصح أن يقول وكيل الجمهورية أنه لم يتلق تعليمات لتحريك الدعوى العمومية، ولكن هذا واقعنا، وأقول لك أن هؤلاء كلهم سوف أحررهم من تلك القيود، تسألني ما هو الشيء الذي يضمن تحقيق ذلك، يضمن هذا الشيء الذي أقوله فلتحاسبني، امنح لي فرصة غدا إذا ما وفّقني الله، والشعب الجزائري قبل ببرنامجي، نحرر وكيل الجمهورية حتى يحرك دعوى انطلاقا من مقال صحفي أنه ورد فيه أن واحدا في رئاسة الجمهورية خرق القانون الجزائي مثلا اختلاس أموال، وكيل الجمهورية هذا لن يخاف مني كمسؤول عن البلد، لأنني لا أقدر على تنحيته من منصبه أو أن أعاقبه أو أسلبه راتبه الشهري ولن أخيفه، فأنا مقترح تغيير 180 درجة، أريد أن يعيش الجميع في السلم والهناء. أنا كنت وزير عدل الجزائر، وفي قضاتها علماء وخبراء وقدرات، لو يتحررون من تلك القيود لحققوا المعجزات وسأرفع الغبن والظلم عن مؤسسات الذرائع، مثلا حاليا مجلس المحاسبة هو الرقيب عن المال العام بالرقابة البعدية، يراقب إذا صرفت الميزانية حسب ما ينص عليه القانون، ميزانية الثانوية، الوزارة، المستشفى، والولايات والبلديات إلى آخره يعني آلاف الميزانيات، هذا المجلس فيه حوالي 160 أو 170 قاض ما يسمونهم بقضاة المال، وقع تجميد ليس للصلاحيات، بل لعمل مجلس المحاسبة، لم تمنح له الإمكانيات، ربما يجب أن يعمل فيه 1000 قاض أو أكثر، فمن المنطقي كيف يمكن أن يراقب 170 قاض تلك الميزانيات، فليس ذنب القضاة بمجلس المحاسبة أو المدير العام للمجلس، بل المشكل في النظام الذي لم يترك التحرك لمجلس المحاسبة كما يجب، هناك رقابة حية وهناك أناس غيورون يتخبطون ولم يستسلموا ويطالبون بتحطيم القيود حتى يحافظوا على طريقة صرف المال العام، أنا شخصيا لو كان الأمر بيدي أعين قضاة آخرين بمجلس المحاسبة وأحرره وأمنح له الاستقلالية وأوسّع صلاحياته. هذا جواب على سؤالك عن ما الضمان أن برنامجي سوف يطبق، لن أخيط طقما لي، بل أريد طقما جيدا للشعب الجزائري ويكون عنده دولة يفرح بها، فالشعب الجزائري يريد دولة قوية بالمؤسسات، يريد دولة قوية بالانتخابات النزيهة، وله حرية التظاهر السلمي، يريد دولة قوية بالنقابات التي يعترف بها، لا أن نفرض نقابة بالقوة عليه، ومجتمعا مدنيا حقيقيا فيلمس الشعب الجزائري صلاحيات للمنتخبين البلديين ولأعضاء المجلس الشعبي الولائي والبرلمان حقيقة، هذا هو المشروع الذي أقدمه للشعب الجزائري، فالشعب هو محرك يريد أن يفجر طاقاته وأن يحب الآخرين ويكون مثالا للديمقراطية في دولة لا تعرقله في هذا الطموح، يجب أن لا تكون الدولة متأخرة مقارنة بإرادة الشعب، هذا ما أتمناه، فاذهبوا للانتخاب بقوة وجربونا إذا لم أوف بوعودي فثوروا علي.

وماذا عن الشباب الذين يمثّلون 75 بالمئة من الجزائريين ، شباب فاقدي الأمن، ناس يفرّون عبر البحر ،فلا عمل ولا سكن ولا زواج، يعني وضع بائس يعيشونه، وفي مقابل هذا، الدولة وهياكلها والوظيف العمومي وصل إلى مرحلة الشيخوخة، ما لا يسمح بعطاء مقنع، الشاب ينتظر من يفتح لهم المجال، في وقت يشاهدون إطاراتنا وكوادرنا الذين صنعتهم البلاد هاجروا ووجدوا فرصهم في بلدان أخرى.

جاءت بي حقوق الإنسان إلى وزارة العدل وأخرجتني منها حقوق الإنسان

قلت منذ أيام قلائل إذا كانت الوطنية في 1954 هي جعل حد للاستعمار الغاشم ورفع راية الجزائر، راية التحرر والاستقلال، والموت من أجل استقلال البلاد كما كان عليه النوفمبريون، وتلك هي الوطنية في نوفمبر، وإذا كانت الوطنية في 1962 من طرف رجال عظماء حرروا الجزائر وجاؤوا لإعمارها وإعادة بعث الدولة الجزائرية للوجود والدفع بها إلى العلا والرقي، فالوطنية اليوم في تصوري المتواضع بإقحام الشباب في المسؤولية وهذا ليس محاباة مني، فهؤلاء الشباب 70 أو 75 بالمئة أقل من 40 سنة، معناه أن الدولة والسياسيين يتنكرون لشعبهم، لأن أغلبيته شباب ذكرانا وإناثا، وبالتالي أقول أنه علينا إقحام الشباب في مراكز المسؤولية، وفي مراكز صيرورة واتخاذ القرار، ليس تكرما مني أو صدقة أو هبة مني، بل هذا واجب، فإما هذا أو العدم بالنسبة للجزائر، إذا لم نتفطن لهذا وأقول شيئا أضيفه أنّ كوادر الجزائر التي كانت تسير القطاعات الوزارية في الستينات والسبعينات والثمانينات كانت لدينا قدرات شبابية عالية في علمها وطريقة تفكيرها في الطاقة والكهرباء وتسيير الطرقات وفي الثانويات والجامعات، وتبهر الأجانب في علمها وطريقة تفكيرها، فماذا منحنا لكوادرنا اليوم غير الزج بهم في السجون وتعرّضهم للمحاكمات المشينة، وفي بعض الأحيان ظلما، فهرب من هرب واستقال من استقال، وانتحر من انتحر، وهناك من هاجر، وهناك من بقي يتحمل المسؤولية حبا في الجزائر، وفيهم من هاجر أكررها ليس كرما مني أو طمعا في شيء شخصي، فأنتم الذين ستكونون في مراكز الانتخاب وتسيير القرار، لماذا، لأنهم وطنيون وعندهم الغيرة على الجزائر، كيف لجزائري يحتقر هنا أستاذا جامعيا ولا يسمع لكلامه ولنصائحه، يهاجر إلى كندا ويصبح أكبر المستشارين في التربية والتعليم، وأصبح مرجعا للدولة الكندية في برامجها، وهناك الكثيرون موجودون بهولندا ربطت معهم علاقة،وهناك من يتواجد بفرنسا، ألمانيا والعشرات منهم في قطر وفي إفريقيا وفي إفريقيا الجنوبية والسينغال، إنهم في أمريكا وأتصل بهم، لماذا هذه الدولة التي لا تحافظ على علمائها وقدراتها وتجعلهم واجهتها الحقيقية، أنا أعتبر الحديث على الشبيبة والإطارات مرافعة محام لصالح هاتين الفئتين، وهما أساس الدولة.

تكلمت في بيان ترشحك عن مراسيم المصالحة الوطنية وأنت عشت بداياتها وقد سجلت في بيان الترشح أنك مستعد للارتقاء بها لتصبح حقيقة ملموسة وكل واحد يأخذ حقه، هل تقصد ما تقول، أو أنّها مجرّد مغازلات للإسلاميين والتائبين وغيرها من الشخصيات التي تهمك للانتخاب عليك؟

أعطيك سرا اليوم، تصريحي عن الترشح، عندي طاقم من الإطارات الجزائرية، شباب مستواهم الثقافي عال ومنهم علماء ينورون لي الطريق ويعلمونني بالأمور التي تخفى علي ويصلحون لي أخطائي، فعندما جئت لتحرير تصريح الترشح أحضروا لي مسودة، تعبت لإصلاحها، لأنني لم أجد فيها كل أفكاري، وأعدت كتابتها بمفردي باللغة العربية، ثم فرنستها للقارئ المفرنس، فلم أقرأ الخطاب كما سلم إلي، وقلت عن الأزمة السياسية فالجزائر تعيشها، كتبت ثلاث فقرات والذين يريدون التأكد فليقرأوا الخطاب وبالضبط في الصفحة 17، أولا أن الجزائر عرفت أزمة سياسية منذ 25 سنة، ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، ولم تنته بعد، أما الثانية فثقافة الدولة من أجبرتني على الكتابة، فالدولة الجزائرية لم تولد معي، بل الدولة الجزائرية أنجزت أشياء قبل قدومي، أولا أبرمت قانون الرحمة، ثم قانون الوئام المدني، ثم قانون المصالحة الوطنية، في وصف قانون الوئام المدني أنا كنت مدير ديوان رئاسة الجمهورية.

كنت ممثل الرئيس في عملية التفاوض..

أنا كنت مستشارا في إعداد القانون وفي بعض الاتصالات التي لا يسمح المقام ولا ثقافة الدولة بنشرها، لكنني أعرف أن الإجراءات الثلاثة كانت وعود دولة تم الوفاء بها، وهناك أخرى لم تكتمل، ففي الفقرة الثانية، قلت أنني أتحمل المسؤولية وأتبنى القوانين الثلاث: الرحمة والوئام والمصالحة الوطنية، وعلى الدولة الوفاء بكل التزاماتها، هذا التعبير الموجود في النص، ولو تم الالتزام بكل هذا ونجد الأزمة مازالت قائمة، هنا يجب السير إلى الأمام، وإذا أردنا القيام بخطوات أخرى في المصالحة فيجب تعميقها، كيف يتم ذلك، فلم أنزل من السماء لحل مشاكل الجزائر ولا أستطيع ذلك أو أنني جئت من حزب من الأحزاب لا تستطيع تحقيق ذلك لوحدك أو أنك كسلطة تستطيع حلها فلا تستطيع أو جاءت ثلاثة أحزاب من خمسين فلا يستطيعون ذلك، قال هناك أشخاص مبعدون ولا تسمح اقتراحاتها وعليه فرئيس الجمهورية المنتخب ويكتسب شرعية الانتخاب يفتح الملف الأول والثاني والثالث فلابد من حوار شامل يجمع كل الفاعلين السياسيين، فيتناقشون، بعدها يكون وفاق وطني وبعد الموافقة عليه نذهب للشعب الجزائري ونقدمه له ونخبرهم أن هذا الوفاق الوطني اتفقت عليه السلطة والأحزاب والمعارضات والمجتمع المدني والفاعلين ويعطي كلمته هذا الشعب بانتخابات حقيقية، ونطرح في هذا الوفاق السياسي قضية التزوير في الانتخابات، يجب التخلص من هذا المشكل، لا نسب دولتنا، ونتحمل ماضينا ولا يمكن أن يكون التئام الشعب، ولا يمكن أن تكون ثقة وإرادة شعبية حقيقية من دون اقتراع صادق وحقيقي ومراقب من طرف الجميع، هكذا فقط تعلو الدولة وتحل الأزمة نهائيا.

وماذا عن الإسلاميين في هذه الانتخابات الرئاسية 2014؟

سوف ترى في المستقبل القريب توسيع الرقعة للمساندين في التيارات الثلاثة، الإسلاميون يطالبون بالديمقراطية، يطالبون بالتعددية الحقيقية، وبعدم اختراق أحزابهم وبشفافية الاقتراع وتوزيع الثروة الجزائرية بالعدل بين الولايات، وبدولة مرجعياتها أصالة الجزائريين، وطموحها هو طموح الدول الغنية، والوطنيون يطالبون بدولة قوية تحترم القانون، وبقيادات تحترم المؤسسات بتعددية حقيقية بتوزيع ثروة وطنية نحو الأصلح وبالخير، والديمقراطيون يطالبون بدولة حقيقية وانتخابات حقيقية وبإعطاء الصلاحيات للمنتخبين على جميع المستويات بالاقتراع النزيه للشعب الجزائري، هذه المطالب عندما أجمعها تصبح مطالبي، فلماذا لا يساندونني، أنا أحترم المقاطع على غرار المساند، وعندي أصدقاء من الإسلاميين، فالدكتور جاب الله صديقي، مقري صديقي، وعبد السلام صديقي، والسيد دويبي صديقي، وسي يونسي صديقي.

أغلبية هؤلاء مقاطعون..

سأعيد الأمل للشباب وأفتح لهم مجالات الاستقرار والإبداع

أنا لا يهمني أنهم مقاطعون، هم قاطعوا لأسباب اقتنعوا أن كل شيء ملعوب، وأنا اقتنعت أنه يجب فتح الباب حتى تكون الثقة، أنا عندي أصدقاء في الأفافاس والأرسيدي والأفلان، عندي آلاف المحامين وأطباء يساندونني، سترون ويظهر كل شيء، إنهم يساندونني ليس لشخصي، بل أنني حامل لمشروع ليس لي، بل عندي طموح للشعب الجزائري والجزائر، أنا متشبع بنوفمبر العظيم، وكنت في المكتب السياسي مع عبد الحميد مهري وحضرت في كل جلسات الحوار، ولو تغير الوفد المفاوض كنت دائما معه، وكان يطرح المشاكل الحقيقية، ووقعت خلافات كبيرة ،وبقي يدافع عن الشعب والجزائر.

لماذا استقلت من وزارة العدل في 1991، عندما بدأت الأزمة والشحن الأمني، وبدأت محتشدات الصحراء والخروقات القانونية والأمنية.

شكرا جزيلا على هذا السؤال حتى تفهم استقالتي في1 جويلية 1991، يجب العودة إلى تاريخ 9 نوفمبر 1988، أنا كنت عضوا مؤسسا للرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، وقعت حوادث أكتوبر وفي الأيام الموالية وقعت وفيات في العاصمة، نترحم عليهم وملاحقات لآلاف الناس في قسنطينة وعنابة وسطيف والجزائر العاصمة ووهران، أنا كنت المسؤول عن الرابطة على مستوى شرق البلاد، أخبرني مسؤولو الرابطة بعنابة وسطيف وقسنطينة، عن خروقات قانونية بخصوص الاعتقالات تمثلت في حالات تعذيب، وبما أنني مسؤول الشرق مهتم أكثر بالمساحة الجغرافية التي عليّ الاهتمام بها أسمع أنه تم اعتقال 200 أو 250 شخص بقسنطينة متلبسين، والتلبس هو إجراء سريع لمّا يكون الإنسان معترفا بالجرم الذي ارتكبه، فلا داعي للتحقيق ويحاكم وهم جميعا ناكرين ويحاكمون على أنهم معترفين وليس لديهم الوقت لتأسيس محام، والأوامر أحكام قاسية للجميع، فحققت وتأكدت أن تلك المحاكمات الجزافية والعامة جرت وكأنهم قطيع من الغنم، فلم أقبلها، عندما كنت قاضيا لا أقوم بها وأحاربها، وكمحام ثرت عليها بشدة.

جاء 19 أكتوبر السيد رئيس الرابطة نظم لقاء مع الرئيس الشاذلي بن جديد، ـ رحمة الله عليه ـ كنت عضوا في الوفد عرضنا على الرئيس الشاذلي، ما وقع وانشغالات الرابطة وعدم رضاها على ما جرى، وكنت آخر المتكلمين، وأول مرة ألتقي بالشاذلي بن جديد، وجدته شخصا صاغيا متصنتا مستمعا محبا الخير للبلاد، قلت له سيدي الرئيس، إن تسمح لي أقول لك ما وقع في الأسابيع الأخيرة في الحقل القضائي وصمة عار في جبين الجزائر، خروقات في حقوق الدفاع، أحكام صادرة بدون الإتيان بالدليل والبيّنة ربما لم يصل لعلمك وأقوله لك على المباشر. الشعب ليس راضيا عن هذا، أكثر من ذلك الشعب تم تجويعه وسوف يثور ويعبّر عن غضبه بالكسر والحرق، فشبكة توزيع مواد الاستهلاك ليست قائمة، الجزائر كبرت وشعبها كبر وطرأت أمور شكلت دولة وأصبحت لا تستجيب لمتطلبات اليوم، هذا الرجل ـ رحمه الله ـ لم يقاطعني ولم يقل لي أنني على خطأ، بالعكس تبادلنا أطراف الحديث.

ما علاقة هذا باستقالتك؟

هناك علاقة، حدث هذا في 19 أكتوبر وفي 9 نوفمبر تشكلت حكومة مرباح، كنت أرافع في قضية بمدينة بسكرة، اتصل بي رئيس الحكومة مرباح، وأنا كنت لا أعرفه وعرض عليّ وزارة العدل بأمر من الرئيس الشاذلي بن جديد، فقلت له لا أعرف إن كنت رجل المرحلة أو لا، فقال لي كيف، فأخبرته أنني أريد تغيير الدستور لتكون سلطة قضائية والقضاء يكون حرا ومستقلا، فقلت له هذا شرطي، فقال لي أن شرطي مقبول تفضّل أكتب برنامجك وطبّقه، وهذا ما حصل فقمت باتصالات، كنت في حكومة سي مرباح، وسي حمروش وسي غزالي في جوان 1991، وقع الإضراب المعروف وتقرر على مستوى الحكومة، ليقع عدد من الاعتقالات أعتقد 1000 أو 2000، وعندما أخبرت واجهت الأمر فقيل لي أن القضية يتابعها وزير الداخلية والولاة، فسألتهم كيف؟ فقيل أنه سيتم تقييد الحرية إداريا والذي يوقع قرارات الاعتقالات هو الوالي، ولم أقبل أن تتورط الإدارة الجزائرية فيما لا يعنيها، وفيما لا تفهمه، وفيما ليس من اختصاصها، ثم إن هذا يمس بحرية الفرد، أنا قناعتي تكمن في عدم تقييد حرية شخص إلا بالقضاء، لأن فيه جهة التقاضي وفيه الضمانات والقضاء مختص ويكون هناك المحامي إلى آخره، لا أقيدها لا من طرف الوالي لأنه لديه انشغالات أخرى ولا تدخل ضمن مهامه، وعندما وقع هذا الإجراء اعترضت وقدمت استقالتي للرئيس وقدمت سبب الاستقالة فعودتي إلى ما وقع في 88، حتّى أقول أحضرتني حقوق الإنسان إلى مسؤولية وزارة العدل، وأنهت مسؤوليتي في وزارة العدل حقوق الإنسان.

بعض الأسئلة ربما الوقت يداهمنا نختم بها النقاش، نريد أن نعرف رأيك في ما يسمى بالربيع العربي، ما حدث الآن وما يحدث في الكثير من الدول العربية، هل تراه إفرازا ثوريا حقيقيا أو هو طرف معين يريد أن يسوق الدول العربية في مشروع غربي معين، ما هي نظرته بالتحديد وباختصار؟

سأدعو إلى حل الأزمة السياسية بإشراك جميع الفعاليات و الحساسيات

السياسة الدولية هي تشابك وترابط وتفاعل، والذي يعتقد أنه يعيش لوحد في القرية فهو على خطأ، فالسياسة الدولية هي توازنات بين الدول الكبرى والصغرى، وهي أيضا مصالح وأساس، لو تقول لي أن العنصر الخارجي له تأثير أقول لك عنده، لكن ما يقلل من تأثيره في العنصر الداخلي هي الأوضاع الداخلية، هناك دول وقعت فيها ثورات ما يسمونها بالربيع، المهم عندما تأتي أنت تعطي قابلية لتفاعل الداخل مع الخارج إذا أسأت التصرف، ومكثت في الحكم 40 سنة، يريد الشعب أن يتخلص منّي ماذا يفعل نعطي بعض القابلية في الحراك الداخلي والخارجي بتصرفاتنا، وحتى لا يقع هذا الحكم مدى الحياة والتوريث، هذه هي أسباب الفتن واحد يقود البلاد مدة معقولة دستوريا إن كان صالحا تجدد له العهدة الثانية، وإن كان غير ذلك فعلى شعبه أن ينحيه.

في رأيك لماذا لم تحدث ثورة في الجزائر؟

أولا الشعب الجزائري لا تنس أنه شعب أول نوفمبر، شعب عظيم لم يمنح لنا استقلالنا بل أبطال منحوه لنا، الجزائر عاشت ثورة والشعب مؤمن أن هناك مخرجا للجزائر بدون اللجوء لهذا كله وأنا منهم، ولهذا السبب خرجت بهذا المشروع، وإذا كانت اللعبة مغلقة فأنا أفتح اللعبة، وأجد مخارج بدون تحطيم وحرق لبلادنا، بدون حرق مزارعنا وتهديم منازلنا.

أبستطاعتك فتح اللعبة وتغيير الموازين؟

أنا لست ماسكا باللعبة في يدي، لكن عندي قوتي وهي الإرادة الشعبية وأريد تجنيدها لتسير مع سياستي، تصور لو كل الشعب الجزائري يسير للانتخاب في كل المدارس ومكاتب الاقتراع فهل يمكن التلاعب بإرادة شعب.

هل تعد الشعب الجزائري بإعادة الاعتبار للغة الغربية؟

كيف لي أن لا ألتزم بإعادة الاعتبار للغة العربية وأنا من الأوائل الذين التزموا بهذا، لقد درست في المدرسة الباديسية، وهي مدرسة التربية والتعليم.

هل تلتزم بقانون تعميم العربية؟

ألتزم بإعطاء العربية مكانتها في المواقع كلها، فالعربية والأمازيغية يجب دعمهما وتقويتهما، اللغة العربية تحتاج لكتاب كامل للحديث عنها، أعشق هذه اللغة وأحبها وأمجدها وأقدسها لجمالها.

لو أصبحت رئيسا، ما هو أول قرار يتخذه بن فليس؟

الجزائر تعيش أزمة، أجمع الجزائريين الفاعلين السياسيين وكل من لهم تأثير في السلطة والمعارضة لنخرج بدستور للجزائر توافقي يقبله كل الجزائريين ويجمع الطبقة السياسية والفاعلين السياسيين والمجتمع المدني حتى نجد مخرجا لأزمة البلاد.

بن فليس الإنسان، الكثير يريد أن يعرف هواياتك مثلا؟

“إقرأ باسم ربك الذي خلق”، رب العالمين أوصانا وعلمنا بالقراءة والكتابة، أحب قراءة كل المجالات في العلوم والتاريخ والجغرافيا والأدب، أعشق الشعر.

أي نوع من الموسيقى يسمح سي علي؟

أحب الأندلسي والصحراوي والمالوف والموسيقى الكلاسيكية.

هل أنت هاو للرياضة؟

نعم الرياضة والثقافة الفيزيولوجية، لست هداف فريق ما، لكنني عندي ثلاث حصص أسبوعيا أمارس فيها الرياضة.

هل بن فليس متفائل بمشاركة الفريق الوطني في المونديال؟

هؤلاء شبابنا، أسعدونا فأصفق لهم وأدعمهم بالدعاء وربي ينصرهم وينصر الجزائر.

وهل أنت تتفائل خيرا بترشحك في الرئاسيات؟

متفائل مائة في المائة، لأنني أعرض مشروع الخير للجزائريين، من يقول للجزائريين هيا معا لنتحاب، حتى الذين كانوا ضدي البارحة ليس لدي أي أحقاد ولا كراهية ولا ضغينة لهم، أحب الجميع، لقد درست في المدرسة الباديسية لتحاب الآخرين.

ما هو الموقف الذي لم ينسه بن فليس سواء عندما كنت رئيسا لحكومة أو السنوات التي أعقبت خروجك منها؟

هناك مشهد ربما كانت فيه الفاعل الأساسي، لست أنا، بمناسبة حوادث باب الوادي الأليمة، كنت رئيس حكومة، وتألمت كثيرا لما شاهدته من ضياع وسقوط أرواح بريئة، وقعت الحادثة صباحا التاسعة، العاشرة مباشرة ذهبت مع وزير الداخلية إلى عين المكان، فوجنا بشباب أمام تريولي مبلولين بالوحل فقررت الذهاب إليهم لمواساتهم ورفع الغبن عنهم ورفع المعنويات، فمنهم من فقد منزله وآخر فقد أفراد عائلته، كلهم كانوا يسبون في الدولة والحكومة، غاضبين وفي حالة غليان، تقربت إليهم وكانوا حوالي 400 أو 500 شاب وقبل أن أصل إليهم بـ20 أو 30 مترا بدأوا يقذفونني بالحجارة، فقلت والدي مات من أجل الجزائر لظروف، وإذا كتب لي الوفاة فهو قدر مكتوب، فشاهدت أحد الشباب حامل حجارة في يده، تقربت منه وقلت له لماذا ترمي الحجر علي، قدمي في الوحل مثل أقدامكم، جئت لتخفيف الهموم عليكم، فهو قضاء الله وقدره، فرمى الحجارة وربطت الحوار معه، وبدأنا نتناقش كيف نخرج من المصيبة، كانت أمور كثيرة، لكن هذه بقيت راسخة في ذهني وكتبت عليها.

هل من كلمة أخيرة؟

كلمتي للشعب الجزائري، أعتبره شعبا عظيما وليس مغازلة، أنا صادق فيما أقول، والله على ما أقول شهيد، أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، أعرف أنني أثق بمشروع سوف يتحقق، وإذا رأى الله الخير في غيره فهو قضاء وقدر، لكن كلي أمل وطموح وقوة من أجل جمع الجميع لخدمة الجميع من أجل جزائر واحدة موحدة من أجل خدمة شعب عظيم بثقافة الدولة، وثقافة الدولة بالنسبة هي الإنصات للآخرين والاستماع للجميع، هي اعتبار المعارضة جزء من الدولة، هي كذلك الحفاظ على المال العام، ووضع الآليات والأساليب لمراقبة وتحصيل المال العام، وتكون الرقابة على جميع المستويات حتى على المصلحة التي يديرها، رئيس الجمهورية= يجب أن يعطي المثال أولا، وأملي، أن يخرج الشعب بقوة ويصوت للخروج من هذه الأزمة وشكرا.

علي بن فليس: قانــونا القضــاء والمحــروقات سبب خـلافـاتي مع بوتفليـــقة


2014_Ali_Benflis_ech_760860881[1]

المترشح للانتخابات الرئاسية 2014 علي بن فليس في حوار لقناة الشروق:

قانــونا القضــاء والمحــروقات سبب خـلافـاتي مع بوتفليـــقة

حاوره: محمد يعقوبي

يخرج السيد علي بن فليس، المترشح للرئاسيات القادمة عن صمته بعد أكثر من 10 سنوات من الصمت، وقد اختار بن فليس النزول ضيفا على قناة الشروق في حوار مطول دام أكثر من ساعتين، عرج خلالهما على مساره ومسيرته ومشاريعه. ورغم كونه فضل الحديث اكثر على المستقبل بدل الماضي، إلا انه وتحت ضغط الظرف السياسي الراهن أفرج بن فليس على الكثير من المعلومات التي تتعلق بأساس خلافه مع الرئيس بوتفليقة في 2004.

وهنا يكشف بن فليس حصريا أن سبب خلافه مع بوتفليقة يتعلق أساسا بقانوني القضاء والمحروقات، ولأنه رفض ان يتصرف -كما قال- فيما يعود بالملكية للشعب الجزائري وحده. كما تحدث الرجل الأكثر جدلا في الساحة السياسية عن ملف الخليفة، وقدم حقائق مثيرة تذكر لأول مرة. وأبدى تفاؤله بفوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكدا انه لم ولن يكون مرشحا لأحد أجنحة السلطة مثل ما يروج .

أول سؤال يطرحه المواطن الجزائري بعد 10 سنوات من الغياب، لماذا كل هذا الغياب؟

شكرا جزيلا أخي محمد، وتحيّة للمشاهدين الأفاضل، سؤال وجيه، 10 سنوات من الغياب. يدعوني هذا السؤال للعودة إلى 2004، وتحديدا خلال الانتخابات الرئاسية، كنت مترشحا وخضت معركة الانتخابات آنذاك، وتلاحظون معي أنني كنت حاملا لمسؤوليتين اثنتين، الأولى الأمين العام للحزب العتيد، ثم المسؤولية الثانية المترشح للانتخابات الرئاسية، وقعت الانتخابات الرئاسية بتاريخ 8 أفريل 2004، ووقع فيها ما وقع، وهذا ومعروف عند الخاص والعام لا داعي للعودة، لأن ما يهم الجزائريين هو المستقبل.

معذرة سيدي، أنت في بيان الترشح قلت إنك ملزم بقول الحقيقة للشعب الجزائري، سواء في المستقبل أو حتى عن بعض تساؤلات الماضي القريب الذي كنت شاهدا أساسيا فيه.

سألتني لإعطاء تفسير للشعب الجزائري عن سبب غيابي في الساحة السياسية، وأنا قلت لك علينا العودة إلى 2004، التي كنت حاملا فيها صفة الأمين العام لحزب الأفلان والمترشح للرئاسيات، ولا يخفى عليكم وعلى القرّاء الكرام بأن حمل مسؤوليتين ثقيلتين عبء ثقيل، أنا متشبع بثقافة الدولة. ودرست في مدرسة ثقافة الدولة عندما نشرت نتائج انتخابات 2004، ولاحظ الشعب الجزائري أنه تم إعلان أنني صاحب 600 ألف صوت في الانتخابات الرئاسية، وكان ورائي في ذلك الحزب العتيد بأغلبية ساحقة، وأحزاب عديدة ساندتني وشخصيات عديدة وشريحة واسعة من المجتمع المدني، وأطياف واسعة من الحقل السياسي الجزائري المتمثل في التيار الوطني الواسع والتيار الإسلامي، والتيار الديمقراطي. وكانت مساندات من كل هذه الأطياف، وبعد الإعلان عن النتائج اجتمعت برفقائي وأحبائي وأصدقائي الأقربين العاملين معي في الحقل السياسي، وطرحنا سؤال ما الموقف وما القرار؟ الجزائر لم تخرج بعد من أزمة خطيرة كادت تهزّ كيان دولة وكيان شعب. ما مسؤولية الأمين العام للحزب؟ أنا أعرف ما الذي سيأتي، وأنا الذي ترعرعت في جبهة التحرير وكبرت وتعبت فيها، وأحببتها وما زلت مناضلا في الحزب، فلن أسمح أن يحصل فيها انقسام من أجل البقاء على رأس الحزب، فثقافة الدولة أملت عليّ بعد النتائج أن أطلب اجتماع اللجنة المركزية في أواخر شهر أفريل، وبالضبط في 19 أفريل 2004، وتم الاجتماع بمقر الحزب بالأغلبية الساحقة منه، وقد استخدمت أطراف كل الوسائل حتى لا يكتمل النصاب، لكنهم فشل، فأكثر من ثلثي الأعضاء حضروا الاجتماع وتكلمت إلى إخواني وأخواتي المناضلين على أنني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، فلن أكون سببا في الانقسام، ولن أستقيل أو أسلم العهدة للجنة المركزية حتى يتبين لها الطريق الذي سوف تسلكه في المستقبل لكيلا ينقسم الحزب.

هي أول مسؤولية تحملتها حتى لا ينقسم الأفلان، والمسؤولية الأخرى مسؤولية مترشح ملايين من الناس صوتوا علينا، ولو سجلت أرقام المتصلين فستجد أكثر من 3000 اتصال، كلهم اتصلوا بي لمعرفة الأفق، إذن هؤلاء جميعا يحرّضون حتى يفسدوا الجزائر ويحدثوا انقلابا.

لم أستطع حتى الاتصال بأنصاري، وأطلب منهم كراء قاعة بمدينة وهران لأحضر وأشرح الأسباب، أو أنشط سياسيا. هذا كان من المستحيل. وحتى الآن يصعب على أي مترشح عنده ثقل مكانتي، أو المساندة التي أملكها أن يتواصل مع أنصاره، ولذلك قررت ـ حماية لأنصاري وهم كثر في كل مدن الجزائر وفي كل مداشرها، وحفاظا على برنامجي الذي مازلت أحتفظ به في المستقبل ـ أن أشتغل سياسيا بطريقة أخرى، وهي الإبقاء على اتصال وعدم الظهور الإعلامي، وقد طفت بجميع أماكن البلاد، في وادي الساورة بالأوراس في الشمال القسنطيني، في بلاد القبائل، في سطيف، فأنا في الجزائر متواصل مع كل أنصاري.

قلت إنك انسحبت للحفاظ على أنصارك؟

حافظت على الجزائر، وحافظت على استقرارها وساعدت على استقرار جبهة التحرير الوطني، وترشحي ليس بالجديد، ففي جوان 1997 كنت أتصدر قوائم جبهة التحرير الوطني، وعندما أعلن عن النتائج بعد رئاسيات 2004، وقع ما وقع في عاصمة الأوراس. آلاف المتظاهرين أمام مقر جبهة التحرير الوطني غير راضين عن النتائج، مدافعين عن حقهم المصادر، وقائد المعركة الانتخابية مسؤول عن الدفاع عن حقه، وعنده ـ في تصوري ـ ثقافة الدولة تملي عليه الحفاظ على الجزائر، وأن حرق المدينة أو حرق السيارات أو حرق الجزائر هذا لم يكن ضمن برنامجي الانتخابي، فحفاظا على الجزائر، وحفاظا على جبهة التحرير الوطني لم أغب عن الجزائر أو عن الساحة، إن شئتم قولوا غبت إعلاميا ولم أدل بأي تصريحات، لكن لم أغب عن ولايات الجزائر، ولا عن أنصاري، بل حافظت عليهم، وسرت معهم، كما وقفوا إلى جانبي والدليل أنني لـ 10 سنوات لم أصرح بأي تصريح، لكن قضيتها مشتغلا مع أنصاري، والحصاد الذي حصدته اليوم أني نصبت كل مديريات حملتي الانتخابية في كل المدن قبل إعلان ترشحي في 19 جانفي، وأريد بذلك أن أفسّر لكم بأنه لم يكن هناك غياب، بل اشتغلت سياسيا بطريقة أخرى.

البعض يقول ربما هي سمة أبناء النظام عندما يخرجون من السلطة يلتزمون الصمت، سواء خرجوا من الباب الصغير أو الباب الكبير، لأن تركيبتهم ـ أنت قلت ـ ”رجل دولة”، فربما يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى مناصبهم ويدخلون من نفس الباب الذي خرجوا منه؟

هل أعتبر سؤالك هذا مدحا أم ذما؟

لا هذا ولا ذاك، هو سؤال جوهري؟

لا بأس، فأنا ديموقراطي، وأتقبّل قولك أنني ابن النظام وجالس في منزلي، وأنتظر الاتصالات الهاتفية. أنا حامل مشروع اطني، يعني بناء مجتمع الحريات والديموقراطية والعدالة المستقلة، وبناء دولة تتمتع بفصل السلطات، دولة يكون فيها برلمان حقيقي يستجوب الحكومة، وبإمكانه إسقاطها، وبإمكانه استدعاء الحكومة في أي وقت، عدالة لا تخضع للسلطة التنفيذية إطلاقا. غير مقيّدة، ووسائل الإعلام حرة، ووسائل الإعلام العمومية يقول فيها الحاكم ما يريد أن يقول، وتقول فيها المعارضة المختلفة ما تشاء، هذا هو المجتمع الذي أحلم به.

هذا هو البرنامج الذي أحمله للشعب الجزائري، وما زلنا نحلم ونؤمن بروحانية التصور، سرت في أصعب الظروف في 2004 وحطمت كل القيود المتعارف عليها حتى أعرّف بنفسي أكثر للشعب الجزائري، وأعرض برنامجي، فمرحبا لمن يريد الالتحاق بالركب الذي أسير فيه.

في الدول المتقدمة، مترشح بحجم علي بن فليس يخسر أو ينسحب من الانتخابات ويكتشف أن لديه قاعدة شعبية ”كبيرة أو صغيرة” ـ نختلف في تقييمها ـ يفترض أن يشكل حزبا في الساحة السياسية ولا يعود إلى بيته.

شكرا، هل تعرف البيئة التي خرجت منها، هل تعرف مكانتي السياسية، أنا انخرطت في جبهة التحرير الوطني سنة 1971 كمناضل، وقبلها كنت في اتحاد الطلبة وفي 1978 كنت في اتحاد الحقوقيين، وكنت في قاعدة حزب جبهة التحرير الوطني، ووصلت إلى القيادة إلا بعد أحداث 88، ودخلت في اللجنة المركزية في الوقت الذي كان الناس يفرون للعلم، حيث بعد التعددية الحزبية أصبحت أجواء الحزب غير مواتية وأصبح القوم يفرون ويهربون، وهنا أحببت العمل السياسي والنضال، وما دام عندي الزخم الكبير من المواطنين والمواطنات المؤيدين لي. فأكثر من 70 بالمئة من قواعد جبهة التحرير الوطني، بقيت وفية لي إلى هذا اليوم، ولا أستطيع إعطاءك نسبة المؤيدين في اللجنة المركزية ولا أسماءهم.

هل تقصد اللجنة المركزية الحالية؟

نعم، أقول أعضاء في اللجنة المركزية في جميع الفئات والأطياف وفي القيادة وعدد هائل من المناضلين في كل المحافظات وفي كل القسمات، كيف لي أن أؤسس حزبا بهؤلاء المناضلين وأنسحب من الحزب الذي تربيت فيه ولعبت دورا فيه.

لديك عاطفة قوية تجاه حزب جبهة التحرير الوطني لا تريد التخلّي عنها؟

ليست العاطفة بل الوفاء، لم أدخل الحزب بالعاطفة، الذي أعجبني فيه هو الوفاء، أنا ابن شهيد، ابن الثورة الجزائرية، ودرست حتى في مدرسة النضال لجبهة التحرير الوطني، وبحكم ثقافة الدولة لا أدخل في صراعات، وبقيت وفيا لجبهة التحرير الوطني في كل الاتجاهات والتوجهات الموجودة في جبهة التحرير الوطني.

أصبحت ربما داخل التشكيلة الجديدة لجبهة التحرير الوطني عام 2004 غير مرغوب فيك، الحزب وسيلة المهم القاعدة الشعبية متوفرة، لماذا لا ينشط بن فليس بعيدا عن جبهة التحرير؟

أنشط سياسيا بدون استعمال هياكل جبهة التحرير الوطني، وأنا مقتنع ومرتاح أن داخل هذا الحزب فئة كبيرة قاعديا ومركزيا مساندة لي، وسأربح أشخاصا أخرين في المجتمع المدني وفي أحزاب أخرى. أنا حامل مشروع يجمع الشعب الجزائري، إيمانا منّي واقتناعا بأن جبهة التحرير وحدها أو أي حزب وحده لا يمكنه أن يجد الحلول لأزمة متعددة الجوانب، فهي أزمة دستورية ومؤسساتية واقتصادية وسياسية واجتماعية، فهي أزمة أمنية أيضا فاهتديت واقتنعت بأنه على حزب جبهة التحرير الوطني، وأحزاب أخرى أو من التيارات سواء الديموقراطي أو الإسلامي لو يتحدوا سنسير في مشروع حتى نحل الأزمة السياسية التي لا تزال تعيش الجزائر.

ربما كانت لديك إمكانات كبيرة في 2004، لتتوقع نتائج الانتخابات، هل نأخذ منك الجواب اليقين اليوم؟

هناك فئات من كل الأعمار تقرأ لنا، ماذا ينتظرون منّا إذا رجعنا للماضي، هم يهمهم ويتساءلون كيف تكون العدالة غدا في الجزائر، وكيف تكون الدولة والاقتصاد، وكيف تكون الرئاسة في الجزائر، كيف تلقى الأحزاب السياسية حريتها ولا تخترق ولا تحطم ولا تهان عندما ترى الإعلام العمومي، وترى أن عنده من القدرات العلمية والفكرية والمهنية في الجرائد والإذاعة والتلفزيون، كلهم مكمّمو الأفواه، موجهين حتما نحو الأحادية، حضّرت مشروعا للجزائر حتى نجد مخرجا، وليس وحديو بل الجماعات من حولي كلها تعمل حتى نحرر الإعلام العمومي ويصبح في مستوى القنوات الدولية، إعلام عمومي يستقبل الحكم والمعارضة.

أحترم رغبتك في الحديث عن المستقبل، لكن الشيء المهم في الموضوع هو أن هناك شبه إجماع على أن الانتخابات الرئاسية القادمة مغلقة على مرشح السلطة، حتى إن أغلب قوى المعارضة ستقاطع الانتخابات، يعني أنك ذاهب نحو انتخابات مغلقة.

انتخابات مغلقة؟ هل هذا قرار نهائي؟ أنا مناضل من أجل الديمقراطية، ومن أجل توسيع رقعة الحريات ولبناء مجتمع الحريات، مترشح بقاعدة عريضة ورائي من أحزاب وجمعيات ومجتمع مدني ومن شخصيات، فبالإعلان عن الانتخابات هل أغلق الباب على نفسي وأبقى في المنزل؟ ما هو دور الرجل السياسي في نظر الذين قرروا المقاطعة؟ أنا ديمقراطي لو تسألني ما هو المكان الذي أحب أن يمنح لي، أقول لك قسم تلاميذ، لم أكن يوما مغرورا، ولم أقل يوما إنني أعرف كل شيء، لكن في البناء الديموقراطي أدافع لأن أكون في المقام الأول، وفي المقعد الأول.

كيف يمكن أن تساهم في فتح الانتخابات؟

يفتحها الناس الذين يدخلون المعترك ولا يقبلون الظلم والتعدي على حرمة الشعب وسيادته، نحن نخوض المعركة حتى نحطم الأبواب المغلقة بمشاركة الشعب في الانتخابات، حتى وإن قرر حزب أو حزبان أو ثلاثة أو أربعة مقاطعة الانتخابات، كيف تريد موقفي من هذا؟ أقول إن هذا حق من حقوق الأفراد، ومن حقوق الأحزاب، من يحب المشاركة يختار الصيغة التي يحبها، والذي قرر المقاطعة يختار الصيغة التي يحبها، ألا تتعجب من رد الفعل الرسمي حول المقاطعين؟ فالمقاطعون ليس لهم الحق في الكلام وليس لهم الحق في التجمعات، ولا تمنح لهم الرخص والقاعات، هل هذه الدولة ديمقراطية؟ إذا أردتُ المقاطعة فلا أحد يتدخل في قراري، وإذا أردت التعبير عن مقاطعتي فلا دخل لك، وإذا أردت أن أجمع المناضلين من محبيّ حتى أشرح لهم أسباب المقاطعة فلا دخل لك.

هذا تجاوز السلطة لحدود المسؤولية المعطاة للسلطة بالدستور، ومساس بالديمقراطية.

لكن هذه السياسة الاقصائية ليست وليدة اليوم؟

أنا رجل متفائل دائما، مقاوم من أجل الحريات والتوجه للمستقبل وأفضّل أن تسألني عن المستقبل.

غالبية المعارضين يقولون إنها مغلقة، هل أنت مقتنع أنها مغلقة وأردت المساهمة في فتح المسار الديمقراطي، أم إنك لا تعترف أنها مغلقة، يعني هناك مجال للمنافسة والفوز على مرشح السلطة؟

لم أحضر هذه الحصة لأصرح بفتوى عن المغلق والمفتوح، جئت هنا لأقول لك أنا داخل للانتخابات وذاهب للمداشر والقرى حتى أطلب منهم أن يستفيقوا، نعيش في القرن الـ21، والذي مازال يحلم بأننا ما زلنا في العصور الغابرة، حيث كانت الشعوب فيها مغلوبة عن أمرها، هذا انتهى، إننا في عصر الأنترنت، نحن في عصر تويتر والفايسبوك، في عصر، الذي يسكن في وادي ميزاب يعلم الذي يقع في ريو دي جانيرو دقيقة بعد حدوث الواقعة والعكس صحيح، وأنا فهمت هذا وأعددت كذلك حول هذا الموضوع الخاص بالاتصال من المساندين لي جيش من الفايسبوكيين والفايسبوكيات حتى يحملوا هذا المشروع، وحتى ننتصر بهذا المشروع ونؤدي هذا المشروع بصفة سلمية.

كيف تعلّق على من يقول إن علي بن فليس يدخل المعترك السياسي كمترشح لجناح في السلطة؟

في الحقيقة أتركهم يقولون ما يريدون، وأحترم آراء الآخرين سواء كانت مؤسسة أو غير مؤسسة، فهل أنا مرشح جناح من السلطة؟ أنا عندي برنامج هو في ملخص البيان الذي أدليت به، وفيه أدعو الجميع، وأطلب منهم مساندتي لبناء الجزائر، فليست السلطة وحدها التي لديها أجنحة؟ هذا غير وارد، وحتى لو لديها أجنحة فمن المستحيل أن تبني الجزائر لوحدها.

لهذا خرجت من هذا المنطق الذي يبقي على الأوضاع البالية القديمة التي لا تخرجنا من الأزمة؟ أرى أن برنامجي سيكون دستورا جديدا للجزائر، لماذا؟ لقد فكرت 10 سنوات، وفكرت أكثر بأن الجزائر عرفت 4 دساتير في 63، 76، 89، 96، لا أنتقد شخصا بعينه، فقد اجتهد هؤلاء الناس الذين عملوا على هذه الدساتير واجتهدوا وأصابوا واجتهدوا وأخطؤوا، أنت تعرف القاعدة، فمن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر. المهم، وصلنا للمرحلة التي نقدر فيها تقييم الأمور، ونقول لماذا لم تكتب ديمومة كبرى للدساتير الأربعة في الحياة لسبب واحد أنها لم تكن دساتير أعدت بأسلوب وإجراء توافقي، المنطق الذي أنا فيه لابد من إعداد مشروع دستور توافقي تجتمع فيه السلطة والمعارضة وكل الفاعلين السياسيين، والممثلين الحقيقيين للمجتمع المدني، ونخرج بدستور توافقي لأول مرة في الجزائر، وهذا الدستور التوافقي يخرج الجميع من سلطة ومعارضات ومجتمع مدني إلى الشعب لإجراء حملة انتخابية لهذا المشروع، هذا هو الدستور الذي يمكن أن يكتب له النجاح والديمومة الكبرى، هذا هو الشيء الذي ينتظره الشعب الجزائري، أنا متخلّق وأسير بثقافة الدولة، لم يرجعني النظام، أنت تعرف أن الحكّام يقسمون الرجال إلى رجال سلطة النظام ورجال دولة، أنا كنت وزير العدل، وكنت قاضيا، وكنت رئيس حكومة، وأمين عام حزب، ورئيس نقابة محامين، فأنا رجل دولة، وقلت في تصريحاتي ”يا شعب، يا ناس، في الجزائر، في المدن والمداشر والقرى، وجاليتنا في الخارج لنتفق على أن نجعل من الحكم في الجزائر حكما راشدا، نخرج من الحكم التسلطي الباروني الفرعوني الذي ليس له رقيب أو حسيب”.

لنعد إلى الواقع، إذا لم يكن الصراع صراع أجنحة، فكيف تعلّق على تصريحات الأمين العام للأفلان عمار سعداني، التي هاجم فيها جهاز الاستخبارات واتهمه بالتقصير، وطبعا تقرأ يوميا في الجرائد ما يحدث من ردود فعل مؤيدة أو معارضة لهذا السلوك، وهو دليل قاطع على وجود صراع قوي بين أجنحة النظام؟

تعرف أنني كنت الأمين العام للحزب من 20 سبتمبر 2001، انتخبتني اللجنة المركزية ثم أعيد انتخابي في إطار المؤتمر الثامن في 2003، وسلمت عهدتي في 19 أفريل 2004، للأسباب التي ذكرتها سابقا.

صدّقني، عندما أتذكر مسؤولية جبهة التحرير الوطني أشعر بثقل الأمانة، لقد تقلدت مسؤولية القضاء كوكيل جمهورية وسنّي 24 سنة، وبعد 3 سنوات من تقليدي هذه المسؤولية من الراحل العظيم هواري بومدين، عينني نائبا عاما وسنّي أقل من 27 سنة في أكبر مجلس قضائي هو مجلس قضاء قسنطينة، بعدها انتخبت مرتين نقيبا للمحامين، ثم كنت عضوا مؤسسا لرابطة حقوق الإنسان ثم كنت وزير العدل في ثلاث حكومات.

ثم كنت على رأس الحكومة مرتين، هذه المسؤوليات كلها لم تؤثر في نومي حتى نصبت أمين عام حزب جبهة التحرير، عبء أثقل، ليس أنني لست على قدر المسؤولية، بل أحسست بثقلها، وأتذكر الآية الكريمة حول ثقل وحمل المسؤولية ”..أبينَ أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا”، أحسست أن بن بولعيد يراقبني وبن مهيدي الشهيد، وكريم بلقاسم وأبطال الثورة الجزائرية، كما قال المعري، على ميدان جبهة التحرير الوطني ”

صاح خفف الوطأة .. قليلا فأديم الأرض ليس إلا من هذه الأجساد”

لا تدس على دماء الشهداء، بل علينا تقديرهم، تقصد من يتكلم باسم الأفلان رسميا، ما ثقافة الدولة، المنطق الخاص بي وتفسيري منطلق من ثقافة الدولة، والدور الأساسي لجبهة التحرير الوطني هو الحفاظ على استقرار البلد وإتخاذ القرارات التي تكون فيها الوسطية.

وسطية أول نوفمبر هي عبقرية النوفمبريين ليتمكنوا من الأحزاب التي كانت قائمة وذابت في المجتمع، رجال قاموا بثورة داخل الرسالة النوفمبرية، وفي عمل مسؤولي جبهة التحرير الوطني أن عليهم الحفاظ على استقرار البلد، وأقول لك تذكر أن الجبال أبين أن يحملن المسؤولية وحملها الإنسان، وأقول لك تذكر أن الشهداء ينتظرون من جبهة التحرير الوطني أن تكون شامخة وقوية وجامعة وبانية للديموقراطية والتعددية، محافظة عليها ومساعدة على بناء مجتمع الحريات هذا هو.. ليس عندي تعليق آخر.

لماذا لا ننصف الرجل وننظر للمضمون بعيدا عن شخص سعداني؟

أنت تقول يجب أن ننصف الرجل، من كلامك تعني أنني ظالم للرجل؟

لا أقصد ذلك، بل أقصد مضمون تصريحاته حقيقة أم خيال؟

وسمح لي أن أقول لك أنا قارئ للحديث القدسي أن الله جل وعلا يقول ”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا”، أنا لست في موقع أن أظلم، لقد طلبت مني تصوري وقلته لك، أما تصورات الأشخاص، فالشعب يقيم، والمؤسسة تقيم، لكن أنا بالنسبة لي لا بد أن نتحكم في المؤسسات.

حتى الذين هاجموا المؤسسة العسكرية منتقدين سعيداني، بعضهم يتهم حتى قائد الأركان اتهامات ربما تزعزع أو تربك المؤسسة العسكرية والجنود في الثكنات وغيرها، ولا أحد تكلم عنه، والآن الجميع يهاجم الأمين العام للأفلان؟

أنا في موقع إنسان متشبع بثقافة الدولة. مهتم كيف يجري تسيير الدولة وتسيير الأحزاب، وسوف أجيبك عن الموضوع. لابد من احترام المؤسسات، هذا ليس حوله نقاش أو جدال.

طيب، الرئيس بوتفليقة أو محيطه يطلب عهدة رابعة.. أنت كيف ترى العهدة الرابعة من ناحية صحة الرجل، ومن ناحية إنجازاته، هل ما أنجز خلال العهد الثلاث، وكنت شريكا في العهدة الأولى، يؤهله أن يستمر في الحكم أكثر من 15 سنة؟

بالنسبة لي، الرئيس بوتفليقة ـ شفاه الله وشفا كل المرضى ـ لم يفصح عن نية الترشح. لسنا في هذه المرحلة للتعليق، لأنه بالنسبة لي لم يعلن عن نية الترشح حتى يسمح لي بالتعليق. لكن سألتني عن ترشح للعهدة الرابعة تكون بالإعلان عن نية الترشح، إذن لكل مقام مقال عندما تحين مناسبتها استطيع ان أتكلم، سوف تتضح الأمور.

أنت كنت ضد العهد الثانية وعندما أتكلم عن العهدة الرابعة، أكيد أنك أكثر الناس المعارضين لها؟

لكل حادث حديث.

من ناحية الحصيلة، كيف تقيم ذلك؟

تقصد 15 سنة من الحكم. أرى أن الثلاث الأولى، التي تقلدت فيها مسؤولية الأمين العام بالرئاسة ومسؤولية مدير الديوان ومسؤولية رئيس حكومة، أتقاسم في هذه المرحلة مسؤولية الذي وقع في ثلاث سنوات. وقد بذلت مجهودا من اجل بناء المسؤوليات التي تقلدتها، لكن طول المدة ظهرت أشياء وانجازات، الناكر والجاحد فقط لا يعترف بها، كيف في 15 سنة تقولون لم يقع شيء، هنا الموضوعية تقتضي حتى أقول إنها وقعت إنجازات، مثلا قال قائل نفذ مشروع القرن، وهو الطريق السيار، يجب التحدث بموضوعية حتى لا أجحد أو أظلم الأرقام الرسمية للقيمة الحقيقية لمشروع الطريق السيار، لا أعرفه، لكن يقولون أنه 7 ملايير كتقييم أولي، ثم تضاعف، لا أملك الأرقام الرسمية، وتلاحظ بأنه لم ننجز طريقا سيارا، كما يوجد في ألمانيا أو في اليابان أو في فرنسا، وقيمة الكيلومتر مضاعفة بشيء كبير بالنسبة لقيمة ما جرى في الخارج والعالم، ولهذا الأمر الإستفادة من الخبرة، حتى شركاتنا الخاصة والوطنية، يعني أن يكون لها تكوين ومساهمة حتى يستفاد منها ولو القليل هذا من جهة، بالنسبة للموضوع الإقتصادي الواحد منصف، ثانيا مناخ الاستثمار في الجزائر في كل الولايات، يأتي المستثمر الجزائري، يعاني الأمرين حتى يحصل على قطعة أرض لإنجاز مؤسسته إلى آخره وعلى الأجنبي فحدث ولا حرج، لأنه لا يستطيع الوصول إلى مركز القرارات وبالتالي الجو العام للاستثمار غير مناسب، بالإضافة إلى قضايا الفساد التي وقع فيها الكثير من الكلام، أنا حقوقي وقانوني، يجب أن أزن كلامي ولا أتكلم من فراغ وأتحدث بالشيء المعلن رسميا، العدالة الإيطالية تحركت، ووسائل الإعلام في قضايا تهم الجزائر في الفساد، العدالة الجزائرية تحركت، والنائب العام بالعاصمة نظم ندوة صحفية حضرها العديد من الصحفيين وتكلم عن ملاحقات قضائية ضد فلان وفلان وفلان بعنوان التهمة الفلانية الأولى والثانية والثالثة إلى آخره، وفيه مذكرات توقيف أصدرت من طرف العدالة الجزائرية، هذه مسائل خطيرة، الإعلان عن الحصيلة، نتكلم عن الطريق السيار ونتكلم عن الفساد ونتكلم عن مجال الحريات وتوسيع الديمقراطية، نفتح قوس لجنة سي بن صالح الخاصة بالحوار الذي أجراه لتجسيد الإصلاحات الإقتصادية في الجزائر لم أقلها يوما وأصرح بها اليوم حتى يسمعها المشاهد الكريم، أنه جزاه الله خيرا لقد بعث لي دعوة ولشخصيات وطنية كثيرة دعاني للمشاركة في الحوار حتى نخرج بحلول للأزمة الجزائرية.

يلومك البعض لأن حكومتك لم تتفطن لأساليب الاحتيال التي استعملها الخليفة لسلب أموال الجزائريين في الوقت الذي كان عليك أن تنبه أو تبلغ أو تفضح هذا الأخطبوط الذي أصبح فضيحة القرن أيضا؟

شكرا جزيلا على طرح هذا السؤال، هل تتصور أنني لم يسألني الصحافيون والإعلاميون حول هذا الموضوع، فلم أجبهم يوما، لماذا؟ كنت أنتظر هذا اليوم.

إذن لديك ما تقوله حول الخليفة؟

أنا لا أهرب منك ومن الشعب الجزائري وأنا أقابلك، فاعتماد بنك الخليفة وليس الخليفة لوحدها، فاعتماد البنوك على العموم هذه من صلاحيات البنك المركزي سواء كانت بنوكا جزائرية أو أجنبية، وتم اعتماد بنك الخليفة قبل أن أنصب رئيسا للحكومة، وأكثر من ذلك فاعتماده تم قبل رئاسيات 1999 قبل أن يأتي الرئيس بوتفليقة للحكم. من المكلف بالرقابة على تسيير البنوك سواء عمومية أو خاصة، البنك المركزي يتبع تسيير البنك، وإخلال البنوك كلها، ولديه الصلاحية المطلقة في القيام بذلك، في سبتمبر، التواريخ لديها قيمتها في هذا المقام، في سبتمبر 2002 بلغ إلى علمي أن رئيس الحكومة مخاطبكم المتواضع تقرير يفيد أن هناك إخلالات في تسيير بنك الخليفة وتسيير أمور مشبوهة على مستواه، في نفس اليوم الذي وصلني التقرير جمعت مجلسا وزاريا مشتركا مصغرا فيه بالدرجة الأولى وزير المالية أنذاك ومدير البنك المركزي مازال مديرا إلى يومنا هذا ومحافظ البنك المركزي ومدير الديوان برئاسة الحكومة وإطارات أخرى حسب اختصاصاتهم، في هذا المجلس الوزاري المشترك، ماذا قمنا في هذا المجلس، خرجنا بقرار إجراء تحقيق إداري لنتأكد من صحة المعلومات الواردة إلينا حول الخروقات التي لفتت انتباهنا حولها.

هل لك أن تذكر لنا الخروقات التي وردت في التقرير؟

خروقات تحويل الأموال التي وقعت بطريقة غير قانونية وأمور أخرى، عندما أترك مسؤوليتي لن آخذ أرشيف الحكومة إلى منزلي أهرب به، اذهبوا إلى رئاسة الحكومة تجدونها هناك، مخالفات لا أتذكر الأمور كلها عن ظهر قلب، والذي قام به المجلس الوزاري، أخذت قرارا بإخبار رئيس الجمهورية بكل صغيرة وكبيرة، كنت أراسل رئيس الجمهورية حتى يكون على إطلاع بجميع الأمور، ويتابع القضية بنفسه، وهكذا بعثت له 10 أو 12 رسالة من رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية أخبره عن الخروقات وما قمنا به من إجراءات، فسنويا كل بنك يقدم عددا من الوثائق حتى تراقب وتحاسب بعدها، في مارس 2003 أثبت التحقيق الإداري وجود خروقات جزائية، فأمرت وزير المالية ومحافظ البنك المركزي اللذين كانا أعضاء في المجلس الوزاري المصغر لرفع دعوى قضائية باسم الدولة، ومن هو المخول قانونا، هو الرقيب على البنوك وهو محافظ البنك المركزي بأمر مني وبمتابعة وزير المالية، وتم رفع الدعوى وأودعت لدى النيابة العامة وكيل الجمهورية بالشراڤة بسبب أن المقر الإجتماعي للبنك كان في الشراڤة، فهناك أمرين إثنين حتى ألخص للمستمعين، سبتمبر 2002 أخبرت بشيء من الوقائع، تحقيق إداري وفتح تحقيق قضائي، في مارس 2003 وبداية ماي 2003 لم أكن رئيسا للحكومة، وما جرى فيما بعد لا أعلم به.

القضية رفعت في العدالة ضد بنك الخليفة؟

أؤكد ذلك ستجد في الأرشيف أن محافظ البنك المركزي في مارس 2003 رفع شكوى قضائية إلى وكيل الجمهورية، وتجد تقرير رئاسة الحكومة لرئاسة الجمهورية، وتجد المراسلات التي بعثتها للرئيس، وتجد محاضر المجالس المشتركة التي قمنا بها، هذه دولة وليس لعبا ولا تسمح لي ثقافة الدولة أن آخذ معي حقيبة مليئة بتلك الوثائق، لأنها أرشيف دولة تجدونها في الدولة.

يعني أنك تعتقد أنه بعد 2003 وخروجك من الحكومة جرى تكتم على القضية؟

حياتي كلها أنا قاض ومحام، القضية ليست بهذه البساطة، فليس خبرا عاديا أقوم بنشره في الجريدة أو التقط لك صورة وأبثها في التلفزيون. هذه إثارة. فحياتي كلها قضيتها قاضيا ومحاميا، فكل شيء بدليل، فالملف القضائي كيف تريد أن أعرف مجرياته وأنا لست مسؤولا، لست محاميا ولا قاضيا في الملف ولا متفرجا في الجلسة حتى أسمع ما يدور فيها، أنا أخبرتك ما عشته كمسؤول، أنا بالنسبة لي هناك أجهزة أخبرتني بوقوع أشياء، تحركت في الحين إداريا كمسؤول في البلد وسياسي وكرئيس حكومة، وبعد ثبوت خروقات جزائية رفعت دعوى قضائية، الآن القضاء من يبين، كل واحد يأخذ حقه، والمتهم في القضية له الحق في الدفاع عن نفسه، والضحية في القضية له الحق للدفاع عن نفسه، والدولة لها الحق في الدفاع عن نفسها بالنيابة الممثلة في وكيل الجمهورية الموجودة في جلسة المحاكمة.

ألا يمكن أن تصارح الجزائريين أن هذا المحتال كان يحظى بحماية مسؤولين في الدولة؟

أنت غيور على الجزائر وغيور على المال العام الذي هو أمانة في يد المسؤولين وغيور على اكتشاف الحقيقة، وأنا يسعدني هذا، خاصة عندما ألتقي مع شخص أتقاسم معه نفس الانشغالات، أتركني أوصل رسالة عن طريقك، لا تريدوا عدالة المحاباة وعدالة الهاتف وعدالة الليل، ولا تريدون أن يكون القاضي مذلولا، لا تريدون عدالة التي تنص قانونا جديدا للمحامي، ويقولون تأديب المحامي يكون عن طريق القاضي وليس مجلس تأديب المحاماة، ولا تريدون عدالة فيها كاتب ضبط أو كاتبا بسيطا يكون شاهدا على الجلسة، تريدون عدالة مستقلة وقوية، عدالة تتابع الحيتان الصغار والكبار معا، عدالة لا يمكن توقيفها لا من رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة ولا وزير العدل ولا الشارع ولا أصحاب المال، إذن عودوا إلى الأمر الذي كنت أقوله أن سبب الخلاف بيني وبين الرئيس إثنين، قانونيا قمت بنصهما كرئيس حكومة، واحد يخص المجلس الأعلى للقضاء، والآخر بالقانون الأساسي للقضاء، ماذا قلت فيهما؟ أن القانون الأساسي للقضاء يجعل من القاضي حرا مستقلا لا يخضع إلا لضميره والقانون، ولا يخضع للسلطة التنفيذية والهيئة التي تراقبه وتتابع مشاكله ومساره الوظيفي وتوظفه وتعاقبه إذا ما ارتكب خروقات أو أخطاء ويبقى حرا حتى يتقاعد، وهذه الهيئة يكون فيها أغلبية قضاة منتخبون ليس السلطة التنفيذية مسيطرة داخل مشعل القضاء، أين يصبح القاضي مغلوبا على أمره لا حول ولا قوة لها يخضع لسلطان الحاكم، والحاكم قد يكون في الحكومة أو في غير الحكومة.

متى حدث هذا؟

حدث هذا في الأشهر الأخيرة من عهدتي كرئيس حكومة، وتوقفت هذه المشاريع بعد تجديد مجلس الوزراء، وانسحبت من مجلس الوزراء، وأكتفي بهذا حتى أبقي أسرار الدولة، هذه واحدة، ثانيا قانون المحروقات الذي صودق عليه. ثم وقع العدول والتراجع عنه. هذا القانون رفضته. لم يتم جدولته في عهدتي لا في رئاسة الحكومة ولا في أمانة الحكومة ولم يصل للوجود.

لماذا رفضت قانون المحروقات؟

نعم، لقد رفضته وأخبرت رئيس الجمهورية، قلت له أن هذا القانون لا أستطيع المصادقة عليه، وأنا رئيس حكومة، لماذا؟ هناك فرد واحد له الحق في التصرف في ملكية الجزائريين، لا يستطيع شخص أن يسير ملكية الشعب، والقرار هو قرار الشعب، ولم أوافق عليه، لأن ملكية باطن الأرض يجب أن تكون ملكا للجزائر والجزائريين، أما أن تأتي لمشاركتي في الانتاج والعمل فتفضل، أنا صاحب الدار، المفتاح يكون في يدي وإلا فنقول لبن بولعيد وبن مهيدي أنكم كنتم مخطئين عندما طالبتهم بالاستقلال، هم منحوا لنا البلاد ونحن نبيعها. عندما أتذكر هذا الموضوع أفقد وعيي، وحدث هذا في الأشهر الأخيرة مع الرئيس بوتفليقة، ليس لدي خلاف شخصي معه، اختلفنا على مسائل مبدئية، اختلفنا على الجزائر، اختلفنا على تصورات…

هل حُسم الصراع حول مرشح السلطة في الرئاسيات؟


Sans_titre_1_494999857
الجزائر: محمد شراق

للمرة الثانية في ظرف أسبوع، بعد رسالته المقتضبة التي دافع فيها عن المؤسسة العسكرية، على إثر حادث سقوط الطائرة العسكرية، عاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، للحديث عما تردد حول العلاقة المتوترة بين رئاسة الجمهورية والجيش والمخابرات، لكن هذه المرة بأكثر تفاصيل. ويفهم من الرسالة الجديدة أن الرئيس أراد التأكيد مرة أخرى، ربما أن الرسالة الأولى لم تصل جيدا، أنه لا توجد خلافات بين الرئاسة وهيئة أركان الجيش ودائرة الاستعلامات والأمن، رغم ما أثير في الأيام الأخيرة من اتهامات أطلقها أمين عام الأفالان عمار سعداني، المحسوب على جناح الرئاسة، ضد رأس جهاز المخابرات “الجنرال توفيق”. كما تأتي هذه الرسالة بعد حديث الجنرال المتقاعد حسين بن حديد عن أن تعيين الفريق ڤايد صالح نائبا لوزير الدفاع هو محاولة لاستفزاز توفيق، ومباشرة بعد التصريح الذي أدلى به رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش والذي اعتبر فيه أن “منظومة الحكم وصلت إلى مرحلة لم تعد فيها قادرة على صناعة مرشح لها في الرئاسيات”، ما يطرح سؤالا مفاده: هل رسالة الرئيس تعبير عن أن الصراع في أعلى هرم السلطة حول مرشح النظام لانتخابات 17 أفريل القادم قد تم حسمه؟ ويعزز هذا التساؤل ما تحدث عنه رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بأن هناك “صفقة سياسية خطيرة تدبّر في ربع الساعة الأخير للرئاسيات”، حيث قال: “المتصارعون سيعملون على محو آثار الكوارث التي تسببت فيها صراعاتهم للدخول صفا واحدا للانتخابات”.

بعد الأحزاب والإبراهيمي وبن يلس وعلي يحيى ثم حمروش
الرئيس بوتفليقة.. آخر من تكلم

أخيرا تكلم الرئيس بوتفليقة، ولما يتكلم الرئيس في هذا الظرف “العصيب” بإجماع الفاعلين السياسيين، يعني أنه فعلا هناك خطر، لكن الخطر الحالي المحدق بالبلاد ليس وليد اليوم ولكنه يعود إلى يوم انتقل إلى “فال دو غراس” للعلاج من الجلطة الدماغية. اللافت أن كلام الرئيس بوتفليقة عن الرئاسة والجيش والمخابرات يأتي يوما واحدا فقط من بيان مولود حمروش، وأياما قليلة من البيان المشترك للثلاثي: أحمد طالب الإبراهيمي ورشيد بن يلس وعلي يحيى عبد النور، وهؤلاء جميعا بمن فيهم الرئيس بوتفليقة تحدثوا عن الخطر، وقد غاصت شظايا هذا الخطر في أوصال الدولة بمكوناتها.
واللافت أيضا أن حديث “الجماعة” بمن فيهم الرئيس كذلك جاء في صيغة “إعلام من لا يعلم بالخطر”، وكأنما الخطر الذي يهدد بلادا هي أصلا مهددة اكتشف للتو، وكأنما الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وحتى عموم المواطنين خانهم ذكاؤهم بأن هناك فعلا خطرا يتعاظم يوما بعد يوم كلما تعاظم صمت القاضي الأول في البلاد إزاء ما يحدث أو إزاء ما يدور في الأروقة المظلمة والعلنية من “خياطات” تحل وتربط في كل مرة، وما يحدث على الساحة الوطنية من انقباض سياسي واجتماعي غير مسبوق ولم يحدث حتى في عز الأزمة الدموية التي غرقت فيها البلاد في التسعينات.
لكن ملاحظة واحدة يمكن استقاؤها في الظاهر بشأن الراهن السياسي الموسوم بالانسداد وكلام الرئيس بوتفليقة بمناسبة يوم الشهيد أمس وقبله الشخصيات الثلاث وبينهما خرجة رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، والملاحظة تكمن في أن “نسق الاستماع” عند الجزائريين بنخبهم وبسطائهم ومثقفيهم وغيرهم لازال مضبوطا على عقارب “الأسرة الثورية”، بما أن من حظي بالصدى إزاء الحديث عن الأزمة هم أحمد طالب الإبراهيمي وهو مجاهد، ورشيد بن يلس وهو مجاهد، وعلي يحيى عبد النور وهو مجاهد، ومولود حمروش وهو مجاهد، ثم الرئيس بوتفليقة وهو مجاهد أيضا. مع العلم أيضا أن رسالة الرئيس أمس جاءت بمناسبة يوم الشهيد.
وقبل هؤلاء غردت أحزاب سياسية كثيرا حيال الحاصل من انسداد، فهل يعني هذا أن “الشرعية الثورية” التي يتشبث بها جيل الثورة انتقلت من “الملقي الى المتلقي”، بمعنى انه حتى المستمعون ينتقون تصريحات ويحسبون أهميتها بأهمية من يطلقها؟ كالذي حصل مع الربع الأخير للانتخابات الرئاسية أو على الأقل لانتهاء آجال سحب استمارات الترشح قبل أسبوعين من الآن؟
تداخلت “التدخلات الثقيلة” في ربع الساعة الأخير، بينما نداءات “بحت” حناجر أصحابها بضرورة أن يتكلم كل من يهمه الأمر، على الأقل لإراحة ضمائرهم أمام التاريخ وأمام الشعب، من هؤلاء الذين كانوا يوما ما في نظام هو بالذات مازال قائما، لمن وماذا قال هؤلاء؟ وهل أقنعوا الشعب الجزائري بقولهم؟ بين من يطالب هؤلاء بالصمت وترك الفرصة للشباب لإبداء رأيه، وبين آخرين يجدون في الأوزان الثقيلة الصامتة رأيا يمكن له أن يضع الإصبع على الجرح، وبين الفريقين بلد وشعب بأكمله معلق على مقبض رجل واحد هو بوتفليقة وقضية واحدة هي “العهدة الرابعة”.
هل تغير بوتفليقة أم أن المرض أثناه عن الحديث؟ هذا السؤال يجرنا إلى ما درج عليه القاضي الأول في البلاد لما كان “يمرمد” المسؤولين على المباشر، وقبل أيام فقط كان أطراف في السلطة يرفضون تسمية “أزمة” على الانسداد الحاصل، وفقا لنظرة تقول إن أجنحة النظام التي نفى الرئيس تطاحنها أمس لم تتفق على مرشح لاستخلاف بوتفليقة، لكن هذه المرة وسماها القاضي الأول في البلاد سِمة “أزمة رسمية”، وقبله وصفها كذلك العارف بخبايا النظام مولود حمروش بهذه الصفة، ووصف وضع تمر به البلاد بأزمة وأكثر من ذلك “أزمة خطرة” يعني أن تدخل “كبار القوم” في ربع الساعة الأخير من أجل تشخيصها وارسال دعوات التهدئة: يأتي ولهيب النار صار مستعصيا إخماده.
الرئيس بوتفليقة وحده الذي كان مخولا لوضع “متراس” أمام تقدم عدوى التصريحات والتصريحات المضادة في جدال الرئاسة والجيش والمخابرات. وجدال كهذا كان كفيلا بزج بالبلاد في مأزق مظلم، وذلك قياسا بالقسم الدستوري الذي أداه الرئيس لما انتخب لثالث مرة عام 2009. وأورد فيه “أقسم بالله أن أدافع عن الدستور وأسهر على استمرارية الدولة وأعمل على توفير الشروط اللازمة للسير العادي للمؤسسات والنظام الدستوري، وأسعى من أجل تدعيم المسار الديمقراطي وأحترم حرية اختيار الشعب ومؤسسات الجمهورية وقوانينها، وأحافظ على سلامة التراب الوطني ووحدة الشعب والأمة، وأحمي الحريات والحقوق الأساسية للإنسان والمواطن، وأعمل من دون هوادة من أجل تطور الشعب وازدهاره، وأسعى بكل قواي في سبيل تحقيق المثل العليا للعدالة والحرية والسلم في العالم”.

– See more at: http://www.elkhabar.com/ar/politique/387172.html#sthash.YOYMEwYU.dpuf

الصراع على الرئاسيات والتأسيس لجمهورية البقارة!


BOURAOUI BELHADEF( AHCENE BOUCHA) بوراوي بلهادف

Untitledvft

الصراع على الرئاسيات والتأسيس لجمهورية البقارة!

لقد أصبح من الواضح أن الزمر المتصارعة على الرئاسيات في الجزائر اصبحت تنظر اليها كمسألة حياة او موت،وهذا ما يهدد بالانزلاق فعلا.

حروب معسكر الرئيس بدات بتزوير الانتخابات البرلمانية، ثم بتغيير الحكومة، وتبعها تصريحات سعداني لقلع انياب جهاز المخابرات، وتهريجات غول وخرجات سلال والاقالات والتوقيفات التي تبعت ذلك….كل ذلك من اجل العهدة الرابعة التي ستحفظ المصالح.

اما حروب التوفيق فقد بدات بمغامرات مكافحة الارهاب لارضاء امريكا تلتها قضية سوناطراك 1 و2 لاضعاف معسكر الرئيس وفي المدة الاخيرة خرجت كل خفافيش الاعلام والاحزاب للدفاع عن الجنرال توفيق ، وختم ذلك الجنرال بن حديد في محاولة يائيسة للدفاع عن التوفيق ولضرب معسكر الرئيس في الصميم ,والتلويح بملفات فساد ضد معسكر الرئيس وقيادة الاركان..وختم بتخويف الجزائريين من ان الرئيس محجور عليه وان اخوه هو الرئيس,وأن إنهيار المخابرات هو انهيار للجيش وللجزائر

الآن،اذا نجح معسكر بوتفليقة والقايد صالح في تفكيك جهاز التوفيق كليا واعادة هيكلته، فسوف نذهب الى…

View original post 102 كلمة أخرى

بيان للسيد مولود حمروش


images

بيان للسيد مولود حمروش
رئيس الحكومة سابقا

تنتظر البلاد محطات دقيقة تحدد مآلها الآني وتحسم صيرورتها المستقبلية، بدءا بالرئاسيات، سواء ترشح لها الرئيس أم لم يترشح، ووصولا إلى تقلد أجيال جديدة لمناصب المسؤولية.
وحتى تستقبل البلاد هده المحطات في كنف الانسجام والطمأنينة والانضباط القانوني والهدوء الاجتماعي من الضروري الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والمناطق والأقليات وصيانتها. كما ينبغي ان تتولى الدولة حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل ألحريات. وهذه إجراءات من شأنها توفير قدرة أحسن على حفظ الأمن وعلى تعزيز المنجزات وعلى تصحيح الاختلالات وعلى مجابهة النقائص.
من الحكمة اليوم التذكير أن استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني قد وجدا في ثنايا جيش التحرير الوطني ثم في الجيش الوطني الشعبي، فرصة التبلور والتموطن والاحتماء.
وما كان أن يتحقق ذلك لولا فضل رجال استطاعوا تحقيق الاجماع وصياغة حلول توافقية. ففي كل مرحلة وفي كل أزمة تمكن هؤلاء من حماية وحدة الصف والانضباط بتجاوزهم كل تقسيم ثقافي أو عشائري أو جهوي وقاية للهوية والمشروع الوطني.
هل من الضروري اليوم، التذكير بوعد بناء دولة عصرية لا تزول بزوال الرجال والحكومات ولا تتأثر بالأزمات؟ وهل لابد من التذكير كذلك بالتعهد بمواصلة المسار الديمقراطي والتذكير بالتصريحات التي تؤكد استئناف الإصلاح.
إن مكونات مجتمعنا لا يمكنها أن تتناغم اليوم مع ممارسة سلطات سيادية بدون سلطات مضادة. كما لا يمكنها أن تتلاءم وممارسة سلطات عمومية أو مهام غير عادية بدون تفويض قانوني وبدون رقابة. إن هذا التناغم وهذا التلاؤم من صميم مصلحة الجزائر وأمنها ومن مصلحة كل الجزائريين وأمنهم ومن مصلحة كل مناطق البلاد وأمنها.
هذه شروط تمكن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامه بكل يسر ونجاعة وتمكن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامها ودورها في الوضوح.
وهي شروط تمكن شعبنا من مواصلة السير على طريق الإنصاف والرقي والتضامن بين كل مكوناته ألاجتماعية وتمكنه من إدراك كل المتطلبات ورفع كل التحديات الراهنة.
وهي شروط تجعل دولتنا محل ثقة ومصداقية وجدية لدى شركائها وجيرانها.
لكل أزمة ضحاياها وفرصها.
فلنستغل فرصها ولنتفادى ضحاياها.

الجزائر 17/02/2014
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حمروش إلتقي سرا بحاشية الرئيس و الجنرال توفيق

آخر تحديث 17 فبراير 2014 | تقارير إخبارية  0

توقيت بيانه كان بمثابة قنبلة.. حمروش يلتقي سرا بحاشية الرئيس ويتصالح مع العسكر
بعد الصمت الطويل والملتبس الذي لمع به مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق في عهد الشاذلي بن جديد الذي استقال بشكل اضطراري عشية اندلاع الأزمة بين السلطة وجبهة الإنقاذ في بداية التسعينيات، فجر قنبلته في جو مليئ بالتوترات التي أفرزها صراع العصب داخل سرايا النظام، وجاءت هذه القنبلة في شكل بيان مفاجئ، مقتضب، ملغز ومتدثر بالإشارات المبطنة تجنبا لكل ما يمكنه من أن يؤجج الساحة، ويزيد الزيت على النار.. إلا أن هذا البيان الذي تحاشى أن يتخندق في معسكر على حساب آخر لم يمنح في نظر البعض ممن اتصلنا بهم إجابات واضحة بقدر ما أثار من تساؤلات لا تفصح بشكل دقيق عن خلفياتها ومناطق الظل التي تحركت في سياقها… هنا مقاربة لبنية البيان وما تضمنه من كودات في ظل سياق شديد التعقيد..
السؤال الذي نطرحه، ما هي الدوافع والحيثيات الدقيقة التي جعلت مولود حمروش يخرج عن صمته الطويل، الملتبس والحذر؟! في نوفمبر الماضي تم اتصال أول بمولود حمروش من قبل الممثلين الأقوياء لحاشية الرئيس بوتفليقة وكان هذا الاتصال بموافقة بوتفليقة، وفتح معه المجال لتناول عرض مغر، ويتمثل هذا العرض الذي أشرنا إليه في مقالات سابقة على أعمدة “الجزائرنيوز” ولم يتم تكذيبه من أي طرف أن يقبل مولود حمروش دور المدعم لعهدة رابعة للرئيس بوتفليقة وبالمقابل أن يحظى بمنصب نائب رئيس، طبعا كان هذا العرض بدعم وتأييد معنوي وسياسي سري من قبل الأفافاس، وربما لهذا السبب نأى حزب آيت أحمد بنفسه عن تلك المعركة التي أدى دور الناطق باسمها عمار سعداني ضد جهاز الاستخبارات، وطلب حمروش وقتها إعطاءه مهلة للتفكير والتشاور مع مقربيه.. إلا أن حمروش في نهاية المطاف كشف عن قلقه من هذه اللعبة غير المضمونة والتي قد تدفع به إلى التخندق إلى جانب عصبة ضد عصب أخرى.. ولذا رأى في العرض المقدم له من قبل حاشية الرئيس بوتفليقة أنه يخلو من ضمانة حقيقية وذلك دون أن يشكك في نيات أصحابه الذين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي، خاصة أمام الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة وافتقادهم إلى شخصية تتمتع بالصدقية وقدرتها على الذهاب بمشروعها إلى أقصى حد..
وانتهى تحفظ حمروش من العرض المقدم له بوضع شرط، كان من الصعب توفيره أولا بسبب الفترة القليلة المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية، وهو أن يكون نائبا للرئيس في حالة ماكانت إمكانية تعديل الدستور سابقة للرئاسيات، وبالتالي يكون نائب رئيس منتخب، لا معين، وهذا حفاظا على صدقيته ووزنه السياسي.. إلا أن استحالة ذلك، جعلت من هذا العرض يفقد نجاعته ومعناه…
رفض حمروش العرض أشاع الاطمئنان لدى قيادة الاستعلامات
اعتبر الرجل الأول في الاستعلامات رفقة نواته الصلبة، أن الرفض الدبلوماسي والشرط التعجيزي لحمروش لعرض حاشية الرئيس إشارة ايجابية لأن يفتح اتصالا بينهم وبين حمروش في اللحظات الحرجة التي قد يكون الوضع سيئا في ظل غياب مرشح الإجماع.. ومما شجع قيادة الاستعلامات على الاحتفاظ بهذا الأمل، أن حمروش أظهر لخصومه السابقين أنه غير مستعد للعودة إلى الساحة السياسية بعيدا عن توفر شروط اجماع بين العصب والأجهزة، وبرهن على ذلك عندما لم ينضم إلى مجموعة الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، وعلي يحيى عبد النور، والدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذين أصدروا بيانهم شديد اللهجة ضد حصيلة بوتفليقة، وكان امتناع حمروش عن الانضمام للثلاثي بردا وسلاما على رجل جهاز الاستخبارات الذي رأى بعين راضية موقف حمروش “المسؤول والشجاع” في ذات الوقت، كما أن هذا الموقف من قبل حمروش قوبل بارتياح من طرف حاشية الرئيس بوتفليقة، وهو بذلك، سجل هدفا مهما في ظل الضجيج السياسي الذي أثاره عمار سعداني بحواره ضد جهاز الاستخبارات ورجله العتيد الجنرال توفيق.
رسالة بوتفليقة واللقاء السري بين حمروش وتوفيق
كانت أحداث سقوط الطائرة الأليمة فرصة للقاء بين الرئيس بوتفليقة والجنرال توفيق الذي تعرض لقصف من أجل أن يقدم استقالته، إلا أنه رفض تقديم استقالته تحت الضغط وفي ظل ظروف متوترة قبل موعد الرئاسيات، وذلك ما أوحى أنه مستعد لمغادرة منصبه بعد موعد الرئاسيات وغلبة اتجاه الاستقرار، وكانت ثمرة هذا اللقاء بحسب مصادر حسنة الإطلاع، رسالة بوتفليقة الذي كان ممتعضا من التطورالمتدهور للأوضاع لتكون بمثابة الإشارة القوية لوضع حد لصراع العصب وبالتالي إلى التمهيد في تلطيف الأجواء بين العصب والأطراف المتصارعة داخل سرايا النظام.. وفي ظل الأجواء التي أعقبت لقاء رئيس الجمهورية بالجنرال توفيق الذي لم يتراجع عن موقفه للوقوف إلى جانب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة لكن بضمانات لمواصلتها في ظل إشاعة الهدوء والاستقرار والأمن ومن عدم الدخول في أي منزلق ومغامرات غير محسوبة، يكون الجنرال توفيق قد التقى وبتشاور مع الرئيس بوتفليقة بمولود حمروش.. وبحسب مصادرنا التي تقول أنه لم يتسرب من اللقاء أي معلومات دقيقة إلا أن البيان الذي أذاعه مولود حمروش على الرأي العام يكون ثمرة لهذا اللقاء بين الرجلين…
بيان ودلالات سياسية
يكشف مولود حمروش في بيانه الذي نزل في قاعات التحريرعن عدة دلالات أو كودات سياسية دقيقة، وهي:
1ـ ترشح بوتفليقة من عدمه ليس هو الأساس
يعتبر حمروش أن ترشح بوتفليقة من عدمه إلى عهدة رابعة، ليس هو الأساس، وبالتالي لا يمكن أن تتحول العهدة الرابعة إلى مصدر حقيقي للصراع الجاري، وهذا يعني أن حمروش الذي عرض عليه منصب نائب رئيس من قبل حاشية الرئيس لا يتخندق بالضرورة ضد الرئيس التي لا تزال تحظى بدعم المؤسسة العسكرية، فالأمر يبقى متروكا لتقدير الرئيس بحكم وضعه الصحي، إلا أن الرهان الكبير يتعلق بتجاوز صراع العصب إلى التركيز على القضايا الرئيسية المتمثلة في الاضطلاع بتحقيق أوإنجاز المحطات الدقيقة التي ستتضح ملامحها عند المحطة الأولى والأساسية لرئاسيات 17 أفريل والتي ستكون القاعدة الرئيسية لتحقيق المرحلة الانتقالية.
2ـ ضرورة ايجاد توافق
العنصر الثاني في البيان يشدد على إعادة التوازن داخل النظام، ولذا سيطرة عصبة على حساب عصب أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدولة وإشاعة اللا أمن، وهنا يشير حمروش بوضوح إلى القضايا التي ظل مسكوتا عنها في ظل حقبة بوتفليقة، منها العمل على الاحتلال بالتوازن الجهوي، وسيطرة مجموعة مصالح على حساب أخرى خارج الدائرة الحاكمة والمهيمنة، ويعني ذلك بعبارة أخرى أن يعاد الاعتبار للسلطة المعارضة، وهي المعارضة على الصعيد السياسي، لكن أيضا أن يعاد الاعتبار للقوى الفاعلة داخل المجتمع المدني، وهذا ماتأخذه المعارضة على المحسوبين على بوتفليقة الذين أبعدوا كل خصومهم من دوائر صناعة القرار السياسي والاقتصادي…
3ـ الحفاظ على المؤسسة العسكرية لأن تكون خارج الصراع
يعتقد حمروش أنه كان ضحية رجال الساعة الأقوياء المقربين من المؤسسة العسكرية في بداية التسعينيات، وبسبب ذلك، اضطر للاستقالة وبالتالي تم إيقاف مسار الإصلاحات السياسية، وبالتالي تعطل مسار الإصلاحات الإقتصادية التي كانت تشكل العمود الفقري في مشروعه الإصلاحي.. ولذا فالدرس الذي يجب استخلاصه من الماضي، هو عدم الاستعمال الفئوي والعصبوي والسياسي للمؤسسة العسكرية باعتبارها صمام الأمان والوحدة الوطنية، وباعتبارها القوة الأكثر تنظيما وانضباطا.. لذا يرى حمروش أن القدرة على الحفاظ على الإنجازات وتوطيد المسار الديمقراطي لا يمكنه أن يكون خارج مشروع الدولة الوطنية والتي يشكل الجيش عمودها الفقري وهنا إحالة إلى ضرورة التواصل والاستمرار مع الإرث البومدييني لا القطيعة معه.. لأن بالحفاظ على منجز الدولة الوطنية نتجنب ما تعيشه اليوم بعض بلدان الربيع العربي، ليس فقط من صراعات بل من تعرض الدولة للتفكك، خاصة وأن بؤر الصراع من السهل تأجيجها أمام هذه الاختلالات التي راحت تمس عمق البناء الوطني، وذلك من خلال التهميش الجهوي، وخضوع السياسة للعصيبات العشائرية والمناطقية… ويشير حمروش كذلك في هذا البيان إلى ضرورة حماية المؤسسات الدستورية من كل تدخل غير شفاف وفي ذلك إشارة واضحة إلى فصل السياسي عن العسكري وكذلك إلى الفصل الدقيق بين السلطات.. لكن هل هذا البيان يشير إلى أن حمروش قد يكون من بين المتقدمين إلى الرئاسيات أم قد يكون الطير النادر الذي يمكن اللجوء إليه في ظل ظروف متفق عليها مسبقا بين كل اللاعبين الرئيسيين على مستوى القمة؟! ذلك ما سيظهر جليا خلال الفصل الثاني من اللعبة السياسية الجارية..
احميدة عياشي..

http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/68891-2014-02-17-18-31-43.html

في بيان ذكّر فيه بدور الجيش وأهمية المؤسسات الدستورية.. مولود حمروش يخرج عن صمته ويحذر من حساسية المرحلة

خرج مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق (سبتمبر 1989- جوان 1991)، أمس، عن صمته الطويل، محذرا من حساسية المرحلة السياسية ومدى تأثيرها الآني والمستقبلي على البلاد، منوّها في السياق ذاته، بالدور الذي لعبه الجيش الجزائري في مختلف المراحل، دون أن يغفل التذكير بـ “التعهد بمواصلة المسار الديمقراطي” و«استئناف الإصلاح”.
بعد الجلبة السياسية التي عرفتها الساحة الوطنية، في الأسابيع الأخيرة، ها هو رئيس حكومة الرئيس الشاذلي بن جديد (سبتمبر 1989- جوان 1991)، مولود حمروش، يخرج عن صمته، في بيان وجهه إلى الإعلام، أمس، ملتحقا بذلك بالشخصيات الوطنية “علي يحيى عبد النور، طالب الإبراهيمي ورشيد بن يلس”، الذين عبّروا عن رأيهم فيما يحدث مؤخرا على الساحة السياسية في بيان مشترك، الأسبوع الماضي، لكن رسالته لم تركز مثل الثلاثي الأخير على مسألة العهدة الرابعة كمحور أساسي للموقف، بقدر تحذيره من حساسية المرحلة وتداعياتها الفورية والمستقبلية، حيث يقول “تنتظر البلاد محطات دقيقة تحدد مآلها الآني وتحسم صيرورتها المستقبلية”. وحدّد مولود حمروش أولى هذه المحطات في الرئاسيات المقبلة “سواء ترشح لها الرئيس أم لم يترشح”.
ورأى مولود حمروش في رسالته، أنه من “الحكمة اليوم” التذكير بدور الجيش الوطني وبأن “استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني قد وجدا في ثنايا جيش التحرير الوطني ثم في الجيش الوطني الشعبي، فرصة التبلور والتموطن والاحتماء”، وهي رسالة واضحة عن التصريحات السياسية التي طالت بعض أجهزة هذه المؤسسة واتهمتها بالفشل في أداء مهامها. وذكر حمروش في السياق ذاته وردا على الأخبار والتحاليل التي تحدثت عن وجود انقسامات في الجيش، بفضل “رجال استطاعوا تحقيق الإجماع وصياغة حلول توافقية”، وحسبه “في كل أزمة تمكن هؤلاء من حماية وحدة الصف والانضباط بتجاوزهم كل تقسيم ثقافي أو عشائري أو جهوي وقاية للهوية والمشروع الوطني”، مشيرا إلى الدور والمسؤوليات التي يجب أن تلتزم بها مؤسسة الجيش دون المساس بصلاحيات مؤسسات أخرى، حيث يرى أن “مكونات مجتمعنا لا يمكنها أن تتناغم اليوم مع ممارسة سلطات سيادية بدون سلطات مضادة. كما لا يمكنها أن تتلاءم وممارسة سلطات عمومية أو مهام غير عادية بدون تقويض قانوني وبدون رقابة”، مؤكدا أن هذه الشروط من شأنها أن “تمكّن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامه بكل يسر ونجاعة وتمكّن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامها ودورها في الوضوح”.
واستغل رئيس الحكومة الأسبق رسالته للتذكير بـ “وعد بناء دولة عصرية لا تزول بزوال الرجال والحكومات ولا تتأثر بالأزمات”، وكذا بـ “التعهد بمواصلة المسار الديمقراطي” و”التصريحات التي تؤكد استئناف الإصلاح”، خصوصا أنه نوه في بداية البيان أن استقبال المحطات التي وصفها بـ “الدقيقة” لا يكون “في كنف الانسجام والطمأنينة والانضباط القانوني والهدوء الاجتماعي”، إلا إذا تم “الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والمناطق والأقليات وصيانتها”، وهذا حسبه لن يتم إلا إذا تولت الدولة “حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات”.
زهور شنوف

http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/68890-2014-02-17-18-29-39.html

خالد نزار حكم البلاد من نهاية بن جديد إلى بداية بوتفليقة


2014_chadli_nezar_766640286

عبد الناصر echourouk
تسارعت الأحداث منذ إشراقة فجر 1992، واقتنع الجيش بأن الحكم المدني الذي قاده الشاذلي بن جديد، والذي عرف خمس حكومات، تداول على رئاستها أحمد عبد الغاني وعبد الحميد براهيمي وقاصدي مرباح ومولود حمروش وسيد أحمد غزالي، اقتنع بأنه غير قادر على الحكم من دون التدخل المباشر، وليس من خلف الستار الذي سقط في الحادي عشرة من شهر جانفي 1992 عندما أعلن التلفزيون الجزائري استقالة الشاذلي بن جديد، مقرونا بإلغاء الانتخابات التشريعية التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإعلان حالة الطوارئ، وظهر في الساحة أولا عبد المالك بن حبيلس ثم المجلس الأعلى للأمن ومن بعده المجلس الأعلى للدولة، الذي أعاد المجاهد محمد بوضياف إلى أرض الوطن من منفاه بالمغرب.

محمد بوضياف.. خمسة أشهر من الحكم فقط

قرّر الجنرال خالد نزار الذي حمل حقيبة وزارة الدفاع منذ 27 جويلية 1990 أن يقود المجلس الأعلى للدولة، فأقنع بسهولة محمد بوضياف ليجلس على أريكة المرادية، وضم إلى جانبه في هذا المجلس الجماعي، المجاهد علي كافي وهو ديبلوماسي سابق والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، والدكتور تيجاني هدام الذي حمل حقيبتي الأوقاف والصحة، وعمل سفيرا في تونس والرياض وعميدا لمسجد باريس، والمحامي محمد علي هارون وكان وزيرا لحقوق الإنسان منذ جوان 1991.

دخل السيد محمد بوضياف من الباب الواسع، حيث استقبل مثل الأجانب بالتمر واللبن، وكان واضحا منذ البداية بأن تعيين محمد بوضياف رافقته الارتجالية، فالرجل لم يكن مدركا لحقيقة الوضع العام في الجزائر، وحتى الذين استقدموه لم يكونوا يعرفون الرجل جيدا، ووجد بوضياف الذي طلّق السياسة منذ تصادمه مع أحمد بن بلة، صعوبة في التأقلم مع الأوامر الفوقية والطلبات القاعدية، ورحل محمد بوضياف من دون أن يبدأ رئاسته للجزائر.

ففي الثاني والعشرين من شهر جانفي، تم إلقاء القبض على عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، بعد سجن عباسي مدني وعلي بلحاج، كما تم توقيف سبعة من القياديين للحزب المحظور، وفي التاسع من فيفري، تم إعلان حالة الحصار لمدة 12 شهرا قابلة للتمديد، وحتى رجالات الحزب المحظور، عندما تم حل المجالس البلدية التي فاز بها الفيس في أواخر شهر مارس 1992 كانوا يدركون أن لا يد للرئيس المغتال فيها، حيث تم حل 397 بلدية كانت فيها الغالبية للفيس من بين 1541 بلدية على المستوى الوطني، وعندما بدأ محمد بوضياف يدرك حقيقة ما يحيط من حوله، وبدأ جولاته الداخلية تلقى رصاصات نقلته إلى العالم الآخر في التاسع والعشرين من جوان على المباشر، وهو يلقي خطابا بدار الثقافة بعنابة، وأصيب في الحادث 41 شخصا من دون سقوط قتلى باستثناء الرئيس محمد بوضياف، وهو الاغتيال الذي اغتال الأمل الذي عاش عليه قرابة الخمسة أشهر، الملايين من الجزائريين، ورغم حكم الإعدام الذي نطقه القاضي في حق الملازم في القوات الخاصة لمبارك بومعرافي في الثاني عشرة من جويلية، إلا أن لغز استقدام بوضياف والاغتيال الذي تعرض له مازال مبهما، مع الإشارة إلى أن الإعدام في حق لمبارك بومعرافي، لم ينفذ لحد الآن بعد مرور قرابة 22 سنة من الحكم، وهو حاليا سجين في رواق الموت بسجن البليدة ، ويزوره والده فقط مرة في الأسبوع؟

دخلت البلاد منذ استقالة الشاذلي بن جديد، أو إقالته في حالة من الفوضى والغموض أيضا، حيث صارت من دون دستور واضح، وتم إنشاء ما يسمى المجلس الاستشاري الوطني كبديل للمجلس الشعبي الوطني، وشًلّت غالبية المجالس البلدية والولائية وفرغت الخزائن من الأموال، وصارت كل الاحتمالات واردة.

علي كافي .. الرئيس الذي لم يرأس

لم يجد الجنرال خالد نزار، من حل سوى الدفع بالراحل علي كافي وكان عمره 64 سنة لترؤس المجلس الأعلى للدولة كرئيس مؤقت للبلاد، وسارع بدوره لتعيين عبد السلام بلعيد رئيسا للحكومة معتمدا على خبرته وبعض الشعبية التي كان يحظى بها، رغم أن الصناديق كانت شاغرة من الأموال، بسبب انهيار أسعار النفط، وقبضة صندوق النقد الدولي والفاتورة الأمنية الباهظة الثمن، وفي أول سنة لعلي كافي في شهر جويلية تم الحكم على عباسي المدني وعلي بلحاج بالسجن النافذ لمدة 12 سنة.

صحيح أن سعر برميل النفط لم يكد يزيد عن 15 دولارا في عهد رئيس المجلس الأعلى للدولة علي كافي، ولكن هذا لا يبرر التوقف الكامل لدواليب الدولة التي تحولت إلى حكم عسكري بالكامل من دون أي نشاط مدني، ولم تكن الصحف الجزائرية وحتى العالمية تقدم غير أخبار التوقيفات والتفجيرات، إذ تم كتم صوت ثلاث صحف يومية في الثامن من أوت 1992 وهي لوماتن ولاناسيون باللغة الفرنسية، والجزائر اليوم باللغة العربية بحجة نشرها أخبارا أمنية خاطئة، وأعيدت “لوماتان” ولم تسمح السلطات للبقية بالعودة، ولكن الحدث الذي هزّ العالم هو تفجير مطار هواري بومدين الدولي في أواخر أوت، وأدى التفجير إلى مقتل تسعة أشخاص، وإصابة 128 من بينهم أجانب، وأصدرت المحكمة بعد فترة قصيرة من الحادث، حكم الإعدام في حق الجناة، وتم تنفيذ الإعدام بالرصاص، وهو آخر حكم إعدام نٌفذ بالفعل في الجزائر، في الوقت الذي لم ينفذ الإعدام في حق قاتل محمد بوضياف. ولأن الحاكم الحقيقي في هذه الفترة هو الجنرال خالد نزار فإنه تقرر في الخامس من ديسمبر من عام 1992 إقرار حضر التجوال على الجزائر العاصمة والولايات المحيطة بها، ومع بداية العام الموالي أقرّ خالد نزار أيضا تمديد حالة الطوارئ التي تواصلت إلى غاية العام الماضي لمدة قاربت العشرين عاما، واعترفت السلطات الجزائرية بتعرض الجنرال خالد نزار في 13 فيفري لمحاولة اغتيال عبر سيارة مفخخة، ووجهت أصابع الاتهام للفيس المحل، ولم يتردد الجناح المسلح للحزب المحظور فاعترف بالعملية وتبناها.

صور الموت، أو مسلسل الحزن الذي دخلت فيه الجزائر، أدخل العاصمة في تناقض عندما تظاهر مئة ألف شخص ضد الإرهاب وغطى التلفزيون الحدث، رغم حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد وتمنع التظاهر، ومع أن الجزائر خرجت عن الحدث العالمي نهائيا إلا أنها قامت بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران متهمة إياها بتدعيم الإرهابيين، وعاد أحمد بن بلة في الرابع من شهر أوت 1992 وهو ما جعل الإعلام الفرنسي، يتحدث عن إمكانية الاستعانة به لرئاسة الجزائر كما حدث مع بوضياف، بالرغم من أن بن بلة كان قد بلغ من السن 74 سنة، وحتى تكتمل صورة الحكم العسكري الذي عاشته الجزائر، تم التخلي عن بلعيد عبد السلام في ظروف غامضة، وقاد الوزارة الأولى رضا مالك منذ 30 أكتوبر 1993، فتعقد الوضع أكثر وظهرت الجيا بقوة من خلال بياناتها التهديدية تجاه الأجانب حتى يغادروا البلاد، ومن خلال اغتيال 60 عسكريا دفعة واحدة في ولاية بلعباس في هجوم على ثكنة تلاغمت، وكانت هذه العهدة في زمن علي كافي الأصعب على الجزائر، رغم أنها انتهت بمحاولة البحث عن السلم، من خلال عمليات إطلاق سراح 780 من المعتقلين في المحتشدات الصحراوية، وبدأ جناح في السلطة يطالب بغلق هذه المعتقلات التي أساءت للجزائر، ولم تعط سنة ونصف سنة من القيادة الفردية للمجلس الأعلى للدولة سوى مزيدا من المآسي على الشعب، فبدأ أعضاء المجلس يضغطون على خلفية الضغوطات الخارجية، على خالد نزار للبحث عن الشرعية، عبر رئيس منتخب ومؤسسات تشريعية منتخبة، وحتى الرؤساء المدنيين بعد تجربة محمد بوضياف من الذين اتصل بهم خالد نزار كانوا يرفضون، وعاد اسم عبد العزيز بوتفليقة ليطرح بقوة، ولكن في الأخير تقرر منح الرئاسة لرجل عسكري من غير المعروفين.

اليمين زروال .. هل استقال أم فرّ من الحكم؟

لم يكن من حل أمام النظام الذي قاده خالد نزار، منذ استقالة الشاذلي بن جديد سوى البحث عن رئيس وإلباسه بالشرعية، ولم يكن من حل للاطمئنان على أن لا يتكرر سيناريو الرئيس المدني، هو رئيس من قلب المؤسسة العسكرية، فجاء اختيار اليمين زروال في الفاتح من أكتوبر 1994 وكان عمره قد بلغ 57 سنة، وتم بسرعة حل المجلس الأعلى للدولة غير الشرعي، ولكن تواجد ابن باتنة تزلزل بهروب قرابة ألف سجين من سجن تازولت بسجن باتنة، وتم تعيين السيد مقداد سيفي، رئيسا للحكومة، لتظهر بقوة في خريف 1994 “الجيا” التي تلقت ضربات قوية بمقتل سايح عطية ومن بعده شريف قويسم، وبادر اليمين زروال الاتصال بقادة الجناح العسكري للحزب المحل، رغم محاولات “الجيا” لنقل ثورتها إلى الخارج، عندما قامت في نهاية عام 1994 باختطاف طائرة مدنية في مارسيليا، ثم استهلت عام 1995 بتهديد كل السفارات المتواجدة في الجزائر، وبعيدا عن النظام طار مجموعة من رجالات المعارضة، وحتى النظام ومنهم آيت أحمد وعبد الله جاب الله ويحيى عبد النور إلى روما، والتقوا في 13 جانفي عام 1995 في سانت إيجيديو في محاولة لتقريب وجهات النظر، ولكن النظام لم يستحسن هذه المبادرة، وشعر بوجود فراغ سياسي كبير، فدفع الجزائريين إلى انتخابات رئاسية متعددة هي الأولى في تاريخ الجزائر، لم يشارك فيها في منافسة الرئيس اليمين زروال في 16 نوفمبر 1995 أي بعد 13 شهرا سوى الراحل محفوظ نحناح وسعيد سعدي ونور الدين بوكروح، بينما قاطع الأفافاس الرئاسيات، وسجلت الانتخابات شكليا بعض النجاح، عندما أمّ صناديق الاقتراع أكثر من 73 بالمئة من المنتخبين، وتمّ حسمها في الدور الأول لصالح اليمين زروال بنسبة 61 بالمئة، تاركا المرتبة الثانية لمحفوظ نحناح بـ25 بالمئة، وسجل سعدي 9 بالمئة وحصل بوكروح على نسبة 3.78 بالمئة، وبعد شهر ونصف شهر تمت الاستعانة لأول مرة بالسيد أحمد أويحيى لقيادة حكومة جديدة، ولم يكن رئيس الأرندي بعد ذلك، قد زاد سنه عن 43 عاما، فحاول إعطاء الصورة المدنية للحكم، فنُزع عن العاصمة حظر التجوال الليلي الذي سجن الحركة فيها ومنها وإليها، ولكن العاصمة لم تنج من النار، عندما قُتل رئيس بلدية العاصمة وسط في تبادل إطلاق نار بين إسلاميين والشرطة، وكانت سنة 1997 أسود السنوات في تاريخ الجزائر على الإطلاق، وأحداثها الدامية هي التي عجلت في رحيل الرئيس اليمين زروال حيث تم إحصاء أكثر من 300 قتيل، في شهر رمضان فقط، بمعدل عشرة قتلى في اليوم، وبينما حاولت السلطة تهدئة الوضع بإطلاق سراح الرجل الثالث في الفيس المُحل عبد القادر حشاني لم ينعم بحريته حتى تم اغتياله، ثم تعقدت الأوضاع باغتيال المطرب القبائلي معطوب الوناس، وبعثرت الدماء في كل مكان ففضل اليمين زروال الخروج من الحكم والعودة إلى أمان التقاعد الذي ينعم به حاليا في مدينة باتنة، واقتنع خالد نزار بأن إعادة كرسي المرادية لرئيس مدني هو الحل الوحيد، واقتنع وهو الذي كان يمانع بالاستنجاد بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

عبد العزيز بوتفليقة..أقصر رئيس وأطول عهدة في تاريخ الجزائر

أخيرا وبعد عشرين سنة من منعه من كرسي الرئاسة، عاد النظام للاستنجاد بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ورث بلدا منهكا في كل المجالات وكان عمره قد بلغ 62 سنة، وحاول النظام صنع أجواء انتخابات رئاسية ديمقراطية، في 15 أفريل 1999 عندما جمع من حول الرئيس مترشحين من الوزن الثقيل رفضوا أن يكونوا أرانب لمرشح النظام، وهم أحمد طالب الإبراهيمي وعبد الله جاب الله وآيت أحمد ومولود حمروش ومقداد سيفي والدكتور يوسف الخطيب، ولكن عريس النظام بقي لوحده في المنعرج الأخير بعدد انسحاب السداسي من السباق، فبلغت نسبة المشاركة 60.25 بالمئة، وحصل بوتفليقة على نسبة 73.79 بالمئة، وأبت السلطة إلا أن تكشف أرقام بقية المترشحين المنسحبين فحصل الإبراهيمي على 12.5 بالمئة، والبقية تراوحت نسبهم بين 3.7 إلى 1.22 بالمئة، وأول ما حققه بوتفليقة في عهدته هو جني ثمرة وئام زرعه اليمين زروال، عندما وضع الجيش الإسلامي للإنقاذ سلاحه، ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى جرّ الوئام المدني الجزائريين للانتخابات في سبتمبر 1999 حيث منح الجزائريون نسبة 98.67 بالمئة، ومع ارتفاع أسعار النفط قام الرئيس بوتفليقة على مدار عهداته الثلاث بتسليم حقيبة الوزير الأول لخمسة وجوه قد تكون جميعها منافسة في رئاسيات 2014، بداية من أحمد بن بيتور في 23 ديسمبر 1999، ليمنح لعلي بن فليس في 16 أوت 2000 ذات الحقيبة، وقرّر في الخامس من ماي 2003 إعادة أحمد أويحيى للأضواء ثم تبادل هذا الأخير مع عبد العزيز بلخادم منصب الوزير الأول قبل أن ينهي حكاية التغييرات مع عبد المالك سلال، وقبل أن تصرف الدولة على مدار العهدات الثلاث للرئيس بوتفليقة التي تعتبر الأطول في تاريخ الجزائر بـ15 سنة من الحكم، قرابة 800 مليار دولار في محاولات الإنعاش الاقتصادي، كانت العهدة الأولى للرئيس بوتفليقة قد تميزت بثلاث كوارث، أولاها أحداث العروش في ربيع 2001 والثانية في نوفمبر 2001 في طوفان باب الوادي الذي ابتلع 751 عاصمي، والثالثة قي شهر ماي 2003 في زلزال بومرداس والعاصمة الذي لم تقل خسائره المادية عن ست ملايير دولار ناهيك عن الخسائر البشرية الجسيمة.

عبد العزيز بوتفليقة لم يكن عابر أريكة المرادية كما تصور النظام، على شاكلة الثلاثي الذي مرّ على الأريكة ومكث فيها سبع سنوات فقط، من بوضياف إلى كافي إلى زروال، منذ سحب البساط من تحت أقدام الشاذلي بن جديد، حيث اختار بدقة في انتخابات 2004 أرانب على المقاس كان من بينهم علي بن فليس، ثم عدّل الدستور، ودخل معه أرانب جدد في انتخابات 2009 وفي كل المناسبات كانت أرقامه كاسحة، والأدهى من ذلك أن أكبر ثلاثة أحزاب شكلا في الجزائر اتحدت في ائتلاف رئاسي، لتبايع كل برامج الرئيسي حتى من دون أن تطلع عليها.

وتختلف المكنات التي تشتغل في مصنع الرؤساء هذه المرة، عن المكنات السابقة، لأن 15 من أحادية الحكم المطلقة خلطت الأمور، وإذا كان في السابق الترشيح ممكنا، فإن الصورة هذه المرة تبدو مضببة لأن صناعة الرئيس هذه المرة في حاجة إلى رأي المخبر … ورأي العيادة أيضا.

الصراع على الرئاسيات والتأسيس لجمهورية البقارة!


Untitledvft

الصراع على الرئاسيات والتأسيس لجمهورية البقارة!

لقد أصبح من الواضح أن الزمر المتصارعة على الرئاسيات في الجزائر اصبحت تنظر اليها كمسألة حياة او موت،وهذا ما يهدد بالانزلاق فعلا.

حروب معسكر الرئيس بدات بتزوير الانتخابات البرلمانية، ثم بتغيير الحكومة، وتبعها تصريحات سعداني لقلع انياب جهاز المخابرات، وتهريجات غول وخرجات سلال والاقالات والتوقيفات التي تبعت ذلك….كل ذلك من اجل العهدة الرابعة التي ستحفظ المصالح.

اما حروب التوفيق فقد بدات بمغامرات مكافحة الارهاب لارضاء امريكا تلتها قضية سوناطراك 1 و2 لاضعاف معسكر الرئيس وفي المدة الاخيرة خرجت كل خفافيش الاعلام والاحزاب للدفاع عن الجنرال توفيق ، وختم ذلك الجنرال بن حديد في محاولة يائيسة للدفاع عن التوفيق ولضرب معسكر الرئيس في الصميم ,والتلويح بملفات فساد ضد معسكر الرئيس وقيادة الاركان..وختم بتخويف الجزائريين من ان الرئيس محجور عليه وان اخوه هو الرئيس,وأن إنهيار المخابرات هو انهيار للجيش وللجزائر

الآن،اذا نجح معسكر بوتفليقة والقايد صالح في تفكيك جهاز التوفيق كليا واعادة هيكلته، فسوف نذهب الى عهدة رابعة،وهذا يعني منح مزيد من الوقت لايجاد خليفة لبوتفليقة يسير على خطاه والتأسيس لجمهورية البقارة!.
اما اذا قاوم معسكر التوفيق، ولم يحدث توافق مع المعسكر الآخر ومع الغرب على شخص يرضي الجميع ويحفظ مصالح الجميع، وفرضوا مرشحهم بنفليس فستكون حامية الوطيس ,وإذا نجح بنفليس فهذا يعني بقاء الدولة الأمنية.
على كل حال الأسبوعين القادمين سيكونان حاسمين وسيتضح الصراع اكثر وسينقشع بعض الغبار…

اما بقاء بوتفليقة في الحكم وبقاء جهاز المخابرات ببعض قوته ،فستنشأ عن ذلك حرب بسوس جديدة بين المعسكرين لشهور وسنوات قادمة.
المؤسف ان كل حسابات الزمر المدنية والعسكرية والبقارة والغرب تقصي الشعب والمعارضة, وتعامل الجميع كتبع وكقطيع.

احسن بوشة

بن فليس رئيس, لكن يجب أن ترضى عليه اليهود والنصارى والبقارة أولا؟!


a9d18291ccc668b6_o[1]
أحسن بوشة

الوجه الأول:مكعب روبيك الرئاسي.

كلما قلبت مكعب الرئاسيات وجدت نفس صورة الرئيس القادم…سينتهي التهريج قريبا, وسيكتمل تغفيل الشعب ,و سنرى عمي علي هو من سيخلف بوتفليقة .هذا مايبدو أن العلبة السوداء قد إتفقت عليه.
وأكبر سبب جعلني أقول ذلك هو سكوت بن فليس والزام نفسه بالإبتعاد عن حرب التهريج.
سكوت القايد صالح عن الرد على من أهانه, مما يعني أنه ضعيفا فعلا,فالرئيس عادة ما يضع معه الا الضعفاء لتبقى كلمته هي العليا.
بقي الشيء الذي يحمي معسكر الرئيس هو صلاحياته,لكنه لو يعزل التوفيق فسيرى أن المؤسسات الجزائرية معششة بالاف التوفيقات كلها تحمل ألف وألف ملف فساد….وبالتالي فالمخرج من الفتنة ومن حرب البقارة والخفافيش لن يكون سوى بالتوافق, والتوافق تحدده لوبيات القوة المالية والتقليدية معا…ويحدده الجيل الجديد من العسكر ومن رجال المال.
وسنرى في الأسابيع القادمة سقوط بعض الرؤوس , بن فليس لن يكون إنتقاميا في البداية, غير أن جهويته ستظهر لاحقا…سنرى الكثير من لمشامشية يتجهون نحو معسكره ,وبعد سنة من الآن سيصبح بوتفليقة نسيا منسيا وأكيد سيسقط معه القايد صالح .
ولي عودة الى الموضوع قريبا إن شاء الله…ومع برنامج عمي علي .ومرة أخرى سيلقى برأي الشعب في سلة المهملات

الوجه الثاني:بوتفليقة رئيس شرفي, والديارس تفكك ويعاد هيكلتها

هل البقاء على الفساد في الجزائر يخدم المصالح الغربية؟

الرئاسيات و لوبيات الفساد

يبدو ان لعبة الرئاسيات سيحسمها المفسدون،والمفسدون في الجزائر لهم مظلات سياسية وعسكرية وخارجية تغطيهم، والطاق على من طاق.
فهناك لوبي العهدة الرابعة وفيه رجالات الرئيس وبقارة الرئيس وشياتي الرئيس وجنرالات الرئيس، وهو لوبي يضمن استمرارية النهب واالانفتاح على فرنسا.

وهناك لوبي الجنرال توفيق وعلي بنفليس،هو لوبي المخابرات ومتقاعدوا الجيش ورجال اعمال بقارة وطبقة اعلاميةوحزبية تابعة،لوبي يضمن بقاء الدولة الامنية بحجة حماية الجزائر من الارهاب، وهو لوبي يحاول ان يكون شريكا جيدا لامريكا في محاربة الارهاب وحماية مصالحها.
اعتقد ان الكثير من ضباط الجيش لا ينتمي الى اي طرف،يريدون جيش محترف ومعيشة ترف.

فمن هو اللوبي الأكثر تأهيل لحفظ مصالح الطبقة الغنية ومصالح الغرب كذلك؟ معرفة الجواب تعني معرفة الرئيس القادم.

*ربما الجنرال توفيق هو ذئب شرس يكون قد فقد اسنانه في تيقنتورين وفي مالي وليبيا، وسبب ذلك هو طريقة الكوبوي التي يتبعها رجاله في النشاط في دول الجوار وعلى الحدود ، كما ان حيازة المخابرات على ملفات فساد للصوص تربطهم علاقات قوية بالغرب، وتلويحها بهاته الملفات في وجه بوتفليقة هي عملية تضر بالمصالح الغربية كذلك،ولذلك فالجنرال خارج اللعبة بسبب اخطائه التي اضرت بالمصالح الغربية، والنتيجة ان بنفليس المحسوب على التوفيق لا يشكل خيار اول للبقارة وللغرب.

*بوتفليقة، من جهة اخرى، هو احسن محافظ على الفساد لكنه طاب جنانو والمرض خانه ولابد من خليفة يسير على خطاه ومن هنا يأتي التحالف الحادث بين قيادة الاركان والرئاسة للتخلص من جهاز التوفيق وتعويضه بجهاز جديد يعمل باوامر الرئاسة والاركان….وما يجري الآن هو ان المعسكرين في ورطة لان رأسيهما منتهيا الصلاحية ، وعلى القيادات العسكرية والمالية والسياسية ايجاد توافق، لمواصلة النهب وخدمة مصالح الغرب ومواصلة اغتصاب حقوق الشعب.

لقد قلت ان بن فليس يبدو كحل توافقي ،لكن ذلك مرتبط بمدى رضا فرنسا وامريكا والبقارة عليه ليخدم مصالحهم ويواصل تقديم نفس خدمات بوتفليقة لهم.
ان هجوم الجنرال بن حديد يعطي الانطباع بان القايد صالح ضعيف وبان معسكر الرئيس فاسد وبان التوفيق ذئب شرس ووطني يضمن تماسك الجيش،لكن ليس كل ذلك صحيح…فالتوفيق ضعيف وفاقد لانيابه والقايد ومعسكر بوتفليقة هم احباب الغرب بوساطة خليجية ، والنتيجة ان بقايا جنود التوفيق وبعض القوى المضادة للعهدة الرابعة يتحتم عليهم التوافق مع القايد وبقارة السعيد بوتفليقة لايجاد خليفة، والا فلنتوقع الصدام العنيف.
اذا لم يحدث توافق فسنذهب الى عهدة رابعة مفروضة وسننتخب على رئيس شبح … وقد ندخل في دوامة الانزلاق بعد الرئاسيات.

أحمد ڤايد صالح رجل الساعة القوي؟


Untitledgf

djazairnews
تفجر لويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكية، قنبلة أخرى خلفت هي بدورها تساؤلات مريبة في أوساط الإعلاميين والمراقبين، عندما أعلنت يوم الخميس الفارط ، أنها ستلتقي بنائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الفريق أحمد ڤايد صالح، وذلك على طلبها بمقابلته، بحيث أودعت الطلب منذ شهور.. ما التفسير الذي يمكن إعطاؤه لذلك، خاصة وأن زعيمة حزب العمال، كانت طيلة مسارها من بين الفاعلين المطالبين بإبعاد المؤسسة العسكرية عن الحقل السياسي؟! ثم كيف يمكننا قراءة مثل هذا اللقاء في ظل حالة الصراع السياسي الغامض على صعيد القمة؟!

هناك أربعة مؤشرات واضحة تدل أن ثمة توجه جديد في ميزان القوة في سرايا الحكم، وكلها تدل على الأقل ضمن المشهد الحالي للمعطى الراهن، أن فاعلا قويا أصبح يلقي بظله على اللعبة السياسية من حيث صناعة ميزان القوة والقرار، وهذا الفاعل، والرجل القوي الجديد الذي أصبح نفوذه يتعاظم بشكل دقيق وبدون لبس، هو نائب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الفريق أحمد ڤايد صالح.. والمؤشرات الأربعة يمكن إجمالها كما يلي:

1ـ توقيف نائب توفيق الجنرال حسان بشكل مثير للجدل.. بغض النظر عن الخلفيات، فالجنرال حسان المسؤول الأول عن عملية مكافحة الإرهاب، والذي ذاع صيته كرجل قوي طيلة هذه السنوات العشرين، قد أبعد من منصبه وأحيل على التقاعد في ظل نفوذ ڤايد صالح المتعاظم، ولم يكن يحدث ذلك في ظروف أخرى.. ويكون ڤايد صالح باعتباره الرجل القوي في المؤسسة العسكرية قد أقدم على ما كان ينظر إليه أنه من الطابوهات أو المناطق من الصعوبة الاقتراب منها.. فهو قد جرب 49 مسؤول استعلامات من كل عناصر نواته الصلبة، وهذا ما جعل المراقبين ينتظرون سقوط آخر رجل داخل قلعة الإستخبارات وهو الجنرال توفيق. وعلى المستوى الرمزي، تمكن الفريق ڤايد صالح من تحقيق ما لم يكن في الخيال منذ سنوات، وحتى وإن كان القرار السياسي على مستوى الرئيس، إلا بحدوث وجود رجل متعاظم النفوذ مثل الڤايد ما كان الرئيس يمضي مثل هذا القرار، ولا أن تطلق بعض الألسنة من معقلها في عملية نقدها لأعتى جهاز في المؤسسة العسكرية. ولقد اعتبر مراقبون مثل هذه الخطوة مؤشرا على خطورة الوضع، وعلى غموضه، لكن كذلك على بداية جديدة لوجهة ميزان القوة الذي بدأت ملامحه تعلن عن نفسها شيئا فشيئا، وتدخل مثل هذه العملية في استراتيجية إضعاف الجميع من طرف اللاعب المريب والأساسي لتضييق مساحة مناورتهم بشكل تدريجي..

2ـ أما المؤشر الثاني فيكمن في تلك الدلالة الصريحة التي احتوت عليها رسالة بوتفليقة إثر الكارثة التي ألمت بالمسافرين على متن الطائرة العسكرية، فالعزاء وجهه الرئيس إلى نائبه باعتباره وزير الدفاع، وليس إلى الجيش بشكل عام.. وهذا يكشف عن مدى المكانة والرتبة الفعلية التي أصبح يحظى بها الڤايد صالح في صناعة ميزان القوة.. بل حتى الإشارة التي أبان من خلالها الرئيس ضرورة الحفاظ على وحدة الجيش لا يمكن فهمها فقط أنها موجهة إلى عمار سعداني المقرب من محيط الرئيس ومن ڤايد صالح نفسه، بل قد تكون العكس، هي موجهة إلى بعض الضباط السامين، ومنهم الجنرال حسين بن حديد، مستشار وزير الدفاع زروال سابقا، الذي أدلى بحوار لجريدتي الوطن والخبر منتقدا فيه ڤايد صالح ومنتصرا فيه للجنرال توفيق، بحيث أن صالح من أنصار العهدة الرابعة.. وعلى المستوى الضمني تكشف الرسالة عن تحالف جديد بين الرئيس بوتفليقة ونائبه وزير الدفاع ڤايد صالح، وهذا التحالف يقوم على دعم هذا الأخير لعهدة رابعة وبالمقابل يصبح صاحب الكلمة الفعلية داخل المؤسسة العسكرية أي عكس ما حدث في رئاسيات 2004، بحيث انعقد حلف مقدس بين بوتفليقة وتوفيق ضد الجنرال العماري الذي كان ممثلا للمؤسسة العسكرية في حين أضحى للمخابرات كلمتها الفعلية وبالتالي مساندتها الحاسمة من طرف الرئيس بوتفليقة، وكانت نتيجة ذلك تقديم الجنرال محمد عماري استقالته وكذلك إحالة بعض رجاله على التقاعد… وما يحدث الآن هو العكس، بحيث مست العملية إبعاد الضباط السامين الموالين لتوفيق وإحالتهم على التقاعد..

3ـ يمكن قراءة الحوار الذي أدلى به الجنرال حسين بن حديد مؤخرا لجريدتي الخبر والوطن تعبيرا عن قلق وتخوف من تعاظم نفوذ ڤايد صالح وتحوله إلى الرجل القوي في الساحة على مستوى التأثير في صناعة القرار المتعلق بمسألة العهدة الرابعة، لكن كذلك بصياغة المشهد السياسي القادم.. وتكشف الإنتقادات الحادة الموجهة لڤايد صالح، أن الرجل يزداد قوة حتى وإن قال الجنرال حسين بن حديد أن ڤايد يحظى بتلك المكانة داخل المؤسسة ليس لأن العسكر يحبونه، بل لأنهم يخشونه بحكم السلطة التي هي بين يديه، لكن ذلك لا يقلل من شأن وزن الرجل، الذي اختار أن يتصرف بشكل غير مسبوق. ويعلق آخرون أن مثل هذا السلوك الذي يتصرف به ڤايد صالح يجعل منه، وربما بدون رغبة مباشرة، مواصلة ذلك الأسلوب في توظيف النفوذ الذي كان لدى سابقيه من العسكريين مثل بومدين عندما كان وزيرا للدفاع، ثم الشاذلي الذي كان يشغل أعلى مرتبة في الجيش ليصبح على رأس الحكم بعد النزاع الذي نشب بين يحياوي وبوتفليقة غداة وفاة بومدين، والمناورة التي كان يديرها جهاز الإستخبارات بقيادة قاصدي مرباح، ثم أخيرا ليامين زروال الذي لعب دورا حاسما في عز الأزمة أولا كوزير دفاع أثناء الوفاق الوطني الذي جعله رئيسا للدولة ليصبح رئيسا في 1995 قبل أن يقرر الإستقالة في نهاية التسعينيات.

4ـ أما المؤشر الأخير، فيتمثل في خرجة لويزة حنون وهذا بعدما دافعت عن المؤسسة العسكرية والاستعلامات ضد هجومات عمار سعداني، وهي بلقائها للفريق ڤايد صالح، تكشف كذلك أنها بشكل غير مباشر ليست في صف توفيق، بل اختارت الرجل القوي داخل المؤسسة العسرية في الطرف غير المناوئ للعهدة الرابعة وهذا ما يمكن أن تسير لويزة حنون على نهجه خلال الأيام المرتقبة التي قد يعلن فيها بوتفليقة عن توجهه مجددا لعهدة أخرى، وفي أسوأ الأحوال عن تزكيته للرجل الخليفة وذلك بدعم من الفريق ڤايد صالح…

وأمام هذه السجالات التي غذتها مؤخرا في الساحة السياسية التصريحات والمواقف المدوية والصارخة، لا يمكن النظر إلى مثل هذه المؤشرات التي كلها تصب في الأهمية التي بدأ يتميز بها الفريق ڤايد صالح داخل السرايا إلا دليل على ميلاد رجل قوي.. لكن إلى أي مدى هذه القوة الصاعدة والمتعاظمة قادرة على خلق حقبة جديدة وطي صفحة وفتح أخرى؟!.

احميدة عياشي

“رأينا النيران تندلع بالطائرة ثم تمايلت وسقطت”


02

“الفجر”:

رغم أن وزارة الدفاع الوطني سارعت إلى تشكيل لجنتين، الأولى أمنية عسكرية، والثانية تقنية مكونة من خبراء تقنيين في مجال سلامة أمن الطائرات العسكرية، بعضهم تلقوا تدريبًا في الولايات المتحدة في مجال صيانة الطائرات من نوع ”هيركول سي 130”، تم تكليفهما بمهمة إعداد تقرير كامل يتضمن تحديد أسباب وملابسات سقوط الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء 11 فيفري الجاري، بأعالي جبل فرطاس، ببلدية أولاد قاسم، بدائرة عين مليلة بولاية أم البواقي، إلا أن شهود عيان يقطنون بالقرب من موقع سقوط الطائرة، بحوزة ”الفجر” أسماؤهم كاملة، كشفوا لـ”الفجر” أنهم شاهدوا الطائرة العسكرية تحلق في السماء قبل وقوعها والنيران ملتهبة في مقدمتها، مخلفة سحابة من الدخان الأسود، قبل أن تفقد توازنها وتتمايل وتسقط في أعالي جبل فرطاس، وهي الشهادات التي تتناقض مع جميع الروايات المتداولة حول سبب سقوط الطائرة، والمتمثل في الضباب الكثيف والثلوج والرياح القوية، أي رداءة الأحوال الجوية.

وفي السياق، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى لـ”الفجر”، طلب عدم ذكر اسمه، أن التحريات الأولية كشفت أن ”خللا تقنيا” وراء سقوط الطائرة العسكرية، نافيا الأنباء التي تحدثت عن أن سقوطها كان بسبب استهدافها بصاروخ من طرف الجماعات الإرهابية كما تردد على نطاق ضيق، أو بانفجار قنبلة شديدة المفعول تم وضعها داخل الطائرة.

شهود عيان لـ”الفجر” :لاحظنا اندلاع النيران بالطائرة ثم تمايلها قبل سقوطها”

”الفجر” التي عادت إلى مكان سقوط وانفجار الطائرة العسكرية ”هيركول. سي 130”، حاولت جمع المعلومات الكافية حول أسباب هذا الحادث المأساوي، والتقت بعدد من المواطنين من المنطقة كشفوا لنا عن مشاهدتهم للطائرة تحلق في السماء قبل سقوطها بلحظات، وألسنة النيران تلتهب مقدمة الطائرة، ودخان أسود كثيف، وما هي إلا لحظات حتى فقدت الطائرة توازنها وبدأت تتمايل إلى أن سقطت، مشيرين إلى أن طيرانها كان منخفضًا كثيرًا، ما يوحي بتعرضها إلى خلل أو عطب تقني أدى إلى سقوطها وارتطامها بقمة جبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم.

”بلقاسم. ح”، مواطن ينحدر من قرية أولاد جحيش، ببلدية سيقوس، صرح لـ”الفجر” أنه كان بمعية ماشيته بالقرب من جبل فرطاس، عندما شاهد في كبد السماء شيئا يضيء لم يتمكن من تحديد معالمه إلا بعد برهة من الزمن، ليتضح أنها ”طائرة اندلع بها حريق في أحد محركاتها على ما يبدو، وكانت النيران بادية للعيان مرفوقة بدخان أسود كثيف، وما هي إلا لحظات حتى فقدت توازنها وخرت ساقطة بسرعة رهيبة، وفي طرفة عين سمعت دوي انفجار قوي وانبعاث دخان أسود مائل إلى الرمادي بكثافة… أصابني في بادئ الأمر الفزع وحاولت الاتجاه صوب المكان، لكنني خفت على ماشيتي أن تضل الطريق فتريثت حتى جاء شقيقي الصغير الذي طلبت منه حراسة القطيع، وسارعت نحو مكان سقوط الطائرة وكانت المسافة أبعد مما تصورت، ولكنني وصلت بعد رحلة شاقة، وكانت النيران لا تزال مشتعلة في بعض بقايا الطائرة ولم يتبق منها إلا المؤخرة، كانت رائحة الموت تزكم الأنوف، جثث متفحمة متناثرة هنا وهناك، وبعض أجزاء الطائرة متناثرة هي الأخرى، لم يكن بالمكان أي أحد باستثناء بعض رعاة الغنم والفلاحين وأهالي المنطقة، كان الجميع في حالة ذهول، فيما لاذ البعض الآخر بالفرار والابتعاد عن المكان قدر المستطاع، أما من تبقى بالمكان فقد أصيب بحالة غثيان وإغماء… لم يكن معنا الماء فاضطررنا إلى تناول كميات من الثلج المتساقط، ولم نكن ندري ما الذي حدث بالضبط، لقد فقد الجميع بوصلة التفكير، المشاهد مأساوية وفظيعة.. وبعد مدة زمنية لاحظنا مروحيات عسكرية استطلاعية تحوم بالمكان وكان عددها 3، يبدو أنها تبحث عن الطائرة التي سقطت، وقد نزل في بادئ الأمر 5 مظليين ثم بدأ عدد الجنود يتزايد، وقد تم توقيف جميع من كان بالقرب من حطام الطائرة، وقاموا باستجوابنا وتفتيشنا، وبعد ذلك طلبوا منا مساعدتهم في البحث عن الجثث والأشياء المهمة، ومع مرور الوقت شاهدنا تطويق المكان بأعداد معتبرة من الجنود وأعوان الدرك الوطني والحماية المدنية، ليطلبوا منا بعد ذلك الانصراف والمغادرة”.

نفس الرواية مع اختلافات بسيطة في التفاصيل وفي بعض الجزئيات سمعناها من حوالي 30 شخصًا، وهو ما يفيد بأن الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة العسكرية ليس بسبب الأحوال الجوية السيئة.

أما ”الداودي. ب”، وهو من دوار العقلة ببلدية أولاد قاسم، فقد أبلغنا أن الطائرة سقطت في حدود الثانية عشرة و10 دقائق ظهرًا، لأنه شاهدها في السماء والنيران في مقدمتها وفي أحد جناحيها، وكيف فقدت توازنها وكانت تتمايل حتى سقطت فوق الجبل، وأحدث انفجارها دويا كبيرا. وقال”: ”أحسسنا بالأرض تهتز من تحت أقدامنا لنهرع مسرعين مرعوبين صوب مكان الحادث، وقد بلغناه بصعوبة كبيرة وبالضبط في حدود الواحدة إلا الربع زوالا، وعند وصولنا لم نجد أيا من السلطات المدنية أو العسكرية أو الأمنية التي التحقت بالموقع بعد مدة من الزمن، وبمجرد وصول قوات الجيش قاموا بحجزنا وتفتيشنا واستجوابنا وبعد ذلك طلبوا المساعدة ثم المغادرة”.

قائد الطائرة جنّب 3 مدن مأهولة بالسكان كارثة حقيقية

ويتداول سكان المناطق القريبة من جبل فرطاس فيما بينهم معلومات تفيد بأن قائد الطائرة الأول، وهو الرائد بن بوزيد علي باي، في العقد الرابع من العمر، والذي ينحدر من مدينة عين البيضاء بأم البواقي، ومقيم حاليًا بمدينة عنابة، وهو رب أسرة وأب لطفلين، من أقارب وزير التربية الوطنية السابق أبو بكر بن بوزيد، والذي كان ضمن ضحايا الكارثة، يكون بمساعدة باقي طاقم القيادة قد جنّب مدن أولاد قاسم، وعين مليلة، وسيقوس، المأهولة بالسكان، كارثة حقيقية، بعد أن يكون قد اقتنع بأن الطائرة العسكرية ساقطة لا محال، وكان الواجب المهني والضمير الإنساني يحتمان عليه إبعادها عن هذه المناطق والسقوط بها في جهة نائية تفاديًا لخسائر بشرية فادحة، ويقولون أن هذا القائد يستحق وسام البطولة والشرف خاصة وأنهم شاهدوا كيف اندلعت النيران بالطائرة وكيف سقطت بقوة وكيف حاول قائد الطائرة إبعاد سقوطها عن الأماكن المأهولة بالسكان.

مصدر عسكري يرجّح فرضية الخلل التقني

وقد جاءت إفادات شهود العيان في الوقت الذي رجحت فيه مصادر ”الفجر” أن يكون خلل تقني وراء الحادث المأساوي، مع الإشارة إلى أنه تم فتح تحقيق قضائي مكمل للتحقيق العسكري، وهو ما يؤكد أن سقوط الطائرة وراءه أسباب أخرى أكبر من الرواية الرسمية التي تحدثت عن الضباب والثلوج والرياح القوية، حيث ذكرت مصادر موثوقة لــ”الفجر” أن المعطيات الأولية المتوفرة لدى فريق التحقيق، ترجّح فرضية ”الخلل التقني” الذي يكون قد أصاب الطائرة في انتظار تطورات ومؤشرات أخرى حسب نفس المصادر.

من جهة أخرى، استبعد مصدر عسكري رفيع المستوى لـ”الفجر” أن يكون عامل المناخ الجوي وراء حادث سقوط الطائرة العسكرية ”هيركول سي – 130” بجبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم، بأم البواقي، وقال أن هذا العامل قد يكون من بين أسباب سقوط الطائرة الثانوية، ولكنه ليس بالضرورة السبب الأساسي، لأن طاقم قيادة الطائرة يزود بمعلومات جد دقيقة حول أحوال الطقس قبل الرحلة بـ24 ساعة، ولا يمكن لأية طائرة التحليق في حال كانت الأحوال الجوية سيئة وغير مستقرة، مرجحا فرضية ”الخلل التقني” بسبب قدم الطائرة الذي يعود تاريخ صناعتها إلى سنة 1982، رغم إخضاعها بشكل دوري إلى الصيانة، وأن هذا لا ينقص من براعة وكفاءة ميكانيكيي الجيش الشعبي الوطني.

وعندما استفسرناه عن صحة المعلومات التي أدلى بها شهود عيان لـ”الفجر” حول اندلاع النيران بأحد أجزاء الطائرة وهي تحلق في السماء وتمايلها قبل سقوطها، أوضح: ”جميع الاحتمالات واردة، ولكن لب القول سيكون بحوزة العلبة السوداء التي تم العثور عليها في حالة جيدة يوم الأربعاء الماضي، وهي التي ستجيب عن الكثير من التساؤلات”.

طائرة ”هيركول سي – 130” بإمكانها التحليق حتى بمحرك واحد

وعن نوع الطائرة العسكرية ”هيركول سي – 130” ومجالات استعمالها، قال محدثنا ”إنها طائرة عسكرية يتم استخدامها لنقل الجنود وكذلك عائلاتهم، وتستخدم بشكل كبير في الصحراء، ويعود تاريخ صنعها إلى خمسينات القرن الماضي، وهي طائرة نقل أمريكية ما زالت تستخدم في مهمات متعددة في حوالي خمسين بلدًا.

وتستخدم القوات الجوية طائرة ”هيركول سي – 130” لنقل الجنود والعسكريين وعائلاتهم، خاصة في المدن الصحراوية، وبإمكان هذه الطائرة الاستمرار في التحليق حتى بمحرك واحد في حال توقف باقي محركاتها”.

المصدر العسكري ذاته، ورغم إقراره بأن ”جميع الاحتمالات واردة في أسباب سقوط الطائرة العسكرية”، إلا أنه استبعد بشكل نهائي فرضية تعرض الطائرة إلى اعتداء إرهابي من طرف الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، كما استبعد أي إهمال غير مقصود أو خطأ بشري من طرف طاقم قيادة الطائرة، مشيرًا إلى أن ”إطارات الجيش الشعبي الوطني خاصة في مجال الطيران مشهود لهم بالكفاءة والبراعة”.

ونفى المصدر أن تكون الطائرة العسكرية قد اصطدمت بجبل مجاور بمكان الحادث، مشيرا إلى أن الأخيرة سقطت على مقدمتها بنفس الموقع الذي يوجد به حاليًا حطامها.

12 خبيرًا أمريكيا لفحص حطام الطائرة

المصدر العسكري أوضح لـ ”الفجر” أنه وصل إلى مطار قسنطينة العسكري، خلال الـ48 ساعة الماضية، وفد هام من خبراء شركة ”لوكهيد مارتن” الأمريكية لصناعة الطائرات المنتجة لعلامة ”هيركول سي 130” للمشاركة في التحقيقات الجارية حاليًا حول ملابسات حادث سقوط الطائرة العسكرية، ويتكون الوفد حسب ذات المصدر، من 12 خبيرًا أمريكيا جاؤوا لمساعدة خبراء من القوات الجوية الجزائرية كانوا قد شرعوا في فحص أجزاء من حطام الطائرة التي لا يزال أفراد الجيش الشعبي الوطني منهمكون في جمعها لحد الآن.

وقد تنقل الوفد الأمريكي إلى موقع الحادث بأعالي جبل فرطاس ببلدية أولاد قاسم، صباح الخميس، على متن مروحية عسكرية قادمًا من قسنطينة، وقد تزامن وصول وفد الخبراء الأمريكيين مع إعلان وزارة الدفاع الوطني عن العثور على العلبة السوداء، حيث سيقوم الوفد الأمريكي بفحص العلبة السوداء أولاً، ثم حطام الطائرة، ومن شأن العلبة السوداء أن تكشف المكالمات التي جرت بين طاقم الطائرة قبيل تحطمها.

وبحسب المعلومات الأولية المتسربة، فإن الخبراء الأمريكيين غير مقتنعين تمامًا بفرضية سقوط الطائرة العسكرية بسبب الأحوال الجوية السيئة، وأنهم بحسب مصدرنا، ما كانوا قرروا المجيء إلى الجزائر لولا اقتناعهم بأن ”خللاً تقنيًا” وراء الحادث المأساوي الذي أسفر عن سقوط 77 قتيل.

وتابع المصدر أنه تعود أسباب استنجاد وزارة الدفاع الوطني بخبراء شركة ”لوكهيد مارتن” الأمريكية إلى كون الطائرة العسكرية ”هيركول سي – 130” المتحطمة من صنع هذه الشركة المنتجة لهذا الطراز من الطائرات، والتي اشترتها الجزائر من الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1982، ما يجعل هؤلاء الخبراء الأمريكيين على اطلاع كبير بأنظمة الطائرة المتحطمة ومؤهلين لمساعدة اللجنة التقنية التي سارعت وزارة الدفاع الوطني إلى تشكيلها لتحديد الأسباب التي كانت وراء الحادث المأساوي.

عمّار قردود

بعد أن اكتشف ”خللا تقنيا خطيرا” أصاب أحد محركات الطائرة

قائد الطائرة طلب النزول الاضطراري بالقاعدة العسكرية ببئر رقعة بأم البواقي

كشف مصدر عسكري محلي رفيع المستوى لـ”الفجر”، أمس، أن قائد الطائرة العسكرية ”هيركول سي 130”، الطيار الرائد بن بوزيد علي باي، طلب النزول الاضطراري بالقاعدة العسكرية ببئر رقعة، بأم البواقي، بعد أن اكتشف ”خللا تقنيا خطيرا” يكون قد أصاب أحد محركات الطائرة، وحاول ربط اتصالات فورية مع برج مراقبة القاعدة الجوية العسكرية ببئر رقعة، لكن فجأة انقطع الاتصال بالطائرة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى لوحظ غياب الطائرة عن كشف الرادار، حتى لحظة سقوطها وارتطامها بقمة جبل فرطاس. وحول أسباب الانقطاع المفاجئ بين برج المراقبة بالقاعدة الجوية العسكرية ببئر رقعة، التي تعتبر أكبر قاعدة جوية عسكرية في القارة الإفريقية، والطائرة العسكرية ”هيركول سي 130”، أوضح ذات المصدر أنه يحتمل أن اندلاع حريق في أحد محركات الطائرة تسبب في إتلاف أجهزة الاتصال، وهو الأمر الذي تسبب في انقطاع مفاجئ.

عمّار قردود

قائمة ضحايا الطائرة العسكرية المتحطمة بأم البواقي

زود مصدر عسكري رفيع المستوى ”الفجر” بالقائمة الاسمية لضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت يوم الثلاثاء الماضي:

غليزان: تم تسجيل ضحيتين تم تحديد هوية الضحية درهمون بن مهل.

عين الدفلى: متامر عماد، العرفاوي محمد، عنابي لمين، عرباني علي، عرباني حمزة، هدان إبراهيم، بن حسين حسان، قاسمي محمد، بن حاج محمد ياسين.

الشلف: تلمساني عيسى، ضربان محمد، مكرفي جيلالي حمادي، لوركستي سليمان، غزلي محمد، دبيب خالد، فهمي بوعيشة.

ميلة: جامع محمد، ولعثموني ياسين.

أدرار: عبد الحليم دامبارك، دراقي محمد، كنتة علا عبد القادر، عياشي رمضان، الحاج عبد الله عبد القادر، بوريشي عبد الرحمان، دراوي محمد.

ڤالمة: سعدان عصام، مساعد قائد الطائرة.

إلى جانب أسماء الضحايا: قليل فتحي، بوعزيز محمد، خنفوسي عز الدين، مومن عبد الجبار، جعفري محمد، ولد عمارة لويزة، بكارة إبراهيم الخليل، غالي عمار، سحنون فهمي، بضريفي محمد، سليم جربال، رمزي سعادي، بلحداد كمال، إغيل ملاح عبد الهادي، شهيلي الباهي، لونيسة يحي، سالم مصطفى، مفتاح أمين، رمزي حمديكن.

الفقيد عصام سعدان كان يحلم بسكن له ولعائلته وتوفي قبل أن يتحقق

في جو مهيب حضرته السلطات المدنية والعسكرية لولاية ڤالمة وزملاء الفقيد، شيع مساء أول أمس جثمان الشهيد سعدان عصام صاحب الـ 38 سنة تاركا وراءه ابنه الوحيد البالغ من العمر 11سنة. جثمان الشهيد عصام استقبل بزغاريد النسوة وتكبيرات المواطنين الذين حضروا من كل حدب لتوديع الفقيد. ”الفجر” كانت حاضرة بعين المكان واستطاعت رغم الحالة التي كان فيها والده كمال من افتكاك بعض الكلمات عن ابنه الشهيد، مؤكدا أنه فخور بابنه كونه شهيد الواجب وأن ما أصابه قضاء الله وقدره سبحانه وتعالى، وأنه على قدر ما حزين على فراقه وسعيد لأنه استشهد وهو يؤدي واجبه بكل أمانة وإخلاص. وعن آخر لقاء له مع المرحوم يقول الوالد أنه كان له معه لقاء منذ أسبوع قبل الحادثة حيث انتقل إليه بالجزائر العاصمة وهناك قضى الليلة معه، قبل أن يتوجه إلى مستشفى عين النعجة وبعدها عاد وهو آخر يوم يرى فيه المرحوم يقول الوالد، إلى غاية تلقيه خبر وفاته. وعما كان يأمل فيه المرحوم في حياته، يقول والده أنه كان يأمل في الاستفادة من سكن له ولعائلته الصغيرة، خاصة وأن ملفه يعود إلى سنة 2000 حتى عندما يرحل عن هذه الدنيا يترك زوجته وابنه مستورين.

تشييع جنازة قائدة الطائرة العسكرية الرائد بن بوزيد إلى مقبرة زغوان

عاشت أول أمس مدينة عنابة على وقع الحزن والأسى، بعد تشييع جنازة ابنها شهيد الوطن قائد الطائرة العسكرية المحطمة بجبل فرطاس بأم البواقي، الرائد بن بوزيد علي باي، 41 سنة، متزوج وأب لطفلين عمرهما 5 سنوات وعامان، حيث تدخلت مصالح الأمن العسكري خوفا من الازدحام وتفاديا لأي فوضى بعد التوافد القوي لأصدقاء الفقيد وأقاربه على بيت والده الضابط المتقاعد بالدرك الوطني بمنطقة الماجستيك بمدينة عنابة لتقديم التعازي. والد قائد الطائرة لم يدل بأي تصريح للصحافة المحلية وكان يذرف الدموع، لأنه فقد ابنه البار علي باي الذي حلم ومات طيارا للقوات الجوية الجزائرية، مؤكدا على الدعاء له ليترحمه الله، علما أن جنازة الرائد حولت إلى مسجد النصر للصلاة عليها قبل تحويلها إلى مقبرة زغوان. وقد حضر عملية الدفن ضباط سامون من الجيش الوطني وموفدون من الناحية العسكرية الخامسة والتي تابعت عن كثب عملية الدفن، بعد أن قدمت الراية الوطنية التي وضعت على جثمان فقيد الواجب لوالده، وقدمت له التحية العسكرية. كما حضرت الجنازة السلطات العسكرية والأمنية بعنابة وأخرى مدنية، وتجدر الإشارة أن أهل وأصدقاء الطيار علي باي تحدثوا طويلا عن خصاله وأخلاقه الطيبة وعلاقاته الجيدة مع الجيران وحبه لمهنته وأسرته خاصة ولديه اللذين لم يتوقفا عن السؤال عن والدهما، وهو المنظر الذي أبكى جميع الحضور.

التعرف على عسكريين من بلديتي حمري بجديوية ومديونة بمازونة بغليزان

وصل خلال الساعات القليلة الماضية جثمانا العسكريين اللذين لقيا مصرعهما في حادث سقوط الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء الماضي بأم البواقي، وهما الشابان اللذان يبلغان من العمر 20 سنة، أحدهما ينحدر من دوار أولاد الجيلالي ببلدية حمري دائرة جديوية، والثاني ينحدر من مركز بلدية مديونة دائرة مازونة. ويتعلق الأمر على التوالي بكل من ”ب. سليمان” و” د. بالمهل”. علما أن المعلومات الأولية أفادت بأن الشهيدين التحقا بصفوف الجيش الوطني الشعبي في صائفة 2013.

والدة ”وحيد نصر” :”أوصاني بأخويه المتمدرسين ووعدني بقضاء أول عطلة في القرية فعاد جثة هامدة”

تلقت عائلة الشهيد ”وحيد نصر”، 21 سنة، ببلدية بني فضالة بباتنة، الذي قضى ضمن ضحايا الطائرة التي تحطمت قبل ثلاثة أيام بجبل فرطاس بولاية أم البواقي، نبأ وفاة ابنها البار بصبر كبير على ما ألم بالعائلة والأسرة، من فاجعة فراق الابن الذي يشهد له الجميع بالطيبة والأخلاق العالية، مثلما تؤكده والدته التي سردت أجواء تلقيها لخبر وفاة ابنها بكثير من الحسرة والألم، حيث اطلعت على خبر سقوط الطائرة عبر شريط الأخبار العاجلة في التلفزيون، ليؤكد لها ابنها أن هذه الطائرة هي التي سافر على متنها أخوه وحيد. تقول الوالدة أن ابنها كان مهتما منذ الصغر بتوفير حالة اجتماعية أحسن للعائلة، بعد إحالة والده الذي تعب وتقدم في السن على التقاعد، ففضل الانخراط في صفوف الجيش الوطني الشعبي والعمل ضمن المكلفين بحراسة الحدود الوطنية، وقد وعد والدته بقضاء أول إجازة يحصل عليها في القرية التي يقطن بها في بني فضالة بين أهله وأعمامه، غير أن الفقيد لم يكن يعلم أنه سيعود جثة هامدة وهو يوصي أمه وأباه خيرا بأخيه المقبل على شهادة البكالوريا وأخته المقبلة على اجتياز شهادة التعليم المتوسط، حيث ينتظر الجميع ممن عرف وحيد ببني فضالة وصول جثمانه في الساعات الأخيرة الماضية.

ميلة تودع شهيديها من ضحايا الطائرة العسكرية

ودعت ولاية ميلة، نهاية الأسبوع المنصرم، أحد المتوفيين في تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من جبل فرطاس بعين مليلة ولاية أم البواقي، وهو المجند ”تموني ياسين” المولود سنة 1990، والذي ينحدر من بلدية ترعي باينان وبالضبط من حي باردو، في أجواء مهيبة وبحضور السلطات المحلية وجمهور غفير من المواطنين الذين جاءوا من كل أرجاء الولاية لتوديع الشهيد ولتقديم العزاء والمواساة للعائلة. عائلة الشهيد تعيش ظروفا اجتماعية قاسية، حيث أن والدته تعمل في إطار عقود ما قبل التشغيل، أما والده فهو عاطل عن العمل، الأسرة تعاني الفقر المدقع، هذا ما دفع بالشهيد، حسب بعض المقربين منه، للانضمام للجيش الوطني الشعبي من أجل مساعدة عائلته التي تتخبط في مشاكل عدة. أما الفقيد الثاني فينحدر من بلدية تسالة لمطاعي ويتعلق الأمر بالرقيب ”محمد جامع بن كمال” البالغ من العمر 23 سنة، وهو الرجل الوحيد في الأسرة المتكونة من ثلاث أخوات، والده يعاني من اضطرابات عقلية والأسرة تعيش هي الأخرى ظروفا اجتماعية قاسية، وقد تجند من أجل إعانة أسرته منذ أكثر من أربع سنوات.

إقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا تحطم الطائرة العسكرية

أقيمت أمس الجمعة صلاة الغائب عبر كامل مساجد التراب الوطني ترحما على ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي، الثلاثاء الماضي. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على إثر هذا الحادث الذي خلف 77 قتيلا. وأوضح الرئيس بوتفليقة في برقية وجهها إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، وكافة عائلات الضحايا يوم الحادث، أن ”الجنود الذين سقطوا إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب. لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الأربعاء 12 فبراير 2014”. كما أعلن رئيس الجمهورية أن يوم الجمعة سيكون يوم ترحم على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني وفي جميع مساجد الجمهورية.

صراع زمر اللحس والغمس في الجزائر!


Untitledvv
أحسن بوشة

أولا يجب الإشارة إلى أن تصريح الجنرال بن حديد هو هجوم على السعيد بوتفليقة وعلى عمار سعداني وعصبة البقارة والمطبلين للعهدة الرابعة,وهو تصريح يكشف المستور….فالرئيس محجور عليه والدياراس تملك ادلة الفساد,والقايد صالح يسبح ضد التيار.
~~~~~~~~~~~~
ثانيا إن رسالة بوتفليقة بعد حادث الطائرة موجهة إلى التوفيق وأحباب التوفيق خاصة من العسكريين المتقاعدين, وليس إلى عمار سعداني..هي رسالة السعيد وزمرته موجهة الى التوفيق وعصبته ,رسالة البقارة الى الخفافيش.
سعداني مجرد أمين عام مزور لحزب مزور نصب بالقوة وبعدالة مزورة,فهو لا يحتاج رسالة تهديد,إنما أحباب التوفيق من أمثال حدة وبلعياط هم من يحاولون إيهامنا بذلك.
~~~~~~~~~~~~
ثالثا إن معسكر الرئيس يكون قد أرعبهم الجنرالات والعقداء المتقاعدون والذين يدافعون بشراسة عن التوفيق ضد حلف القايد صالح وال بوتفليقة.ماصرح به الجنرال بن حديد يعبر بووضوح عما يشعر به أعداء بوتفليقة,والغريب أن تصريحات سعداني صدمت الكثير بينما تصريحات الجنرال بن حديد وهي الأخطر أبهجت الكثير,وهو مايعني أن سيطرة المخابرات أكبر من سيطرة البقارة حتى الآن!.
~~~~~~~~~~~~
أخيرا بقي أهم شيء يقرر مستقبل البلاد القريب وهو مدى التوافق الذي سيحصل بين جماعة قيادة الأركان وجماعة بن عكنون في إختيار خليفة الرئيس,أما جماعة المرادية فستكون هي الخاسر الأكبر في حالة انسحاب بوتفليقة الشبه أكيدة بسبب المرض.
وإد اما ترشح بوتفليقة رغم مرضه, فهذا يعني تمديد فترة الصراع الى ما بعد وفاته…وعلى أية حال ففرنسا وأمريكا يحتاجان الى توافق على من يخدمهما معا أفضل في الجزائر.
ربما ستحسم الأسابيع القادمة الصراع ويتصاعد الدخان الأبيض من مضارب المعسكر المنتصر ,وتستمر العلبة السوداء في إدارة الريع.

تصريح الجنرال بن حديد 1913401_10201513367858245_835156741_o

Untitledbb

ضحايا الطائرة التي سقطت في أم البواقي


الطائرة انقسمت إلى شطرين ودوي الانفجار سُمع من القرى المجاورة
large-10411وصول-فريق-خبراء-أمريكي-إلى-أم-البواقي-للمشاركة-في-التحقيقات-حول-تحطم-الطائرة-العسكرية-a9db4
حسب أغلب من تحدثنا إليهم من سكان القرى المجاورة للجبل، فإنهم سمعوا انفجارا مدويا في أعالي السفح، اعتقد بعضهم أن الأمر يتعلق بعملية تفجير قنبلة كبيرة، غير أنهم شاهدوا بعدها دخانا كثيفا يصعد إلى السماء رغم سوء الأحوال الجوية قبل منتصف النهار، وتساقط الثلوج وكثافة الضباب.

وصادف الوقت أن أحد ملاك الأبقار المدعو “جمال” كان على مستوى الجبل المقابل لجبل فرطاس، حسب شهادات السكان الذين كانوا من بين الأوائل الحاضرين في مكان تحطم لطائرة وارتطامها بسفح الجبل وصخوره، حيث شاهد الحاثة عن قرب، ما دفعه للاتصال عبر هاتفه النقال بالجهات المختصة، وكذا السكان المدنيين ببلدية أولاد قاسم.

بالعودة إلى الطائرة، فإن هيكلها المترامي في مكان الحادثة يدل أنها ارتطمت أول الأمر بقمرة القيادة المتواجد فيها الطيارون، ثم المقاعد الأولى في صفوف الركاب، وهو الجزء الذي تضرر كثيرا، وعلى بعد حوالي 40 مترا كان الجزء الثاني من الطائرة المتمثل في ذيلها وعدد من مقاعد الركاب، أما الجناحان فقد تضررا كثيرا، حيث انشطرت المروحيات ولم تبق منها إلا أجزاء يسيرة.

بلدية العيون بالطارف تشيّع ثلاث ضحايا بينهم زوجة جنرال وابنته
famille_general_290242761

1620523_806456726035824_779153145_n

ضاقت أمس شوارع بلدية العيون الحدودية بالطارف، بعدد هائل من المعزين والمشيعين لجاثمين ثلاثة أفراد قضوا في حادثة سقوط طائرة الهركيل C130بأم البواقي أول أمس، وهم المساعد علريف صابر الذي كان في مهمة نقل فوج من الجنود الذين أنهوا تربصهم بتمنراست إلى قسنطينة، وزوجة وابنة الجنرال صواب مفتاح، اللتين كانتا عائدتين إلى منزلهما بالقرية.

وخيمت منذ إعلان حادثة الإرتطام حالة من الحزن وسط سكان البلدية الصغيرة، التي يعرف كبيرها وصغيرها الجنرال وعائلته أبا عن جد، ذلك أنه بقي قاطنا بها ولم يغادرها لا هو ولا أبناءه تحت إغراء المنصب ولا ضغوطاته.

وقد تنقل عقب إعلان الحادث مباشرة عدد كبير من سكانها إلى مدينة قسنطينة للإستعلام عن مصير الزوجة خيار زهرة والإبنة ميمونة التي لم تكمل عامها الـ24 بعد، لتكون الفاجعة كبيرة عند إخبارهم بعدم وجود أي ناج وسط الركاب، وتكون رحلة العودة موكبا جنائزيا كبيرا في حضور الجنرال الذي حل هو الآخر بقسنطينة بحثا عن خيط أمل حول مصير زوجته وابنته الصغرى وبقية المسافرين.

ولم يختلف المعزون كثيرا في الحديث عن الفقيدتين وخصالهما التي عرفا بها وسط القرية، فالوالدة قضت كامل حياتها متنقلة ما بين النواحي العسكرية رفقة زوجها بحكم تنقله الدائم، وبقيت وفية لتربية أبنائها الخمسة، وهي مهمة نجحت فيها الحاجة الزهرة، وكانت تنتظر إنهاءها بامتياز مع الإبنة الأخيرة ميمونة، التي كانت تحلم بأن تراها موظفة وتفرح بعدها بزواجها، فيما بقيت الإبنة ميمونة بالطارف لمزاولة دراستها بجامعة باتنة وبعدها بالعاصمة، التي تخرجت منها بشهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، التي لم تشفع لها للحصول على منصب عمل، بالرغم من كونها ابنة جنرال، ما جعلها تقرر مواصلة الدراسة والحصول على شهادة أخرى، فتحصلت مؤخرا على شهادة ماستار في العلوم السياسية لم تمكنها هي الأخرى من ولوج عالم الشغل، ما جعلها تقرر ملازمة أمها ووالدها. وشاءت الأقدار أن تلقى الأستاذة ميمونة حتفها رفقة والدتها، بعيدا عن والدها الذي كان مقررا أن يلتحق بهما بالبيت بعد أسبوع على أكثر تقدير.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عنّابة تشيّع إبنها المقدّم بوعزيز محمد إلى مثواه الأخير

lieutenant_colonel_bouaziz_652363810
تنقّلت جريدة “الشروق” أمس إلى حي واد فرشة بعنابة، حيث أقيمت مراسيم العزاء لأحد ضحايا هذه الكارثة المأساوية. ويتعلق الأمر، بإطار سام في صفوف الجيش الوطني الشعبي المقدّم بوعزيز محمد الذي توفي رفقة عدد من زملائه وأفراد عائلاتهم في حادثة تحطّم طائرة عسكرية بجبل فرطاس في مرتفعات منطقة عين مليلة بولاية أم البواقي.. أجواء من الحزن والأسى، بكاء ونحيب، حسرة وألم، كانت أمس تخيّم على أفراد عائلة المقدّم بوعزيز محمد الذي وصل نبأ هلاكه إلى أسرته في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال من يوم الفاجعة، حيث تنقّلت زوجته وابنه الأكبر رفقة والدته التي أصيبت بأزمة نفسية حادة إلى قسنطينة لاستلام جثة الفقيد من المستشفى العسكري علي منجلي، ومن ثم تشييعها إلى مثواها الأخير بمقبرة بوڤنطاس بعنابة… والد الفقيد المدعو عمي صالح الذي كان قلبه يعتصر ألما، حدّثنا ودموع الفرقة المفاجئة تغرق مقلتيه اللتين لن تتمكنا من رؤية كبير أولاده بعد اليوم، عمي صالح قال بعبارات متقطّعة وهو يجهش بالبكاء إنّ ابنه الشهيد من مواليد 1966 بمنطقة عين بربر، التابعة لبلدية سرايدي بعنابة، والتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ سنة 1987.. الضحية ترك ولدين أكبرهما أسامة في سن 17 والصغير يعقوب في سن 12، والطفلة ياسمين في سن الـ16.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

1896774_430593247087191_798663138_n

1901297_263680980465458_203739672_n[1]

ميلة تودع ثلاثة من أبناء الفقراء

علمت “الشروق” من مصادر متطابقة أن ثلاث ضحايا من بين ضحايا حادثة تحطم الطائرة ينحدرون من ولاية ميلة، حيث تم التعرف على أحدهم المدعو بن جامع محمد البالغ من العمر 23 سنة، أعزب، يقطن بوسط بلدية تسالة لمطاعي أقصى شمال عاصمة ولاية ميلة، وهو ما كشفت عنه مصادر محلية من محيط البلدة، مضيفة أنه تم إرسال سيارات إسعاف لنقل جثمان الضحية الذي سيتم تشييع جنازته فور وصوله، وذلك بحضور السلطات المحلية والعسكرية بالناحية العسكرية الخامسة بولاية قسنطينة.

وأفادت ذات المصادر لـ”الشروق” أن الضحية، وهو جندي متعاقد في قوات الجيش الوطني الشعبي يعتبر الذكر الوحيد لوالديه وله شقيقة واحدة، ينحدر من عائلة فقيرة تعاني من ظروف صعبة كون والده معوق، راح ضحية سقوط الطائرة العسكرية، حيث توفي فورا متأثرا بجراحه البليغة.. كما أفادت مصادر بأن الضحية الثانية يدعى عتموني ياسين، يقطن ببلدية ترعي باينان وبالضبط بحي باردو يبلغ من العمر 22 سنة، ينحدر ايضا من عائلة فقيرة جدا وتعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية.

echourouk
02 djazair news

1920232_1424341091142604_1742171175_n

الله يرحمهوم ويسكنهوم فسيح جنانه…ويلهم اهلهم الصبر والسلوان.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قا ئد الطائرة تلقي اشارة بالتوجه إلى المطار أم البواقي

سوء الأحوال الجوية وراء حدوث الكارثة

11.02.2014
كشفت التحقيقات الأولية أن السبب المباشر لسقوط الطائرة التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي من نوع« آركيل 1003» مختصة في الشحن هو سوء الأحوال الجوية الذي جعل الروئية مستحيلة خاصة أثناء تساقط الثلوج حيث تلقى قائد الطائرة إنذارا مسبقا بالتوجه للنزول بمطار أم البواقي بسبب الاضطراب الجوي مما يرجح اصطدام الطائرة بمنطقة جبلية بالقرب من عين مليلة وتحطمها في الجو قبل أن تسقط وعلي متنها ما لا يقل عن ال 70 شخصا بين أعوان تابعين لقوات الجيش وأقاربهم . هذا وتضيف المصادر التي أوردت الخبر بأن الطائرة انطلقت من مطار تمنراست متجهة نحو قسنطينة مرورا بمطار ورقلة بعد أن خضعت لجميع الإجراءات الخاصة قبل الإقلاع حسب تقرير المكلف بالدراسة التقنية للطائرة مما يستبعد إمكانية وجود عطب الذي قد يكون وراء الحادث. هذا في انتظار التحقيقات المعمقة بمكان الحادث وما سيكشفة الصندوق الأسود للطائرة الذي سيحدد السبب الرئيسي للحادث بالتدقيق والذي سيتم استرجاعه بعد جمع حطام الطائرة علما أن قائد الطائرة الذي كان في مهمة بولاية تمنراست قبل أن يتجة نحو قسنطينة كان من المفروض أن يعود مساء أمس إلى القاعدة الرئيسية ببوفاريك ولاية البليدة.

بوسعادة فتيحة akheer sa3a

تصريحات الجنرال المتقاعد حسين بن حديد


هاته خلاصة لتصريحات الجنرال المتقاعد حسين بن حديد مستشار الرئيس زروال السابق وأحد صقور العسكر في الجزائر لجريدة الخبر

لمن لازال يعتقد أن الجزائر بخير نقول له إستفيق من سباتك ياشعب….الدليل هنا يثبت أن هناك هوشة كبيرة داخل السيسثام….الشيء الذي سيمنع أو يؤجل الانفجار هو التوافق على إقتسام الريع…ومواصلة تسليط الغبن على الشعب,وكما قلت من قبل المأساة في هذا الوطن هي أن اللصوص ينهبون, وصاحب البيت ساكتا وصابرا حفاظا على إستقرار البيت.
1913401_10201513367858245_835156741_o

1016569_805834882764675_92770771_n

تصريحات الجنرال المتقاعد حسين بن حديد:“توفيق ذئب شرس يستعصي على ڤايد صالح وبوتفليقة ترويضه”


Une_SaadaniToufik_948899726[2]
“توفيق ذئب شرس يستعصي على ڤايد صالح وبوتفليقة ترويضه”

| 12 فبراير, 2014 | كتابات أعجبتني  1

محمد العربي زيتوت

على الرغم من أن الجنرال بن حديد هوأحد كبار مجرمي الحرب القذرة، و مازالت مدينة بشار تشهد على ذلك.
وعلى الرغم من أنه “يعبد” المخابرات ويدافع عن توفيق بشراسة، إلا أن تصريحاته التي أدلى بها لجريدة الخبر، تتضمن كثير من الوقائع الخطيرة التي تؤكد كلها، في نهاية الأمر، أن الجزائر كانت ولا تزال تحكمها العصابات و الأجنحة المتصارعة.
من حيث أراد أن يدافع عن مجرمي المخابرات فضح “النظام” كله

—————————————————
الجنرال حسين بن حديد، مستشار وزير الدفاع زروال سابقا، لـ”الخبر”
“توفيق ذئب شرس يستعصي على ڤايد صالح وبوتفليقة ترويضه”
الأربعاء 12 فيفري 2014 الجزائر: حاوره حميد يس

الرئيس وحاشيته يخافون من المحاسبة لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم بحوزة الـ”دي أر أس”
بوتفليقة عيّن صالح نائبا لوزير الدفاع لاستفزاز توفيق

تنحية توفيق ستزرع الفوضى في الجيش وبوتفليقة يدرك هذا جيدا
الهجومات التي مصدرها الرئاسة لا حدث بالنسبة للمخابرات

يهاجم الجنرال حسين بن حديد قائد الناحية العسكرية الثالثة ومستشار وزير الدفاع اليمين زروال سابقا، بشدة، الفريق ڤايد صالح رئيس أركان الجيش، فيقول عنه إنه “عديم المصداقية ولا وزن له في الجيش”. ويدافع باستماتة كبيرة عن الجنرال “توفيق” ويقول إن جهاز المخابرات “هو الخصم اللدود” للرئيس بوتفليقة وشقيقه السعيد. ويبحر بن حديد عميقا في الصراع الجاري بين الرئاسة والمخابرات أثناء مقابلة مثيرة مع “الخبر” جرت في بيته بأعالي العاصمة.

ما قراءتك للصراع الجاري حاليا بين جماعة الرئيس وجهاز المخابرات؟
المخابرات هيئة جزء من مؤسسة الجيش، وإن كنت لا أريد التحدث عن الأشخاص، وإنما أقول إنه كان صعبا على الرئاسة أن تواجه بشكل مباشر هذا الجهاز، لأن الرئيس عاجز عن القيام بذلك، فوظف أساليب أخرى من بينها سعداني. أقصد أن حاشية الرئيس، وشقيقه بالتحديد، عملت على إضعاف جهاز المخابرات. ولكنهم يرتكبون خطأ جسيما، لأن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وبذلك هو يضعف نفسه.

الرئيس مريض ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة الـ”دي أر أس”. الجيش هو الدرع الواقي للجزائر، وإذا تم إضعافه، فلن تقوم للجزائر قائمة.

أنت مقتنع إذن أن الهجوم الذي تعرض له “توفيق” وجهازه، مصدره الرئيس بوتفليقة؟
الرئيس مريض ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة الـ”دي أر أس”. الجيش هو الدرع الواقي للجزائر، وإذا تم إضعافه، فلن تقوم للجزائر قائمة. إذن ما ارتكبه سعداني هو بمثابة خيانة.
هل هي خيانة إذن من جانب الرئاسة، مادام سعداني مدفوعا من حاشية الرئيس كما تقول؟
نعم هي خيانة من حاشية الرئيس، أما بوتفليقة فلا أعتقد أنه يملك القدرات البدنية والفكرية التي تمكّنه من المناورة والمواجهة، ولكن حاشيته تتلاعب بمصير الجزائر.
من هم أفراد هذه الحاشية؟
أخطر من فيها شقيقه السعيد.

الفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى.

لماذا تسعى الرئاسة إلى إضعاف المخابرات برأيك؟
السبب الأول هو فتح الطريق للعهدة الرابعة، ويتم حتما عبر محاولة استهداف الخصوم. والسبب الثاني هو محاولة حاشية الرئيس أن تحمي نفسها من الملاحقة. فالفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى. وبعد مرور هذه المدة سيبحثون عن حلول أخرى، ولكن المشكلة التي يواجهونها هي أن تولي الرئيس عهدة رابعة، أمر مستحيل. فإذا أراد الترشح سيكون مضطرا لخوض الحملة الانتخابية بالوكالة، وسيكون مضطرا لتأدية القسم بعد فوزه، الذي سيكون أكيدا بحكم سيطرته على حزب الإدارة، فكيف سيتعامل مع وضع كهذا؟.. هو عاجز عن الكلام وعن الوقوف.. فكيف سيتخطى هذه العقبات؟ ستكون فضيحة للجزائر وللجزائريين لو ترشح وهو في هذه الحالة. ناقشت هذا الموضوع مع جماعة من الأصدقاء، فرجّحوا أن يلجأ بوتفليقة إلى طريق ما لتجاوز هذا المأزق، لكني مقتنع أن لا وجود لحيلة، فهو مجبر على أداء اليمين الدستورية، بينما صحته لا تسمح له بممارسة هذا النشاط. وفي اعتقادي، بوتفليقة ليس متحمسا كثيرا للاستمرار في الحكم، وإنما حاشيته هي من تمارس عليه ضغوطا ليترشح.
هناك طرح آخر مفاده أن الصراع الذي يجري ليس بخصوص العهدة الرابعة، وإنما لرغبة الرئيس في فرض شخص يستخلفه في الحكم، بينما يرفض جهاز المخابرات هذا الخيار..
قد يدور في خلد الرئيس اسم شخص لخلافته، يضمن له ولحاشيته تجنب المحاسبة في المستقبل. غير أن تجسيد هذا السيناريو غير ممكن في بلادنا، ولكني أظل مقتنعا بأن حاشيته هي من تضغط لفرض هذا الخيار.
هل تعتقد بأن جهاز المخابرات يرفض عهدة رابعة للرئيس، أم أن وقوفه على الحياد هو ما يقلق الرئيس وحاشيته؟
لا أظن أن المخابرات العسكرية تتدخل في خيارات الانتخابات الرئاسية، بمفهوم حسم النتيجة لصالح مترشح، بينما قد يكون لها رأي كأن تبلّغ الرئيس بأنه من مصلحة البلاد أن ينسحب ويرحل عن الحكم.
هل ترجّح هذا الطرح، بمعنى أن يكون “توفيق” دعا الرئيس إلى الرحيل في هدوء، مما أثار حفيظة جماعة الرئاسة، فهاجمت قائد الـ”دي أر أس”؟
ربما. لكن أصرّ على القول إن المخابرات لا يمكنها ولا حتى في أن تفكّر في إجبار الرئيس على الاكتفاء بثلاث عهدات، وإنما قد تقول له من الأفضل عدم الاستمرار في الحكم لمصلحة البلاد. والأكيد أن الرئيس وأفراد حاشيته متخوفون من المحاسبة، وسيحاسبون لا محالة حتى بعد 10 سنوات.

السعيد هو المسيّر الفعلي في البلاد، وخصمه اللدود هو المخابرات.أليس هو شقيق الرئيس؟ ألا يسيّر كل شيء بالهاتف؟ الجميع خاضع ومنبطح له، الوزراء والولاة وحتى الشرطة، ما عدا الجيش، ولكن يستثنى من الجيش ڤايد صالح الموالي للرئيس.

أجرى رئيس الجمهورية تغييرات في الجيش والمخابرات في سبتمبر الماضي، هل كانت عاكسة لصراع بين الطرفين؟
لا تغييرات ولا هم يحزنون، فمصلحة أمن الجيش كانت ومنذ زمن تابعة لقيادة الأركان. أما في فترة رئاسة لكحل عياط للمخابرات العسكرية، فكانت تحت إشراف الاستعلام والأمن، ثم ألحقها خالد نزار بقيادة الأركان عندما تولى هذا المنصب. ما فعله بوتفليقة ليس شيئا جديدا، ثم إن ضباط المخابرات منسجمون ولا يمكن زرع الفرقة بينهم.
الرئيس نزع سلاحا قويا كان في بين يدي الجنرال “توفيق”، هو مصلحة الشرطة القضائية التي تمسك بملفات فساد ثقيلة..
هذا الإجراء لا يعني شيئا مادامت الملفات لازالت بين أيدي ضباط هذه المصلحة.. عندهم كل الملفات. واسمح لي أن أعود إلى كلام عمار سعداني عن وجود عقداء الـ«دي أر اس” في الهيئات، فحتى لا ينخدع الرأي العام أقول إن الأمن موجود في كل المؤسسات، سواء ممثلا في عقيد أو ضابط أقل منه في الرتبة، فقاصدي مرباح (قائد المخابرات العسكرية في الثمانينات) كان يشغّل لحساب جهازه مبلّغين وأعوانا وليس ضباطا. وهؤلاء الأعوان كانوا منتشرين حتى في المقاهي، بمعنى أن جهاز الأمن متغلغل في كل المؤسسات وفي كل مكان، وليس شرطا أن يؤدي هذا الدور ضابط برتبة عقيد كما يستشف من حديث سعداني، بل المبلّغ والعون يقوم بالمهمة أفضل من العقيد.
إذن أنت ترى أن تلك التغييرات ليست عاكسة لصراع بين الرئيس والمخابرات؟
الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه. الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز. ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة.

الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه. الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز. ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة.

هل أنت ممن يعتقدون أن فضيحة سوناطراك والأمر الدولي بالقبض على شكيب خليل، كان سببا في المواجهة المباشرة الجارية بين جماعة الرئيس و«توفيق”؟
ربما. شكيب خليل شخص مقرّب من بوتفليقة، ولكن القضية فجّرتها أجهزة قضائية وأجنبية، كندية وايطالية بالأساس، ولم يتم تفجيرها جزائريا.
هل يشبه الصراع الجاري حاليا، فترة الصراع التي عشتها أنت في منتصف التسعينات ودفعتك إلى الاستقالة من الجيش؟
كان صراعا من نوع آخر. كان صراعا بين خالد نزار وبلوصيف الذي كان محل ثقة الرئيس الشاذلي بن جديد. وتعرض بلوصيف لمشاكل مفتعلة لإبعاده من المؤسسة العسكرية، وقد نجحوا في ذلك وأدخلوه السجن. واتضحت المؤامرة فيما بعد عندما أصبح نزار قائدا للأركان، ثم عيّنه الشاذلي وزيرا للدفاع بإيعاز من الجنرال العربي بلخير. وقد أزاح نزار، بعدها، العديد من الضباط مثل عطايلية وهجرس وبتشين وعبد المجيد شريف، وتمت إزاحة كمال عبد الرحيم من قيادة الأركان، وكلهم جنرالات، ليبقى نزار وحده هو مصدر القرار في المؤسسة. وفي 1993، وبغرض تهدئة نفوس العسكريين القلقين من تلك التغييرات، تم إحضار اليمين زروال كوزير للدفاع، إذ كان محترما في الجيش، وهدأ الوضع فعلا. ولما انتهت عهدة المجلس الأعلى للدولة نهاية 1993، اشتغل رئيس المجلس علي كافي في كواليس ندوة الوفاق الوطني التي جرت في جانفي 1994 ورشّح زروال ليكون رئيسا للدولة، وكان رأيه حاسما في اختيار زروال رئيسا، وقطع الطريق أمام أشخاص آخرين كانوا مرشحين للمنصب، أفضّل أن لا أذكر أسماءهم. وأثار اختيار زروال رئيسا حقدا دفينا لدى بعض ممن كانوا يرون أنفسهم أهلا لقيادة الدولة، فمارسوا مناورات في الكواليس واستهدفوا زروال عن طريق التهجم على صديقه ومستشاره محمد بتشين، بواسطة نور الدين بوكروح (رئيس حزب التجديد الجزائري آنذاك، وطلّق حزبه وأصبح وزيرا في حكومة بوتفليقة)، مما دفع زروال إلى الهرب (بن حديد يفضّل كلمة الهروب بدل الاستقالة).

تنحية توفيق تزرع الفوضى والانقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة.

ما رأيك في الدعوة المرفوعة إلى زروال للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة؟
الذين يريدون ذلك يبتغون الاستقرار لمدة معينة، يمكن بعدها إقامة مؤسسات. البلد كما تلاحظون تفتقد لمؤسسات.. المجلس الشعبي الوطني مخرّب ومجلس الأمة مخرّب أيضا، وكلتا الغرفتين وليدة التزوير، وبالتالي منقصتي شرعية.. كل شيء مزوّر بما فيها الانتخابات.
هل يمكن الحديث عن وجود مؤسستين فقط قائمتين في البلاد: الجيش بقلبه النابض المخابرات، والرئاسة؟
مؤسسة الدفاع والمخابرات مع قائدها توفيق، هي آخر حصن في البلاد. ورغم أن توفيق كبير في السن، يبقى ركيزة البلاد وضروري أن يبقى في منصبه حتى لا تنزلق البلاد إلى الهاوية. وأغتنم هذه السانحة لدعوة رفاق السلاح إلى المساهمة في تهدئة الأوضاع في البلاد، كما أدعو الضابط الميزابي تريشين رفيق السلاح إلى الاتصال بي للبحث عن طريقة لتهدئة الوضع في غرداية.
يجري الحديث حاليا عن صراع بين قيادة الأركان الموالية للرئاسة وجهاز المخابرات، هل هو حقيقة أم مجرّد إشاعة؟
دع عنك هذه التسمية.. لا ينبغي أن تسميها قيادة أركان. هل تسمي ڤايد صالح قائدا لأركان الجيش؟! هذا الشخص عديم المصداقية ولا أحد يحبّه في الجيش، وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه.
هل يوجد خلاف بين ڤايد صالح ومحمد مدين؟
توفيق لا يجمعه أي خلاف مع صالح، ولكن من يسمى قائد الأركان هو من يستفز ويهاجم قائد الـ”دي أر أس”، وأنا أعرف هذا الشخص جيدا.
هل الجيش معرض للانقسام بفعل التطورات الجارية حاليا؟
الجيش منسجم وموحّد.
حديثك عن صالح بهذه الطريقة، يدعونا إلى الاعتقاد بأن رئيس الجمهورية عينه نائبا لوزير الدفاع نكاية في “توفيق” وبغرض استفزازه؟
لا شك في ذلك، هذا هو الهدف الأساسي من هذا التعيين، ولكن لن يستطيع كسر شوكة توفيق.. قائد المخابرات عجز عن ترويضه أشخاص أقوى من ڤايد صالح. توفيق ذئب من الذئاب الشرسة ليس من السهل التغلّب عليه.
لكن المنصب الذي يوجد فيه صالح يمنحه استعمال القوة المادية إن اقتضت الضرورة…
تقصد أن يستعمل القوة ضد توفيق؟ ومن سينحاز معه في هذا الخيار؟ هل تحسب أن ضباطنا أغبياء حتى ينساقون وراء شيء كهذا؟!

لا ينبغي أن تسميها قيادة أركان. هل تسمي ڤايد صالح قائدا لأركان الجيش؟! هذا الشخص عديم المصداقية ولا أحد يحبّه في الجيش، وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه.

مؤسسة الجيش موجودة في قلب الصراع الدائر حاليا، ألا يؤثر ذلك على نفسية الضباط والجنود؟
الجيش مثل الكثير من الأطراف، طالته الرشوة والفساد.. بعض مسؤوليه تورطوا في الفساد، ولكن ليس بالحجم والخطورة الذي شهدتهما سوناطراك مثلا. ورغم ذلك، لازال محافظا على تماسكه وانسجامه. والمؤسسة العسكرية في الحقيقة، صورة مصغّرة عما يجري في البلاد. هي صورة للجامعة عرف التكوين فيها ضعفا.
هل توافق الطرح الذي يقول إن المواجهة بين الطرفين، مؤشر على نهاية تعايش سلمي دام 15 سنة؟
بل أقول إن الأمر يتعلق بنهاية جيل، نهاية حكم.. جيلنا انتهى.
هل تعتقد أن بوتفليقة عازم على إحالة توفيق على التقاعد؟
الرغبة موجودة وأكيدة.
هل سيفعلها لو فاز بعهدة رابعة؟
لا أعتقد بوجود شيء اسمه عهدة رابعة، الرجل مريض ولا يقوى على أعباء الحكم.ولكن الموالين له يتحركون في كل الاتجاهات، ويحلفون بأغلظ الأيمان بأنه سيترشح.. ما يفعله هؤلاء عبث. الانبطاح الذي يميز تصرفات بعض الوزراء والمنظمات عبث.
بما أن الرئيس عاجز بدنيا كما تقول، هل يمكن تصوّر أن شقيقه السعيد هو من يسيّر البلاد حاليا؟
السعيد هو المسيّر الفعلي في البلاد، وخصمه اللدود هو المخابرات.
هل يعقل أن يمنح السعيد كل هذا الهيلمان؟
أليس هو شقيق الرئيس؟ ألا يسيّر كل شيء بالهاتف؟ الجميع خاضع ومنبطح له، الوزراء والولاة وحتى الشرطة، ما عدا الجيش، ولكن يستثنى من الجيش ڤايد صالح الموالي للرئيس.
تقصد أن ڤايد صالح الشخص هو من يقف مع الرئيس ضد المخابرات، وليس هيئة أركان الجيش؟
ينبغي أن نفرّق بين صالح وأركان الجيش، فهذا الشخص لا وزن له. ما ينبغي أن تعرفه أن نفسية الانضباط العسكري متحكمة في أفراد الجيش، بمعنى أنهم مجبرون على تنفيذ أوامر ڤايد صالح. ولكن عندما يصل الأمر إلى المساس باستقرار البلاد، فلن يجد في الجيش من يدعمه.
بما أن الحساسيات والضرب تحت الحزام وصل إلى هذا الحد، كيف استطاع المعسكران التعايش طيلة 15 سنة؟
توفيق لم يعارض ترشح بوتفليقة في 2004 و2009، ولن يقف ضده إذا أراد رابعة وحتى خامسة، هو لا يهمه أن يستمر بوتفليقة في الحكم.
إذا كان توفيق مصدر إزعاج وقلق للرئيس إلى درجة أن يدفع بعمار سعداني وڤايد صالح إلى التحرش به لإضعافه، فما الذي يمنعه من استعمال صلاحياته كوزير للدفاع، فيخلعه بمرسوم رئاسي؟
الأمر ليس بهذه البساطة. القضية ليست بهذه السهولة.
تقصد أن توفيق يملك ملفات تهدد الرئيس وجماعته؟
تنحية توفيق تزرع الفوضى والانقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة.
كيف تتوقّع نهاية هذا الاقتتال بين الطرفين؟
الهجومات التي تأتي من الرئاسة، لا حدث بالنسبة للمخابرات.
المعلومات تفيد بأن توفيق مضطرب من هجومات جماعة الرئيس..
ليس صحيحا. أنا أعرفه، هو شخص لا يمكن زعزعته بسهولة. هو الآن متأكد بأنها حملة عابرة.

تحطم طائرة عسكرية بضواحي ام البواقي


اللهم اغفر لهم وثبتهم عند السؤال و اجعل قبورهم روضا من رياض الجنة
1896774_430593247087191_798663138_n
a href=”https://bouraoui1belhadef.files.wordpress.com/2014/02/untitledvv1.jpg”>Untitledvv

شاءت الصدف أن تسقط الطائرة في مسقط رأس ومكان إقامة غالبية الضحايا، الذين هلكوا بجبل الفرطاس الضحايا مثلوا قيادات في قطاع الدفاع الوطني، وكذا أفراد من عائلاتهم إضافة إلى الطاقم المسير للطائرة، ومن بين الضحايا الذين لقوا مصرعهم قائد الرحلة الرائد بن بوزيد علي باي في العقد الرابع من العمر ينحدر من مدينة عين البيضاء بأم البواقي، رب أسرة، أب لطفلين، وكان سيزور والدته بأم البواقي، إضافة إلى كل من زوجة وابنة نائب قائد الناحية العسكرية السادسة بتمنراست العميد ثواب مفتاح الذي تولى منصبه بتمنراست خلال شهر جوان سنة 2011، فيما مثل بقية الضحايا مختلف الرتب العسكرية وينحدرون من ولايات قسنطينة، أم البواقي، باتنة، سطيف، ڤالمة، بالخصوص ولكن الغالبية من ولاية أم البواقي.
1891291_566365516793400_1690659472_n
الإقلاع من تمنراست والركاب غالبيتهم متخرجون من مركز التدريب بعين أمڤل

أقلعت الطائرة التي تقل 99 راكبا إضافة إلى طاقمها المتكون من حوالي أربعة أفراد، من ولاية تمنراست وكانت تقل عشرات المتخرجين الجدد من مدرسة تدريب المشاة بعين أمڤل بولاية تمنراست الذين استفادوا من التحويل، اضافة إلى عدد من المدنيين من أفراد عائلات عسكريين يعملون بولاية تمنراست التي أقلعت منها الطائرة في حدود الساعة الثامنة صباحا، ثم توقفت بمطار ورڤلة وواصلت رحلتها باتجاه قسنطينة قبل ان يفقد قائدها الاتصال ويحاول الهبوط اضطراريا بالقاعدة الجوية بأم البواڤي، الا انه لم يتمكن بسبب سوء الأحوال الجوية، التحريات الأولية تشير إلى عطب تقني في الطائرة المجهزة بتقنية الهبوط وتقليل عدد الخسائر.

1307037636[1]

1300280586[1]

Untitlednn

هاته هي الطائرة التي سقطت اليوم,رحم الله الموتى وألهم ذويهم الصبر والسلوان/أحسن بوشة
################

تعرضت طائرة عسكرية جزائرية من نوع هيركول سي-130 اليوم إلى حادث تحطم اليوم بضواحي جبل فرطاس بأعالي عين كرشة بولاية أم البواقي.

وكشف مصدر أمني مأذون لـ”البلاد” عن تحويل جريح واحد عثر عليه حيا لحد الآن نحو المستشفى العسكري بقسنطينة عبد العالي بن بعطوش في حالة حرجة للغاية على متن مروحية تابعة للجيش الوطني الشعبي، في حين ذكر المصدر أن الطائرة كانت تقل 77 راكبا، تم العثور على 52 جثة، في حين ما تزال عملية البحث جارية حول مصير 24 راكب آخر.

و ذكرت المصادر أن التحقيقات الأولية الجارية من طرف فريق عسكري متخصص تفيد أن الإتصال بالطائرة إنقطع بين قسنطينة وأم البواقي و تحديدا عند مرتفعات جبل فرطاس، كما رجحت سبب تحطم الطائرة إلى رداءة الأحوال الجوية بالمنطقة.
و أعلنت السلطات في ولاية أم البواقي و قسنطينة حالة الاستنفار والتأهب القصوى في المستشفيات لاستقبال جرحى محتملين

و قال العقيد لحمادي بوقرن مسؤول الاتصال بالناحية العسكرية الخامسة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن تحطم الطائرة حسب المعلومات الأولى يرجع إلى سوء الأحوال الجوية التي ميزتها رياح قوية تشهدها المنطقة منذ بضعة أيام.

و فور الإعلان عن الحادث تم تشكيل خلية أزمة يترأسها قائد الإقليم الجوي للناحية العكسرية الخامسة العميد سعيد معمري.

هذا و أكدت وزارة الدفاع الوطني أنه تم تفعيل “مخطط البحث والإنقاذ” كما تم تشكيل “لجنة تحقيق” قصد “تحديد الأسباب” التي كانت وراء تحطم الطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية اليوم الثلاثاء بمنطقة عين مليلة بولاية أم البواقي .

وجاء في بيان لوزارة الدفاع أنه على اثر هذا الحادث الأليم “تم تفعيل مخطط البحث والإنقاذ كما أسرعت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية إلى عين المكان لتقديم الإسعافات الأولية وتم تشكيل لجنة تحقيق وإيفادها إلى المنطقة قصد تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط”.

و سيتنقل نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح لمعاينة الحدث كما اوضح البيان الذي اشار الى ان عملية البحث والإنقاذ “متواصلة”.

تعرضت طائرة عسكرية جزائرية من نوع هيركول سي-130 اليوم إلى حادث تحطم اليوم بضواحي جبل فرطاس بأعالي عين كرشة بولاية أم البواقي.

وكشف مصدر أمني مأذون لـ”البلاد” عن تحويل جريح واحد عثر عليه حيا لحد الآن نحو المستشفى العسكري بقسنطينة عبد العالي بن بعطوش في حالة حرجة للغاية على متن مروحية تابعة للجيش الوطني الشعبي، في حين ذكر المصدر أن الطائرة كانت تقل 77 راكبا، تم العثور على 52 جثة، في حين ما تزال عملية البحث جارية حول مصير 24 راكب آخر.

و ذكرت المصادر أن التحقيقات الأولية الجارية من طرف فريق عسكري متخصص تفيد أن الإتصال بالطائرة إنقطع بين قسنطينة وأم البواقي و تحديدا عند مرتفعات جبل فرطاس، كما رجحت سبب تحطم الطائرة إلى رداءة الأحوال الجوية بالمنطقة.
و أعلنت السلطات في ولاية أم البواقي و قسنطينة حالة الاستنفار والتأهب القصوى في المستشفيات لاستقبال جرحى محتملين

و قال العقيد لحمادي بوقرن مسؤول الاتصال بالناحية العسكرية الخامسة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن تحطم الطائرة حسب المعلومات الأولى يرجع إلى سوء الأحوال الجوية التي ميزتها رياح قوية تشهدها المنطقة منذ بضعة أيام.

و فور الإعلان عن الحادث تم تشكيل خلية أزمة يترأسها قائد الإقليم الجوي للناحية العكسرية الخامسة العميد سعيد معمري.

هذا و أكدت وزارة الدفاع الوطني أنه تم تفعيل “مخطط البحث والإنقاذ” كما تم تشكيل “لجنة تحقيق” قصد “تحديد الأسباب” التي كانت وراء تحطم الطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية اليوم الثلاثاء بمنطقة عين مليلة بولاية أم البواقي .

وجاء في بيان لوزارة الدفاع أنه على اثر هذا الحادث الأليم “تم تفعيل مخطط البحث والإنقاذ كما أسرعت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية إلى عين المكان لتقديم الإسعافات الأولية وتم تشكيل لجنة تحقيق وإيفادها إلى المنطقة قصد تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط”.

و سيتنقل نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح لمعاينة الحدث كما اوضح البيان الذي اشار الى ان عملية البحث والإنقاذ “متواصلة”.1014121_566354400127845_91022500_n
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

large-10344كل-شيء-عن-الطائرة-العسكرية-المنكوبة-في-أم-البواقي-6a502

كل شيء عن الطائرة العسكرية المنكوبة في أم البواقي

دخل نوع الطائرات الأمريكية الصنع من نوع “هيركول سي130 ” الى الاستعمال العسكري خلال نهاية سنوات الخمسينات و بالضبط في9 ديسبمبر 1957 بعدما أجرت أول تحليق تجريبي في 23 أوت 1954، و هي تستعمل أساسا في نقل الجنود و الطواقم العسكرية ، حيث ظهرت أول مرة خلال الحرب الكورية التي خاضتها الولايات المتحدة .

و تولت صناعة هذا النوع من الطائرات شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية الشهير في عالم الصناعات العسكرية ، و كانت بمثابة ثورة في عالم الطيران الحربي ، لكونها من أولى النماذج التي بامكانها أن تقلع و تحط في أرضيات غير مجهزة ، كما تعد من الطائرات ذات الوظائف المتعددة ، فوظائفها لا تنحصر في نقل الجنود ، بل تتعدى ذلك الى مهام طبية ، حيث يمكنها أن تتحول الى مستشفى عسكري طائر ، اضافة الى قدرتها على أداء طلعات لأجل الانقاذ و البحث و حتى في مجال رصد أحوال الطقس ، و كذا تزويد الطائرات الأخرى بالوقود ، فقد حققت الطائرة أعلى مدة طيران في عام 1997 ، و هي 36 ساعة بين مطار في فلوريدا الأمريكية نحو مطار في “دايغو” بكوريا الجنوبية ، أما عن الحمولة التي يمكن أن تقلها فقد استطاعات أن تطير لمدة 10 ساعات متواصلة و هي تحمل معدات حربية بحرية يزيد وزنها عن 190 الف كيلوغرام، و يبلغ عدد الوحدات المصنعة منها حوالي 2300 حتى عام 2009.

و لهذا النوع من الطائرات العسكرية حوالي 40 نموذجا ، و تملكها ما يفوق 60 دولة عبر العالم ، و قد تم استعمالها في غزو أفغانستان عام 2001 من طرف جيوش كل من الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و اسبانيا و كندا و بلجيكا و أستراليا و خلال غزو العراق في عام 2003 اعتمدت عليها كل من أستراليا و الولايات المتحدة و المملكة المتحدة في عملياتها ضد جيش نظام صدام حسين.

و تدرج الجزائر ضمن الدول التي تمتلك هذا النوع من الطائرات الحربية ، و لكن لم تحدد أي من التقارير عددها بالتدقيق ، و تجدر الاشارة الى أن هذا النوع من الطائرات الحربية تم استخدامه في الزيارات التي قام بها الوزير الأول الى بعض ولايات الوطن ، حيث يعتمد من حين لآخر في تنقلاته و الوفد المرافق له على الطائرات العسكرية خصوصا في الولايات التي تتوفر على مطار عسكري فقط مثل الجلفة ، أو تلك التي لا توجد بها مطارات جاهزة لاستقبال طائرات من الحجم الذي يتطلبه النوع الذي ينقل الوزير الأول و الوفد المرافق له مثل مطار بوسعادة في المسيلة و في ولاية معسكر.

و بحسب آخر التقارير الورادة عن شركة “لوكهيد مارتن” الصانعة لطائرات “هيركول سي 130” التي تمتلكها كل الدول العربية باستثناء سوريا و لبنان و فلسطين ، فان السنة الحالية 2014بداية جديدة في مسار هذا النوع من الطائرات التي ستخضع لعمليات تطوير فيها حيث من المحتمل أن تستبدل 450 طائرة يمتلكها سلاح الجو الأمريكي ب 250 وحدة فقط عام 2024 ، و لكنها ستكون أكثر قوة و فاعلية.

و مهما يكن مستقبل “هيركول سي 130” و التطويرات التي ستطرأ عليها ، فانها بعد السقوط المأساوي للطائرة العسكرية التابعة للقوات الجوية الجزائرية ، قد ارتبطت بولاية أم البواقي لتحمل اسم واحدة من أكبر الكوارث الجوية التي عرفتها الجزائر.

large-10411وصول-فريق-خبراء-أمريكي-إلى-أم-البواقي-للمشاركة-في-التحقيقات-حول-تحطم-الطائرة-العسكرية-a9db4

al bilad

ويكيليكس تتحدث عن فساد محيط الرئيس, وفساد الفريق قايد صالح, والمخابرات تملك الملفات


Untitledvv
أحسن بوشة
لم يفوت القايد صالح اي فرصة لإنتقاد كل من ينتقد قيادة الجيش,انتقد المجاهد مشاطي,وأنتقد الصحفي بوعقبة وهدده بالمقاضاة.
هاته المرة يقوم أحد المهرجين وبمرغ التوفيق ومديريته التي هي مديرية اساسية للبلد ولوزارة الدفاع ولايحرك القايد ساكنا ….هل هذا يعني أن سعداني قد أبهج الفريق؟ هل هناك صراع قديم بين مديرية الاستعلامات والوزارة الأم بدأ في الظهور في 2004 حينما ساندت المخابرات بوتفليقة وقيادة الاركان بنفليس؟
هل لعب الفريق الرئاسي على ذلك الصراع وتحالف مع القايد ضد الجنرال توفيق؟وهل نجح الفريق صالح في تطويع الفريق توفيق ورجاله؟
وهذا يدفعنا إلى التساؤل هل القايد صالح هو من يحمي سعداني إذن؟

ويكيليكس تتحدث عن فساد محيط الرئيس, وفساد الفريق قايد صالح, والمخابرات تملك الملفات ولذلك اتفقت المرادية والثقارة على تفكيك جهاز التوفيق.
مهما يكن فقيادة الأركان استعملت صلاحيات الرئيس للإطاحة ببارونات المخابرات واحالتهم على التقاعد ونجحت,وجماعة الرئيس إستعملت القايد صالح في محاولة للتخلص من المخابرات التي تملك كل ملفات الفساد وتعارض العهدة الرابعة والتوريث.

الخلاصة أن الرئيس إزداد مرضا ولن يترشح وفشل حلم العهدة, وان القايد صالح الذي ربما نجح في إعادة الدياراس الى بيت الطاعة,لكنه لم ينجح في توقيف اعداء العهدة الرابعة, وما عليه الا الالتزام بتقاليد العلبة السوداء واللجوء الى التوافق في اختيار رئيس جديد….باي باي السعيد ولعمامرة, روحوا تبزنسوا حتى يأتي يوم ستحاسبون.

وآه نسيت أن أشير إلى أن المال الفاسد في الجزائر قد قسمه المتصارعون الى من يسرق وينفق غنيمته في الجزائر كربراب….هؤلاء هم السراق الوطنيون وهم أحباب الفريق توفيق.
وهناك من يسرق ويهرب غنيمته الى الخارج كشكيب,فهو لص وخائن وهؤلاء هم أحباب السعيد ورجالات الرئيس.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Kroukes Sabri الصراع بين الجيش و المخابرات بدأ منذ إنقلاب 1992، الجيش لم يهضم تغول المخابرات عليه منذ ذلك الحين، رغم إتحادهم في حربهم على ما يسمى الإرهاب.
كما أنها توجد حساسية بين الجيش و المخابرات، لأن المخابرات عندهم صلاحيات أكثر و إمتيازات أكثر…

Kroukes Sabri بالطبع ، الصراع بين قايد و التوفيق، لكن ما هو موضوع الصراع ؟
هل هي العهدة الرابعة ؟ أم السيطرة على الجيش ؟ أم تقليص دور المخابرات ؟ أن في تعيين الرئيس القادم ؟ أم من أجل السلطة و النفوذ ؟
نرجو فقط أن يحلوا ذلك بعيدا عن تصديع الجيش و تقسيمه
~~~~~~~
أحسن بوشة كلامك صحيح يا صبري ونتمنى الحل الصحيح.
نعم طريقة التعامل مع أحداث العشرية فرقت الطرفين وتوحدا للمصلحة فقط…وجاءت العهدة الثانية حيث ظهر الاختلاف.
ثم جاءت أحداث تيقنتورين وملفات الفساد كسونطراك فألبت محيط الرئيس وقيادة الأركان ضد المخابرات….الاركان رأت في تغول المخابرات أمر خاطيء…والرئاسة رأت في اعتراض التوفيق على العهدة الرابعة وفي تحريك ملفات الفساد خطر على مخططاتها…ربما هو صراع بين ربراب وشكيب كذلك.
~~~~~~~
Abdlatif Fenghour شيء مرعب مرعب
~~~~~~~
Kroukes Sabri حادثة تيقنتورين كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، للتذكير فإن جهاز المخابرات هي من قامت بتسيير عملية التدخل، الجنرال طرطاق .
بلا شك، قيادة الأركات أستغلت هذه الحادثة و الضغط الدولي لإسترجاع صلاحياتها من المخابرات ، و حمّلت مسؤولية دخول الجماعات الإرهابية الى المخابرات لأنها فشلت في تجنيب هذه العملية .
قد ذُكر وقتها أيضا غضب قائد ناحية العسكرية التي تضم منطقة العملية، أظن السادسة لأن مهمة التدخل أُسندت للمخابرات بدل الجيش، الله أعلم بصحة الخبر لأن خبر آخر يؤكد مشاركة كومندوس بسكرة في العملية بجنب القوات الخاصة للدرك و القوات الخاصة للمخابرات.
الملخص، حقيقة الصراع هو إسترجاع القيادة العسكرية لبعض صلاحياتها من المخابرات و إعادة هيكلة هذا الجهاز للقيام بمهامه في الإستخبار و الأمن الداخلي و الخارجي .

النقيب أحمد شوشان وصراع الزمر في الجزائر


1010409_595658640512476_1118987760_n[1] المعلومات التي بحوزتي الآن هي أن شريك القيادة العسكرية هو السعيد بوتفليقة بحكم علاقته الحصرية مع الرئيس الذي لو عرض على قاض شرعي لتم الحجر عليه نظرا لفقدانه القدرة على اي نشاط مسؤول و هو في حكم من رفع عنه القلم. المخطط الذي يحضر له بموافقة مبدئية من الجميع هو الابقاء على بوتفليقة رئيسا بأي طريقة إلى أن يتم إقرار التعديل الدستوري و تعيين زهرة ظريف نائبة للرئيس و هكذا حتى اذا مات الرئيس و حلت محله نائبته فان الشريك الفعلي في السلطة سيبقى السعيد بوتفليقة بمباركة فرنسية امريكية….هذه هي خارطة الطريق التي تم التوافق عليها في ظل وجود بوتفليقة….و لذلك فأنا نبهت إلى هذه الورطة الجديدة التي تريد القيادة العسكرية ان تضع نفسها فيها و طالبتها بكنس الجميع بالطريقة المناسبة المتاحة لها و فتح المجال لدماء جديدة نظيفة بالانفتاح على الشعب الجزائري الحقيقي الذي يمثل الاغلبية الصامتة و الخروج –

“سألني بعض الإخوة عن صحة المعلومات المنشورة عن اعتقال الجنرال ايت اوعرابي عبد القادر المدعو حسان الذي كان مكلفا بالمجزرة التي حدثت في تيقنتورين و فجرت قيادة الجيش منذ سنة. في الحقيقة ما يجري الآن و ما سيجري في المستقبل كنت قد تكلمت عنه منذ أشهر و لكن لا أحد يريد أن يصدق…..ثلت بأن توفيق انتهى و لم يصدق احد لان توفيق عاد للظهور خارج إطار القانون و ها هو اليوم يتعرض للاقالة بعد ان رفض الاستقالة في اطار الاتفاق الذي تكلمت عنه بعد الانقلاب عليه من طرف قيادة الجيش. الذي اعتقل ليس الجنرال حسان فقط و انما هم اكثر من 100 مجرم بين مقدم و لواء و على رأسهم اللواء مهنا جبار و عبد القادر خمان…..عندما كنا نطالب بالتخلص منهم لأنهم مجرمي حرب لم يسمع كلامنا أحد و لكن لما أصبحوا يشكلون خطرا على السراقين الاوصياء الجدد على خزينة الدولة قررت قيادة الجيش اعتقالهم و ايداعهم الحبس و ربما ستتم محاكمتهم بالخيانة العظمى……لقد كتبت مقالا منذ اسابيع تساءلت فيه عما اذا كان ما قام به الفريق احمد قائد صالح نتيجة لصحوة ضمير….و انا اليوم اقول لاحمد قائد صالح و كل المصطفين خلفه من الضباط دون استثناء و بغض النظر عن موقفي منهم منذ سنة 1992 و ما تورطوا فيه من الجرائم…..لقد كانت مبادرتكم متأخرة جدا و لكنه قد تكون مفيدة اذا تجاهلتم انفسكم المثقلة بالخطايا و الطموحات الصغيرة و تذكرتم قيمة انتماءكم لجزائر الرجال و الحرائر لحظة واحدة…..هذا يقتضي أن تقطعوا هواتفكم عن الخارج و تقرروا في الوضوح التام و الشفافية التامة ان تفعلوا ما تخضعوا جماعة بوتفليقة لنفس المنطق الذي تعاملتم به مع توفيق و جماعته…على بوتفليقة و جميع بطانته ان يتركوا المجال لغيرهم من الجزائريين الذين لم يتورطوا في الفساد باي شكل من الاشكال و لم يتورطوا في اراقة الدماء…….انا قلت للفريق قائد صالح سنة 1992بان المخابرات ستجر الجيش الى التهلكة و ستدمر الجزائر و لم يكن له اعتراض و انا اليوم اقولها له مرة احرى بعد ان وقف بنفسه على هذه الحقيقة…….لا تسمعوا للمخاوف و لا لتهديدات الاجانب و لا لوساوس الذنوب و الاخطاء…خذوا المبادرة من اجل الاصلاح و ضعوا الجزائر في ايدي امينة. فان فعلتم فان المزايدين عليكم بعد ذلك لن يكونوا من يريدون الخير للجزائر…اما ان تتخلصوا من توفيق و جماعته لتمكنوا لبوتفليقة و جماعته و تضعوا العجوز زهرة ظريف نائبة للميت ليبقى السعيد يحكم الجزائر فانكم لن تكونوا سوى انتهازيين صغار رغم ما تملكونه من سلطة و سيأتي عليكم الدور آجلا او عاجلا…..و تأكدوا بأن هذه الكلام لن يقوله لكم أحد بعد اليوم”

صراع زمر الغمس لايبشر بالخير!


2012_generaltoufikkkkkkkkkkkkk_182979252[1]
أحسن بوشة
تتسارع الأخبار عن صراع زمر الغمس في أعلى هرم السلطة,وإذا إنتصر معسكر الرئيس على المخابرات فليحزم علي بنفليس حقائبه ويعود من حيث أتى…وسنرى تصفيات كثيرة في حصن التوفيق في هضبة بن عكنون,وسنرى مسح الموس في بعض صغار اللصوص ومحاكمتهم لأيهامنا بنية موجودة لمحاربة الفساد, وكل ذلك مرحب به وهو مطلب شعبي,لكن الشيء الأكيد أن هذا ليس إلا خبثا لتبيض الأسود, وإنجاح الفاشل, وإظهار الزعيم كمخلص للأمة.

حقيقة الأمر أن الزعيم هو في شبه غيبوبة, وأن هاته الأهداف المسجلة ضد المعسكر المضاد للرئيس تقوم بها جماعة الرئيس ولا يستطيع توقيفهم, هدفها تصفية جو النهب للبرجوازية الجزائرية الجديدة,او الدولة المدنية كما سماها سعداني,فلاخوف بعد اليوم من ملفات ثقيلة ضد شكيب وغيره من رجالات الرئيس.

هاته الأهداف ماكانت لتسجل لولا وقوف مؤسسة الجيش الأم مع قصر المرادية ضد مديرية الإستعلامات المستغولة ,لإرجاعها الى بيت الطاعة,وعقابا لها لأنها بدأت في إخراج ملفات فساد أصحاب السلطان, وبدأت في تحضير بديل لملك الملوك.

بصراحة كشعب لا يجب أن نفرح لهاته الحروب كثيرا, لأن أمم الفساد كلما جاءت واحدة تلعن سابقتها وتفعل أسوأ منها,خاصة ونحن نعرف جيدا لصوصيات هذا الفرع الرئاسي من قبيلة بني نهب من شاكلة شكيب وغول وسعداني وغيرهم,يبدو ان الرعية مكتوب عليها الخروج من دولة المخابرات الى دولة البوليس والبقارة.

Untitledvc

من صنع الثورة؟


1795513_262245920608964_985463354_n[1]

أحسن بوشة

من صنع الثورة؟

هذا المقال عبارة عن رأي فقط في أحداث نعرفها قرأناها أو سمعناها ممن عاشوا الثورة,هو قول في من يقولون ان الثورة صنعتها النخبة العسكرية فقط…والحقيقة أن الشعب هو من إحتضن الثورة واعطاها الوقود للاشتعال.

أولا:القلة التي فجرت الثورة لم تكن لتذهب بعيدا لولا التفاف الشعب وتجنده بالرجال وتموينه بالغذاء…هذا ما أعرفه شخصيا لأنني ولدت في بيت كان مقرا لكوماندوس الولاية الثانية اعطته العائلة للولاية وسكنت الكوخ المحاذي ,وعلى بعد مئات الأمتار فقط من مقر صوت العرب وعلي كافي والعربي الميلي في تازة….والثورة لم تكن لتستمر لولا المشاركة الشعبية في المدن والقرى بكل ماتملك.
شهيدنا الضابط عمار بوالطين جند ثمانين شابا في بداية الثورة من عرش بني افتح وبني عيشة,والشعب ال خدم سبعة سنين كاملة في نقل التموين للثورة ،بنقل قوافل الزيت والمؤونة بين مختلف النواحي والمناطق في الولاية.

ثانيا:حكم جماعة العسكريين المنضبطين، كان ضروريا ايام الثورة لنجاحها، غير أن مؤتمر الصومام فضل قيادة السياسي على العسكري وذلك بمساعدة عبان وربما بن مهيدي كذلك وغيرهما ممن فضل السياسي على العسكري,عميروش وزيروت شبه همشوا في المؤتمر…حسب رواية علي كافي فقد وبخ كريم بلقاسم عميروش بسبب تعرض وفد الولاية الرابعة الى كمين وهو في طريقه الى المؤتمر…رغم أنهم هم من كان يحارب في الجبال ويواجه فرنسا يوميا.
زيروت رجع غاضبا وقضى الليلة في منطقتنا في مركز عبور بوالسبع ,وقال للشهيد بوالطين الذي وفر له حراسة عبور المنطقة,,الثورة ستنتصر ولكن بعد الاستقلال وبعد المجاهدون سيكون تابعون ثم منافقون……
أعود الى الصراع بعد مؤتمر الصومام وبعد تخلص الباءات الثلاثة من عبان بتهمة الخيانة والاتصال بفرنسا في سبيل حل تفاوضي سياسي،إستطاع بومدين في قيادة الأركان من الانقلاب على قائده بوالصوف…والانقلاب على بن خدة مع جماعة وجدة غداة الاستقلال.

ثالثا: عندما تزايد ضغط فرنسا على الثورة سنة 1958-59وقعت خلافات في تسيير الثورة بين جيش الداخل وقيادة الثورة في تونس,ووقع اجتماع عقداء الداخل سنة 1959 في منطقتنا بالمنازل اولاد عسكر,جاء اربعة من قادة ولايات الداخل، وغاب العقيد علي كافي رغم ان الاجتماع كان في مقر ولايته وقد لامه العقيد الحواس على ذلك,وسبب غياب كافي انه كان مع قيادة الخارج وسلطتها على قيادة الداخل….غداة الاستقلال وقفت ولايتنا الثانية مع الثالثة ضد جيش الحدود، وعارض بوبنيدر والميلي جيش الشرق,وتمردت قسنطينة والتقى الحيشان وجه لوجه نواحي بني صالح في جبال الزان نواحي قالمة عنابة ووقعت مفاوضات لتجنب القتال, وصعد جيش الولاية الثانية الى جبال تكسانة حتى جاء مبعوث بومدين الشاذلي بن جديد للتفاوض معهم وأسر في جبل مشاط بالميلية قبل اطلاق سراحه.
على كل حال كل قادة الولايات استشهدوا او قتلوا,او همشوا بعد الاستقلال ما عدا علي كافي الذي ترك ولايته والتحق بتونس وترك نائبه صوت العرب سي صالح بوبنيدر لخلافته في الولاية الثانية.

الخلاصة هي ان الثورة الجزائرية ، وككل الثورات، خططت لها نخبة مناضلة شابة شبه عسكرية، ونفذها شعب بكل فروعه مدني وعسكري،رجال ونساء….غير ان قطف ثمارها إستأثرت به مجموعة واحدة وهي النخب العسكرية المنتصرة في الصراع الذي حدث غداة الاستقلال، اما الشعب وخاصة في القرى والمداشر فقد همش ولم ينل الا القشور.

ويستمر الصراع لإيجاد رئيس لجمهورية البقارة….وإقتصاد الشكارة


Untitlebghd

أحسن بوشة

أعتقد أن الجزائر تعيش الآن مرحلة تداول حقيقي للسلطة, ليس بالطرق الديمقراطية المعروفة, بل بطريقة اللي طاب اجنانو يسهل ويرحل, واللي نزلت عليه ليلة القدر يستلم مفاتيح المرادية والثاقارا وكل مفاتيح مؤسسات الجمهورية.
دعني أفسر اللغز وأبسطه,جزائر الثورة ومابعد الثورة حكمها من تقوّى في الثورة وبشرعية الثورة,وهم مجموعة وجدة وبعض قادة الداخل وضباط فرنسا,هؤلاء الصقور تصارعوا في الظاهر وحكموا بتوازنات وقبضة من حديد من خلف الستار ومن أمامه في الباطن وحولوا الشعب إلى قطيع مستقل شبه إستقلال.
هؤلاء الصقور والديناصورات هزمهم ملك الموت والمرض والشيخوخة, فمن سيتسلم مفاتيح الحكم منهم؟
الجواب المنطقي هو من شرب دماء الشعب ورضع حليب الجزائر بشراهة حتى تقوى وأصبح شبه كولون جديد,هؤلاء هم من يتهيؤون لحكم الجزائر,ليس بالضرورة من المرادية أو الثقارا أو بن عكنون,بل من مكاتب فخمة وعمارات ضخمة وسيوظفون الدكاترة والسياسيين المهرة في التبلعيط كواجهة براقة لكن تشرع وتحكم كما يأمرون.
هؤلاء هم البقارة وديناصورات الحاويات والمشاريع الكبرى ومن أخذوا القروض الكبرى من خزينة الدولة ومن التهرب الجمركي والضريبي,لهم الملايير ربحوها بسرعة, ولهم عشرات الآلاف تشتغل في مؤسساتهم كخماسين,يراقبون الأسواق والشارع فإن خرج قانون يضر بمصالحهم تحركت آلاتهم وسببوا الفوضى والشغب فتخاف الحكومة وتتراجع وتستجب لمطالبهم….فلا معاملات تجارية بالصكوك والفواتير طبقت, ولا سوق العملة ببور سعيد أغلق,ولا ضريبة فرضت على مستوردي وكبار موزعي الزيت والسكر واللوبيا والعدس..
هؤلاء الأغنياء الجدد سيتحكمون في المدنيين وفي العسكريين على السواء بقوة المال والمصالح وتحريك الشارع,سنمر بمرحلة نص نص أو تقاسم السلطة بين العسكريين والبقارة, قبل أن ننتقل إلى جمهورية بقارة كاملة.
المؤسف أن النخب المعول عليها في تحريك مضاد للشارع لحماية مصالح الوطن,هاته النخب الأكاديمية مازالت تلهث وراء بيت وسيارة ووظيفة سامية أومنح للخارج,وجزء من النخب أصبح إنتهازي مشامشي لحاس يدافع على اللصوص في جرائده أو قنواته,أما المتحزبين من النخب فهم ديكتاتوريات داخل أحزابهم يلهثون وراء الريع والمناصب مقابل ولائهم للسلطان.
الخلاصة أن رئيس الجزائر القادم سيكون شخص يباركه البقارة وفرنسا والغرب وتزكيه جمهورية بن عكنون,البحث لإيجاد هكذا شخص هو ماكُلف به سلال وقايد صالح وغيرهم.

الذين يصنعون الديكتاتور..!!


مصطفى هميسي
el khabar
اسألوا فرعون ما فرعنك؟ قال عبيدي. تلك حكمة صحيحة من جوانب كثيرة. فالديكتاتور نوعان: نوع مهوس بالسلطة والتسلط، ويعتبر نفسه “قدرا” على الناس و«نعمة” عليهم ومن دونه تسود الفوضى. ونوع ثان تصنعه جماعات النفاق والمصالح والتملق الممجوج. لنأخذ مثالين على الأقل. واحد من الجزائر والآخر من مصر.
في الجزائر، نرى بوضوح أن جماعات النفاق والمصالح تصور أن العهدة الرابعة “واجب وطني”، وأنه ليس في البلاد “رجل” مثل الرئيس بوتفليقة يستطيع أن يقود البلاد، بل هو شرط الاستقرار! والكثير يجزم بأن هؤلاء يحكمون في الأمر مصالحهم ومصالحهم فقط، وهم من أجل ذلك يمارسون كل أشكال التملق وكل أشكال النفاق، وهم قادرون على الانقلاب على رأيهم لصالح اسم آخر ورجل آخر إن مالت الريح. مثل هؤلاء، والأسماء معروفة جدا، يتزعمهم كل من سعداني وغول ومن لف لفهما، ورهط من الأحزاب المغمورة ونصف المغمورة، وصلوا حدا غير معقول من النفاق، حتى أن أحدهم ومن فرط المبالغة في التملق والنفاق راح يصرخ: “أنا مع بوتفليقة حيا أو ميتا”.
المراهنة على العهدة الرابعة ليست هي الأهم في هذا المقام، فالأهم هو تلك الصورة التي تنبعث من مواقف هؤلاء وتصريحاتهم، والرئيس لم ينطق ببنت شفة ولم يعلن أي قرار بل ولم يقم بأي شيء يتجه في اتجاه تبرير الاستمرار في السلطة، فالرجل متعب أرهقه المرض، وعوض الدعوة له بالشفاء وتمكينه من التفرغ لراحته، يبالغ البعض في التملق، بل ويعطي الانطباع بأنه يحاول ابتزاز الرجل في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به.
الهجمة تكثفت منذ أيام ووصلت حد إعلان مجموعة من التشكيلات الحزبية، يقودهم وزير تحيط بإدارته لقطاع الأشغال العمومية شكوك وتدور حول “مشروع العصر”، أي الطريق السيار شرق غرب، شبهات والكثير من الهمز واللمز، أولا عن كلفته واحتمال وجود تكاليف إضافية ضخمة ذهبت رشا، وثانيا عن مستوى احترام المواصفات التقنية في الإنجاز، الهجمة تكثفت بإعلان هذا الوزير أنه ومجموعته (!) سيشرعون في جمع التوقيعات لصالح الرئيس، وهذا على الرغم من أنه ليس هناك أي إعلان من الرئيس أو أي بيان رسمي عن قراره بالاستمرار. مثل هذه السلوكات والتصرفات تأتي من “عبيد”، وهم الذين يصنعون الفرعون وهم الذين يحرضونه، حتى إن لم يكن يملك تلك الميول، على أن يصير ديكتاتورا وأن يتصرف بذلك المنطق.
الأمر لا يختلف كثيرا في مصر، بل هو أوضح كثيرا. فالكثير من النخب أو ممن هم في مواقع النخبة ولو من غير أي استحقاق، يعملون، كما قالت بعض التعليقات، على “صناعة الديكتاتور” في شخص المشير عبد الفتاح السيسي. التشابه كبير بين المتدافعين على دفع الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، وبين الذين حرضوا السيسي على السطو على السلطة، ثم شرعنة هذه السلطة غير الشرعية، ثم تحريضه على أن “يتفرعن” ويشعر أن بإمكانه أن يتصرف مثلما يحلو له، من غير أن يجد من ينبهه حتى لأخطائه أو تقصيره أو قصوره. هذه الصورة نتاج واقع حال سببه تغييب الحرية، وتغييب العمل السياسي، ومنع بروز نخب، إلا من خلال قنوات سلطوية، وطرد كل النخب التي لا تأخذ بشبكة قراءة السلطة والتي لا تصنع من قبل أجهزتها ولا تكون في خدمتها لا في خدمة الدولة.
صناعة الديكتاتور واستمرار أنظمة الأحادية والفساد تمر عبر ثنائية غريبة تتكرر في كل بلدان المنطقة. السلطة، جيش و/أو قصر، من جهة، حركات إسلامية إخوانية أو غيرها، من جهة أخرى. ويظل السؤال المحير: هل من غير الممكن لهذه المجتمعات إنتاج إلا هذه الثنائية؟ ولماذا لا يمكن أن تظهر حركات أو مدارس سياسية أخرى؟ ولماذا لا تنتج الجامعات نخبا حداثية ونخبا وطنية ونخبا يسارية؟ وهل هناك فعل إرادي في منع ظهور مدارس أخرى وجعل هذه الثنائية هي الممكن الوحيد؟ أليست هذه الثنائية “فيروس تعطيل” يتكرر أمامنا بوضوح جلي؟ أليس هذا الواقع وما يؤثثه من “عبيد” هم صناع ثقافة الديكتاتورية والتخلف والفساد والعطل الاجتماعي الاقتصادي والسياسي؟! هذا واقع غير قابل للإصلاح لا بد من تفكيكه.

المساس بـ”توفيق” مساس بأمن واستقرار الجزائر


1391445374

عقداء، ضباط وعسكريون لـ ”الفجر”:

”إذا كان سعداني يمثل نفسه فإن ”توفيق” رمز من رموز المؤسسة العسكرية”

الأمين العام للأفالان حقق حلم فرنسا بتحميل مسؤولية اغتيال رهبان تيبحيربن للمُخابرات الجزائرية

بعد التصريحات النارية التي أطلقها عمار سعداني، في حق رئيس جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين، المدعو توفيق، و”سي علي”، حاولت ”الفجر” في دردشة جمعتها مع قيادات في المؤسسة العسكرية وضباط وعسكريين، معرفة رؤيتهم في ما أقدم عليه الأمين العام للأفالان، حيث صبت مختلف الردود في اتجاه واحد، هو أن ما فعله سعداني، يعتبر انتهاكا لحرمة المؤسسة العسكرية، واستدلوا على ذلك بأنه إذا كان سعداني يمثل نفسه، فإن توفيق يمثل المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات.

قال عقيد بوزارة الدفاع الوطني لـ”الفجر”، إن ”ما أقدم عليه سعداني أمر خطير جدا، مشيرا إلى أن سعداني وصل به الأمر إلى حدّ تحميل الجيش الوطني، الذي تنتمي إليه إدارة المُخابرات، مسؤولية اغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة بولاية المدية، والرئيس الراحل محمد بوضياف، وتفجير قصر الحكومة، ومقر هيئة الأمم المتحدة بالعاصمة، والهجوم الإرهابي الذي استهدف بداية العام الماضي محطة الغاز بتيڤنتورين، ومُحاولة اغتيال بوتفليقة بباتنة”، مشددا على أن هذا الكلام الخطير للغاية، لا أظنّ أنه يصدر عن سياسي، وأضاف أن ”تحميل مسؤولية اغتيال الرهبان الفرنسيين للمُخابرات الجزائرية، شكّل ولا يزال ليومنا هذا حُلم المُخابرات الفرنسية، التي هي على دراية تامة بأن عملية الاغتيال تبنتها الجماعة الإسلامية المُسلحة”، ليختم محدثنا كلامه بالاستغفار. عقيد آخر بالناحية العسكرية الأولى، أوضح أنه تفاجأ بتصريح سعداني، وكان بالإمكان فهم موقف سعداني لو توقف عند حدود اتهام الجنرال ”توفيق” بالوقوف وراء محاولات زعزعة الاستقرار التي تستهدف الأفالان ومسؤولها الأول، لكن ”أن يُصرّح سعداني بتصريحات خطيرة تمُسّ الأمن القومي الجزائري، وتُشكّك في مصداقية أهم مؤسسة ساهرة على أمن الجزائريين، فهذا أمر خطير”، وواصل بأنه على الصحفيين والإعلاميين الأحرار الغيورين على وطنهم أن يردوا ”لأن ما قاله سعداني مس الجزائر، فالمؤسسة العسكرية تستمد قوتها من الشعب، لأن الشعب القوي بجيش قوي”.

واستنكر ضباط وجنود بالمؤسسة العسكرية تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، حيث قال ضابط بالقوات البحرية، إنه لو صدرت هذه التصريحات من حزب معارض أو أي حزب آخر غير الأفالان، لما أحدثت كل هذه الضجة، مبرزا أن الأجانب قالوا في وسائل إعلامهم ”اتهم الأمين العام للحزب الحاكم”، وهذا ”في اعتقادي أمر خطير، لأنه سيفهمون أن المعني على حق وعلى صواب”.

ل. شريقي

اعتبروها ”سابقة خطيرة” تحدث لأول مرة في تاريخ البلاد

محللون يحذرون: خرجات سعداني تشوه سمعة الجزائر ”دوليا”

بن شريط: تهجم سعداني إساءة لهيبة الدولة / سعود: الأمين العام يقوم بدور في مرحلة زمنية محددة

حذر أمس، خبراء في الشؤون السياسية، من ”إساءة” تصريحات سعداني الأخيرة حول شخصيات بجهاز المخابرات، إلى ”هيبة مؤسسات الدولة”، وأشاروا إلى افتقاد الأمين العام للأفلان ”لإحداثيات المرحلة” قبيل استحقاق رئاسي هام، وما يحدث داخل ”العلبة السوداء” للحزب من ارتدادات تهدد مصيره السياسي في العاجل.

وتأسف المحلل السياسي عبد الرحمان بن شريط، في تصريح لـ”الفجر”، لمثل هذا الكلام النابع عن مسؤول في حزب يمثل الخلفية السياسية لهيبة الدولة، مستغربا مستوى خطابه، وقال إنه ”من المفروض أن يكون التطرق لموضوع جهاز المؤسسة العسكرية والمخابرات بالخصوص، عبر نقاش ومفاهيم عامة ومحددة، وألا يتحول الى تصفية حسابات شخصية”. وحول أسباب تصريحاته الخطيرة حول الجنرال توفيق في هذا التوقيت بالذات الذي يسبق أهم استحقاق وطني في تاريخ الجزائر، يرى بن شريط أن سعداني يعيش صراعات داخلية في حزب جبهة التحرير الوطني، وربما نقص الخبرة وعدم تقلده لمسؤوليات كبيرة وراء انحرافه في تصريحاته العشوائية، ما جعله يفتقد لمعرفة إحداثيات المرحلة الجارية التي تمر بها البلاد والظروف التي يمر بها الأفالان.

وواصل المتحدث بأن الاتهامات التي وجهها إلى شخص يمثل أعلى جهاز في الدولة تعتبر خطيرة، محذرا من تحول مثل هذه الوقائع إلى مادة إعلامية تتناقلها مختلف الجهات خارج الوطن، وتعمق من تشابكها، فلأول مرة في تاريخ الجزائر يتم التهجم على مسؤول أمني بحجم الجنرال توفيق، وووفق رأيه تعد ”سابقة خطيرة” يؤسف لها لما تحمله لمؤسسات الدولة من إساءة، وفي اعتقاد بن شريط، كان يمكن أن تحل المسالة بأقل تشهير بشخصية الرجل، وبأقل تكلفة معنوية، ويمكن للأجهزة الإعلامية لعب دور تهدئة واستقرار لمؤسسات حكومية وتهدئة الوضع في أقرب وقت.

في المقابل، يصف الأستاذ في العلاقات الدولية صالح سعود، الخرجات المتتالية لسعداني بالمتناقضة بين ما هو واقع، وما يجب أن يكون في الميدان، فقد بلغ صراع الأجنحة داخل الحزب ذروته، ليس من أجل الحفاظ على مبادئ الحزب ولكن من أجل ممارسة الإقصاء لهذه الجماعة أو تلك. والأمين العام للأفالان في رأيه، لا يمثل تصريحاته غير المؤسسة لا نظريا ولا عمليا، مؤكدا أنه كان إلى وقت قريب شريكا في الجهاز التنفيذي الذي اتهمه، وقال إن مهمته محددة تقتضي منه القيام بدور في مرحلة زمنية محددة، وتصريحاته جزء من إملاءات تملى عليه، الأمر الذي يمس بالسيادة الوطنية وبعلاقتها بمحيطها الإقليمي والدولي.

أمين لونيسي

فيما أكد يونسي أن تصريحات الأمين العام للأفالان تضر بصورة الجزائر

مقري: ”سعداني قال كلاما خطيرا وعلى القضاء أن يتحرك”

أكد رئيس حركة الإصلاح، جهيد يونسي، أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام للأفالان، حول رئيس جهاز الاستعلامات الجنرال محمد مدين، المعروف بـ”توفيق” تؤكد أن الصراع تفاقم في أعلى هرم السلطة، فيما دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، القضاء إلى التحرك للتحقيق في القضية. قال عبد الرزاق مقري، في اتصال مع ”الفجر”، إن سعداني أطلق تصريحات خطيرة تؤكد أنه آن الأوان للانتقال لمنافسة سياسية حقيقية وقانونية بعيدا عن الغرف المغلقة، داعيا إلى ضرورة تدخل القضاء بصورة عاجلة لفتح تحقيق في كلام سعداني، مشيرا إلى وجود جهة معينة تهدد استقرار الجزائر. من جهته، أوضح رئيس حركة الإصلاح، جهيد يونسي، في اتصال مع ”الفجر”، أن التصريحات التي أطلقها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني تؤكد أن صراعا حادا يشهده هرم السلطة، خاصة وأن التصريحات جاءت في وقت تعيش فيه الجزائر مرحلة هامة من تاريخها، يتمثل في الرئاسيات القادمة، مضيفا أن ما قاله سعداني معروف لدى العارفين بالشؤون السياسية، وأن ما صرح به هو بمثابة اعتراف لا أكثر.

وتابع يونسي بأن هذه التصريحات قد تنعكس سلبا على المستوى الخارجي، وقال إن ”الجزائريين لم يتعودوا على مثل هذه التصريحات التي قد توظف من بعض الأطراف التي يعنيها عدم استقرار الجزائر، ما قد يشوه صورتها مستقبلا”.

خ. قوجيل

انتقدوا تهجمه على الفريق مدين باسم الحزب العتيد

سعداني يفجّر المكتب السياسي للأفالان وأعضاء يحضّرون لسحب الثقة

نقلت مصادر على صلة بحزب جبهة التحرير الوطني، لـ”الفجر”، أن المكتب السياسي للحزب شرع في حملة سحب الثقة من الأمين العام للحزب عمار سعداني، على خلفية التصريحات النارية التي أطلقها في حق مدير الأمن والاستعلامات، الفريق محمد مدين، المدعو توفيق. وبانضمام المكتب السياسي لجبهة منتقدي أسلوب سعداني على رأس الأفالان تتسع انقسامات الحزب العتيد الذي يعيش خلافات ما بين مؤيد للعهدة الرابعة ورافض لها.

وأوضحت نفس المصادر أن أعضاء المكتب السياسي التقوا ليلة أمس في جلسة مغلقة لدراسة تداعيات التصريحات النارية التي أطلقها المسؤول الأول عن الحزب الحاكم في حق مسؤول دائرة الأمن والاستعلامات محمد مدين، المعروف باسم توفيق، الذي حمّله مسؤولية اغتيال الرئيس محمد بوضياف وفشل الجهاز في حماية رهبان تيبحيرين، وخلص الاجتماع إلى توقيع عريضة سحب الثقة من الأمين العام للحزب الذي وصل إلى منصبه دون شرعية اللجنة المركزية أو تزكية مناضلي الحزب العتيد. كما انتقد كبار المقربين من جناح رئيس الجمهورية وهو وزير سابق ورجل الأعمال إقحام الجنرال مدين في الخلافات والانقسامات الجارية في الحزب بين جناح منسق المكتب السياسي السابق، عبد الرحمن بلعياط، وجناح الأمين العام المحسوب على محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والساعي لافتكاك عهدة رئاسية رابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي سابقة في تاريخ جبهة التحرير الوطني التي لم تتصرف بهذا الحقد على مسؤولين لهم الفضل في الحفاظ على السيادة الوطنية من خلال مكافحة الإرهاب من خلال الدور الكبير الذي أداه جهاز الأمن والاستعلامات بقيادة الفريق مدين طيلة سنوات العشرية السوداء، حيث لم يحدث ذلك حتى خلال العهد الذي كان يعاني فيه الحزب الجهاز من دواليب السلطة بقيادة الراحل عبد الحميد مهري.

وتعهد أعضاء المكتب السياسي بكشف مستور سعداني في الأيام القليلة القادمة والتمسك بسحب الثقة منه، وفي حالة عدم التمكن من الإطاحة به سيعرف المكتب السياسي استقالة عدد من القيادات الرافضة لتصريحات عمار سعداني في حق الفريق محمد مدين. من جهة أخرى عرف اجتماع المكتب السياسي الذي تم أمس بمقر الأفالان غياب 5 أعضاء كتعبيرهم عن الغضب التي أثارته تصريحات سعداني الأخيرة وهي التصريحات التي ستبقي باب المفاجآت مفتوحا على دهاليز الحزب العتيد.

فارس. ن

قال إنها جاءت في شكل محاكمة لمؤسسة دستورية

بونجمة: ”يجب مقاضاة سعداني لأن تصريحاته مساس باستقرار الجزائر”

أكد رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، خالد بونجمة، في بيان تلقت ”الفجر” نسخة منه، أن التصريح الذي أطلقه سعداني جاء في شكل محاكمة لمؤسسة دستورية هامة متمثلة في وزارة الدفاع الوطني من خلال قيادتها، وهو في الواقع تصريح يمس بالجزائر واستقرارها، مضيفا أن هذه المحاكمة تضمنت تلفيق اتهامات خطيرة كتقصير المؤسسة في حماية رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد بوضياف، الاعتداء الإرهابي على قاعدة تيڤنتورين، وقضايا أخرى خطيرة، منها اختراق لقيادات الأحزاب السياسية، لاسيما تلك التي دعت إلى مقاطعة رئاسيات 2014. وطالبت الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية بإلحاح، المؤسسة العسكرية، بممارسة حق الرد ورفع دعوى قضائية ضد هذا الرجل، وحماية جبهة التحرير الوطني كموروث تاريخي يمثل عزة وكرامة كل الجزائريين.

خديجة قوجيل

مصادر أفالانية قالت إن ”توقيت الرابعة هو ما أخرجه عن صمته”

الأفافاس: تصريح سعداني يؤكد تطور الخلاف إلى اختلاف بين أجنحة السلطة حول الرابعة

ربطت مصادر مسؤولة تصريحات عمار سعداني، ضد الفريق محمد مدين، بالعهدة الرابعة والتحضيرات الخاصة بها، فيما قدرت مصادر قيادية من الأفافاس، أن الصراع هو ”تحول الخلاف إلى اختلاف حول العهدة الرابعة”، موضحة أن إلغاء كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون الخارجية جون كيري، للجزائر، سببه العهدة الرابعة، عكس فرنسا التي ترحب بها.

أكد مصدر مسؤول بالأفالان لـ”الفجر”، أن تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير ضد الجنرال توفيق، بعيدة عن الارتجالية أو الصدفة، وإنما فرضها التوقيت الخاص بالعهدة الرابعة التي لا زالت تدعمها أطراف في أعلى هرم السلطة، وأضاف أن الأمور داخل بيت الأفالان عادية جدا، وتسير على ما يرام، بل ”نحن نعتقد أنها أحسن مما كانت عليه وأن تصريحات سعداني أكسبته أنصارا جددا كانوا لحد الأيام الماضية يمسكون العصا من الوسط ”، وواصل أن ”تصريح سعداني، كان في التوقيت المناسب وهو مدعوم بقوة”، وتابع أن ”التصريح يؤكد مشروع الدولة المدنية”، وواصل بأن تصريح سعداني، ليس سوى الحلقة الصلبة في سلسلة التصريحات السابقة، وأهمها تلك الداعية إلى إقامة دولة مدنية مبنية على تغيير دستوري عميق، ليخرج في الأخير للعلن بسبب العد التنازلي للانتخابات الرئاسية المقبلة والمهمة الترويجية التي كلف بها.

من ناحية أخرى، وفي تحليل لقيادي سابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية، تحفظ عن ذكر اسمه، فإن تصريح سعداني هو ”صورة واضحة عن خلاف قائم بين أجنحة السلطة حول العهدة الرابعة، وهو الخلاف الذي تطور إلى اختلاف، بمعنى بداية تصادم بين طرف مؤيد للرابعة وبي آخر رافض، أو على الأقل متحفظ عنها”، وقال إن الأجنحة التي تراقب العهدة الرابعة لها امتداد حتى بالخارج، وتابع بأن ”باريس ليست ضد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، ما يهمها هو المال عبر مشاريع وأمور أخرى، أما بالنسبة لواشنطن، فهي ضد العهدة” وأبرز أنه ”لدينا معلومات تشير إلى أن كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية الأمريكية، جون كيري، ألغى زيارته للجزائر بسبب تأكد البيت الأبيض من سير الأمور نحو دعم لعهدة الرابعة”، مضيفا أن ”واشنطن تريد تغييرا ينسجم مع ما يحدث في المنطقة”.

شريفة عابد
al fadjr

أرجعوا السلطة للشعب قبل فوات الأوان!


2012_generaltoufikkkkkkkkkkkkk_182979252[1]

أعتقد أن الخطر فيما يجري في الجزائر الآن هو ان يخرج صراع بوتفليقة وقيادة الاركان مع جهاز الاستعلامات الى العلن,لقد أوقع الرئيس فتنتين داخل مسؤسسة الجيش, الاولى سنة 2004 حين ابرم اتفاقا مع التوفيق ضد الاركان لاقصاء بن فليس , واليوم يبرم اتفاقا مع الاركان ضد التوفيق لاقصاء بن فليس كذلك,على المؤسسة الأكثر انضباطا في الجزائر أن لا تترك جماعة التوريث وزمر المال الفاسد توقع الانقسام في المؤسسة,على المؤسسة ان تقف مع الشعب في مواجهة التوريث من جهة,ومواجهة مرشح المخابرات من جهة اخرى,ونتمنى ان لا تكون هناك نية تصفية حسابات سابقة بين قيادة الأركان وقيادة الاستعلامات.
على الجنرالين ان يحترما الارادة الشعبية ويساعدا في الانتقال الى مرحلة اصلاحات حقيقية,لا نريد افة ولا راندو,لابوتفليقة ولا بن فليس….دعوا الشعب يختار الرئيس.

إنها فتنة قد تتحول الى صدام عنيف غير محمود العواقب,فتنة سببها الصراع على السلطة والتحكم في تقسيم الريع,وأي كانت النتيجة, فلنتوقع البقارة الميليارديرات ان يتغلبوا على الجنرالات…مرحبا بالجمهورية الثانية جمهورية مال الفساد.
إننا نريد جنرال رشيد عمار جديد في الجزائر يحفظ الجيش في الثكنات,ونريد مثيل غنوشي ومرزوقي واتحادات طلبة و عمال وكل القوى السياسية والنخب ان تجتمع وتؤسس لمرحلة انتقالية على الطريقة ااتونسية…ان لم نفعل فلنتوقع سيطرة المال الفاسد ,مدني أو عسكري على السواء.
ولمن يريد أن يعرف إتجاهات وولاءات صحافة الشيتة واحزاب الشيتة فليقرأ عناوين اليوم….عناوين واصوات تابعة للمخابرات تهاجم الكاميكاز الدرابكي, أما أتباع البقارة والتهريج فهم يتغامزون, قتلتهم الفرحة لانهم مرغوا التوفيق ورجاله… أو هكذا يعتقدون.
والشعب يضحك أو يدهش, ويتوقع هجوم معاكس لمعسكر التوفيق قد يقتل اي امكانية لعهدة رابعة…ويعيد المقابلة بين زمر الغمس الى التعادل, والجلوس الى طاولة التوافق عوض التعارك.

أحسن بوشة

سعداني: استقل يا جنرال توفيق


لخضر رزاوي echourouk
Une_SaadaniToufik_948899726[2]

اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بالإسم، مدير جهاز الاستعلامات والأمن الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق، بالإخفاق في تسيير الملفات الأمنية بينها حماية الرئيس المغتال محمد بوضياف، ورهبان تبحيرين، والمنشآت النفطية بالصحراء، وحمّله مسؤولية تشويه سمعة محيط الرئيس بوتفليقة، والوقوف وراء الانشطارات والانقسامات التي عرفتها الأحزاب السياسية، داعيا إيّاه إلى التنحي والاستقالة.

طال عمار سعداني، في خرجة غير متوقعة مدير جهاز المخابرات، الفريق محمد مدين، بتهم ثقيلة لم يوجهها له أي سياسي منذ توليه تسيير مديرية الاستعلام والأمن “دي آر آس” بداية 1990 بدل الجنرال محمد بتشين، واتهمه سعداني في حوار مع موقع “كل شيء عن الجزائر” نـُشر أمس، بالوقوف وراء “محاولات زعزعة الاستقرار” التي تستهدف حزب جبهة التحرير الوطني ومسؤولها الأول.

وقال عمار سعداني بخصوص إقدام المنسق العام للمكتب السياسي للأفلان، عبد الرحمان بلعياط على جمع التوقيعات لعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب للإطاحة بسعداني وانتخاب أمين عام جديد، أن بلعياط يعمل تحت أوامر الفريق توفيق، متهما الأخير بالإسم بمحاولة زعزعة استقرار الحزب وأمينه العام، عن طريق مديرية الأمن الداخلي التابعة له، مضيفا أن ضباطا سامين برتبة عقداء بهذه المديرية التي يشرف عليها الفريق توفيق تقربوا من أعضاء اللجنة المركزية وطلبوا منهم التوقيع بغرض إقالة سعداني.

وأوضح سعداني يقول أن مديرية الأمن الداخلي التابعة لجهاز المخابرات “التي نسجت علاقات قريبة جدا من الطبقة السياسية والصحافة والقضاء”، تدخلت في عمل جهاز العدالة ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية، وأضاف أنه لما تحدث عن ضرورة وضع حد لتدخل المخابرات في المجال السياسي، كان يقصد مديرية الأمن الداخلي، والتي قال بشأنها أنها تجاوزت صلاحياتها، وأصبحت تتصرف خارج الأطر التي حددها الدستور.

واعتبر سعداني ما يروج عن تدخل شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، في تسيير القضايا المصيرية للبلاد، ليست سوى إشاعات وأكاذيب، الهدف منها المساس بسمعة محيط رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن كل الإطارات والأسماء التي تعرضت لهذه الحملات تعد مقربة من الرئيس بوتفليقة، متهما المخابرات بالوقوف وراء هذه الإشاعات، وأبرز أنها لما كشفت عن فضيحة سوناطراك أرادت استهداف “وزير الطاقة السابق شكيب خليل الذي يعد من أكفأ وأنزه الإطارات الجزائرية، وفي عهده تضاعف إنتاج سوناطراك ودفعت الجزائر ديونها”، وانقلب سعداني على نفسه فيما يتعلق بعلاقته بالوزير الأول عبد المالك سلال ووصفها بالطيبة ونعته برجل المصالحة.

واتهم محكمة الجزائر العاصمة بالتصرف خارج إطار القانون بخصوص تحريكها الدعوى ضد شكيب خليل، وقال “لقد تم دفعها للقيام بذلك”، مذكرا أنه في الجزائر كلما كنا نريد إبعاد رئيس نخترع فضيحة، ففي 1997 كان الهدف زروال، من خلال فضيحة بتشين، وفي عام 2004 كانت فضيحة الخليفة والهدف بوتفليقة، وفي 2014، الهدف هو نفسه ولكن الفضيحة مختلفة، إنها سوناطراك وتسليم عبد المومن خليفة”، وقال “هذه القضية تستهدف منع بوتفليقة من الترشح لعهدة أخرى”، متسائلا عن دور ضباط المخابرات الذين كانوا موجودين في المؤسسات التي ضخت الأموال في البنك خليفة.

ويرى المتحدث أن وجود أعوان مديرية الأمن الداخلي على مستوى جميع الهيئات من البلديات وإلى غاية رئاسة الجمهورية، يوحي بأن النظام في الجزائر ليس مدنيا، مبرزا أن الحركات التصحيحية التي تعرفها الأحزاب السياسية، كانت من نسج جهاز المخابرات، وقال “إن العديد من الأحزاب السياسية راحت ضحية تدخلات جهاز المخابرات على غرار الأفلان، أحزاب الشيخ عبد الله جاب الله، وجبهة القوى الاشتراكية”.

ووجه سعداني دعوة صريحة لجهاز المخابرات لأن يقوم بمهامه المحددة دستوريا وهي القضايا الأمنية، وقال “إن مكان الجيش في الثكنات”، وتساءل يقول “ماذا يفعل عقيد في المخابرات داخل مقر مجلس الأمة؟ وبأي حق يشارك في اجتماعات اللجنة المركزية؟ قبل أن يكشف أن هواتف المسؤولين يتم وضعها تحت التصنت من طرف هذا الأخير بالرغم أن القاضي هو الوحيد المخول بأن يأمر بذلك، وأضاف أن عقداء يفرضون أنفسهم ويراقبون الولاة ورؤساء الدوائر والمسؤولين المحليين.

وذهب الأمين العام للأفلان، إلى أبعد من ذلك، خلال حديثه عن مهام مديرية الأمن الداخلي، واتهم هذه الأخيرة بالفشل في تسيير العديد من الملفات الأمنية، وأوضح أنها عوض أن تتولى مهمة الوقاية، حرصت فقط على مراقبة الأحزاب السياسية والصحافة والقضاء، وقال أنها لم تتمكن من حماية الرئيس المغتال محمد بوضياف، والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الراحل عبد الحق بن حمودة، كما عجزت عن حماية رهبان تيبحيرين السبعة الذين اغتيلوا بولاية المدية، وكذا قصر الحكومة، ومقر هيئة الأمم المتحدة بالجزائر العاصمة، واللذان استهدفا قبل سنوات بعمليات انتحارية، إلى جانب عدم حمايتها للمنشآت النفطية في الجنوب، في إشارة منه إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف بداية العام الماضي تيڤنتورين، كما أضاف سعداني أن “دي آر آس” لم تستطع حماية الرئيس بوتفليقة الذي تعرض لمحاولة اغتيال بباتنة، وقال إنه بعد كل هذا “كان من المفروض أن يستقيل الجنرال توفيق من منصبه”.

وحمل سعداني جهاز المخابرات مسؤولية تعرضه لأي مكروه، وقال “إن تعرضت لأي مكروه، فالمسؤول هو الجنرال توفيق”.

1618435_459767204124445_906594220_n

ردود فعل سياسيين من تصريحات سعداني

تقاطعت تفسيرات وقراءات عدد من السياسيين والمتتبعين، لخرجة أمين عام الأفلان، عمار سعداني، في اتهاماته لرئيس جهاز المخابرات، الفريق محمد مدين، فيما تم تسجيل تحفظ لآخرين، خاصة لدى أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، المحسوبين على سعداني.

بلعياط: لا أتلقى التعليمات من توفيق وأنت الذي يتحرك بمهماز

فند المنسق السابق للمكتب السياسي للأفلان، عبد الرحمن بلعياط، الاتهامات التي وجهها له الأمين العام للحزب عمّار سعداني، بخصوص وقوف جهاز المخابرات والجنرال توفيق وراء تحركاته ضد سعداني.

وقال بلعياط في تصريح لـ”الشروق”: “أنا أمارس صلاحياتي القانونية، ولا أتلقى الأوامر لا من توفيق ولا من غيره”، وأكد أنه لا يحتاج ولا يسمح في الوقت ذاته لأي كان التدخل في اتخاذ القرارات وتسيير شؤون الحزب العتيد.

وخاطب بلعياط سعداني قائلا: “إنك تعرفني جيدا يا عمّار، فأنا لست من النوع الذي يُؤتمر”، وأضاف أنه يعمل رفقة أعضاء في اللجنة المركزية من اجل إنقاذ الحزب من الوضع الذي أوصله إليه سعداني.

واتهم بلعياط سعداني بالتحرك بإيعاز من جهات تحاشى ذكرها بالإسم أو حتى الإشارة إليها، وأكد أن سعداني لا يمثل الحزب، واتهمه بانتحال صفة الأمين العام للحزب الحاكم، متوعدا إياه بالإطاحة به من على رأس الأفلان في أقرب وقت.

ورد بلعياط على غريمه في الحزب أن زعزعة استقرار الأفلان بدأت في الـ29 أوت تاريخ تعيين عمار سعداني أمينا عاما للحزب، ثم تواصلت يوم 16 نوفمبر الماضي، تاريخ تنصيب المكتب السياسي، وانتهت بإقصاء المحافظين.

اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد:

سعداني جاهل سياسيا وخرجته هدفها التغطية على عار اقترفه

قدم اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، قراءتين لخرجة عمار سعداني، الأولى أن سعداني جاهل في السياسة، والثانية للتغطية على عيوبه.

وقال القائد السابق للأكاديمية العسكرية المتعددة الأسلحة بشرشال في تصريح لـ”الشروق” أن الخرجة الإعلامية لسعداني، تؤكد أن الرجل ليست له أي ثقافة سياسية، وأنه غير متشبع بثقافة الدولة، وأكد أن سعداني تنطبق عليه مقولة “يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه”.

وأوضح الجنرال المتقاعد أنه لو كان لسعداني ثقافة الدولة، ويعرف مكانة العدالة لقدم شكوى لدى النائب العام بخصوص الاتهامات التي وجهها لمدير جهاز الاستعلامات والأمن الفريق محمد مدين، متسائلا في الوقت ذاته عن الهدف من هذه “المناورة”؟ قبل أن يستطرد “هل هو للتغطية على عيوبه ونقائصه، والعار الذي اقترفه في حياته الشخصية!؟”.

ويرى المتحدث أن المواطن السوي والمحترم لا يمس أمن دولته أو مؤسساتها، وفي حال اكتشافه لهذه العيوب يعمل على تصحيحها بالطرق القانونية المتوفرة لديه، متسائلا عن سبب عدم تحرك سعداني لما كان يشغل منصب الرجل الثاني في الدولة “رئيسا للمجلس الشعبي الوطني”، “هل لأنه اكتشف للتو الجنرال توفيق؟” ـ يتساءل المتحدث ـ ، مضيفا أنه إذا كان الكلام الذي يقوله سعداني صحيحا فإنه كان مجرد “خضرة فوق الطعام” وقتها، أما إذا كان كذبا فهو تصريح مغرض”.

رحابي: سعداني يتصرف كالرجل الغارق

شبه وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، تصريحات الأمين العام للحزب العتيد، بمثابة صيحات الرجل الغارق، ويعتقد أن ما بدر من سعداني لا يساهم في إضفاء جو انتخابي هادئ.

ويرى السفير الجزائري الأسبق في اسبانيا، أن تصريحات سعداني، التي تأخذ طابعا سياسيا، تدل على وجود أزمة سياسية كبيرة في البلاد، متسائلا عن مدى مسؤولية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن هذا الوضع، بحكم أنه “بوتفليقة” رئيس شرفي للأفلان الذي تحدث باسمه سعداني، وفي نفس الوقت وزير للدفاع وقائد أعلى للقوات المسلحة، التي يعتبر جهاز الاستخبارات والأمن أحد مديرياتها.

ويرى المتحدث أن تصريحات سعداني دليل قاطع على دفن احتمال ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، باعتبار أن نفي وزير الداخلية الطيب بلعيز لسحب الرئيس استمارات جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية، بمثابة صفعة لـ”المطبلين” للعهدة الرابعة، الذين بنوا خطابهم على شعار “استقرار البلاد ببقاء بوتفليقة”.

مناصرة: ..ولماذا لا يتحدث سعداني عن تزوير المخابرات لصالح الأفلان؟

قال رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة “إن سعداني رجل سياسي، وهو حر في تصريحاته”، مبرزا أن تشكيلته أول من نادت بتمدين نظام الحكم في البلاد، غير أنه يرى أن الجزائر ليست بحاجة إلى صراع من هذا النوع.

وأوضح مناصرة “أنه لو صدرت اتهامات سعداني من حزب معارض فإنها مقبولة، أما أن تصدر من طرف الحزب الحاكم فتلك مشكلة، لأنه ما عليه سوى التنفيذ باعتبار أن رئيس الجمهورية هو الرئيس الشرفي للحزب الذي يتحدث باسمه سعداني، فالقرار في يده”.

ويعتقد المتحدث أن تصريحات سعداني قد تكون سابقة لقرارات لاحقة، ويخفي الكثير من الأمور، خاصة وأنها اتهامات “تشخيصية” تأتي قبل أسابيع فقط عن الانتخابات الرئاسية، قبل أن يصنف خرجة سعداني في “حلقة الصراع السياسي في هرم السلطة”.

وأعاب مناصرة على سعداني عدم حديثه عن استخدام جهاز القضاء في الانتخابات، وعدم انتقاده استعمال المؤسسة الأمنية للإدارة في الانتخابات، آخرها التشريعية التي تحصل فيها الأفلان على 220 مقعد في البرلمان.

أعضاء المكتب السياسي:

سعداني مسؤول على تصريحاته وليس هكذا تعالج الأمور

رفض أعضاء في المكتب السياسي للأفلان التعليق على خرجة أمينهم العام، متحججين في ذلك بعدم اطلاعهم على فحوى التصريحات.

وقال عضو المكتب السياسي للحزب، المكلف بالتنظيم، مصطفى معزوزي “إن لكل واحد صلاحياته، فنحن أعضاء المكتب السياسي بصلاحياتنا، والأمين العام بصلاحياته”، مضيفا أن سعداني أمين عام للحزب، وهو مسؤول عن تصريحاته.

وبخصوص ما إذا تطرق المكتب السياسي المجتمع أول أمس لموضوع المؤسسة العسكرية، قال معزوزي “هذه المواضيع لا نتطرق إليها داخل اجتماعات المكتب السياسي”.

أما زميله في المكتب السياسي، الناطق باسم الحزب، السعيد بوحجة، فبالرغم من عدم اطلاعه على الموضوع، مثلما قال، إلا أنه أكد بالقول “ليس بهذه الطريقة تعالج الأمور”، مشيرا إلى أن قضية “صراع” الأمين العام للحزب، مع جهاز المخابرات تعود إلى 4 أشهر من قبل، متهما أطرافا لم يسمها “بتغذية الصراع وتمييع المسألة”.

وأكد بوحجة في تصريح لـ”الشروق” أن منهج المكتب السياسي الحالي للحزب العتيد ومسعاه يكمن في العمل على رص الصفوف والوحدة والتفاهم، داعيا توجيه السؤال على سعداني، لأنه الوحيد الذي يملك ـ حسب بوحجة ـ المعطيات التي تجعله يدلي بتلك التصريحات، معلقا على ما جاء في تصريحات الأمين العام للحزب العتيد بالقول “إذا سرق بوحجة لا يعني أن الأفلان هو الذي سرق”.

المؤامرة على الشعب الجزائري؟!


untitledd

في المناقشات الشهيرة بين السيد عبدالسلام بلعيد والجنرال تواتي المكني بالمخ،يقول رئيس الحكومة السابق ووزير الصناعة البومديني بان انقلاب 1992 كان مخططا له مسبقا من طرف جنرالات الاستيراد الذين جلبوا صندوق النقد الذولي وقتلوا الشركات الوطنية والمنتوج الوطني بعد ذلك, لتهيأة الأرضية لهيمنتهم على التجارة الخارجية. ،اي ان هؤلاء الجنرالات رأوا في التجربة الديمقراطية القادمة, بغض النظر ان كانت ستنجح اوستفشل ,خطر على مصالحهم ,وحاجز امام مخططاتهم واحلامهم ليصبحوا اغنى الاغنياء وسادة القرار في الجزائر،لذلك اوقفوا الانتخابات البرلمانية بحجة حماية الجمهورية.

يومها كتبت احدى احسن الصحف البريطانية، الغارديان، بان ما حدث ويحدث في الجزائر هو صراع على الثروة بين الذين يملكون المال والسلطة وبين الفقراء او المعوزين,وتعجبت الصحيفة من تلك الديمقراطية القادمة على ظهر دبابة!.

ما حدث في العقدين الاخيرين يؤكد ان عبدالسلام بلعيد كان على صواب، لان الانقلابيين جاؤوا برضا مالك ثم اويحيى واخيرا اكبرهم بوتفليقة لاستعمالهم كواجهات مدنية لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية،رضا مالك امضى اتفاقية صندوق النقد الدولي لتحطيم القطاع العمومي،اويحي نفذ الاتفاقية وقتل السوجيديا واخواتها وسرح الالاف من العمال وعوض منتوجنا الوطني بما تجلبه الحاويات التابعة للجنرال تواتي وعشرات الجنرالات معه.
أخيرا وبعد ان نجحت المخابرات في اقناع الايياس بوضع سلاحه مقابل وعود شفوية لايجاد حل نهائي للازمة،جاء دور بوتفليقة ليتلاعب بالايياس وغير الايياس ويخمد نار الفتنة ويوفر المناخ الملائم للبزنسة لجنرالات الزيت والسكر.
اطلقوا يده في مؤسسات الدولة المدنية ان يعجنها ويميعها كما شاء،اوهموه انه هو كل شيء وقاضي القضاة ومجلب السلم والاستقرار،اي الهوه بالكرسي الذي يعشقه وانطلقوا في غزوات النهب والسلب منذ ذلك الحين،ثم كبرت كرة النهب واصبح البقارة والمغامرون شركاء الجنرالات, يحمونهم ويسهلون لهم الغش والتهرب والحصول على قروض سخية بدون ضمانات فعلية,وبالمقابل تدفع لابال وطحكوت وارديس وبيلاط ودهلي اتاوات لهؤلاء الجنرالات المتقاعدين.أصبحوا مليارديرات في فترة وجيزة بواسطة التهرب الجمركي والضريبي والغش في المشاريع والقروض الخيالية.

الخلاصة اننا لازلنا نعيش تحت سلطة انقلاب 1992 وقد نشات سلطة جديدة تتحكم في القرارات الى جانب العسكر وبارونات الافة،وهي سلطة المال الفاسد وجزء منها هو من يساند بوتفليقة الان….ومن يطمح الى تغيير جدري فليبحث في السبل السلمية و الأنجع لإنهاء ذلك الإنقلاب،ما عدا ذلك من احزاب واعلام ومعارضة كلها كرنفال واغلبها من صنع فنطازية بوتفليقة.

أحسن بوشة

بيـــــان ترشح:عيسى لحيلح يكتب قصيدة جديدة عن الإنتخابات


http://www.echoroukonline.com/ara/articles/193313.html#.Uugt2HMLGw0.facebook

2012_Lhilah_894891384

رَئِيسَ البلادِ المفدَّى، عليَّ المقام، عظيمَ الجنابْ أنا واحد من غُمار الموالي، وبعضُ سواد السوادِ،

بكلّ البساطة والإنبساط أريدُ الترشحَ في الإنتخابْ!

ستعجبُ مني كثيرا..

وتضحكُ مني كثيرا..

وتضرب كفاًّ بكفّ وتزجرني قائلا: إنَّ هذا لشيءٌ عجابْ!!

أَمِثلك أنت يقول لمثلي أنا ما تقولْ؟!

أعندكَ يَا ابْني وسيطٌ قديرْ؟.

أميرُ مطارٍ، وبارون مرسىَ، وصاحبُ مالٍ وفيرْ؟

ومستورِدٌ – لا سمعتَ! – شعيرًا إلى بلد من شعيرْ؟

وآخرُ مستوردٌ من فرنسا لحوم البعيرْ؟

أتُحسِن كيف تُدير الأمورْ

وكيف المصالحُ بين المصالح دوْماً تدورْ؟

وكيف تقدِّر إبن السّفير وإبن الوزيرْ، وإبن التي والذي لا أُسمِّي.؟!…

أيا ولدي أضعت رشادَك بين الجبالِ وبيْن الشعابْ!

وعُدت إلينا سريعَ السؤال، سريعَ الجوابْ

كأنَّك داوودُ أُوتيتَ حكْما وفصلَ الخطابْ!

فَطامنْ قليلا بنيَّ، فلستَ الذي تستجيب له الرّاسيات

ولست الذي له يستجيبُ السحابْ!

** *

رئيسَ البلاد المفدَّى، عليَّ المقام عظيمَ الجنابْ

سأجعلُ شعبَ الجزائر شعباً سعيدًا، وهذي الجزائر أيضا سعيدَهْ

وأُدني من الشعب كلَّ نجوم السماءِ، وأحْلب كلَّ الأماني البعيدَهْ

وأبسط عدلَ السماءِ كما ينبغي أنْ يكونْ، وآوي مساءً إلى بيت شعرٍ وظلِّ قصيدَهْ

وأفرش ذكرى على قدْر رجليَّ مُستحلباً أمنياتِي التي لم تعدْ مثلَ حزْني وَلُودَهْ

سأزْرع في الشعب حبَّ التراب وعطرَ التّراب، وكيف يُعرّي إذا حلَّ جوعٌ زُنودَهْ!

فلا قيْصر “الشَام” سيّدُهُ ما دعا الطَامعينَ، وأَوْلَمَ للطّامحينَ وُعودَهْ

وزادَ إلى طبق الأغبياء ثريدَهْ

وهزْهزَ بالسيف فوق الرؤوس، ونصَّب بالسيف والزيفِ فيهم يَزيدَهْ

وأُعلنُ في النّاس أنّ” سوناطراكَ” كِذْبٌ، ونفْط الصَّحَارى سراب.ْ

فهبُّوا ادْفعوا عن حقول الشّعير الخنازيرَ واسقوا بماءِ الجبينِ الهضابْ

ستعجبُ منيِّ كثيراً..

وتضْحكُ منيّ كثيراً..

وتضربُ كفاّ بكفًّ وتزجرني قائلاً: إن هذا لشيءٌ عُجابْ!…

***

رئيسَ البلاد المفدَّى عليّ المقام عظيمَ الجنابِ، رسولَ الوفاقْ..

خُذوني إليكمْ ولوْ أرْنباً للسباقْ!

أنا أرنبٌ أعرجٌ يا رئيسُ، ولستُ من الصّافناتِ العتاقْ..

خُذوني إليْكم، ولا تحذروني، فلا إخوتي إخوةٌ في اشتدادِ الهجير، وليس رفاقي رفاقْ!

بقيتُ وحيدا أُلَملِم حلْمَ “الغِفاَرِي” وأهتفُ وحدِيَ مثلَ العبيط، فيضحك منّي وجوهُ النفاقْ!

أُقسِّمُ جسميَ للآكلينَ، ولا آكلون فلحميَ حلوُ المذاقْ

خذوني إليكم فإن احتمال انتصاري ضئيلٌ، وبي يصبحُ الكرنفال مثيراً،

وبي يعرف الناسُ أن الصهيل صهيلٌ

وأنّ النهاق نهاقْ!

خذوني إليكم ولا تحذروا، فجيوبي بلا فضةٍ أو ذهبْ!

كأنّ انتمائي- رئيسَ البلادِ- لغير العربْ!

لأنّ الحفيظَ العليمَ هنا دسَّ في جيبه نفطَنا وهربْ..

ولا فارسٌ منكمُ شدّ في إثره وارتمي بين أمواج بحرِالخببْ!

خذوني إليكم، دعوني أجرّب حظّي، فإن احتمال انتصاري بغير احتمال،

لأنّ جميعَ الذين يحبّونني عانقوا الموت بين الجبال وطال العِناقْ..

فباسمي وباسم الشباب نريدُ مزيداً من الإنعتاقْ!

نريد انطلاقاً لأحلامنا يا رئيسُ، ومنكم وأحلامكمْ – يا رئيسُ-

نريد انطلاقْ!!

هرِمنا، وصارَ حفيدكمُ ذا بنين، وما زلتمُ في الشّباب شبابْ!!

كَرِهنا الحديث عن البحر والسندباد، لأنّا نريد بمجدافِنا أن نخوضَ العُبابْ!

فعجِّل لنا حظنا قبل يوم الحسابْ!

ستضحك مني كثيراً….

وتعجب مني كثيراً….

وتضرب كفًّا بكفّ، وتزجرني قائلا: إنّ هذا لشيْءٌ عجابْ!

***

رئيسَ البلادِ المفدَّى، عليَّ المقامِ عظيمَ الجناب وفارسَها المجتبىَ

أطلنا الوقوفَ بباب الرئاسة حتى نسانا الوقوفُ، ولا أحدٌ منكمُ قال لي: مرحباَ.

تفضَّل، وماذا تُفضل يا ابنَ الأزقَّة أنْ تشرباَ؟

أتشْرب كأسا من النَّفط، أم تشرب الغازَ، أم قهوةً

مثلَ حظك سوداءَ، أو شئت قلتُ لهمْ قد أبىَ.

رئيسَ البلاد، إذا صِرتُ يوماً رئيساً – وإنّي لَمستيقنٌ أنني لنْ

أصير- فإن جناحيْ بلادي يكونان “تونس” و”المغرباَ”

سأمحو الحدودَ، وأمحو السُّدودَ، وأُدْني من الأقرَبِ الأقرَباَ.

وأُحْيي مواتَ التراب، وأجعلُ حتي الظّلام – إذا أظْلَمت – أخضرًا مُعشباَ!

وبالشكّ أكتبُ كلّ كتابٍ، وأمحو بقرآنها المذهباَ.

وأقتلُ في النّاس أوثانَها الزائفاتِ، شيوخاً، عساكرَ، أو راقصات،

وأقطعُ أيْدي اللصوص، وأَكسر أنيابَهم – وايمُنَ الله – والمِخلبَا!

وأقرعُ غيبَ السّماء وأبوابَها، ثم أجْعلُ ما بعدها مطلباَ

ولستُ أُسَمِّي بـ”جانينَ” تلك التي كنتُ سمَّيتُها زيْنباَ

لترضى اليهود، وترضى النصارى، وكيف لخرْفانها أن تُراضِي بلا لحْمها الأَذْؤُباَ؟!

وَأُعلي بأجوائها قلماً للعذاب، إذا طاف شيطانهمْ أحْصبا!

رئيسَ البلاد، أنا لا أريد انقلاباً ولا مقلباَ!

ولكن، أليس عجيبا أكون أنا خائبَ الناجحين، وفي الخائبينَ أكون أنا الأخيباَ؟!

وكلّ البروق على غيرنا ماطرات، فكيف سمانا إذا أبرقتْ أبرقتْ خُلَّباَ؟!

و كلُّ اللصوص إذا سرقوا عمَّروا وبنَوْا،

ونحن إذا سرق اللصّ أموالَنا خرّباَ؟!

رئيسَ البلاد المفدَّى، إذا صرت يوما رئيسا – وإنّي لَمُستيقنٌ أنني لنْ أصيرَ –

سأطْرد “أهلَ الشّكارة” حتماً من البرلمان، وأغلقُ دُكانَه والمشرَباَ…

وأهرِق كلّ دِنان الوعود، وأحرق “سيناً” و”سوْف” وكلَّ المعَاني التي تستدرُّ اللّعابْ!

وأفتحُ كلّ النوافذ للشمسِ والرّيح، تغزُل فوضى، وأفتح فيه لفُرساننا ألفَ بابٍ وبابْ

وأكنسُهُ من بقايا الظّلام وأعقابِ لغْوِ الكلامِ، وأطلِقُ في جوّه أغنياتٍ عِذابْ!

ستعجَبُ مني كثيراً

وتضحك مني كثيراً

وتضربُ كفًّا بكفٍّ وتزجرني قائلا: إن هذا لشيْءٌ عُجَابْ!

***

رئيسَ البلادِ المفدّي عظيمَ الجناب عليّ المقامْ

إذَا صرتُ يوماً رئيسا ً- وإني لمُستيقنٌ أنني لن أصيرَ – فحتماً على

العاهرينَ السّلامْ!!

لأنّي سأُعْطي الطهارةَ حقَّ الغناءِ، وحقَّ التبرّجِ للعابرينْ، وحقَّ الكلامْ.

ولن أستبيح فضاءَ الحرامِ، ولكن سأجعل كلَّ فضاء الحلالِ حرامْ!.

وأجعلُ حقَّ الغناءِ مناصفةً بين غِربانِهاَ والحَماَمْ

فهذا يغني أصيلاً، وذاك له أنْ ينوحَ إذا جَنّ ليلٌ وجُنّ الظّلامْ.

وأمحو جميع الصفاتِ سوى صفةِ الإنتماء لهذي البلاد، فلا تابعونْ، ولا تابعُو التّابعين، ولا ذا حفيدٌ لزَيْد، ولا ذلك المرتَخِي ابْنُ “عصامْ”!

فكلُّ انتماءٍ إلى غيرِماءِ الجبينِ وكدّ اليمينِ انتماءٌ عُقامْ

وحتْما أُعيد جماجِمَ “بُوبغلةٍ” والذين بهم جاهدَ المعتدين اللئامْ!

وأبْني لهم مسجداً في ظِلال النّخيلِ، كما ينبغي أنْ يُجازي الكرامُ الكرامْ.

أيُرضيك يا ابنَ الجهادِ بقاءُ رجالٍ لنا في متاحفهمْ فُرجةً للطَّغامْ

ونحن هنا في النَّعيم الغبيّ نقلّبُ للشمْس بطناً وظهراَ..

وننهضُ يوماً ونرقدُ شهراَ..

ونؤمنُ سرًّا، ونكفُرُ جهرا….

ونُبطنُ عهراً ونُظهِر طُهرَا!!.

يدور بأبقارِنا المفلسُون، وتعوِي عليْنا الذئابْ

وفي كلّ حين يَطل علينا الغزاةُ؛ فذا آيبٌ في ذهابْ، وذا ذاهبٌ في إيابْ!.

ولي رغبةٌ من تفاهتها لا تقالُ، وما أكثر الرغباتِ التي لا تُقالُ،

لأنّي بسيطٌ، بكل البساطةِ والإنبساطِ يريدُ الترشُّح في الإنتخابْ!

ستضحك منّي كثيراً..

وتعجبُ منّي كثيراً..

وتضربُ كَفاًّ بكفٍّ وتزجُرني قائلاً: إنّ هذا لشيْءٌ عُجاَبْ!!
**************************************************

تعليقات (107)

الأقدم الأحدث

في زمن مضى كنت تكفيريا
و الان تريد الترشح للانتخاب
بالامس كنت تهددنا ان نحن انتخبنا
بقطع الرقاب
نوكلو عليكم الله يوم الحساب

انصحك بكتابة الشعر و الاعتكاف و الدعاء لكي يغفر الله لك و ابتعدو من طريقنا رحمكم الله

1 – منصور الجزائري ـ (مكة الثوار الجزائر)
2014/01/28

معجب
112
غير معجب تعقيب

يوجد 6 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

هدا ما فهمنا منو والو….قولو يولي في 3014 بلاك يطلعنا النيفو و نوليو نفهمو لغة الخشب.

2 – BOUM C ـ (ALGERIA)
2014/01/28

معجب
21
غير معجب تعقيب

انصحه بان يوزع الخواتم لشباب حتى يتقدم لزواج.

3 – BOUM C ـ (ALGERIA)
2014/01/28

معجب
28
غير معجب تعقيب

اليس هذا الرجل هو من كان مع الجماعات المسلحة في الجبل ثم تاب ثم اناب ثم صار مرشحا للرئاسة اذا سيحكمنا ارهابي بعد ان كان يحكمنا مجاهد ان هذا لشيئ عجاب يا لحباب…

4 – عبد الكريم ـ (123456)
2014/01/28

معجب
61
غير معجب تعقيب

يوجد 2 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

اسف نحن في 2014

5 –
2014/01/28

معجب
26
غير معجب تعقيب

بكلّ البساطة والإنبساط أريدُك ان تعطينا خواتم فضة و دهب و مرسيداس و فيلات….
ستعجبُ مني كثيرا..

وتضحكُ مني كثيرا

لأنّي بسيطٌ، بكل البساطةِ والإنبساطِ لا اريد ان اعيش زوالى .

6 – BOUM C ـ (ALGERIA)
2014/01/28

معجب
79
غير معجب تعقيب

يا سي عيسى….. ترشح على الاقل من اجلي ليكتمل العقد شاعر وبائع خضار وحلاق وبناء وبطال وعلى الشعب ان يختار ….

7 – محمد ـ (اظنها الجزائر)
2014/01/28

معجب
30
غير معجب تعقيب


آه منك يا لحيلح ترشح و أنا أول المصوتين
هذا عهد رجل عرفك من سنين
لكنني أخش عليك من الشياتين
و أخش عليك من المزمرين
و يا ويحك من ضربات المطبلين
تمهل رويدك حسبك تمهل أه له من حنين
….

8 – الأعمشي ـ (سكيكدة)
2014/01/28

معجب
24
غير معجب تعقيب

قال الله :وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ{224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ{225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ{226} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ{227) أي أن الشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم و أنهم يذهبون كالهائم على وجهه, يخوضون في فنون الكذب والزور فلنتقي الله

9 – ملازم ـ (الجزائر)
2014/01/28

معجب
6
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

يا عيسى لحيلح روح تتلحلح بعيد الشعراء يتبعهم الغاوون ونحن لسنا الغاوون

10 – bilbao
2014/01/28

معجب
4
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

بكل بساطةوانبساط احكم دارك …والقوافي انتاعك فالدولة لا تبنى بالاشعار .والخضار والابقار ……

11 – امازيغية حرة ـ (باتنة)
2014/01/28

معجب
25
غير معجب تعقيب

يوجد 2 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

عيسى لحيلح بالامس يذبح واليوم بالشعر يمدح وغدا لرئسيات سيترشح

12 – جزائري ـ (الجلفة)
2014/01/28

معجب
44
غير معجب تعقيب

مجرد رجز ونظم وجمل لامتناسقة الأفكار وليس فيها أية وحدة موضوعية .في العصر العباسي الثاني أين عرف الشعر أدنى انحطاط لم يكتبوا شعرا ضعيفا مثل الذي كتبت دعك من الطرهات والخزعبلات فعهد الشعر قد ولى .

13 – المشاكس ـ (الله غالب)
2014/01/28

معجب
-2
غير معجب تعقيب

يوجد 2 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

معجب

غير معجب

Et dire que ce monsieur est doyen de la faculté des lettres de l’université de Jijel alors que les vrai patriote de ce pays sont marginalisés

14 – Dair ـ (Jijel Mon Amour)
2014/01/28

معجب
-2
غير معجب تعقيب

من يعرف قيمة المسؤولية أمام الله لا يطلبها حتى لو عرضت عليه كنوز الدنيا و فيها …….فالمسؤولية تكليف وليست تشريف ………

15 – نجيب عبد الرؤوف ـ (BBA)
2014/01/28

معجب
32
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

من المفروض رايحين اجيبولنا رئيس مستورد أخلاصو الرجال فالدزاير

16 – أنيس ـ (الجزائر المغبونة)
2014/01/28

معجب
16
غير معجب تعقيب

شحال عطاولك باش تشارك في المسرحية تاع شهر أفريل ؟؟؟؟؟؟؟

17 – Abdenour ـ (Paris)
2014/01/28

معجب
4
غير معجب تعقيب

اعددت للشعراء سما ناقعا # فسقيت اخرهم بكاس لحيلح

لما وضعت على الشعراء ميسمي # و ضغا البغيث جدعت انفك يا لحيلح

18 – mouaten djazairi ـ (algerie)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

baghi yetrachah lriassiyatte 9oraych? walah karnaval fi dachra hhh

19 – memyselfandi ـ (DZ)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

عيسى لحيلح استاد جامعي تخصص ادب عربي
في جامعة جيجل حاليا وجامعة قسنطينة سابقا
اطربتنا شعرا مشكور

20 – صهيب ـ (اوربا)
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

كيف لمن لم يستطيع ادارة كلية ( مع العلم انه عميد كلية الادب واللغات الاجنبية بجامعة جيجل ) ان يستطيع ادارة دولة وما ادراك ما دولة الجزائر

21 – يونس ـ (الجزائر الحبيبة)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

آه رآك كبير احشم يخي مهبول

22 – Ali ـ (Blida)
2014/01/29

معجب
-3
غير معجب تعقيب

الشعب يعرف كذلك نظم القوافي***لن تنجح ولو مشيت على الجمر حافي ههههههههههههههههههه هاني رديتلو بالشعر

23 – moo7 ـ (djelfa)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

شاعرٌ انت تبحث لك عن وزير
دونت خطابك بغبار الطباشير!
اشبعتنا قوافي برنات البنادير!
اما نحن, سُمينا بالفقاقير!!
القافية معروفة، والملك مرسمٌ ومن السرير 🙂

24 – عبدالرحمان الاول ـ (يا غربتي )
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

الله يهدي ماخلق.راني مخلوع من هذه اليس في بلادي رجال

25 – المهاجر ـ (berlin)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

هدا نص رمزي يحمل من النقد والتشريح للواقع ما يحمل فلتكن موازنتنا وتقييمنا حسب الكفة التي ترجح قناعاتنا ولا داعي للشرح المغلوط للايه الكريمه التي ورد فيها الاستثناء بكل وضوح ولا تخشوا فلن يترشح فالامر لا يتعدى العمل الفني الناحي الى لسان حال كثير من الاراء والاحكام النسبيه ومدى صدقيتها من عدمه وهي رائجه حتى خارج لغة الشعر..أيها المستدل بالايه ومن تجاوب معك أين أنتم من علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ومن عبد الحميد ابن باديس و..و..ركزوا فالتعليقات ليست هدفا بل وسيلة للحقيقة والتجاوب والنقد البناء.

26 – ابن الجزائر ـ (الوادي)
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

حين رايت لفديوهات قلت يا بلادي عليك السلام !!!!رئيس حكومة لا يستطيع تكوين جملة مفيدة يخا طب بها الشعب ,,,ما هذا العبث يا اخوه الذي نحن فيه ?? العبث بالا مة و بالشعب ..اين نحن سا ئرون ??? كيف يسطيع ان يسير بلاد وهو الذي لم يستطع تسيير افكاره في خطا باته??اتكلم عن المنصب ولي الحق ان انقد لان المنصب ممون من فلوس الجزائريين والجزائريات ومن الشعب بصفة عا مة …مهزلة وعيب كبير ,,ان نري مسوول يتكلم بهذه الطريقة والكل اعداء اصدقا ء يححللون كل صغيرة وكبيرة عن بلادي ,اين سمعة البلاد من كل هذا ??? —

27 – زوالي
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

يتبع —-ما ذا تفعلون بالا مانة يا مسؤولون???اين هم الرجال الاكفاء .المخلصين ,المحبين لشعبهم ,اين انتم يا شهداء???اه لو تعودون الي الحيا ة وترون ماذ فعل هؤلاء بتضحيا تكم ?????ما عسا ني ان اقول ???ربي وكيلكم و السلام عليكم .

28 – زوالي
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

si ça continue comme ça même moi je vais me présenter pour rire

un repanti et demain un guignols on auras tous vue

29 – Un Algerien ـ (France)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

باين ان جماعة التعليق لا يقراون او لا يفهمون .الرجل يهزا من الترشح و الحديث قياس.

30 – عمر
2014/01/29

معجب
7
غير معجب تعقيب

حتى أنا كنت حاب نترشح مي حشمت برك هذا ماكان ,هذا واش كان يخص ,كاشما سمعتو برئيس أسمو لحليح,و واحد كان يبيع في البطاطا حاب يولي رايس و واحد ماصو و حلاق , كملت ياخي بلاد ياخي

31 – ali ـ (annaba dz)
2014/01/29

معجب
-4
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

جل المعلقين لم يفهموا القصيدة ، رغم ذلك يعلقون من اجل التعليق
جزاك خيرا أيها الشاعر الفحل
والمثل يقول : العود في ارضه نوع من الحطب .

32 –
2014/01/29

معجب
6
غير معجب تعقيب

من عجائب و غرائب الجزائر هذا البلد الذي باللامس دوخ الحلف الاطلسي و قبل ذلك كان سيد البحر الابيض المتوسط تحت وعامة برباروس , اصبح اليوم عاجز عن ايجاد رئيس يليق بهذا الوطن الغالي , هل عجزت امهاتنا عن انجاب رئيس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

33 – saad ـ (alger)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

هههههههههههه… يبدو لي أن معظم الذين انهالوا على شاعرنا الفحل سبا وإهانة لم يفهموا شيئا..وظنوا أنه ترشح للرئاسيات … صعيب الحال على بو سباط…هههههههههههههههههههههههه

34 – عزوز نواصري ـ (لمصارة خنشلة)
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

ربى يرحمكم راهوا موش مصدق خلوه برد قلبوا باش ما يديرش كريز

35 – ahmed ـ (algerie)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

لا حول ولا قوة إلا بالله إتقى الله يارجل

36 –
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

جد عمرها 91سنة ممكن ترشح

37 – فريد ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

بالرغم من انني لا اوافقه في بعض افكاره الا انني لا أرى ان لحيلح طلب الترشح حتى يهاجم ، قرأت القصيدة فوجدت فيها إنتقادا لا ترشحا .

38 – عبد النور ـ (جيجل)
2014/01/29

معجب
10
غير معجب تعقيب

من قال لكم انه يريد ترشيح نفسه عرفناه انسان فاضلا قل ما نجد امثاله فى هذا الزمان سبحان الله لقد عرضت عليه بعض البلدان العربية مناصب لن يحلم بها هنا فى بلده لكنه رفض لو كان يريد عرض الحياة الدنيا لغرف منها حتى الثماله وما قولكم فى شاعر الرسول صلى عليه وسلم حسان بن ثابت ارى ان شعره لن يفهمه الا المثقفون فلا ضرر ولا ضرار يا شروق

39 – رانية ـ (جيجل )
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

لحيلح لم يمارس القتل قيل حينها أنه ذهب إلى الجبل مخافة تصفيته أما كونه يترشح فلابد أن يعيش في العاصمة 20 سنة كي يعرف شبابها ونساءها كيف يفكرون هذا إن حل مشكل اللغة الثانية في جيجل والأولى في أروقة الرئاسة

40 – عبد الغني ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

للأسف الشديد
أتابع تعليقات القراء
والله الكثير منهم يخبط خبط عشواء في كل الاتجاه
هي مجرد قصيدة تحكي واقعا مرا وتناقضات معقدة
والشاعر عيسى لحيلح بغض النظر عن ماضيه من الشعراء الكبار
وإن تعجب فعجب قولهم هذا شعر ركيك لمجرد غياب القافية
كم من شعر مقفى فقير المحتوى
وكم من شعر حر يتدفق انسيابا
عذب كالماء الزلال
حلو مذاقه كعسل أصيل
صفاء نقاء رقراقا
كبحر يحكي الف معنى ومعنى

41 – ابوصلاح الدين ـ (France)
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

فليعلم الناس أن ذا الشخص و غيره لهم الحق في الترشح للانتخابات.
وليعلم الجميع
أن والله أسهل مهنا خلقها الله هي
مهنة ريس الجمهورية ثم الوزير ثم…ثم..
لو كانت المهنة صعبة و تجلب الشر لصاحبا
أتنون أن هنا مجنون يسعى لكسبها
واذا اكتسبها نراه تشبث بها؟
لا تلعبوا بعقول اناس
كل جزائري يستطي أن يسير البلاد
ولا يوجد أحد”لا بد منه”
الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفاه الله ثم جاء من بعده الخلفاء.

42 – حسبنا الله
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

انا لم افهم كلامه ابدا فكيف سوف افهم نيته الصادقة في الترشح انه من اصحاب المجازر الذي اهلكوا الجزائر وجعلوها تبدا من 07189

43 – عثمان مسيلة ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

السلام عليكم يرحى اعطاؤنا لمحة عن حياة هذا الرجل حتى نعرف من هو

44 – mouh ـ (batna)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

يا أخي الشعب فسد ذوقه فسادا فاحشا و لا أظن أنه يقبل بأي وجه غير الباندية الذين ألفهم و ألفوه على رأي المثل الشعبي الدزائري “ميمونة تعرف ربي و ربي يعرف مينونة” و الحديث قياس

45 –
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

بكلّ البساطة والإنبساط؟؟؟؟؟؟ متروحش تبسط بعيد يرحم لي جابوك………

46 – mourad ـ (tiaret)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

يوجد 1 تعقيب على هذا التعليق، أضغط هنا لقراءتها

معجب

غير معجب

اخاف ان انتخبك فيدهب القانون وياتي محله الوهابيون والعباسيون ونصبح ضحية السعوديون و القطريون وتدمر جزائر الشهداء مثل ما فعل السوريون فقولوا شعرا خير لكم من العهر السياسي الدي اتصف به الليبيون

47 – hoho ـ (skikda)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

بارك الله فيك يا استاذ عيسى على هذه القصيدة الرائعة.

48 – أبو علي ـ (المسيلة)
2014/01/29

معجب
6
غير معجب تعقيب

ماكان والوا قولوا لروراوة يجنسلكم كشمة واحد من الخارج وندروه رئيس وخلاص علاش رانا نتعبوا في رواحنا؟

49 –
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

اذا ترشح هذا السيد وفاز في الانتخابات مبروك للجزائر ، انتخابات الجزائر مهزلة من البداية بنوعية الاشخاص الذين يترشحون
سووووووج يالحمام اه اها سوووج يالحمام ………… ياو صايي كرهنا

50 – rachid ـ (برج بوعريريج)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

مصائب الدهر كفي …فإن لم تكفي فعفي

51 – معمر فارس ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

تعريف ويكيبيديا الموسوعة الحرة لعيسى لحيلح…….عبد الله عيسى لحيلح من مواليد 31 ديسمبر 1962م ببلدية جيملة، ولاية جيجل تلقى تعليمه الأول بجامع القرية حيث حفظ قسطا من القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة الابتدائية ببلدية الولوج، ولاية سكيكدة، وتابع دراسة التعليم المتوسط بمتوسطة الحسن بن الهيثم بدائرة الشفقة، ولاية جيجل، أما التعليم الثانوي فتابعته بثانوية الطاهير المختلطة أين تحصل على البكالوريا وانتقل إلى معهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة، وبعد نيلي لشهادة الليسانس انتقل إلى جامعة عين شمس بال

52 – مولاي متقدم ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

عليك بقراءة القصيدة بتمعن… ثم علق .. ولا تكن حاقدا، لأنه لا رأي لحاقد

53 – ابراهيم ـ الجزائر ـ (قسنطينة ـ الجزائر)
2014/01/29

معجب
8
غير معجب تعقيب

كما قالها سي سلال . اقعد في الشعر!!!!!

54 – ali dz ـ (alger)
2014/01/29

معجب
-4
غير معجب تعقيب

اليوم نحرا وغدا امرا وبعد غد خمرا. مادام سابت وعلاش لالا.

55 – عبدالجليل ـ (عصر الجاهلية)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

شكون هذا بياع الخواتم. طاح المستوى حتى جماعة الرحيبة ولاو يتريسو. حقا إذا غابت السباع تتسبع الذئاب .

56 – محمد ـ (سبدو)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

ce person et le vrai chaitan ibliss que le bon dieu a degage de el djena le paradis cest une photo de iblissssssssssssss meme ibliss na jamais egorge les gens ils est plus pure que ibliss إنَّ هذا لشيءٌ عجابْ

57 – massinissa ـ (seychelles)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

مهزلة بكل المقاييس……

58 – fodil ـ (algerie)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

في زمن الإنحطاط ترد الغوغاء على المثقف بمثل ما رايت يا استاذا لحيلح .

59 – دحمان ـ (Adrar)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

في زمن الإنحطاط نقرأ ردود الغوغاء و السوقة بمثل ما ترى و تسمع يا صديقنا لحيلح .

60 – دحمان ـ (Adrar)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

انشر لعزيز
حتى انا راهى تحكملى نرشح روحى بالاك نبرا

61 – مرشح هاوى ـ (هنا الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

الاستاذ عيسى لحيلح استاذ جامعي شاعر ماهر يعرف من اين تؤكل الكتف .

62 – عثمان ـ (alger)
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

المعلقين ما فهموا والو… عيسى الحيلح لن يترشح. هذه قصيدة مجازية ناقدة لواقع جزائري فاق المجاز…

63 – سمير
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

للإخوة المعلقين الأوائل: الشيخ عيسى لم يترشح للرئاسة وإنما بناء القصيدة الشعرية تم على ذلك …كما أنه أهلا بكل المقاييس لتبوؤ ذلك المنصب على الرغم من زهده فيه… ومن العيب مقارنته بما ذكرتم وله مؤهلات تفوق كل الذين حكموا الجزائر من قبل والحاليين والمترشحين…ولمن يجهل مقام الأستاذ عيسى لحيلح فهو دكتور بل بروفيسور وعميد كلية الآداب بجامحعة جيجل حاليا. لمزيد من المعلومات اتصل…”مدير حملته الإنتخابية عفوا الشعرية” غير الرسمي طبعا كما هو لا شيء رسمي في بلدي…سفيان
كعواش

64 – سفيان كعواش /جيجل ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

كل الموتا-رشحين مجرد ديكور,انا استغرب كل هذا الرد العنيف على لحيلح لانه اراد ربح القليل من الدنانير على اضهر الفقاقير ……….بكل صراحة الا يعلم جماميع الارانيب انهم خضاضير فوق الطعاميم…………يرجى العودة الى قموس سلال لفهم العبارات

65 – ابو الياس ـ (algerie)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

يطلبها سعيداني بالنيابة و يتبعه الشياتون 4 مرات على وزن الغاوون.اذن ترشحه باطل.اللهم اذا نصب نفسه ملكا على هذه البلاد فهنا يتوجب عليه التصريح للشعب و الاغتسال و التوبة

66 – حر التفكير ـ (العاصمة)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

هذا الرجل الذي اظهر نية للترشح لرئاسيات 2014 يظهر التمييع السياسي و المستوى المنحط الذي وصلت اليه الجزائر فهذا الرجل حمل السلاح ضد اخوانه الجزائريين و مشبوه في تصرفاته كما يعتبر من ناشري المذهب الشيعي في منطقة جيجل لانه بالفعل شيعي تابع لايران عدوة العرب و المسلمين السنة اطامع في الكرسي

67 – azoz amar ـ (alger)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

ما هذا يا هذا .أعندكَ يَا ابْني وسيطٌ قديرْ؟
انا ضال مثلك لكن انصحك بفراءة كتب التوحيد

68 – sofiene semache ـ (france )
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

شعر او قل كلام رائع وهادف….
ولكن اين الذين يقرئون ويفهمون؟ اه اه

69 – محمد ابو مصعب ـ (المدية)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

اعود بالله منكم انتم هم معشر قريش الحقيقيين

تذبحو بني ادم و تتمشاو في جنازتو الاطيف منكم ملي عرفتكم البلاد و احنى الرول

70 – mostapha ـ (belgique)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

شكله شيعي وراح يترشح ببيت شعر
ومازال في جعبهم مهازل

71 – عزالدين ـ (عين البيضاء)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

عظيم الجناب المفدى في الشعر أراك قد قلت عن البلاد أكثر من الشيء العجاب * تمهل رويدا رويدا فما يسمعك إلا أمثالي هواة الشعر والآداب
أما أولئك فما هم بقارئين حرفا من لغة الضاد * بل يتقنون لغة أسيادهم وجلاديهم من الفرنسيس

72 – لطفي ـ (أم القرى)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

فكرني في واحد بكري كان إجي قدام سوق الفلاح ويضرب القثارة ويخرط على الناس بكلمات .المهم يكملو بقافية وحدة مكرفسة مخنفسة!المهم يعطيوه مصيرفا ياخذ بيها الحليب للأولاد…. فهمتو ولا ما فهمتوش؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!

73 – الدليل ـ (مكة)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

..والله غالبية المعلقيــــــن غير حرام أن يعيشوا..الأفضل لهم باطن الأرض مثل الدود والحشرات

74 –
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

لا فض فوك سيدي لقد وضعت ملحا على الجروح المفتوحة وما اكثرها فقد ذكرتنا بصدق ب
1-المحظوظين في بلادنا واصحاب النفوذ والمناصب وكيف يتحصلون عليها.
2-الوعود الكاذبة والاماني المستحيلة التي يخرج بها علينا المترشحون في كل موسم.
3-وصفت بصدق ارانب السباق وما اكثرهم ..البارزون في الانطلاق المنسحبون قرب خط الوصول.
4-مثلت بمرارة اليأس القابع في اعماق الشباب الذي هرم قبل اجداده.
5-ثم عدت سيدي لترسم لنا امانينا وكيف ينبغي ان تكون حياتنا المستقبلية وردية وشامخة معا.
فيا ليت من يعلق يتمعن اولا……

75 – ام اميمة ـ ( تبسة )
2014/01/29

معجب
4
غير معجب تعقيب

الشاعر يسخر من الترشح الى الرئاسيات ….لكن المعروف عنه انه كان ارهابي خطير في جبال بني خطاب ….واعرف الكثير من الناجين من محاولات الدبح من طرفه هو وجماعته ..بوخلخالة ودرويش ……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

76 – salim ـ (jijel)
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

تهردت لبلاد

77 – نوري ـ (من هنا )
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

ماخص العمية غير الكحل….الجزائر عقرت باش نديروك انت وامثالك …تحية للكبرانات مازال كاين رجال..

78 –
2014/01/29

معجب
-2
غير معجب تعقيب

كلامك جميل لكن قلة من تدرك معانية فالشعب حابس بكل المقاييس

79 –
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

سحقا لحزب المطبلين والمزمرين وهذا مطبل من الدرجة الثانية وان كان هدا شعرا فكيف يسمى شعر المتنبي او احمد شوقي والبشير الابراهمي والسائحي اعتقد اننا في عصر الشعير وليس الشعر

80 – مالك بن ستيتي ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

شعر جميل كباقي كتاباتك الجميلة ، معان وأفكار وفلسفة تضمها هذه القوافي ، ولك كل الحق أن تنشرها بين الجموع ، ولكنك تعرف يا أستاذي أن هذه الجموع لا تقرأ أبدا ، وأغلب الجزائريين لم يقرأ في حياته كتابا ، وإدا كانت هذه الحالة بين الجامعيين فمابالك بغيرهم ، لك الحق أن تنشر ولهم الحق أن يقرأو ، ولكني سأصاب اليوم بالدوار من مقدار الجهل الذي يسكن التعليقات التي قرأت ، علما أنني لم أستطع إكمال جميعها خوفا من السكتة القلبية أو الجلطة الدماغية ، يا أهل الفكر : إرتقوا فإن القاع ازدحم وأنتم تعرفون بمن ازدحم .

81 – حسين 1492 ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
2
غير معجب تعقيب

اسمحلي بصح تبان رئيس تاع خرطوفستان ولا هداك السيكتور روح تبيع زالاميط داير فيترينا تاع الخواتم واقيلا انت منهم اصحاب العماءم السود

82 – MOUNIR ـ (algeria)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

اذا غابت الأكباش أكبش ياعلوش والله مهزلة كل لما خلق له فلماذا هذا التعدي . يا سيدي كما يقولوا العجايز الرياسة ماطاحتش عليك….

83 – salim ـ (alg)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

اكتشفت ان هتاك شعراء كثر في الجزائر .يافرحتي .يافرحتي بابناء بلدتي

84 – قسنطينة ـ (الجزائر)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

هي قصيدة قالها حول مهزلة الإنتخابات يسخر بها من الذين ترشحوا إلى حد الساعة وعددهم 72على رأسهم الروائي المفرنس”ياسمينه خضره”،هو شاعر قبل كل شيء شديد التأثر والحساسية في بلد كل شيء فيه حساسيات و تناقض وفوضى حتى مؤسسة الرئاسة لم تسلم من المهازل والمساخر.
عيسى لحيلح كتب شعرا قبل ثلاثين سنة وتلاها بمسرحيات،وكان عضوا بارزا في FIS،و لم تمنعه سنوات الألم في جبال الشقفة من تخطيط روايته الأولى”كراَّف الخطايا” و هو يقاسم أصحابه من الفارين بدينهم أحلامهم و مآسيهم،ثم أعقبها بالجزء الثاني بعد عودته إلى السهل

85 – كوكو ـ (سطيف)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

السلام عليكم ورحمة الله.اما بعد يااخي يحسن لسانك هاذا هو الحق حب من حب او كره من كره الاقتصاد الجزائري في مشكلة كبيرة اذا لم نجتهد الان ما دام العالم في ازمة اقتصادية مند 2008 و الحل الوحيد هو كم قال الاخ المحترم الفلاحة تربية المواشي و الادوية و الصناعة هما الاشياء الاساسية لتنمية البلاد. و البلد الذي لا يغطي احتياجاة الاغدية بالنسبة الاولى لا يتطور ابدا في المجالاة الاخرى و الله اذا لم نستيقظ الان و نعمل بجهد سنندم على الوقت الضائع والا تنسوا الصلاة هي الاساس و شكرا

86 – morad mezan ـ (london)
2014/01/29

معجب
0
غير معجب تعقيب

عيسى لحيلح شاعر وقد كان عنوان القصيدة مخادعا فعلا جعلنا نعتقد ان عيسى قدم اوراق الترشح لكنه في النهاية عبر عن هموم وهواجس وقد اجاد فعلا

87 – الجيلالي سرايري ـ (الجزائر)
2014/01/29

عندما يصبح العبث بالمؤسسات ضرورة وطنية؟!


الاثنين 27 جانفي 2014 يكتبها: سعد بوعقبة

قال عبد القادر بن صالح “إن ترشيح بوتفليقة لعهدة رابعة أصبح ضرورة وطنية”! لا تستغربوا أبدا أن يصدر هذا الكلام على لسان رئيس حزب يقوم بالدعوة إلى ترشيح رئيس حزب آخر.. على اعتبار أن ما قاله سعداني من أن بوتفليقة هو رئيس حزب الأفالان وبالتالي يرشحه لعهدة رابعة.!رئيس حزب يرشح رئيس حزب آخر للرئاسة ظاهرة سياسية لا تحدث إلا في الجزائر..! لأن أبجديات الأحزاب والممارسة السياسية لا توجد أصلا في الجزائر.كل الناس تتذكر كيف “عفس” بوتفليقة على الدستور وقيم وقوانين الشعب والجمهورية، حين أمر عبد القادر بن صالح النائب في المجلس الشعبي الوطني عن وهران، أمره بالاستقالة.. فاستقال وعينه في الثلث الرئاسي في مجلس الأمة ثم ينتخب بالانتخاب الموجه رئيسا لمجلس الأمة.! فالذي يستقيل من النيابة ويضرب عرض الحائط بإرادة الشعب يكافأ ويعين رئيسا لمجلس الأمة، هذه هي الأخلاقيات السياسية والقانونية التي رأى عبد القادر بن صالح أنها أصبحت ضرورة وطنية؟!نعم قد يكون بن صالح على حق فالعبث بالمؤسسات الدستورية للبلاد أصبح ضرورة وطنية لمواصلة الحكم بهذه الصورة البائسة.. صورة مرشحين للرئاسيات يعرفون مسبقا أنهم أرانب.. ومرشحين آخرين يدركون أنهم لا حظ لهم سوى الحصول على وثائق الترشح لإعادة بيعها في السوق السوداء لأصحاب الشكارة.! لأن المعركة لم تعد حول من يكون رئيسا بل المعركة حول من تسمح له السلطة بأن يجمع التوقيعات ويضع في ملف سيرته الذاتية عبارة “مرشح للرئاسيات”!لو كان بن صالح صادقا مع نفسه ومع حزبه ومع الشعب لقال إنه يرشح الرئيس لعهدة رابعة ليرشح هو بدوره من يحكم الجزائر باسم الرئيس في السنوات الخمس القادمة؟!هل الضرورة الوطنية التي يتحدث عنها سي عبد القادر هي أن الرئيس بوتفليقة أوصل البلاد إلى حالة سياسة لا يوجد فيها غيره ليكون رئيسا للجزائر؟! هل هذه من أهم الإنجازات التي أنجزها بوتفليقة وأصبح يستحق عليها عهدة رابعة؟!الأفالان البائسة سياسيا تبرر التطبيل للعهدة الرابعة بكون الرئيس هو رئيس الأفالان؟! فهل الرئيس هو أيضا رئيس الأرندي؟! ورئيس كل الأحزاب الاعتلافية والمجهرية والانتهازية..؟! هل الجزائر في حاجة إلى هذه الصورة الكاريكاتورية لممارسة التعددية
السياسية؟! إنني تعبان فعلا. – See more at: http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/382425.html#sthash.xjRx9WUr.dpuf

الزنبقة السوداء….للكاتب الكسندر دوما…


1507376_10201416708321817_1078439508_o
أحسن بوشة
عندما كنت صغيرا كنت اقطف ازهار النرجس البيضاء للاحتفال بقدوم فصل الربيع،وكنت اقطف ازهار النوارة الحمراء من الحقول وابيعها في السوق.سنوات بعدها اصبحت شغوفا بالمطالعة،ذات يوم وضعت يدي على كتاب الزنبقة السوداء للكاتب العالمي الكسندر دوما،قراته واعدته عدة مرات،ويحكي قصة مزارع هولندي نجح في تهجين بدور الزنبق وانبت زنبقة فريدة هي الزنبقة السوداء….
ولكن جاره الحسود اسحاق اخبر رئيس الشرطة بان كورنيلبوس خائن لانه من انصار لويس الرابع عشر ويعمل ضد ويليام اورانج،وترافق ذلك مع مقتل قريب لكورنيليوس بتهمة الخيانة….كان ذلك سنة 1670 فالقي به في السجن في مدينة هارلم خارج امستردام لكنه هرب البذرة في جيبه
وزرعها في السجن بمساعدة روزا ابنت السجان التي وقعت في حبه….كنت قصة شيقة تبعث الخيال في راس القاريء!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت الايام منذ قراءتي للقصة وبعد عشرين عاما كنت امضي اياما في امستردام مستمتعا بالمدينة وقنواتها ومتاحفها،خاصة متحف فانغوخ،ذات امسية تذكرت قصة الزنبقة السوداء ومدينة هارلم وسجنها وكورنيليوس والزنبقة السوداء…في الغد اخذت القطار متوجها الى هارلم،والقطار ينساب بهدوء في الريف الهولندي الجميل مرت في خيالي قصة الزنبقة السوداء،خاصة عند دخول القطار الى المدينة وتخيلت هارلم القرن السابع عشر وكل احداث القصة.كم كان جميلا ان تتجول هناك وسط حذائق الزنبق وتسال عن كورنيليوس وروزا وعن سجن loewestein القديم…كان اشبه بحلم تحقق من ذكريات قصة قراتها في حقول وجبال جيجل الى هارلم موطن القصة وابطالها،ومن النرجس بيرللي الشمال القسنطيني الى ازهار الزنبق في موطنه هولندا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وحتى تكتمل القصة أذكر بالنهاية السعيدة لقصة الزنبقة السوداء,فقد تمكن كورنيليوس من تسليم البذرة الى روزا واعتنت بها حتى أنبتت زنبقة سوداء رائعة….وآه نسيت أن أذكر بأن الامير وليام خصص مئة الف خولدر لمن ينبت زنبقة سوداء….ونسيت أن أذكر بأن كورنوليوس كان محكوم عليه بالإعدام,غير أن النهاية كانت سعيدة حيث عرف الامير الحقيقة وأطلق سراحه وزوجه روزا واعطاهما الجائزة ..

اما آن الاوان لهذا الشعب ان يكون مسؤولا؟


أحسن بوشة

1528755_10201376000264141_167683682_n

راينا منذ سنوات كيف ان الرئيس بوتفليقة وزمرته قد تلاعبوا واكلوا الثور الابيض الدستور،غيروه وخربشوه كما ارادوا بواسطة مجموعة من القانونيين الانتهازيين،لو وقف الشعب يومها ضد سرقة عهدة اخرى لكانت سابقة حميدة ولما وقعنا في مسخرة مرض الرئيس ومهزلة الهردة الرابعة.
اليوم نرى مايسمى بالمعارضة تطالب وتندد وتشجب وتهدد،ونرى مايسمى بالموالاة تبندر وتهرج وتشيت،كل هذا وجماعة لوح وبلعيز ومدلسي تحشد ادوات التزوير لتمرير المخلوق الذي توافق عليه العلبة الخائنة كرئيس لجمهورية تبييض الاموال وتهريبها.
فماذا ستفعل هاته المعارضة والحال هكذا؟ هل ستتظاهر كما يفعلون في اوكرانيا او تايلاند،التظاهر حق دستوري وليس خيانة وطنية كما تخوف السلطة الناس بذلك،التظاهر هو من يرغم السلطة على تغيير قوانين الانتخاب والاحزاب نحو الاحسن لعل الله يبعث لهاته الامة مهاتير او اردوغان جزائري.
لكن اقصى ما تفعله هاته المعارضة، قسم سيقاطع الانتخابات وقسم سيشارك على طمع واستحياء،في كلتا الحالتين فما يفعلوه هو لاحدث بالنسبة للسلطة،وستمضي في خطتها وتصنع رئيسها،مومياءا او فرعونا جديدا.
اما الشعب الضحية الاول فقسم معتلف انتهازي يقبل بالفتات سبنتخب،وقسم سيعارض وينتخب على بعض الارانب وعلى بعض المترشحين النزهاء من ابناء النظام السابقين كبن بيتور او حمروش او بن فليس وسيتحصلون على عشر الاصوات في احسن حال،اما الغالبية الصامتة من الشعب فستعزف سمفونية البقاء في البيت وخللي لبلاد يديها الواد!
وستمر خمس وخمس وخمس والبلد متقوقع والشعب يشتم ويشقى من اجل خبزة موسخة،واللصوص تنهب وتنهب وتغني احبك ياوطني….وسيكتب التاريخ ذات يوم ان عصرنا هذا هو عصر الجبناء واللصوص،عصر الانحطاط.

رئاسيات العسكر والبقارة!


imagesO5YV1FF5

يرحم والديكوم واش من إنتخابات رئاسية، سموها سرقة أو مهزلة رئاسية,رئيس مقعد ولا يتكلم وعشرات المرشحين بدون برامج،وأقل من ثلاثة اشهر تفصلنا على عرض الكوميديا الباهتة!

هل مازال من يعتقد فعلا ان العلبة السوداء ستسمح فعلا بوصول بن فليس او بن بيتور, أو مرشح توافقي من خارج العسكر او من خارج احزاب التعالف الرئاسي الحالية الى الرئاسة ببرنامج خاص به يلبي الطموحات المشروعة للشعب؟

ما أعرفه أن الجزائر لا زالت قابعة تحت حكم إنقلاب 92 ولازالت مصالح الإنقلابيين محفوظة،بل دخل في الشراكة معهم جيش كبير من رجال المال الفاسد وألاف لمشامشية٬هؤلاء جميعا يريدون بقاء دولة البقرة الحلوب,الجزائر أصبحت تعيش أزمة حقيقية او صلها اليها انقلاب 92 وبوتفليقة…وهي تقاطع حقوق الشعب ومصالح السلطة ,ولامخرج الا بالصدام الآجل أو العاجل.
إن الزمر المسيطرة على الثروة سيختلفون ظاهريا ويتسابقون الى الكرسي ,لكن احدهم سيعين في اخر الأمر لحفظ المصالح…إن الداخلية والعدل والدستوري كلهم ادوات العلبة السوداء,وسيغربلون كل رجل ذو طموح لمنعه من تهديد مصالحهم.

ومادام الحال هكذا فالفساد باق كذلك…لأن الفساد هو الشريان المغذي للنظام الجزائري الآن.

أحسن بوشة‏‏.

ترقية الطالب الجزائري والجامعة الجزائرية !


1555373_795023543845809_1482034671_n

صدقوني دائما يؤرقني نفس السؤال….
كيف السبيل الى ترقية الطالب الجزائري والجامعة الجزائرية ليلعبا دورا في تنمية اقتصاد البلد وبناء مستقبلها،ترقية الطالب يعني تحفيزه للاقبال على البحث العلمي…والابداع ووضع مشاريع صغيرة يتابعها وينميها….أو تأهيله لإمداد التجارة والصناعة والزراعة والخدمات بإطارات شابة وكفوءة .
وعندما ابحث عن الاجابة تمر امام عيني اطباق الاكل الرديئة المقدمة للطالب, والاكتضاض في المدرجات ,ونوعية الدروس ,والمكتبة والبيت ،وحتى مرحاض جامعي نظيف هو مغبون فيه…..فتحجب شمس الابداع والتطور.
وعندما أحدق في الافق وفي مستقبل هذا الطالب لا ارى الا الظلام والحفر،بقار موسخ يوظف الطالب كحمال،موظف اداري يفرز اكواما من طلبات التشغيل البريكولاجي لا ضمان ولا مستقبل مجرد دريهمات تلقى للمسكين الذي ضحى بربع قرن من حياته للدراسة،او حائط ينتظر من يتكيء عليه من جيوش البطالة…لا بحث علمي ولا ابداع ولا نجاح،لقد صادرت الرداءة كل اتقان واحسان في هذا البلد البئيس.

سألت مرة صديقا كان مديرا لإحدى الجامعات تخرج خمسة آلاف سنويا,سألته عن عدد البحوث العلمية التي تنشرها جامعته في المؤسسات والمجلات العلمية الدولية…فكان جوابه انها لا تتعدى عدد أصابع اليد سنويا….وعيش تسمع.
وهنا لابد من طرح السؤال هل بنينا خمسين جامعة لتكيون جيوش الدرك والبوليس وخدام البقارة وموظفين مؤقتين وبطالة؟اين هي خلق الثروة التي يتكلم عنها المهرج سلال؟

أحسن بوشة

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑